Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يواصل الصعود مع تزايد مخاوف شح الإمدادات

"برنت" يرتفع لليوم الثاني مقترباً من 107 دولارات للبرميل

ارتفاع أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي  (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي وسط إشارات إلى أن شح الإمدادات في السوق يطغى على مخاوف الركود الاقتصادي. وتلقت أسعار الخام دعماً من تجدد مخاوف في شأن نقص الإمدادات وزيادة الطلب بعد إعلان موسكو خفض إمدادات الغاز لأوروبا عبر خط "نورد ستريم1"، وهو ما قد ينسحب على قيام المستهلكين الأوروبيين باستبدال واردات الغاز بالمنتجات الروسية النفطية.

وبحلول الساعة 11:15 صباحاً بتوقيت غرينتش، زاد سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم سبتمبر (أيلول) 1.75 دولار، أو ما يعادل 1.7 في المئة، مسجلاً 106.90 دولار للبرميل بعد أن قفز 1.9 في المئة خلال جلسة أمس الإثنين.

كما صعد سعر العقود الآجلة لخام "غرب تكساس" الوسيط تسليم سبتمبر 1.81 دولار أو ما يعادل 1.9 في المئة، معاوداً الصعود قرب مستوى 100 دولار إلى 98.51 دولار للبرميل، بعد أن ربح أكثر من اثنين في المئة خلال الجلسة السابقة، إذ يخشى بعضهم من أن الطلب على الوقود قد يضعف إذا رفع مجلس الاحتياط الاتحادي أسعار الفائدة الأميركية بوتيرة قوية. وكانت العقود الآجلة للنفط الخام متقلبة هذا الشهر وتتأرجح في نطاق 15 دولاراً منذ الخامس من يوليو (تموز).

واتسعت الفجوة بين خام "برنت" القياسي وخام "غرب تكساس" الوسيط إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو (حزيران) 2019، إذ يلقي انخفاض الطلب على البنزين في الولايات المتحدة بثقله على الخام الأميركي بينما يدعم نقص المعروض خام "برنت".

"نورد ستريم1"

وقلصت روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا أمس بعد أن قالت شركة "غازبروم" إن الإمدادات عبر خط أنابيب "نورد ستريم1" إلى ألمانيا ستنخفض إلى 20 في المئة فقط من طاقته.

وتقليص روسيا للإمدادات سيجعل الدول غير قادرة على تحقيق أهدافها لإعادة ملء مخزون الغاز الطبيعي قبل فترة زيادة الطلب في الشتاء.

وتواجه ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، احتمال تقنين الغاز للصناعة للحفاظ على التدفئة لمواطنيها خلال أشهر الشتاء،

وقد يدفع هذا المستخدمين النهائيين لمبادلة الغاز بمنتجات نفطية، بخاصة الديزل، لكن هذا ينطوي أيضاً على أخطار لأن روسيا تزود المنطقة بمعظم وقود الديزل، ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار للسائقين الذين يعتمدون على الوقود.

التحول إلى النفط

وقال المدير العام للبحوث في شركة "نيسان" للأوراق المالية هيرويوكي كيكوكاوا، إن "ارتفاع أسعار الغاز الناجم عن تقليص الإمدادات الروسية قد يزيد التحول من الغاز إلى النفط ويدعم أسعار الخام"، بحسب وكالة "رويترز".

وتعطلت إمدادات النفط الخام والمنتجات النفطية والغاز لأوروبا بسبب العقوبات الغربية وخلافات مع روسيا حول الدفع منذ حربها على أوكرانيا في الـ 24 من فبراير (شباط)، والتي تصفها موسكو بأنها "عملية عسكرية خاصة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال كيكوكاوا إنه "من المرجح أن تستمر لعبة شد الحبل بين المخاوف في شأن ضعف الطلب بسبب التباطؤ الاقتصادي وسط ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، ومخاوف من أخطار العرض بسبب الصراع الروسي - الأوكراني المطول بعض الوقت، وهو ما يدعم النفط في نطاق 100 دولار للبرميل".

ومع ذلك فقد فرض انخفاض الطلب بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام والوقود أخيراً، وتوقع زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ضغوطاً على الأسعار.

إمدادات محدودة

وذكر بنك الاستثمار الأميركي "مورغان ستانلي" أن إمدادات السوق لا تزال محدودة، على الرغم من أنه قلص توقعاته لأسعار النفط هذا العام وحتى عام 2023، مشيراً إلى توقعات بانخفاض الطلب.

وقال رئيس استراتيجية السلع في "أي إن جي غروب" وارن باترسون إن هناك مشكلات إمداد واضحة تواجه السوق، فيما يتعامل المستثمرون مع حال كبيرة من عدم اليقين ويحاولون إيجاد الاتجاه، وفقاً لـ "بلومبيرغ".

أسعار الفائدة

ويرى نائب رئيس التعاملات في "بي أو كيه فايننشال" دينيس كيسلر أن "الاقتصادين الأميركي والأوروبي يتباطآن، ومع توقعات بأن يرفع مجلس الاحتياط الاتحادي أسعار الفائدة مجدداً هذا الأسبوع فإن المتعاملين يبقون حذرين للغاية"، وفقاً لوكالة "رويترز".

وأشار مسؤولو مجلس الاحتياط الاتحادي إلى أن المركزي الأميركي سيرفع على الأرجح أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال اجتماعه الذي يبدأ اليوم وينتهي غداً الأربعاء، 27 يوليو، الأمر الذي يزيد جاذبية العملة الأميركية، فيما تثير هذه الزيادة المتوقعة بمعدلات الفائدة في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم، مخاوف من أن تؤدي إلى الحد من نمو الطلب على الوقود.

هبوط الاحتياط الأميركي

وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الأميركية أن مخزون النفط الخام في الاحتياط البترولي الاستراتيجي في الولايات المتحدة هبط بمقدار 5.6 مليون برميل على مدى الأسبوع المنتهي في 22 يوليو.

وبحسب البيانات تراجع مخزون الخام في الاحتياط البترولي الاستراتيجي إلى 474.5 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ يونيو عام 1985، وفق ما نقلته "رويترز".

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أقرت خطة للسحب من احتياط النفط الاستراتيجي تطلق بموجبها الولايات المتحدة ما يقرب من مليون برميل من النفط يومياً من احتياطاتها لمدة ستة أشهر، وهو حجم تاريخي يؤكد قلق البيت الأبيض من ارتفاع أسعار الطاقة ونقص الإمدادات في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وتترقب الأسواق إعلان البيانات الأولية عن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ضمن التقرير الأسبوعي لمعهد البترول الأميركي في وقت لاحق.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز