Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحرائق تسببت بما يعادل الانبعاثات الحرارية السنوية في إستونيا

الانبعاثات توازي أيضاً تلك التي تنبعث من رحلات جوية لنحو 11 مليون تذكرة ذهاب من لندن إلى نيويورك

رجل إطفاء تكتيكي يشعل النيران لإحراق قطعة أرض بينما يحاول رجال الإطفاء منع انتشار الحريق بسبب تغير الرياح، أثناء محاربة حريق غابة بالقرب من لوشات في جيروند، جنوب غرب فرنسا (أ ف ب عبر غيتي)

تسبّبت حرائق الغابات التي اندلعت في مختلف أنحاء أوروبا خلال موجة الحرّ التي رفعت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، في إطلاق الكمية نفسها تقريباً من ثاني أوكسيد الكربون التي تنبعث سنوياً من إستونيا.

وبحسب آخر البيانات الصادرة عن خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الغلاف الجوّي المموّلة من الاتّحاد الأوروبي، فقد أدّت حرائق الغابات في كلٍّ من المملكة المتّحدة وفرنسا وإسبانيا والبرتغال، في الفترة الممتّدة بين 8 و11 يوليو (تموز) الحالي، إلى إطلاق نحو 11 مليون طن من غازات الدفيئة التي تسبّب باحترار الأرض. 

ووفقاً لأطلس الكربون العالمي، وهو مشروع يرصد بيانات الكربون في كل بقاع الأرض، فإن هذه الكمية من انبعاثات غازات الكربون توازي تقريباً الانبعاثات السنوية التي أطلقتها إستونيا في العام 2020.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعادل هذه الانبعاثات أيضاً تلك التي تطلقها رحلاتٌ جوّية لنحو 11 مليون تذكرة ذهاب من لندن إلى نيويورك، التي ينبعث منها حوالى ألف كيلوغرام من ثاني أوكسيد الكربون في الرحلة الواحدة.

 

وفي مقارنةٍ مع المملكة المتّحدة، بلغت الانبعاثات السنوية منها لغاز ثاني أوكسيد الكربون العام 2020، قرابة 330 مليون طن.

ولفهم تأثير حرائق الغابات هذه السنة، التي تفاقمت نتيجة موجة الحرارة الشديدة، قامت صحيفة "اندبندنت" بتحليل بيانات الانبعاثات الحرارية لأيام هذا الشهر فقط، فتبيّن لها أن الناتج كان أعلى بكثير من المتوسّط اليومي في الفترة الممتدّة ما بين العام 2003 والعام 2021.

وأطلقت الحرائق في إسبانيا أعلى انبعاثاتٍ بلغت نحو 6.4 مليون طن من غازات الدفيئة في الفترة الممتدّة بين 11 و21 يوليو. وأنتجت حرائق البرتغال بين 8 و21 من الشهر الحالي نحو 2.8 مليون طن، فيما تسبّبت الحرائق في فرنسا بضخّ قرابة 1.8 مليون طن من الانبعاثات في الغلاف الجوّي، في الفترة الممتدّة ما بين 12 و20 يوليو.

وكانت انبعاثات غازات الدفيئة من حرائق المملكة المتّحدة هي الأقل من حيث الكمية، بحيث قاربت 7 آلاف طن في أكثر الأيام حرارةً على الإطلاق الذي تمّ تسجيله، وهو يوم 19 يوليو.

ويؤمل أن يتخلّص الغلاف الجوّي للأرض في المستقبل من غازات الكربون في المواقع المتأثّرة بالحرائق بمجرّد عودة النباتات إلى النمو فيها.

واستناداً إلى بول هيدلي المسؤول عن حرائق الغابات في المجلس الوطني لرؤساء الإطفاء فإنه يُعتقد أن عدد حرائق الغابات والمنازل والشركات المدمّرة في المملكة المتّحدة ليوم واحد، بلغ عتبةً غير مسبوقة.

لم يتم بعد مسح العدد الدقيق للحرائق، لكن بيانات المجلس الوطني لرؤساء الإطفاء أظهرت أن النيران التهمت ما يناهز 60 عقاراً في كلٍّ من لندن ونورفولك ولينكولنشير. ورأى السيّد هيدلي أنه في حين أن هذه ليست المرّة الأولى التي تدمّر فيها حرائق الغابات ممتلكات، فإنه من "النادر جدّاً" حدوث ذلك.

 

ومن جهتها، أكّدت فرقة الإطفاء في لندن أن الأيام الأخيرة كانت الأكثر ازدحاماً على مستوى عمليّاتها منذ الحرب العالمية الثانية. وأعلنت في المقابل 14 خدمة إطفاء عن وقوع حوادث كبرى في مختلف أنحاء البلاد، وفقاً لحجم المكالمات الواردة على خطّ الطوارئ والطلب على خدماتها.

هيدلي أقرّ لصحيفة "اندبندنت" بأن ما حصل هو "غير مسبوق على الإطلاق". وقال: "لم أرَ أبداً حرائق بحجم وشدّة تلك التي شاهدناها يوم الثلاثاء".

وأوضح المسؤول عن حرائق الغابات في المجلس الوطني لرؤساء الإطفاء، أن المناطق الأكثر عرضةً للخطر كانت تلك الموجودة على تقاطع ما بين المساحات الريفية والمناطق الحضرية. وأضاف أنه بينما كان يتوقّع درجات حرارة كتلك التي سُجّلت في التاسع عشر من الشهر الحالي في المستقبل، نتيجة ارتفاع درجات حرارة الأرض، إلا أنه لم يكن يتوقّع حدوثها في السنة 2022.

وبلغت الحرارة للمرّة الأولى في المملكة المتّحدة عتبة 40 درجةً مئوية يوم الثلاثاء، متجاوزةً الرقم القياسي السابق بنحو 1.6 درجة مئوية. وأوضح مكتب الأرصاد الجوّية أن الحرارة الشديدة كانت أكثر كثافةً وانتشاراً من موجات الحرّ السابقة، بحيث أن 46 محطّة رصدٍ للطقس، سجّلت درجات حرارة تفوق المستوى الأعلى السابق في البلاد الذي كان 38.7 درجة مئوية.

ومن المعلومٌ أن علماء المناخ لطالما نبّهوا إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري تجعل موجات الحرّ في جميع أنحاء المملكة المتّحدة وأوروبا، أطول من حيث المدّة، وأكثر سخونة، ووقوعها أكثر احتمالاً.

وقال بول هيدلي: "على الرغم من أننا توقّعنا حصول ذلك، فقد كنتُ أعتقد أنا وزملائي في فريق حرائق الغابات التابع للمجلس الوطني لرؤساء الإطفاء، أن أمامنا فرصة بضع سنوات على الأقل، تمكّننا من مواصلة الاستعدادات، قبل أن نواجه الواقع الذي وصلنا إليه يوم الثلاثاء في المملكة المتّحدة. سنعاود الآن تقييم خططنا وما يمكننا القيام به، كي نكون مستعدّين بشكل أفضل من الآن".

وستشمل الإجراءات تأهيل الأراضي وإعدادها على نحوٍ تكون أكثر قدرةً على مواجهة حرائق الغابات، من خلال إنشاء مزيدٍ من المناطق العازلة للحرائق في المساحات المزروعة بالنباتات، وإعادة الاعتماد على المواشي لرعي العشب القابل للاشتعال. وأوضح أن ذلك يعني أيضاً بذل جهودٍ إضافية لزيادة التوعية بين الناس في ما يتعلّق بالتهديدات التي تمثّلها حرائق الغابات.

إشارة أخيراً إلى أنه إضافةً إلى التأثير المدمّر لحرائق الغابات على الكوكب، فهي تطلق العنان للتلوّث الذي يمكن أن يسبّب أمراضاً كالربو وأمراض القلب. وقد ألحقت موجة الحرّ حتى الآن أضراراً بالطبقة السطحية من الأوزون في أنحاء من أوروبا "بمعدّلاتٍ غير صحّية". وفي وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع، اضطُرت فرقة الروك الأميركية "بيرل جام" إلى إلغاء حفلةٍ لها في فيينا، عازيةً السبب إلى تضرّر حلق مغنّيها بسبب "الحرارة والغبار والأدخنة" الناجمة عن الحرائق الأوروبية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة