Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدينة الصويرة تختتم مهرجان موسيقى الشعوب ... والجمهور بالآلاف

فضاءات مفتوحة والوان فنية متنوعة شرقا وغربا

من ختام مهرجان الصويرة (اندبندنت عربية)

أطفأت منصات مدينة الصويرة أضواءها في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد بعد ثلاثة أيام من الموسيقى والغناء الكَناوي الذي اعتاد سكان المدينة وزوارها على سماعه والتفاعل معه في الليالي الأولى من كل صيف منذ 22 سنة. حفلة الاختتام أحياها، على المنصة الرسمية للمهرجان بساحة مولاي الحسن، الفنان حميد القصري، أحد الأسماء المعروفة في هذا اللون الغنائي والفنانة البريطانية ساشيلا رامان ومجموعة الريغي الشهيرة بجمايكا Tirth World والفنان المغربي عبد الرزاق الهدير.

وفي اللحظة ذاتها تناوب على منصة الشاطئ بدءاً من الثامنة مساء كل من الفنان الكونغولي بالوجي، والفرقة المغربية Betweenatna والفنان سعيد لوصيف. أما منصة برج باب مراكش فقد أحيا سهرتها المغربية نبيل معان ومغنية الفلامنكو ماريا ديل مار. في دار لوبان عاش الجمهور ساعات من الفلامنكو وكَناوة مع كل من الفنان رشيد حمزاوي وسعيد أوغسال والإسباني خورخي باردو. وفي الزاوية العيساوية ودار الصويري أحيا عدد من مْعلمي كَناوة سهرتين عرفت إحداهما تكريماً لعدد من قدماء هذا الفن الموسيقي العريق.

وكان المهرجان قد انطلق مساء الخميس الأخير بأنشطة مكثفة بعضها في فضاءات مفتوحة تَسَعُ عشراتِ الآلاف من الجماهير، وبعضها في إقامات ودور تراثية بجمهور محدود. ومن أبرز المجموعات والفنانين الذين أحيوا حفلات الدورة الأخيرة الفرقة الكوبية أوشين ديلمونتي، فنان موسيقى البوب الأفريقية مو كوياطي، الكَناوي المعروف مصطفى باقبو، المجموعة المغربية الأميركية The Universal Force ، مجموعة الطوارق تيناروين المعروفة في فن بلوز الصحراء وغيرها من الفرق والأسماء التي حولت ليالي الصويرة الهادئة إلى ليال صاخبة ومليئة بالحركة، خصوصاً أن عدد رواد هذا المهرجان يناهز 400 ألف زائر من داخل المغرب وخارجه. ويحظى مهرجان الصويرة بشهرة دولية، سببها بالأساس الطبيعة السياحية للمدينة، ونوع الموسيقى التي يقترحها المهرجان كل سنة، فضلاً عما يجده الزوار، ومعظمهم من الشباب، من أجواء البهجة وحياة الليل في ساحات المدينة ودروبها القديمة.

ويعيد تاريخ تسمية مهرجان كَناوة إلى مرحلة الرقيق خلال القرن السادس عشر، حيث كان يفد على المغرب عدد من "العبيد"، من غينيا تحديداً/ كَيني بالفرنسية، فبات الناس يطلقون على هذه الفئة كَناوة، وكانت أغانيهم تصوّر معاناتهم، وتحمل أيضاً حكايات وأساطير البلاد التي قدموا منها. تعتمد موسيقى كَناوة على إيقاع فريد يشكل مزيجاً من الأنماط الموسيقية التي تعتمد بالأساس على التنويعات الإيقاعية الأفريقية، فضلاً عن التراث الأمازيغي والعربي، وستعرف لاحقاً، مع المجموعات الأحدث، تقاطعاً كبيراً مع موسيقى العالم كالبلوز والريكَي. ويمكن اعتبار جزء كبير من أغاني كَناوة بمثابة موسيقى روحية، إذ تقوم النصوص المغناة على المديح والذكر وتمجيد الخالق ومناجاة الأرواح. بينما تتكون أغان أخرى من كلمات مبهمة يمكن للباحث أن يجد أصولها في لغات القارة السمراء.

وعلى مستوى العرض، يرتدي المؤدون ملابس مزركشة مزينة بأصداف البحر ومتنوعة الألوان، هي بالأساس ملابس أفريقية، وعلى رؤوسهم طاقيات خاصة، وأهم حركات الرقصة هي القفز وتحريك الرأس بشكل دائري. "الهجهوج" (آلة وترية) والقراقب هي أهم آلات العزف في فرق كناوة. وقد صارت عاصمة هذا الفن هي مدينة الصويرة الواقعة وسط المغرب على المحيط الأطلسي.

على هامش الفعاليات الفنية للمهرجان يقام كل سنة منتدى حقوقي، يناقش قضية من القضايا التي تشغل الإنسان الراهن، يشارك فيه نشطاء وحقوقيون وفنانون بالتنسيق مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان. محور هذه الدورة كان هو مواجهة العنف عبر عدة محاور أهمها: التطرف الديني، أشكال العنف بالمدن، الاعتداءات الإثنية، كراهية الأجانب.

هذا العام، وقع حدث أساء لصورة المهرجان، حيث انهار جزء من المنصة الرسمية بساحة مولاي الحسن، وسقط عدد من الفنانين تحت الخشبة.

من سيئات المهرجان أن المدينة الصغيرة تعاني من زحمة الوافدين وغلاء الأسعار وما يخلفه العابرون من قمامات وفوضى في ساحات المدينة وشاطئها، فضلاً عن الاستغلال السيء لمساحات الحرية التي تتيحها المدينة ومهرجانها. تشير الإحصاءات إلى أن عائدات المهرجان على المدينة فاقت في 16 سنة الأخيرة1.7  مليار دولار، غير أن سكان الصويرة ينتظرون أن يروا أثراً أكبر لهذه العائدات على مدينتهم، خصوصاً في ما يتعلق بالبنية التحتية والمرافق العامة ومستوى العيش.

المزيد من فنون