Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استمتعوا هذا الصيف بقراءة أهم إصدارات يوليو

نستعرض في زاويتنا الدورية ستة من أبرز الكتب لهذا الشهر

لا شك في أن الأعمال الأدبية في القرن الحادي والعشرين تطرقت بما فيه الكفاية لمرحلة العشرينيات العمرية (اندبندنت)

فهرس كتاب السيرة الذاتية للكاتبة ماري هانيبول "إديث سمرسكيل: حياة وعصر النائبة العمالية الرائدة" Edith Summerskill: The Life and Times of a Pioneering Feminist Labour MP (صادر عن دار بلومزبري للنشر)، يتضمن ثماني صفحات تحت العنوان الفرعي "كراهية النساء". عملت الدكتورة إديث، كما كانت تعرف، في حكومة كليمان أتلي التي قادت البلاد بعد الحرب العالمية الثانية وساعدت في بناء دولة الرفاهية. كانت ناشطة رائدة في مجال حقوق المرأة، لكنها كانت تواجه في كثير من الأحيان استهزاء النواب الشوفينيين. في عام 1939، قتل أكثر من 7 آلاف بريطاني، من بينهم ألف طفل، في حوادث سير، ومع ذلك سخر نواب محافظون بارزون من سمرسكيل عندما اقترحت في عام 1940 إنزال "عقوبات صارمة" في حق المدانين بالقيادة تحت تأثير الكحول.

قامت سمرسكيل أيضاً بحملة لتحسين ظروف السجناء- وهو موضوع يتمحور حوله كتابان يكشفان العديد من الحقائق يصدران هذا الشهر هما: كتاب "تهمة ملفقة" للدكتور شاهد يوسف (نستعرضه بالكامل أدناه)، و"أكثر ما نخشاه: تأملات الطب النفسي الشرعي في الحياة" What We Fear Most: Reflections on a Life in Forensic Psychiatry للدكتور بن كيف (دار سيفين دايلز). يعترف كايف الذي يقول إن العمل في سجن كامبسمور كان أكثر صعوبة من أي مكان آخر في مسيرته المهنية، بأنه "لم يتوقف أبداً عن الاندهاش من حجم الأمراض العقلية الحادة في السجون".

من بين أكثر الأعمال الأدبية التاريخية إثارة للإعجاب في شهر يوليو (تموز)، رواية "تلك المرأة المجبرة" That Bonesetter Woman للكاتبة فرانسيس كوين (دار سيمون أند شوستر)، التي تستند إلى قصة حقيقية عن شقيقتين في لندن أيام العصر الجورجي، إحداهما تود بيأس أن تصبح مجبرة عظام والأخرى مصممة على صعود السلم الاجتماعي.

واحدة من الروايات البارزة لهذا الشهر هي "غداً، غداً وغداً" Tomorrow،and tomorrow and tomorrow لـغابرييل زيفين (دار فينتج). الرواية التي تدور أحداثها في عالم الألعاب، هي قصة خيالية ومؤثرة عن الصداقة والطبيعة المتقلبة للتعاون الإبداعي.

كتب أخرى مميزة في شهر يوليو هي:

- "أطفال الجنة" Children of Paradise لـكاميلا غرودوفا (دار أتلانتيك بوكس) حول عامل تنظيف في إحدى دور السينما القديمة في إدنبرة.

- "إيمي ولان" Amy & Lan لـسادي جونز (دار شاتو & ويندس) وهي قصة مؤثرة لطفلين نشآ في مزرعة عمومية في الريف غرب المملكة المتحدة.

- "آسفة لأنك تشعر بذلك " I"m Sorry You Feel That Way لـريبيكا ويت (دار ريفررن)، رواية ممتعة ومرحة عن عائلة معاصرة مفككة.

لا شك في أن الأعمال الأدبية في القرن الحادي والعشرين تطرقت بما فيه الكفاية لمرحلة العشرينيات العمرية، ولكن إذا كنتم مرحبين بقراءة رؤية بارزة وخيالية عن أحوال مرحلة الشيخوخة، ننصح بقراءة مجموعة القصة القصيرة الأولى للكاتبة جين كامبل "تزيين القطط" Cat Brushing (دار ريفررن) التي تصدر بالتزامن مع بلوغ الكاتبة عامها الثمانين. لقد أحببت بشكل خاص الحكاية المروعة بشكل غير متوقع "الخدش".

أخيراً، الكتاب الموسيقي الذي اخترته لهذا الشهر هو مذكرات باربرا شيرون الرائعة والنابضة بالحياة "الوصول إلى جميع المناطق: رحلة في كواليس 50 عاماً من الموسيقى والثقافة" Access All Areas: A Backstage Pass Through 50 Years of Music and Culture (دار وايت رابيت).

تقدم شيرون، وهي ناشرة موقرة وكاتبة موسيقية سابقة، حكايات مسلية وتقدم نظرة على نجوم مثل مادونا وكيث ريتشاردز وديف غرول وإلفيس كوستيلو (الذي كتب مقدمة رقيقة للكتاب). كانت الفصول التي تناولت عملها كصحافية موسيقية في سبعينيات القرن الماضي مثيرة للاهتمام بشكل خاص، بما في ذلك تعاملاتها المضحكة مع رود ستيوارت وصداقتها المبنية على حب المخدرات مع الراحل العظيم لويل جورج عضو فرقة "ليتل فيت". "الوصول إلى جميع المناطق" هو كتاب آسر وسيجعلكم تدركون بلا أدنى شك السبب الذي جعل مادونا تقول لـشيرون: "اللعنة، تولي أنت القيادة".

نقدم في ما يلي مراجعات كاملة لروايات فرانكي بويل وجيسيكا أندروز وليليان فيشمان وسيلبي وين شوارتز، إضافة إلى أعمال غير روائية لـماركيان كاميش والدكتور شاهد يوسف.

"أعمال الخدمة" Acts of Service ليليان فيشمان ★★★★ ☆

قال الشاعر فيديريكو غارسيا لوركا: "أن نحترق بالشهوة ونلتزم الصمت حيال ذلك هو أعظم عقاب يمكن أن نوقعه على أنفسنا". في روايتها الأولى الرائعة "أعمال الخدمة"، تستحضر ليليان فيشمان بصوت البطلة إيف، التي تظل صامتة حيال "الرغبة العارمة والقاتلة" التي تلتهمها في علاقة حب ثلاثية معقدة.

بعد سأمها من علاقتها المثلية مع ممرضة تدعى رومي، تنشر إيف البالغة من العمر 27 عاماً وتعيش في بروكلين صور سيلفي عارية على الإنترنت. سرعان ما تستدرج إلى علاقة ثلاثية مع فنانة خجولة تدعى أوليفيا وممول جذاب هو نيثان. بأسلوب نثري فلسفي أنيق، تستكشف فيشمان تعقيدات وقوة العلاقة الغرامية الخطيرة الباحثة عن المتعة هذه.

تعتبر الرأسمالية، وتواطؤ الأفراد شخصياً معها، موضوعين مثيرين للاهتمام في الكتاب. تعمل أوليفيا ونيثان معاً، ما يسمح للرواية باستكشاف ديناميكيات القوة الغريبة للعلاقات الغرامية بين زملاء العمل، بخاصة في حالة رئيس ومرؤوس.

كذلك تتناول فيشمان أشياء مثيرة للاهتمام عن مشكلات امرأة ثنائية الميول الجنسية يبدو أنها تريد الحصول على تقدير جنسي وجسدي من رجل مريب، كما أن نيثان، الذي يعترف بفرح بأنه "كاذب بالفطرة"، هو رجل مفرط في إرضاء الذات والثقة بالنفس. تقول إيف لنفسها: "قبل أن ألتقي به، كنت سأقول إن نمط الرجال هذا قد أصبح بالياً تماماً. من لديها الصبر بعد الآن لإقامة علاقات مع رجال بيض متعلمين باردين في غرف مفروشة بشكل جيد؟". يمكنكم أن تجدوا بأنفسكم السبب الذي جعلها تذوب في سلطته.

في النهاية، بدأت إيف تخشى أنها مجرد "دعامة" في هذه العلاقة الثلاثية وأن الشخصين الآخرين "يتعاملان معها بسادية ضمنياً" عندما يتحدثان مع بعضهما في السر. تصل الأمور إلى ذروتها عندما يواجه نيثان معركة قانونية حول سلوكه في مكان عمله.

"أعمال الخدمة" هي رواية قوية ومثيرة ومليئة بالتحديات، وتتعامل مع عطش الرغبة العارمة وتقلباتها. إنها تذكير آخر بأن اليقين في الحب سيبقى حيرة أبدية.

تصدر رواية "أعمال الخدمة" لـليليان فيشمان في دار يوروبا إديشنز للنشر في السابع من يوليو (تموز)، وتباع النسخة الواحدة بسعر 12.99 جنيه استرليني.

"تهمة ملفقة: قصص عن الحياة والموت يرويها طبيب سجن" Stitched Up: Stories of Life and Death from a Prison Doctor للدكتور شاهد يوسف ★★★ ☆☆

عندما كان كريس غريلينغ وزيراً للعدل في عام 2012، تفاخر بأنه سيمنع سجوننا من "أن تكون مثل مخيمات العطلات". وفقاً للدكتور شاهد يوسف، طبيب ممارس عام نشأ في برمنغهام وعمل في السجون لمدة عقد من الزمن، "لا تزال هذه الأكذوبة سائدة". رواية "تهمة ملفقة" المروعة التي يتحدث فيها يوسف عن طبيعة معاملة المسجونين، تتحدى هذه الصورة، وتصور السجون على أنها أرض خصبة للجريمة، والتطرف، وتعاطي المخدرات، ومشكلات الصحة العقلية، والوحشية، وإيذاء النفس، والاغتصاب، والانتحار، والقتل.

يناقش يوسف السبب الذي يجعل محاولة منع إرسال الكتب إلى السجون، التي انتهجها غريلنيغ، النائب المحافظ عن مقاطعة ساري المشهورة بخضرتها، مضرة بشدة وقصيرة النظر. فهناك معدلات أمية مخزية في سجوننا، حيث إن مهارة القراءة لدى نحو 50 في المئة من السجناء في إنجلترا وويلز هي أضعف من القدرة الوسطية للأطفال في سن الحادية عشرة من العمر. يستشهد يوسف بمثال مأساوي كوميدي لسجين واحد لم يكن قادراً على قراءة الملصقات الطبية. لم يدرك أن عليه بلع أقراص الباراسيتامول الموصوفة لتخفيف ألم كوعه، فقام بدلاً من ذلك بتضميد ذراعه بها.

فضلاً عن تقديم نظرة مروعة على الظروف المهينة في السجون- الرائحة الكريهة التي تسود في المباني، السجناء الجائعون الذين يتغذون بشكل أساسي على وجبات طعام رائحتها كريهة لدرجة أنه كان على الطبيب حبس أنفاسه عندما يمر بجانب عربات الطعام- كما أنه يوضح التفاصيل الغريبة لحياته العملية، بما في ذلك حقيقة أنه لا يسمح له بوصف الشامبو المضاد للقشرة الذي يحتوي على القطران، لأن بعض السجناء يقومون بتجفيفه ثم تدخينه. من الصعب في بعض الأحيان تجنب الشعور بأن المرء يتلصص قليلاً على حياة الآخرين عندما يقرأ بعض الحالات الأكثر فظاعة التي يذكرها يوسف، لا سيما الحالة المروعة للنزيل "الذي يلتهم لحم جسمه" الذي غير اسمه في أوراقه الثبوتية ليصبح مستر فريدي ميركوري على اسم المغني البريطاني الراحل.

ارتفع عدد نزلاء السجون في بريطانيا بنسبة 70 في المئة في القرن الحادي والعشرين، وسجلت معدلات العودة إلى الجريمة مستوى قياسياً. هناك أزمة في هذه المؤسسات حول توفير خدمات الصحة النفسية. إضافة إلى كون "تهمة ملفقة" مذكرات شخصية تزيد إدراك القارئ، فهو أيضاً دعوة جاءت في الوقت المناسب لاتخاذ الإجراءات.

يصدر كتاب "تهمة ملفقة" للدكتور شاهد يوسف عن دار بانتام برس للنشر في السابع من يوليو، وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني.

"في مطاردة مدينة ذرية: الحياة بين المنحطين والفاسدين في تشيرنوبل" In Stalking the Atomic City: Life Among the Decadent and the Depraved of Chornobyl لـماركيان كاميش ★★★ ☆☆

كتب الأوكراني ماركيان كاميش، الرجل الذي قام بأكثر من 15 طلعة جوية غير قانونية في "منطقة تشيرنوبل المحظورة": "ليس هناك مصلحة للناس العاديين في مكب نفايات مشعة".

في كتابه هذا (ترجمه هانا ليليف ورايلي كوستيغان هيومز)، يقدم لنا المؤلف نظرة ثاقبة لا تنسى على المشاهد القاتمة التي تجذب "مدمني المخدرات، والمتهورين، والهاربين من العدالة، واللصوص والمشردين".

المنطقة التي تبلغ مساحتها ألف ميل مربع (1600 كم مربع)، أي نحو مساحة لوكسمبورغ، والتي دمرتها الكارثة النووية في أبريل (نيسان) عام 1986، لا تزال حطاماً. إذا لم يكن كافياً أن تطاردك الذئاب وبنات آوى المفترسة والكلاب البرية، فيمكنك دائماً الاستمتاع بالمستنقعات التي تعج بأفواج البعوض، أو الشرب من الأنهار المليئة بالمياه الملوثة والعلقات. إنه مكان لا يروق إلا لهواة الإشعاع والباحثين عن الإثارة والذكوريين واللصوص المسلحين الذين يجنون المال من الخردة الملوثة. كاميش، الذي يدعي أنه يستمتع بكل هذا الغموض. ويقول إنه يجد "السلام" بين كل هذا الهجران، لا شك في أنه كان شخصية غريبة. على كل حال، فإنه يسخر من شخصيته، معترفاً بأنه يرتدي ملابس "مثل مقاتل غاضب من وحدة حرب العصابات في زمن رئيس الوزراء الكمبودي السابق بول بوت".

يتم استحضار خراب "منطقة تشيرنوبل المحظورة" إلى الذاكرة من خلال 20 صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود متفرقة متوزعة على فصول الكتاب. للأسف، لم تكن هناك لقطات للشعارات التي أشار إليها كاميش خلال "مدونة السفر" المثيرة الخاصة به، مثل: "سنهزمك يا ريغان!" و"بوتين كلب".
وعلى الرغم من كل التوصيفات المروعة للأرض القاحلة التي صنعها الإنسان، فإن النظرة الرائعة القاتمة على الشخصيات المتهورة التي تغامر في مثل هذا المشهد السام تجعل "من مطاردة مدينة ذرية" كتاباً لا ينسى. ومجدداً، ربما يكون مستقبل "سكان نهاية العالم" هو ما ينتظر الجنس البشري برمته، وهذا الكتاب هو نشرة توضيحية لا أكثر.

يصدر كتاب "في مطاردة مدينة ذرية: الحياة بين المنحطين والفاسدين في تشيرنوبل" لـماركيان كاميش عن دار بوشكين برس في السابع من يوليو وتباع النسخة الواحدة بسعر 12.99 جنيه استرليني.

"بعد سافو" After Sappho لـوين شوارتز ★★★★ ☆

في عام 1897، كان الرجال في جامعة كامبريدج يصرخون فرحاً، وأطلقوا الألعاب النارية وشنقوا دمية لفتاة من كلية غيرتون تجلس على دراجتها بعد الفوز بتصويت لمنع النساء من الحصول على شهادات جامعية كاملة. هذه القصة مجرد مثال واحد يرد في "بعد سافو" عن كيفية مواجهة النساء اللاتي تجرأن على تحدي ما وصفه الرجال بأنه مصائرهن الحتمية المسحوقة - في تلك الفترة بالسخرية والعداء.

التركيز الحقيقي في "بعد سابو" هو على النساء الرائدات، على الرغم من أن المؤلفة سيلبي وين شوارتز تنتقد بدقة الشخصيات الأبوية السخيفة في ذلك الوقت- بما في ذلك النائب المهووس برهاب المثلية الجنسية نويل بيمبيرتون واللورد أبرمارل (رجل يقال إن هذه العبارة تنسب إليه "لم أسمع قط بهذا الفتى اليوناني المسمى "كليتوريس" [البظر] الذي يتحدث عنه الجميع هذه الأيام" خلال محاكمة تشهير للممثلة مود الآن، التي لعبت دور البطولة حينها في مسرحية أوسكار وايلد المثيرة للجدل "سالومي" Salome).

الكتاب عبارة عن مزيج من الخيال والواقعية، يسرد على شكل سلسلة من المقالات القصيرة المتقطعة والمتتالية، مع مئات من الأصوات والقصص المترابطة. هناك تصوير واقعي واضح للشخصيات: الكتاب والفنانون والنشطاء النسويون في مطلع القرن، في أوروبا والمملكة المتحدة، المشهورون وغير المعروفين. تشمل الشخصيات المميزة فيرجينيا وولف وإيزادورا دنكان وإليونورا ديوس ولينا بوليتي وناتالي بارني وجوزفين بيكر. تدور بعض أفضل الفقرات حول الممثلة سارة برنهارت، وهي امرأة جامحة كانت تحتفظ بكائنات غريبة كحيوانات أليفة، بما في ذلك تمساح مات بعد أن شرب كثيراً من الشمبانيا.

يدمج الكتاب التاريخ والأساطير والسياسة في مزيج ساحر ومدعوم بذكاء تاريخي هزلي (تقول الكاتبة "لقد عرفنا جميعاً عدداً أكبر من اللازم من الشخصيات ذات السحر المزيف، مثل فينو القبيح في الأسطورة الإغريقية الذي صار جميلاً بفضل مرهم وهبته إياه أفروديت"). وقبل كل شيء، يعد الكتاب احتفاء رائعاً بالمفكرات الرائدات اللاتي رفضن الانقياد ونكران الذات لصالح العثور على ذواتهن الحقيقية وكونهن أكثر من مجرد "دمى صغيرة ترقص من أجل متعة أزواجهن ويفنين أنفسهن". ينقل هذا العمل الخيالي والبراق بمهارة السبب الذي جعل هذه المجموعة من النساء ينجذبن إلى أشعار الشاعرة اليونانية سافو وبقاياها.

يصدر كتاب "بعد سافو" لـسيلبي وين شوارتز عن دار غالي بيغر برس في 15 يوليو وتباع النسخة الواحدة بسعر 9.99 جنيه استرليني.

"أسنان لبنية" Milk Teeth لـجيسيكا أندروز ★★★★ ☆

تابعت جيسيكا أندروز ما بدأته في روايتها الأولى "مياه مالحة" Saltwater الحائزة جائزة بورتيكو برواية "أسنان لبنية" الممتازة، وهي قصة حب ذكية وخادعة تدور أحداثها في لندن وشمال شرقي إنجلترا وباريس وبرشلونة.

تبدأ الرواية في بيكهام وتتنقل بين العلاقات الحالية والسابقة للبطلة مجهولة الاسم بينما تحاول فهم ما الذي تريده من الحياة ولماذا قضت كثيراً من الوقت في إرجاء احتياجاتها ورغباتها. تقول، "أحاول أن أعيش ببساطة أكثر، أن أصبح شخصاً ألين"، معترفة بأنها هربت إلى بعض الأماكن، بما في ذلك العمل كمربية أطفال في باريس، للهروب من فكرها الأهوج. تقول في تشبيه بسيط ولكنه معبر: "يستقر القلق في معدتي مثل الرمال".

من ناحية، تعتبر "أسنان لبنية" قصة مثيرة حول معنى النشأة كفتاة من الطبقة العاملة في الشمال الشرقي لإنجلترا. تصوغ أندروز المولودة في سندرلاند بعض الأحداث في دورام وبيشوب أوكلاند - المعروفة باسم "فيغاس البريطانية"، "بسبب خروج النساء من الحانات بفساتينهن البراقة وأحذية الكعب العالي، والرجال بقمصانهم ذات الأكمام القصيرة وأوشام نجوم كرة القدم"- وتوضح لماذا يمكن أن تكون الهواجس الحديثة بالجسد والطعام والصورة الذاتية سامة بشدة.

القصة، التي تتناول أيضاً علاقة هشة بين أب وابنته، وعلاقة حب على شفا الانهيار وصداقة طفولة متعثرة، تروى على مدى 250 صفحة ضمن 98 فصلاً قصيراً ذكياً. هناك ثقة في استخدام أسلوب الفلاش باك. تستكشف أندروز الضغوط التي تتعرض لها "بطلاتها" بسبب تحديد الرجال إحساسهن بقيمة الذات- ناهيك بمحاربة عالم يبدو فيه أن "الأيدي المتطاولة والعيون المحدقة"، والأساتذة الشبقين أو الرجال الذين يعرضون أنفسهم بشكل فاضح في الأماكن العامة، هم الوضع الطبيعي الذي يمكن التنبؤ به للأسف. ليس من المستغرب أن تحاصر بطلة الرواية "بشعور جارح وخانق دائماً بداخلي" وأنها مستعدة دائماً للهرب.

بهدف إنقاذ علاقة واعدة لكنها متداعية، تنتقل البطلة إلى إسبانيا. هناك بدأت أخيراً في معرفة ما تريده من الحياة ولماذا لا تحتاج إلى حرمان نفسها من الأشياء الجيدة. هذه الأجزاء الهادئة التي تدور أحداثها في إسبانيا، المكتوبة بأناقة وتقطر نداوة عاطفية غنية، مثيرة للانتباه للغاية. "أسنان لبنية" هي رواية جذابة ورائعة.

تصدر رواية "أسنان لبنية" لـجيسيكا أندروز عن دار سبيكتر في 21 يوليو وتباع النسخة الواحدة بسعر 14.99 جنيه استرليني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"في تلك الأثناء" Meantime لـ فرانكي بويل ★★★★ ☆

عندما اكتشفت جثة مارينا كيتوس في متنزه كيلفينغروف بمدينة غلاسكو، استدعي صديقها المقرب فيليكس ماكافيتي للاستجواب. على الرغم من تشوشه الناجم عن تعاطيه المخدرات، فإن فيليكس متأكد من أن الشرطة ليست مؤهلة للعثور على القاتل. يقول لاحقاً: "لم أحب الشرطة حقاً على الإطلاق: لدى الناس مشكلات معقدة، وربما الشخص الأفضل لحلها ليس رجلاً يمتلك شهادة ثانوية وعصاً".

قرر فيليكس، بطل رواية الجريمة بأسلوب الـنوار المضحكة لـفرانكي بويل، أن يحل قضية القتل بنفسه. أثناء هذه الرحلة، يستعين بمجموعة من غريبي الأطوار، بما في ذلك شخصية رائعة هي كاتبة روايات جريمة تحتضر تدعى جين بيكفورد.

رواية بويل الأولى، التي تدور أحداثها في أعقاب الاستفتاء على استقلال اسكتلندا، في غلاسكو التي أصبحت الآن "مثل شخصيات فيلم (ويسكي غالور) الاستغلالية"، تضج بالحيوية وتتأجج بنوع من الفكاهة الجريئة والبذيئة قليلاً التي جعلت بويل ممثلاً كوميدياً وشخصية تلفزيونية بهذه الشهرة. سيعشق معجبوه الكتاب. بالنسبة لأي شخص يتحسس من النكات المتعلقة بالموت، والعادة السرية، والاحتفال السنوي بالشاعر روبرت بيرنز في اسكتلندا، والكاثوليكية، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وفاعلي الخير ومغتصبي المواعيد الغرامية، والأنذال في بلدة دامفرايز، والأشخاص الذين يرشون مخاطاً يشبه السائل المنوي أثناء عطاسهم، عليهم ربما البحث عن رواية جريمة مثيرة أخرى يستمتعون بقراءتها خلال الصيف. ويجب أن يحتوي الكتاب على تحذير لمحبي فرقة "مامفورد أند صنز"Mumford and Sons لموسيقى الروك، بأنهم على الأرجح لن يستمتعوا بنكتة حول "الاستمناء" في مهرجان غلاستنبري.

من الواضح أن بويل، الذي درس الأدب الإنجليزي في جامعة ساسكس، من محبي نوع قصص الجريمة المثيرة وقد ارتجل أسلوبه الخاص في هذا الصنف الأدبي. الشخصية الرئيسة هي تيار لا يتوقف من الوعي، ينحرف باستمرار عن القواعد، في كل شيء، من عدم الالتزام بقواعد كتابة الأحرف الكبيرة والصغيرة، إلى اتباع أسلوب إيلا فيتزجيرالد الصوتي. لقد أحببت أوصاف بويل الذكية (مثل "كانت دراجته صغيرة جداً وجعلته يبدو وكأنه دب هارب من السيرك") أكثر من التوصيفات الصادمة ("بدا وجهه مثل صورة مركبة مصنوعة من مهبل الفيلة") والصفات الساخنة البذيئة التي يستخدمها في الحديث عن الحياة الرديئة في غلاسكو، والتي كانت مضحكة بشكل مجنون في بعض الأحيان. من الذي يريد أن يدخل إلى أحد حانات سلسلة ويذرسبونز في المساء "التي يسودها جو تعاطي الكحول الذي يسبق عراكاً عنيفاً"؟.

لا شك في أن بويل قادر على أن يكون مضحكاً للغاية- ومن يستطيع لومه على إعادة تدوير حوارات حاذقة من تجربته كفنان ستاند أب كوميدي؟ مثل: "بدا جسدي مثل لازانيا رديئة"- لكن إلى جانب نكات مسلية حول الأكواخ والموت والسياسيين البدينين، هناك لحظات يبدو فيها الكتاب أحياناً وكأنه نسخة مطبوعة من أحد المونولوغات التي تقدم في نهاية برنامجه التلفزيوني الجديد "نظام فرانكي بويل العالمي الجديد"، الذي ربما قد ساعدت في ضبطه رقابة محرر حكيم.

ومع ذلك، فإن بويل معلق اجتماعي عنيد ومتحد، كما أن فلسفته تضفي نكهة لذيذة على الرواية. الكتاب مليء بالأفكار المحرضة على التفكير، حول كل ما يخطر ببالكم، بدءاً من سبب التشابه بين الوظائف في التلفزيون والحانات ("كلاهما يتظاهر بأنه صديق الأشخاص الذين يقوم بإسكارهم في الواقع")، إلى عيوب وسائل التواصل الاجتماعي، والنظام الطبقي المزيف في بريطانيا، والافتقار إلى ثقافة مضادة حديثة والفردية الزائفة. هناك أيضاً بعض النكات الجيدة عن شعب الـهن من الرحل الذين عاشوا في أوروبا الشرقية بين القرنين الرابع والسابع الميلاديين، يلقيها بشكل جيد بويل المتحمس للشعوب السلتية.

العمل الأدبي الأول لـبويل مثير للاهتمام حقاً. هناك كثير من النقلات في الحبكة، وشخصيات شريرة عظيمة (بما في ذلك دكتور تشونغ) وخاتمة درامية. "في تلك الأثناء" رواية ناجحة بشكل عام، لأن فيليكس ماكافيتي شخصية مركزية مذهلة وذكية ومرعبة بعض الشيء. وبالطبع، لا شيء يضاهي فرانكي بويل.

تصدر رواية "في تلك الأثناء" لـفرانكي بويل عن دار باسكرفيل للنشر في 21 يوليو وتباع النسخة الواحدة بسعر 14.99 جنيه استرليني.

© The Independent

المزيد من كتب