Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتوكس؟ لا شكرا، أفضل أن أبدو عجوزة على أن أكون غريبة

لا بأس من ظهور الشوائب، فلا حاجة لإخفاء التجاعيد التي اكتسبتها على مر السنوات

أعتقد أن النساء (وبعض الرجال) يهتمون كثيراً بالتجاعيد (غيتي)

عندما عرض عليَّ طبيب تجميل بعض الإجراءات المجانية "لإنعاش" وجهي، قلت شكراً ولكن لا محالة! فحتى إن كان بوسعها محو خطوط العبوس عن وجهي واستبدالها بما تعد بأنه سيكون "تعبيراً أكثر حيادية"، فأنا اتخذت موقفاً ضد جميع التدخلات والعلاجات بالحقن لمكافحة الشيخوخة. وأملك ثلاثة أسباب لقيامي بذلك، كما أنني مصممة وأنا في الخامسة والأربعين بأن أبقى متمسكة بسلاحي الرافض.

الحق يقال إن الطبيبة كانت في غاية اللطف. ولكنني اشتكيت لها أنه في الصور هذه الأيام، حتى وإن كنت أبدو مشرقة، فإن الخطوط في أعلى الحاجبين تمنحني نظرة حيرة ودهشة بعض الشيء تشير إلى بعض السخط المضمر. فأجابتني أن بوسعها أن تمحو هذه التجاعيد المزعجة لكي يبدو وجهي الافتراضي الجديد مشدوداً وسعيداً. رفضت عرضها ولكنني شعرت بالغضب الشديد في داخلي. تباً للتعابير الحيادية!

"هل أبدو غاضبة في الصور؟" طرحت السؤال على زوجي الذي أجاب بعد تفكير عميق "قطعاً لا". وأقر بأنني أبدو كما تبدو أي امرأة تبلغ 45 عاماً سنة متعبة قليلاً ولكن لا ضير أبداً في ذلك. كان جوابه داعماً لي ولكن في الحقيقة لو سارعت في الغد وحصلت على علاج كامل للوجه بالبوتوكس، أعرف بأنه لن يلاحظ مطلقاً.

أعتقد أن النساء (وبعض الرجال) يهتمون كثيراً بالتجاعيد ولكن تعالوا نفكر معاً في الأمر: إن كنت معجباً بشخص ما، لن يكون السبب في ذلك امتلاكه جبيناً مشدوداً.

خضعت الكثير من النساء اللاتي أعرفهن لحقن البوتوكس ولم يخبرن أزواجهن بذلك. فعندما أجرت [الممثلة البريطانية] أوليفيا كولمان أول عملية حقن بالبوتوكس لم تخبر زوجها، ولكنه استمر في مناداتها "مرحباً يا جميلة" على مدى ستة أشهر قبل أن يعرف الحقيقة وينفجر ضاحكاً.

أتساءل إن كانت [دوقة كامبريدج] كايت ميدلتون تخبر الأمير ويليام [بما تستخدم]. لعل زيت ثمار الورد الذي يبلغ سعره 20 جنيهاً استرلينياً (نحو 24.4 دولار) هو الذي يفعل فعله في شد البشرة بشكل فعال ولكنني افترض بأن كايت تحولت إلى أساليب أكثر فاعلية لمكافحة الشيخوخة [أي الحقن].

ألم تظهر بجبين مصقول للغاية بشكل مريب في العرض الأول في المملكة المتحدة لفيلم "توب غان: مافريك"؟ فبدت بإطلالتها الندية أقرب إلى شخصية سجادة حمراء مثالية منه إلى كونها تنتمي إلى الأسرة الملكية.

طبعاً ولمَ لا؟ لا بد أن الضغط الذي تشعر به لتبدو بإطلالة جيدة كبير للغاية، ولكن دعونا نفكر في مدى قوة شخص مثل كايت في تجنب الحاجة إلى تجميد تجاعيدها من التمدد وأن تكون قادرة على قول "أقسم بأنه المكياج والتسريحة وزيت بذور الورد واليوغا وشخصيتي التي تجعلني أبدو مذهلة هكذا". ربما هذه هي الحقيقة، وربما لم تخضع لأي تجميل. أنا أخمن ليس إلا!

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نعيش اليوم في واقع أن غالبية النساء ضمن دائرة الضوء (والعديد من الرجال أيضاً) يتخذن قرار شد وجوههنّ ويقمن من خلال ذلك بإيصال رسالة مفادها بأن الظهور بعمرك الحقيقي هو أمر غير مقبول، لأنك ستبدين أقل جاذبية ما لم تركبي الموجة وتتخلصي من التجاعيد.

نتيجةً لذلك أصبح لدينا اليوم العديد من النساء في العشرينيات وحتى أصغر ممن يؤمنّ بنظرية الوقاية السامة والتي تتمحور حول أنهنّ كلما بدأن العلاج في وقت مبكر، كان في وسعهنّ تفادي ظهور التجاعيد. من جهتي، أجد أنه من المحزن للغاية أن نشعر بالقلق من إظهار تجاربنا في الحياة من خلال وجوهنا.

يكمن أحد أسباب رفضي الخضوع لأي حقن مضادة للشيخوخة في أنني أود أن أمنح ابنتي البالغة 11 سنة رسالة لطيفة حول الثقة بجسمها، وأود أن أقول لها إنه لا بأس من الشوائب فلا حاجة لإخفاء التجاعيد التي اكتسبتها على مر السنوات.

لست في العادة شخصاً يحب إهمال نفسه، فلن تروني مطلقاً بشعر رمادي ونادراً ما ستلتقون بي من دون مستحضرات تجميل، وأنا أمارس الركض واليوغا وأتناول طعاماً صحياً.

تشعرني هذه الأمور أنني بحالة جيدة، فهي تعزز حياتي وتمنحني دفعاً في حين أشعر أن البوتوكس أو تقنية الوخز بالإبر (المايكرونيدلينغ) أو الفيلر (حقن الحشو التجميلية) ستزيل بعضاً من هذا الشعور الجيد وتبث مكانه شعوراً بالقلق في جهودي للاعتناء بنفسي، وأشعر أنني متى بدأت بذلك، لن أشعر مطلقاً بالاكتفاء، وأشعر أيضاً أنه متى زالت الخطوط من جبيني ستبدو فجأة التجاعيد حول عيني مقززة.

يكمن السبب الثاني لعدم قيامي بذلك في التكاليف والألم، فلديَّ الكثير من الأمور الأجمل لأنفق عليها أموالي، كما أنني ارتعدت، الأسبوع الماضي، عندما وصفت لي مصففة الشعر بحماسة بأن علاج الوخز بالإبر الذي تخضع له كل أربعة أشهر يشبه الحصول على وشم على وجهها.

مع ذلك، على الرغم من بعض النزيف والكدمات الناتجة عن ذلك، ووجوب عدم الخروج من البيت على مدى أيام بعد ذلك، فإنها تشعر بالحماسة لهذا العلاج لأنه يخفي خطوطها الدقيقة، عمرها 26 سنة فقط، أردت أن أعانقها وأقول لها توقفي عن القلق في شأن خطوطك الدقيقة وعيشي حياتك.

أما السبب الثالث فهو الغرور، لست واثقة بأنك ستبدين أفضل من دون تجاعيد فيما تتجهين لتعانقي سنواتك الأربعين، وبطريقة غريبة، ألا تبدين بعدها بمظهر الشباب الدائم وتحصلين على ذلك "المظهر" الحيادي بعد حين؟

خلاصة القول إنني أفضل أن أبدو عجوزةً على أن أبدو غريبة.

نشر في "اندبندنت" بتاريخ 27 يونيو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات