Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عن عمل رجال إطفاء بريطانيين خلال يوم من الحرائق

لم يستطيعوا أن يبردوا أنفسهم حينما حاربوا النيران في ظل حرارة بمستويات قياسية

العمل لم يتوقف يوم الثلاثاء بحسب أحد مديري أفواج الإطفاء (مركز فوج إطفاء تشابل أون هيل)

عانت بريطانيا ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة، يوم الثلاثاء الماضي، إلا أن فئة واحدة من الأشخاص لم يكن بإمكانها تجنب الحرارة.

فقد قضى رجال الإطفاء اليوم بأكمله في محاولة إخماد أعداد متزايدة من الحرائق الكبيرة التي اندلعت في كل أنحاء البلاد، فيما أعلنت بعض أفواج الإطفاء حالة الطوارئ بسبب الحجم الهائل للطلب على خدماتها.

ولم تكن هذه المهمة سهلة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تخطت 40 درجة مئوية.

وقد ذكر نيك سينغلتون من جهاز الإطفاء والإنقاذ في مقاطعة أيسيكس "كان الأمر لا يصدق. كانت تجربة لم أعهدها من قبل".

وقد حضر مدير الجهاز إلى موقع الحريق في "بليدورث" يوم الثلاثاء.

وبحسب كلماته، "قطعت مرحلة التعرق ووصلت إلى مرحلة انقطاع التعرق، ثم شعرت بالبرد مع أن درجات الحرارة بلغت 40 درجة مئوية".

وأضاف السيد سينغلتون، "عادة، إن كنت في موقع حريق ودخلت مناطق حارة، يمكنك الابتعاد عنها لتبريد جسمك. أما البارحة، فلم يكن من الممكن تبريد الجسم حتى لو ابتعد الإنسان عن الحريق بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لذا توجب علينا شرب كثير من الماء والتصرف بأي طريقة ممكنة كي نبرد أنفسنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التهمت ألسنة النار المنازل والأراضي فيما شهدت المملكة المتحدة أعلى الأيام حرارة في تاريخها. ووصل اللهب إلى "نوتينغهام شاير" و"بمبروكشاير" و"كنت" و"لسترشير" و"نورفولك" و"سافولك" من بين مناطق أخرى.

كذلك اندلع عدد من الحرائق في لندن يوم الثلاثاء. وذكر رئيس البلدية صادق خان إنه "أكثر الأيام انهماكاً" لرجال إطفاء المدينة منذ الحرب العالمية الثانية.

وتعقيباً على هذه النقطة، أشار كريس برودوميس، مدير الفوج في مركز الإطفاء في "ديربي شاير" إلى أن وتيرة عملهم "لم تهدأ. من لحظة استيقاظنا وحتى منتصف ليل البارحة".

فقد "أغرق" فوجه بالاتصالات وأرسلوا إلى أرجاء المنطقة كلها، ومن بينها "لوبورو" و"نوتينغهام".

كذلك أوضح برودوميس، إن طاقم العمل الذي يستدعى عند الطلب في قرية "تشابيل أن لو فريث" في "ديربي شاير"، لم يطلب في حياته من تلك النواحي الكثيرة.

وأضاف الرجل البالغ من العمر 36 عاماً "كان يوماً غريباً".

في المقابل، لم يتسن له الارتياح كثيراً. فبعد ثلاث ساعات من النوم، عاد ليكافح حريقاً آخر في أرض بور نحو الساعة الرابعة فجراً يوم الأربعاء الماضي.

كذلك عايش أشخاص آخرون مرحلة عمل كثيفة لفترة امتدت إلى ما قبل بلوغ موجة الحر ذروتها يوم الثلاثاء، إذ شهدت المملكة المتحدة أياماً حارة قبل الوصول إلى مرحلة القيظ.

وفي حديث إلى "اندبندنت"، أعرب بول كليمنت من "جهاز الإطفاء والإنقاذ في دورسيت وويلتشير" "عن اعتقاده أن الأمور بلغت ذروتها يوم أمس، ولكن برأيي شهدت معظم أفواج الإطفاء أسبوعين من الضغط الشديد".

وقد كافح فوجه حريقاً برياً في سهول "سالزبيري بلاين" خلال الأيام العشرة السابقة. وكان الجو "صعباً جداً" من دون "أي ظل"، على الرغم من أن فوجه لم يعتد العمل في حرارة أعلى من 23 درجة مئوية.

تركوا المكان بعد ظهر يوم الثلاثاء للتوجه إلى موقع آخر تستعر فيه النيران في الأحراج.

وكذلك علمت "اندبندنت" من مدير الإطفائية أنه "على صعيد شخصي، لا أعتقد أنني تناولت وجبة طعام كاملة منذ 10 أيام"، إذ كان يأكل ما تيسر له من شطائر ووجبات خفيفة حينما تسنح له الفرصة، و"إجمالاً أشرب مياهاً فاترة".

وبالنسبة إلى المعدات، ذكر السيد كليمنت أنها تبتل بالعرق في أفضل الأحوال، فتمتلئ الجزمة بالسوائل من العرق ويلطخها الملح، ولكن في ظل الحرارة السائدة في أجواء الأيام الأخيرة، عانى فريق التنظيف في الإطفائية كي يتكيف مع حجم العمل.

وقال، "تصل إلى مرحلة تنظيف (المعدات) قدر المستطاع بإسفنجة ثم تعيد ارتداءها لمكافحة حريق جديد".

 وفي سياق متصل، علمت "اندبندنت" من مات أوكلي، مسؤول "قسم التحقيق في الحرائق والحماية منها" في جهاز الإطفاء والإنقاذ في "سوري"، إن الأسبوعين الأخيرين "عمتهما الفوضى".

وقد كافح حريقاً في "غلدفورد" تحت جو من القيظ حتى الساعة الثالثة من صباح يوم الأربعاء.

وأضاف، "أعلم أن هذا النوع من الجو يعتمل منذ أكثر من عقد. أعمل كثيراً مع مكتب الأرصاد الجوية. ولذا كنت أعلم أن هذا الحر قادم، لكن يصعب عليك العمل لأن التركيز يصبح صعباً".

وأوضح أوكلي أنه، "حينما تحاول التركيز على مهارات وعمليات اتخاذ القرار، يتطلب ذلك جهداً إضافياً منك كي لا يتشتت ذهنك ويحيد عما تريد تحقيقه. وفي حالتي، كنت أحاول تحديد سبب اندلاع حريق هائل شرد السكان".

كذلك شرح أنه حينما ترتفع درجات الحرارة أكثر من حالها حاضراً، يزيد الخطر في المناطق المحيطة بالغطاء النباتي الجاف الذي تكفيه شرارة واحدة كي يشتعل، وكذلك الحال في المناطق المكتظة بالسكان.

وتابع، "ثمة كثير من العمل" يبذل من أجل ضمان وجود "حاجز حماية" للناس الذين يعيشون في الريف والأحراج حين تحدث موجات حرارة مثل الحالية.

وقد أورد السيد كليمنت، من "جهاز الإطفاء والإنقاذ في دورسيت وويلتشير" إن أزمة المناخ تشغل بال رجال الإطفاء كثيراً فيما يتحضرون لمستقبل أكثر حرارة.

وتساءل "لا يمكنك الهرب منها، أليس كذلك؟ إنها في كل مكان. في بعض الاجتماعات التي أحضرها، نتكلم عنها".

وأضاف، "أعتقد أننا كجهاز، كنا معتادين على التفكير في وقوع الحرائق الحرجية في دورسيت بشكل خاص، بسبب الأراضي البور في المنطقة. ولكننا لم نربطها يوماً بويلتشير إلى هذه الدرجة. ومع ذلك، نحن غارقون بالعمل على إطفاء الحرائق الحرجية هناك منذ أسبوعين".

وفي كلمات ختامية، أورد كليمنت أنه "لا يسعني التعليق فعلياً على المواضيع الأعمق، لكن أعتقد أننا نشهد تغييراً في أنماط الحوادث التي نعمل عليها. ولا شك أيضاً أن وتيرة وقوع الحرائق الحرجية تتزايد".

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 21 يوليو 2022

© The Independent

المزيد من بيئة