يعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى واشنطن الثلاثاء 26 يوليو (تموز) للمرة الأولى منذ غادر البيت الأبيض، بعد محاولته الفاشلة قلب نتيجة الانتخابات التي خسر فيها أمام جو بايدن.
ومن المقرر أن يلقي ترمب الذي يبدو أنه يخطط للفوز مجدداً بالرئاسة عام 2024، خطاباً أمام "معهد أميركا فيرست بوليسي" (America First Policy Institute)، وهو مركز أبحاث يديره حلفاؤه.
ويظهر الرئيس الجمهوري السابق علناً في مدينة شهدت جلسات استمرت على مدى أسابيع عقدتها لجنة تابعة لمجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، بشأن أحداث السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 عندما اقتحم أنصار له الكونغرس في محاولة لمنع المصادقة على فوز بايدن.
وما زال ترمب يشدد في خطاباته على أن الفوز الانتخابي سُرق منه عام 2020، لكن الناطق باسم "معهد أميركا فيرست بوليسي" أشار إلى أن الرئيس السابق سيتطلع إلى الأمام، لا إلى الوراء. وقال لـ"سي إن إن" إنه "سيلقي خطاباً بشأن سياسته".
انتقادات بايدن
لكن يُستبعد أن ينحرف خطاب ترمب كثيراً عن مساره المعتاد القائم عادةً على مزيج ملتهب من القومية اليمينية والخطاب المناهض للهجرة ونظريات المؤامرة المرتبطة بالانتخابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويُعتقد بأن جلسات الاستماع في مجلس النواب بشأن الهجوم على الكابيتول، التي كشفت تفاصيل مروعة عن أحداث ذلك اليوم ومحاولة أنصار ترمب السياسيين قلب النتيجة عبر التلاعب بنظام الانتخابات الأميركية المعقد، أضرّت بترمب.
والاثنين، أطلق بايدن العنان لموجة انتقادات لاذعة لفشل الجمهوريين في وضع حد لأنصار ترمب، علماً أن الرئيس الحالي حاول في بداية عهده تجنّب ذكر اسم سلفه.
وقال بايدن في كلمة خلال مؤتمر المنظمة الوطنية لمسؤولي إنفاذ القانون السود، إن "عناصر إنفاذ القانون الشجعان تعرّضوا لجحيم القرون الوسطى على مدى ثلاث ساعات ونزفوا دماءً وسط مجزرة، وواجهوا جنون غوغائيين صدّقوا أكاذيب الرئيس المهزوم".
وأضاف "لثلاث ساعات شاهد الرئيس السابق للولايات المتحدة المهزوم (في الانتخابات) كل ذلك يحصل فيما جلس مستريحاً في غرفة الطعام الخاصة بجانب المكتب البيضاوي".
شعبية ترمب صلبة
بجميع الأحوال، ما زال ترمب (76 سنة) الاسم الأكثر شهرة بين السياسيين الجمهوريين. ويُعتقد بأنه ما زال يحتفظ بقاعدة أنصار موالين له بشدة، ما يضعه في الصدارة إذا قرر الفوز بترشيح الحزب.
في الوقت ذاته، يتقدّم عدد من خصومه المحتملين في ظل ازدياد الدعاية السلبية ضده. وتتركز جميع الأنظار على تقدّم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الذي لم يعلن نيته الترشح للرئاسة، لكن مكانته تزداد في أوساط اليمين.
وأظهر استطلاع أجرته "نيويورك تايمز" بالتعاون مع "كلية سيينا" أخيراً، أن حوالى نصف الناخبين في الانتخابات التمهيدية سيصوّتون لأي جمهوري عدا ترمب.
والأسبوع الماضي، انتقد مقال نشر في صحيفتين تميلان إلى اليمين مملوكتين لعائلة مردوخ، هما "وول ستريت جورنال" و"نيويورك بوست"، سلوك ترمب خلال أحداث السادس من يناير. وكتبت "نيويورك بوست" التي تعد مواقفها ودية حيال ترمب عادةً، أنه أظهر بأنه "لا يستحق" أن يكون رئيساً مجدداً.
لكن معلّقين يتمتعون بشهرة واسعة على شبكة "فوكس نيوز" المملوكة أيضاً لمردوخ، يواصلون دعم ترمب ومواقفه التي تصوّر الولايات المتحدة بأنها تتعرّض لهجوم من اليساريين.
وكتب كبار الشخصيات في مركز الأبحاث المؤيد لترمب، بمن فيهم مستشاره الاقتصادي السابق لاري كادلو، "على مدى التاريخ الأميركي، تعد حقبتنا بلا شك مشحونة إلى حد كبير والأكثر إثارة للقلق".