Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عُلماء يحسبون مقدار الضوء النجمي الذي أنتجه الكون

'لم يتم القيام بهذا من قبل'

عالم الفيزياء الفلكية في جامعة كليمسون ماركو أجيلو يستمتع بإطلالة رائعة على النجوم في 20 نوفمبر في مختبر كليمسون (بيت مارتن / جامعة كليمسون)

قام العلماء باحتساب كمية الضوء النجمي التي أنتجها الكون حتى الآن. ويمكن لهذه الإجابة - التي يمكن ترجمتها بصورة تقريبية إلى كمية هائلة جداً - أن تلقي الضوء على بعض أعمق ألغاز الكون.
بدأت النجوم بالتشكل بعد وقت قصير من نشوء كوننا، قبل حوالي 14 مليار سنة. ومنذ ذلك الحين، أصبح الكون أكثر كفاءة في إنشاء النجوم، حيث تم إنشاء نحو تريليون تريليون من النجوم التي تسبح في تريليوني مجرة.
واليوم توصل العلماء وللمرة الأولى إلى كيفية تشكل هذه النجوم ومقدار الضوء الذي بعثته خلال تلك الفترة الزمنية الشاسعة. وقاموا بذلك عن طريق استخدام بيانات من مرصد فيرمي الفضائي لأشعة غاما التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، الذي يستطيع إعطاء صورة عن الضوء الذي يحوم بعمق في الكون.
يقول مؤلف الدراسة، عالم الفيزياء الفلكية ماركو أجيلو: "في إنجاز غير مسبوق، تمكنّا من حساب كامل مقدار الضوء المُنتج عبر التاريخ باستخدام بيانات منظار فيرمي." وأضاف: "إن معظم هذا الضوء ينبعث من نجوم تعيش في المجرات، لذا يوفر لنا ذلك فهماً أفضل لعملية تطور النجوم ويُعطينا تفاصيل خلابة عن كيفية إنتاج الكون لمحتواه الضوئي."


وقد تمكن العلماء بواسطة هذه الحسابات من التوصل إلى العدد الكلي للفوتونات المنبعثة  في أي وقت مضى. لكن صياغة الرقم الذي توصل له العلماء صعب جداً. أحد أسباب ذلك هو أن الرقم يعتمد على الكثير من المتغيرات كما أنه من الصعب كتابته بسبب وجود العديد من الأصفار. على كل حال، يمكن القول أن الناتج النهائي هو رقم 4 متبوعاً بـ 85 صفراً.  
على الرغم من هذا الكم الهائل من الضوء المنبعث، فإن القليل جداً منه يصل إلينا بخلاف الضوء الذي نراه من شمسنا ومجرتنا. 
يمكننا مقارنة كمية الضوء التي تصل إلينا من الكون بالنظر إلى مصباح قدرته 60 واط في ظلام حالك ومن مسافة ميلين ونصف تقريباً. ويعود ذلك لسعة الكون وبعده الشديدين. لكن منظار فيرمي أتاح للباحثين فرصة النظر إلى دوامة الضوء الصادرة عن النجوم وبالتالي إجراء حسابات لقياس كمية الضوء الممتصّة لمعرفة كمية الضوء التي كانت موجودة دائماً.
وسيتيح هذا الاكتشاف الجديد للعلماء إلقاء نظرة على بدايات الكون الأولى. ويقول أجيلو: "تعد أول مليار سنة من تاريخ كوننا فترة مثيرةً للاهتمام للغاية لم تتمكن الأقمار الصناعية الحالية من فحصها بعد." وتابع: "مقياسنا هذا سيمكننا من إلقاء نظرة داخلها، فربما يوماً ما سنجد طريقة للنظر بعيداً إلى الوراء حتى الانفجار العظيم. هذا هو هدفنا المطلق."  
 

© The Independent

المزيد من علوم