Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أشهب اللال"... فيزياء الفن

يستعد الفنان السعودي أحمد ماطر لتدشين عمل في صحراء العلا يعتمد على تطبيق تقنيات السراب

كل شيء في هذه القصة عبارة عن سراب باستثناء بطلها، إذ حرص الفنان التشكيلي السعودي أحمد ماطر على التأكيد بأن ما نجح في خلقه عبر عمله الذي استعرضه أمامنا هو سراب على طريقة الطبيعة وليس شكلاً آخر من أشكال الإسقاط الضوئي.

في "أشهب اللال" كما تمت تسميته، يحجز ماطر مساحة من صحراء العلا بين جبالها الصخرية ليصنع ما يشبه المعبد في جوف الأرض بكوة إلى السماء، ينفصل فيها الزائر عن روحه التي تنعكس على سطح الأرض بوساطة تقنية صناعة السراب التي ابتكرها في عمله.

العمل الذي شرع في بنائه هو النتيجة النهائية لما ستبدو عليه الأمور عندما يتحول الفنان إلى فيزيائي أو العكس، ويقوم بتوظيف نظريات العلوم الجامدة بطريقة الفنان التفاعلية.

محاكاة الطبيعة

يقول أحمد إن العمل يحاكي الطبيعة ويتفاعل معها، بدءاً من اختيار المكان وحتى في التجربة النهائية للمشروع "لا نستخدم في المشروع أي شكل من أشكال الطاقة لا الكهربائية ولا حتى النظيفة، وسيكون النفق الممتد لـ 90 متراً وصولاً إلى البؤرة في المنتصف مصمماً بطريقة تقبل تسلل ضوء الشمس وتحصل على إضاءة طبيعية".

شكل آخر لعملية محاكاة الطبيعة، إذ يشير إلى العلاقة بين الجسد والروح "في هذا المشروع أحاول أني أقدم شيئاً يتحدث عن أرواحنا عندما تنفصل عن أجسادنا لكن بطريقة أكثر جلاء ووضوحاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف، "في هذا العمل الإنسان يصبح بنفسه هو ظاهرة السراب، هذه الحال الفيزيائية تمثل بالنسبة إليّ فكرة أن السراب هو الجزء الأكبر منا، وهو الذي يستطيع أن ينقل مشاعرنا ويأخذ المشاعر الطبيعة إلينا".

تم تسمية العمل المنتظر بـ "أشهب اللال"، وهي مفردة تعني في اللهجة المحلية في بلاده "أقبل السراب"، وتستخدم بشكل واسع ككلمة شعرية ترد في القصائد والأشعار النبطية.

معبد المستقبل

أثناء حديث الفنان السعودي عن عمله استخدم كلمة "معبد"، إلى أن استدرك بالقول "سيكون أشبه بمعبد قديم لكن هذا المعبد هو المستقبل".

ويفسر ذلك بأنه "لن يكون فيه استخدام لا للكهرباء ولا لأي شكل من أشكال الطاقة المصطنعة، وسيكون بمراياه وتركيباته الفنية متفاعلاً من الضوء الطبيعي، وهذه الحال كما تمثل شكله التقني فهي في الوقت نفسه تمثل حاله الفنية".

وأضاف شارحاً، "تم تصميم قلب العمل بطريقة تشبه التقنيات التي تستخدم في التلسكوب الفضائي، وهي عبارة عن مرآتان من القطع المكافئ بأبعاد معينة ومقطعين من الأعلى والأسفل لظهور السراب، ويوجد ممران من الجانبين يتصلان بجوف المرايا، وهذان الممران ذا حجم كبير قادر على استيعاب دخول مجموعة من البشر في الوقت نفسه".

واستطرد، "عندما يصلون إلى وسط الممر في جوف الأرض تبدأ عملية الانعكاس، فيمكنهم بالنظر إلى الأعلى رؤية جبال العلا منعكسة على شكل صور سرابية لكن بالمقلوب، في حين يمكن لمن يقفون خارجاً على سطح الأرض رؤية من هم في الداخل على شكل صور سرابية تسير على سطح الأرض فوق الفجوة".

ويعد "أشهب اللال" واحداً من أعمال سعودية وعالمية عدة سيحتضنها "وادي الفن" في العلا، المقام على مساحة تقدر بـ 65 كيلومتراً مربعاً، ومن المقرر اكتماله في العام 2024.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة