Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جمع بين قوة العسكرية ودهاء السياسة... الفيليبين تودع فيدل راموس

قاد البلاد خلال فترة نادرة من النمو والسلام ورحل عن 94 سنة

شغل راموس منصب وزير الدفاع في أول حكومة ما بعد الديكتاتورية بقيادة كورازون أكينو (أ ف ب)

توفي الرئيس الفيليبيني الأسبق فيدل راموس، الذي قاد البلاد خلال فترة نادرة من النمو والسلام، الأحد 31 يوليو (تموز)، عن 94 سنة، بحسب ما أعلن مسؤولون كبار.

وتولى راموس، الذي لقبه الفيليبينيون بـ"إيدي"، رئاسة البلاد بين عامي 1992 و1998.

وقالت تريكسي كروز أنجليس السكرتيرة الإعلامية للرئيس فرديناند ماركوس جونيور، نجل الديكتاتور الراحل الذي تولى مهامه الشهر الماضي، "ببالغ الحزن تبلغنا وفاة الرئيس الأسبق فيدل راموس".

وأضافت "ترك وراءه إرثاً مميزاً في التاريخ لمشاركته في التغييرات الكبرى في بلادنا ضابطاً عسكرياً ورئيساً تنفيذياً على حد سواء".

ركن من أركان الديمقراطية

ويتوقع أن تصدر أسرة فيدل راموس بياناً في وقت لاحق الأحد، ولم يتم الإعلان بعد عن سبب الوفاة.

وقدم وفد الاتحاد الأوروبي لدى الفيليبين التعازي، واصفاً الراحل بأنه "رجل دولة مخلص" و"ركن من أركان الديمقراطية".

كان فيدل راموس أول بروتستانتي يتولى الرئاسة في هذا البلد ذي الغالبية الكاثوليكية، على الرغم من معارضة بعض أعضاء الكنيسة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 كان راموس مقاتلاً في حربي كوريا وفيتنام وتمكن من البقاء على الساحة السياسية على الرغم من الدور الأمني الرفيع الذي لعبه خلال فترة حكم فرديناند ماركوس الأب الديكتاتورية، بل إنه فاز في التصويت على شغل أعلى منصب في البلاد.

وأصبح راموس بطلاً بالنسبة لكثيرين لانشقاقه عن حكومة ماركوس، إذ قاد قوة الشرطة الوطنية مما أدى إلى سقوط الديكتاتور خلال الانتفاضة الشعبية عام 1986 على حكمه. ومع ذلك، فلن يغفر آخرون له أو ينسوا دوره في تطبيق الأحكام العرفية في ظل نظام ماركوس.

وفاز راموس، الذي اشتهر في السنوات الأخيرة بحمله سيجارا غير مشتعل، بفارق ضئيل في انتخابات عام 1992 ليحل محل زعيمة الثورة الفلبينية كورازون أكينو التي أطاحت بماركوس. وعلى الرغم من حصوله على أقل من 23 في المئة من الأصوات، حصل راموس سريعاً بعد ذلك على دعم نسبته 66 في المئة واشتهرت رئاسته بأنها كانت فترة يعمها السلام والاستقرار والنمو.

"أحد أفراد الأسرة"

وقال فرديناند ماركوس الابن، نجل ماركوس والرئيس المنتخب حديثا، في بيان "أسرتنا تشارك الشعب الفلبيني حزنه في هذا اليوم الحزين. لم نفقد فقط زعيماً جيداً، لكننا فقدنا أيضاً أحد أفراد الأسرة". وتابع "سيظل إرث رئاسته موضع اعتزاز دائماً وسيبقى راسخاً إلى الأبد في قلوب أمتنا الممتنة لما فعل وقدم".

والتحق راموس بالأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت وقاتل في الحرب الكورية في الخمسينيات كقائد فصيلة. كما خدم في أواخر الستينيات في فيتنام قائدا لمجموعة العمل المدني الفلبينية.

وتقلد راموس جميع رتب الجيش الفيليبيني من ملازم ثان إلى القائد الأعلى. ولم يفقد قوته العسكرية وتفاخر مرات عدة قائلاً "راموس لا يشغل وظائف ناعمة".

وأصبح نجل الدبلوماسي السابق الزعيم الوحيد من الطائفة الميثودية الذي يرأس الدولة ذات الأغلبية من الروم الكاثوليك. وفتحت إدارته، التي استمرت ست سنوات، اقتصاد البلاد أمام الاستثمار الأجنبي من خلال سياسات التحرير ورفع القيود.

نهاية الاحتكار

أنهى راموس الاحتكار في قطاعي النقل والاتصالات وأعاد إصلاح قطاع الكهرباء المتعثر من خلال الصلاحيات الخاصة التي منحها له البرلمان ووضع حدا لانقطاع التيار الكهربائي في البلاد لمدة 12 ساعة.

وانتعش الاقتصاد خلال فترة حكمه وانخفضت معدلات الفقر إلى 31 في المئة من 39 في المئة بعد تطبيق جدل أعماله الخاص للإصلاح الاجتماعي.

السلام مع "أعداء الدولة"

وقاتل راموس الجناحين اليميني واليساري والمتمردين الإسلاميين خلال فترة وجوده في الجيش، لكنه عقد فيما بعد محادثات سلام مع جميع "أعداء الدولة" ومن بينهم الجنود المارقون الذين حاولوا نحو عشر مرات إسقاط أكينو خلال فترة ولايتها.

ووقع اتفاق سلام مع الانفصاليين الإسلاميين من جبهة مورو الإسلامية للتحرير الوطني في عام 1996 ونجح في تقليص عدد المتمردين بقيادة الماويين إلى أكثر من 5400 متمرد من 25 ألفاً في أوائل عام 1986.

وكان راموس قائداً دؤوباً على العمل يقوم بمهام متعددة كما كان رياضياً يمارس الجولف ويركض خلف الكرة في الوقت نفسه عندما كان قائداً للجيش.

ظل راموس فاعلاً سياسياً حتى بعد ترك الرئاسة، ونشطاً في الحزب الذي أسسه، وكان من بين أوائل السياسيين البارزين الذين حثوا عمدة دافاو آنذاك رودريغو دوتيرتي على الترشح للرئاسة، وهو ما فعله بنجاح في عام 2016.

خدم راموس لفترة وجيزة كمبعوث خاص للرئيس السابق دوتيرتي إلى الصين، لكنه قال لاحقاً إن حكومة الزعيم المثير للجدل كانت "خيبة أمل كبيرة".

أبرز المؤثرين في تاريخ الفيليبين

فيدل راموس أحد أبرز المؤثرين في تاريخ الفيليبين، ويحسب له الفضل في إنهاء الديكتاتورية. ولد في مدينة لينجاين شمال العاصمة مانيلا في 18 مارس (آذار) 1928، وكان والده صحافياً ومحامياً وعضواً في الكونغرس الفيليبيني، ومبعوثاً إبان الحرب إلى تايوان، ووزير خارجية في حكومة الديكتاتور ماركوس.

تخرج راموس في ويست بوينت الأميركية عام 1950، وحصل على درجة الماجستير في الهندسة المدنية من جامعة إلينوي الأميركية، ودرجات أخرى في إدارة الأعمال والدفاع الوطني من الجامعات الفيليبينية.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات