قالت وسائل إعلام محلية في إيران، الجمعة، إن السلطات اعتقلت ناشطاً إصلاحياً بارزاً واثنين من المخرجين السينمائيين بتهمة العمل ضد الأمن القومي.
وذكرت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء، أنه تم اعتقال مصطفى تاج زاده نائب وزير الداخلية الإصلاحي السابق الذي تحول إلى ناشط بتهمة "العمل ضد الأمن القومي ونشر الأكاذيب لتعكير صفو الرأي العام".
وواجهت حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي المتشددة استياء عاماً بعد أن أثار ارتفاع أسعار المواد الغذائية احتجاجات في الأشهر الأخيرة.
وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 ورفع العقوبات.
وقال تاج زاده، وهو منتقد بارز للحكومة، إنه لا بد من تحمل المرشد الأعلى علي خامنئي المسؤولية إذا فشلت جهود إحياء الاتفاق النووي.
وأضاف على "تويتر"، الأسبوع الماضي، "في ظل الظروف الاقتصادية المؤسفة الحالية واستياء الرأي العام فإن عدم إحياء الاتفاق النووي له عواقب مدمرة، وتقع مسؤوليته في المقام الأول على عاتق الزعيم".
وتقدم تاج زاده، وهو ستيني، بطلب ترشح إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2021، إلا أن مجلس صيانة الدستور لم يصادق على ترشحه، ما حال بالتالي دون خوضه السباق الرئاسي الذي انتهى لصالح المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي.
وشغل زادة منصب نائب وزير الداخلية في عهد الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي (1997-2005)، الا أنه أدخل السجن في 2009 على هامش الاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، ودين بـ"المس بالأمن القومي والدعاية ضد النظام السياسي للجمهورية الإسلامية"، وأفرج عنه في 2016.
منذ خروجه من السجن، طالب تاج زادة السلطات الإيرانية مراراً بمنح الحرية لقائدي احتجاجات 2009: مهدي كروبي ومير حسين موسوي، الخاضعين للإقامة الجبرية منذ أكثر من عشرة أعوام.
وخلال الأعوام الماضية، عمل تاج زادة للدفع من أجل إجراء "تغييرات هيكلية" وإجراءات لتعزيز الديمقراطية في الجمهورية الإسلامية.
وعلى هامش ترشحه لانتخابات 2021، قدم تاج زادة نفسه على أنه "مواطن وإصلاحي" و"سجين سياسي لسبع سنوات"، ودان "التمييز" و"حجب الإنترنت" و"تدخل العسكريين في السياسة والاقتصاد والانتخابات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من ناحية أخرى ذكرت وكالة أنباء "إرنا"، أن المخرج المعارض محمد رسولوف وزميله مصطفى الأحمد اعتقلا، الجمعة، ووجهت لهما تهمة الارتباط بجماعات مناهضة للحكومة وارتكاب مخالفات أمنية.
وكان الاثنان ضمن مجموعة من الممثلين والمخرجين الذين وقعوا على نداء دعوا فيه قوات الأمن إلى "إلقاء أسلحتكم والعودة إلى حضن الأمة" خلال احتجاجات في الشوارع أعقبت انهياراً لمبنى أدى لسقوط قتلى في مايو (أيار) وأنحى المسؤولون باللوم فيه على الفساد وتراخي السلامة.
وواجه كل من تاج زاده ورسولوف اتهامات في الماضي.
وسُجن تاج زاده بين عامي 2009 و2016 وذلك في الأغلب بسبب مشاركته في الاضطرابات التي أعقبت انتخابات متنازع عليها في عام 2009. ويواجه رسولوف ما لا يقل عن حكمين بالسجن معلقين بتهم تتراوح من التصوير من دون تصريح إلى "التواطؤ ضد الأمن القومي".
وفاز رسولوف بجائزة الدب الذهبي بمهرجان برلين السينمائي عام 2020 عن فيلم "ذير إز نو إيفل"، "لا يوجد شر" حول عقوبة الإعدام وتم تصويره في تحدٍ سري للرقابة الحكومية الإيرانية.