Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تأجيل مهرجان الجونة... هل هي نهاية حلم الاستقلال والإثارة؟

مصادر لـ "اندبندنت عربية": "أصحابه لن يجازفوا بمزيد من النقود وسط تعثر مادي عالمي لا يعرف أحد نهايته"

كان الإعلان عن تأجيل الدورة السادسة من مهرجان الجونة سبباً قوياً لفتح باب الجدل والتكهنات حول كثير من الأمور السينمائية (أ ف ب)

فجأة ومن دون سابق إنذار، أعلنت إدارة مهرجان الجونة السينمائي في بيان رسمي تأجيل الدورة السادسة المفترض إقامتها خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، والتي جرى تحديد موعدها التفصيلي في نهاية الدورة السابقة.

وتسبب البيان في صدمة كبيرة لصناع السينما المصرية والعربية الذين اعتبروا المهرجان نافذة مهمة وواجهة للسينما بوجه عام، وملتقى كبيراً لنجوم وصناع الفن العربي والعالمي.

دور حيوي

وجاء في نص البيان، "تعلن إدارة مهرجان الجونة السينمائي تأجيل فعاليات الدورة السادسة التي كان من المقرر عقدها خلال الفترة من 13 - 22 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل إلى موعد يتم تحديده لاحقاً، وجاء هذا القرار حرصاً وإيماناً من إدارة المهرجان على تعزيز الدور الحيوي الذي يلعبه على المستويين الفني والسياحي محلياً وعالمياً، أخذاً في الاعتبار التحديات العالمية الحالية التي قد تعوق إضفاء الصبغة العالمية والإقليمية التي تسعى إدارة المهرجان إلى تحقيقها وتأكيدها منذ الدورة الأولى للمهرجان".

وانتهى البيان بالقول، "ستقوم اللجنة المنظمة للمهرجان بالإعلان عن الاستعدادات والمستجدات التي قد تطرأ على فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائي بشكل دوري خلال الفترة المقبلة".

أزمة اقتصادية

وتواصلت "اندبندنت عربية" مع مدير المهرجان انتشال التميمي للوقوف على أسباب توقفه، وإذا ما كان التوقف يعني نهاية المهرجان، لكنه رفض التعليق بدعوى أن البيان يضم كل أسباب التأجيل وأنه لا يملك معلومات عن دورات جديدة من عدمها.

وعلمت "اندبندنت عربية" من مصادر مطلعة أن "أزمة اقتصادية" لحقت بالمهرجان، وكان هناك أمل في الخروج منها والسبب فيها التضخم المادي، إذ "لن يجازف آل ساويرس بمزيد من النقود وسط تعثر مادي عالمي لا يعرف أحد نهايته"، بحسب المصادر.

جدل كبير

وكان الإعلان عن تأجيل الدورة السادسة من مهرجان الجونة سبباً قوياً لفتح باب الجدل والتكهنات حول كثير من الأمور السينمائية، ومنها إن كانت الأزمة الاقتصادية السبب في الإلغاء، وهل سيستمر المهرجان ويعاود دوراته أم أن دوره كان ترويجياً فقط لمدينة الجونة السياحية وانتهت مهمته؟

وتساءل بعضهم عن تأثير القرار في صناعة السينما المصرية والعربية، إضافة إلى كون عدم استمراريته مؤشراً إلى عدم استمرار مهرجانات مصرية أخرى أقل حظاً في الدعم المادي الذي ينعم به مهرجان الجونة، كونه يستند إلى رجال أعمال وهم آل ساويرس وكبار الرعاة الرسميين من الصناعيين والمعلنين المصريين والعرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبها، قالت المسؤول الإعلامي لمهرجان الجونة الناقدة الصحافية علا الشافعي، "لا أعلم تفاصيل الأزمة لكن هناك سبباً مفاجئاً وراء هذا التأجيل، ويحتمل أن يكون تمهيداً لإلغاء الدورات الجديدة، وكما نعرف فإن إمكان عودة مهرجان جرى تأجيل دورته أمر غير مضمون بنسبة كبيرة".

وأشارت علا إلى أنه حتى نهاية الشهر الماضي مايو (أيار) كانت الأمور "تسير على ما يرام، وسافر مدير الجونة انتشال التميمي لحضور فعاليات (مهرجان كان)، وكانت هناك مشاهدات لأفلام سيجري الاستعانة بها في فعاليات الدورة السادسة التي كانت ستنطلق بعد أربعة أشهر تقريباً".

وتابعت، "ربما تكون الأزمة الاقتصادية العالمية سبباً مباشراً في توقف المهرجان، فالجميع يترقب ما يحدث في العالم بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية، وربما استند آل ساويرس إلى فكرة نهاية الحرب واستقرار الأمور مع الوقت، لهذا كانت هناك حماسة كبيرة لإقامة الدورة الجديدة، لكن الأمور ازدادت سوءاً بحسب مؤشرات الاقتصاد العالمي، ومهرجان الجونة يتكلف الملايين، وعلى الرغم من أنه يربح من الرعاة والمشاركين فيه لكنه حتماً يحتاج إلى مبالغ طائلة من عائلة ساويرس حتى يستمر، وفي ظل الأزمة العالمية قد يكون الدعم المادي مستحيلاً".

ونفت علا أن يكون إلغاء الجونة مقدمة لإلغاء مهرجانات مصرية، بخاصة أن معظمها تحت إشراف الدولة ويكتسب الدعم من وزارة الثقافة المصرية، بينما المهرجان الوحيد الخاص هو الجونة، وله ظروف مختلفة تماماً.

حزن كبير

الناقدة مروة أبو عيش قالت إن "من المؤسف إلغاء مهرجان بقيمة وحجم الجونة السينمائي في ظروف مفاجئة وبتلك الطريقة، فالمهرجان يدعم صناعة السينما بشكل كبير وهو متنفس لصناع الفن الذين لا يجدون الفرصة في السينما التجارية، بسبب عزوف المنتجين الذين يهدفون فقط للأرباح عن مشاريع مهمة لكنها غير ربحية، بينما تحظى تلك الأعمال بدعم مادي جيد من مهرجان الجونة، لذلك فخسارة الجونة تعم على الصناعة كلها، وهو مؤشر خطر يؤكد أن المهرجانات الأخرى قد تواجه المصير نفسه، فالمهرجان الأكبر والأشهر تعرض لكبوة مادية بدافع الأزمة الاقتصادية، والمهرجانات الأخرى تعتمد على دعم الدولة المصرية الذي يتقلص عاماً بعد عام، لذا فالأمور تسير في منحنى مخيف وغامض".

وأوضحت أبو عيش أنه بالنسبة إلى أزمة الدورة السادسة من الجونة فقد يكون هناك أسباب خفية مثل استقالة المسؤول الفني عن المهرجان أمير رمسيس بعد خلافات إدارية قيل إنها مع إدارة المهرجان، وتبعها استقالة المدير التنفيذي للجونة الفنانة بشرى، مما يدل على أن هناك أزمة تنظيمية قد يكون جرى التعرض لها إلى جانب الأزمة المادية المحسوم أمرها.

تأثير سلبي

وقال الناقد جمال عبدالقادر إن "الجونة كان محفزاً للمهرجانات المصرية على التطور، ولاحظنا كيف دخل مهرجان القاهرة في غمار المنافسة بعد ظهور الجونة، لكن مع الأسف هناك تصور سيئ وظالم سببه نشر صور السجادة الحمراء، والمبالغة في جذب الترند من المشاهير بفساتين وملابس مثيرة، مما جعل المهرجان يفقد النظرة الجدية في عيون بعض الناس على الرغم من أهميته الكبيرة في الصناعة".

وعبر عبدالقادر عن عدم تفاؤله قائلاً، "ربما كانت الدورة الخامسة للمهرجان هي الأخيرة بكل أسف، وهناك شبه استحالة أن يقام مهرجان آخر خاص يدعمه رجال أعمال بعد فشل الجونة في الاستمرار، كما أنه كان مهرجاناً في طريقه لنيل الصبغة الدولية، والتوقف ولو لدورة واحدة أنهى هذا الحلم".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة