Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكرملين: الهجوم ينتهي فور استسلام كييف والغرب يطيل أمد الصراع

"السبع" تتعهّد رفع الكلفة على موسكو وستولتنبرغ: أوكرانيا تواجه "وحشيةً" لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية

قال الكرملين، الثلاثاء، إن هجومه في أوكرانيا سينتهي عندما تستسلم السلطات والجيش الأوكرانيان، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه كلما أرسلت الدول الغربية مزيداً من الأسلحة إلى كييف طال أمد الصراع، في حين دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الدول الأعضاء في الحلف إلى مواصلة دعم أوكرانيا، معتبراً أنها تواجه "وحشيةً" لم تشهدها أوروبا "منذ الحرب العالمية الثانية".

وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، قائلاً، "يمكن للجانب الأوكراني إنهاء النزاع في غضون يوم واحد. يجب إصدار أوامر للوحدات القومية بإلقاء السلاح، ويجب إصدار أوامر للجنود الأوكرانيين بإلقاء أسلحتهم، ويجب تنفيذ كل الشروط التي وضعتها روسيا. حينها سينتهي كل شيء خلال يوم واحد".

ولم يتم تحديد مهلة أو جدول زمني من الجانب الروسي، بحسب بيسكوف الذي أوضح "نحن نتوجه بالنظر إلى تصريحات رئيسنا". وأكد مجدداً أن "العملية العسكرية الخاصة تسير وفقاً للخطة"، مستخدماً التعبير الملطف الرائج في روسيا عند التحدث عن الهجوم على أوكرانيا.

وتأتي تصريحات بيسكوف رداً على كلام أدلى به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام قادة دول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي طالبها "ببذل قصارى جهدها" لوضع حد للنزاع الذي تشهده بلاده قبل نهاية العام.

زيلينسكي يريد تصنيف روسيا "إرهابية"

ودعا زيلينسكي، الثلاثاء، إلى تصنيف روسيا "دولة راعية للإرهاب"، وذلك غداة غارة روسية على مركز تسوق وسط أوكرانيا أسفرت بحسب كييف عن مقتل "أكثر من 20 شخصاً".

وقال زيلينسكي عبر تطبيق "تلغرام"، "فقط الإرهابيون المجانين الذين يجب ألا يكون لهم مكان على الأرض، قادرون على إطلاق الصواريخ ضد أهداف مدنية". وأضاف، "هذه ليست ضربات صاروخية أخطأت هدفها، وأصابت رياض أطفال ومدارس ومراكز تسوق ومبانيَ سكنية، إنها ضربات متعمدة". وخلص إلى أنه "يجب تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب. يجب للعالم بالتالي أن يوقف الإرهاب الروسي".

الرواية الروسية

الرد الروسي جاء اليوم على لسان وزارة الدفاع التي قالت إنها قصفت بالصواريخ مستودع أسلحة في مدينة كريمنتشوك الأوكرانية، مما أسفر عن انفجار ذخيرة أدى إلى نشوب حريق في مركز تجاري قريب.

وزير الخارجية الروسي نفى بدوره في مؤتمر صحافي خلال زيارة لتركمنستان، أن تكون روسيا استهدفت مركز التسوق، مكرراً رواية وزارة الدفاع الروسية بأن المركز التجاري كان خالياً وقت اندلاع حريق نتيجة قصف روسيا لمستودع فيه أسلحة غربية في الجوار.

وعلى صعيد معركة العقوبات المتبادلة، أعلنت روسيا الثلاثاء منع دخول 25 أميركياً إضافياً إلى أراضيها، بينهم جيل بايدن، زوجة الرئيس الأميركي جو بايدن، وابنته آشلي، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي رداً على العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو. وتتضمن اللائحة أيضًا زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وأعضاء آخرين في المجلس على غرار شارل غراسلي وكيرستن جيليبراند وسوزان كولينز وأساتذة جامعيين مثل فرانسيس فوكوياما.

ستولتنبرغ: "وحشية" لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية

ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الدول الأعضاء في الحلف إلى مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا، معتبراً أن هذه الأخيرة تواجه "وحشيةً" لم تشهدها أوروبا "منذ الحرب العالمية الثانية" جراء الهجوم الروسي.

وصرّح قبل ساعات من افتتاح قمة الحلف في مدريد، "سنتفق على برنامج دعم كامل لأوكرانيا لمساعدتها في ضمان احترام حقها في الدفاع المشروع عن النفس. من المهم للغاية أن نكون مستعدين لمواصلة تقديم دعمنا لكييف التي تواجه الآن وحشية لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".

وسلّم حلفاء الـ"ناتو" أسلحة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات إلى كييف لتتمكن من مواجهة القوات الروسية. ويفترض أن يوافق التحالف على حزمة مشتركة إضافية خلال القمة في مدريد، تشمل معدات اتصالات آمنة وأنظمة مضادة للطائرات المسيّرة وتدريبات لمساعدة أوكرانيا على استخدام أسلحة غربية أكثر حداثة على المدى الطويل.

وكتب الرئيس الأوكراني الذي من المقرر أن يتحدث أمام قادة الـ"ناتو"، على "تويتر"، أنه أجرى محادثة هاتفية مع ستولتنبرغ في وقت سابق لتأكيد "أهمية نظام دفاع صاروخي قوي لأوكرانيا لمنع الهجمات الإرهابية الروسية".

لا تهملوا التحذيرات

وبالعودة إلى مركز تسوق كريمنتشوك، قال دميتري لونين الذي يرأس بالوكالة إدارة منطقة بولتافا، صباح الثلاثاء، "18 قتيلاً... خالص التعازي للعائلات والأقارب. عناصر الإنقاذ يواصلون العمل". وتقع مدينة كريمينتشوك على بعد 330 كيلومتراً جنوب شرقي كييف، وتبعد أكثر من 200 كيلومتر عن خط الجبهة.

وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في المكان أن القسم الأكبر من المبنى انهار واحترق.

وتم نصب أربع رافعات عملاقة في الموقع لنقل الحطام. وجرى تحويل موقف سيارات المركز التجاري إلى ساحة إسعافات حيث كان يعمل رجال الإنقاذ والإطفاء. وبقيت بضعة أحرف خضراء من اسم المركز التجاري فوق المبنى مع قطع من البلاستيك المحترق، معلقة.

وناشد مدير أجهزة الإسعاف الأوكرانية سيرغي كروك عبر "تلغرام"، المواطنين اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر حال سماعهم دوي صفارات الإنذار التي تنبههم إلى حصول ضربات جوية. وقال، "أشدد مرة أخرى: لا تهملوا التحذيرات المتعلقة بالغارات الجوية!".

وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الأوكراني إن ضربة كريمنتشوك كان مخططاً لها لتتزامن مع وقت الذروة في المركز التجاري لكي تتسبب في أكبر عدد من الضحايا.

"جريمة حرب"

واستدعى الهجوم تنديداً من الأمم المتحدة وزعماء العالم. واتهم قادة دول مجموعة السبع، مساء الاثنين، روسيا بارتكاب "جريمة حرب" باستهدافها بضربة صاروخية "شنيعة" مركز تسوق في وسط أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال القادة المجتمعون في قمة في جنوب ألمانيا في بيان مشترك، إن "الهجمات العشوائية ضد مدنيين أبرياء تشكل جريمة حرب"، مؤكدين أن مجموعة السبع "تدين بشدة الهجوم الشنيع" وتؤكد وجوب "محاسبة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قصف القوات الروسية مركز تسوق في وسط أوكرانيا بـ"الرعب المطلق"، داعياً الشعب الروسي إلى "رؤية الحقيقة" كما هي. وقال ماكرون في تغريدة باللغتين الأوكرانية والروسية أرفقها بمقطع فيديو لمركز التسوق والنيران تلتهمه، "إننا نشاطر عائلات الضحايا آلامهم"، مؤكداً أنه يشعر بـ"الغضب إزاء مثل هذا الخزي".

وفي هجوم منفصل، الاثنين، أدّت ضربات روسية إلى مقتل ثمانية مدنيين على الأقل في مدنية ليسيتشانك، بينما كانوا يتزودون بالمياه، وفق حاكم المنطقة سيرغي غايداي.

وأدت ضربة في خاركيف إلى مقتل أربعة اشخاص وجرح 19 بينهم أربعة أطفال، وفق أوليغ سينيغوبوف، رئيس الإدارة المدنية في المدينة. وقال في بيان على "تلغرام"، إن "العدو يتعمد ترهيب المدنيين".

جلسة طارئة لمجلس الأمن

ودعت أوكرانيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي في شأن الضربات الروسية الأخيرة على أهداف مدنية، وفق ما أفادت رئاسة الهيئة الأممية الإثنين، مشيرة إلى أن الجلسة ستُعقد مساء الثلاثاء.

وقال متحدث باسم البعثة الألبانية التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، إن الضربة الصاروخية التي استهدفت مركزاً تجارياً في مدينة كريمنتشوك "هي المحور الرئيس" للاجتماع المقرر عقده الثلاثاء في الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش.

وأضاف المتحدث أن "القصف في جميع أنحاء كييف"، الأحد، الذي طاول مجمعاً سكنياً ستتم مناقشته أيضاً خلال الاجتماع.

"دول السبع" تتعهد دعم أوكرانيا

وتعهّدت كبرى القوى الصناعية في العالم جعل روسيا تدفع ثمناً باهظاً لهجومها على أوكرانيا، وفق ما أكد المستشار الألماني أولاف شولتز الثلاثاء، قائلاً "يجب ألا يسمح لبوتين بأن ينتصر".

وقال في مؤتمر صحافي أعقب قمة المجموعة، "تقف مجموعة السبع صفاً واحداً في دعمها لأوكرانيا". وأضاف شولتز، "سنواصل رفع الكلفة السياسية والاقتصادية لهذه الحرب بالنسبة للرئيس (فلاديمير) بوتين ونظامه".

وعلى مدى ثلاثة أيام، أعلنت مجموعة السبع عن إجراءات جديدة للضغط على بوتين، من بينها خطة للعمل من أجل تحديد سقف لأسعار النفط الروسي. واتفقت المجموعة أيضاً على فرض حظر على استيراد الذهب الروسي، وهي خطوة ستزيد من تجفيف إيرادات موسكو.

في المقابل، حشدت الدول السبع الدعم المالي لأوكرانيا وبلغت المساعدات حتى الآن 29.5 مليار دولار. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، "ما اتفق عليه بالأساس... هو منح الأوكرانيين القدرة على الصمود الاستراتيجي التي يحتاجون إليها لإحداث تغيير، لمحاولة تغيير دينامية الوضع. هذا ما يجب أن يحدث".

وفي وقت سابق الاثنين، تعهدت دول مجموعة السبع الوقوف إلى جانب أوكرانيا "مهما استغرق الأمر من وقت". وجاء ذلك بعد أن خاطب الرئيس الأوكراني عبر رابط فيديو قادة المجموعة خلال قمتهم في جبال الألب بولاية بافاريا الألمانية، وطلب منهم أسلحة ومنظومات دفاع جوي بما يمكن بلاده من أن تكون لها اليد الطولى في الحرب مع روسيا في غضون عدة أشهر.

لكن الجهود المبذولة لحشد دول جنوب العالم وراء القضية الأوكرانية لم تشهد كثيراً من النجاح، إذ لم تسفر دعوة خمس دول نامية سوى عن مشاركة مجموعة السبع في بيان معتدل الصياغة يشيد "بالمدافعين الشجعان" عن الديمقراطية من دون الإشارة صراحة إلى الهجوم الروسي على أوكرانيا.

واستهدف بيان قادة مجموعة السبع الإشارة إلى أن أعضاءها مستعدون لدعم أوكرانيا على المدى الطويل، في وقت مثل فيه التضخم المرتفع ونقص الطاقة، اللذان تفاقما جراء الهجوم الروسي، اختباراً لعزم الغرب على فرض عقوبات. وجاء في البيان، "سنواصل تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي والوقوف مع أوكرانيا مهما استغرق الأمر من وقت".

شركة تركية تهب أوكرانيا 3 طائرات مسيّرة

في غضون ذلك، أعلنت شركة "بايكار" التركية لصناعة الطائرات المسيّرة التي يتولى صهر الرئيس رجب طيب أردوغان منصب مدير فيها، أنها ستهب الجيش الأوكراني ثلاثاً من طائراتها.

وفي بيان نُشر، الاثنين، على "تويتر"، أشارت الشركة إلى أن حملة تمويل جماعي تمكنت من جمع المال الكافي لشراء عدد من طائراتها المسيّرة من طراز "تي بي 2" ليستخدمها الأوكرانيون "في الدفاع عن وطنهم".

وأضاف البيان، أن "(بايكار) لن تقبل تلقي ثمن مقابل طائرات (تي بي 2)، وسترسل من دون مقابل ثلاث طائرات مسيّرة إلى جبهة الحرب الأوكرانية". وطلبت الشركة "تحويل الأموال التي تم جمعها بدلاً من ذلك إلى شعب أوكرانيا المناضل".

ولم يسبق أن أعلنت تركيا عن أي مساعدة عسكرية لأوكرانيا، لكن من الصعب أن تتم هذه الهبة من دون موافقة أردوغان. وكانت أوكرانيا قد أشارت إلى أن الطائرات المسيّرة التركية التي كانت تمتلكها في بداية الحرب أبلت بلاءً حسناً ضد القوات الروسية.

وواحد من مديري "بايكار" هو سلجوق بيرقدار، زوج ابنة أردوغان الصغرى. ومدير الشركة الآخر هو خلوق، شقيق بيرقدار.

ويأتي هذا الإعلان في وقت تعوق فيه تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف بسبب توفيرهما، على حد قول أردوغان، ملاذاً آمناً للمتمردين الأكراد.

وبينما دانت تركيا الهجوم الروسي على أوكرانيا، حاولت أيضاً القيام بدور الوسيط بين الجانبين ولم تنضم إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على موسكو.

وفي بداية يونيو (حزيران)، عرضت "بايكار" على ليتوانيا طائرة مسيّرة قتالية بشكل مجاني، مقابل أن يتم تخصيص الأموال التي جمعها الليتوانيون لشراء طائرة لصالح القوات الأوكرانية للمساعدات الإنسانية.

وكانت أوكرانيا قد أعلنت أن لديها نحو 20 طائرة مسيّرة "تي بي 2" في بداية الحرب. ويقول خبراء إن أوكرانيا لا تزال تتلقى شحنات من الطائرات المسيّرة التركية، وهو أمر لم تؤكده أنقرة.

المزيد من دوليات