Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمات المنطقة حضرت في زيارة أمير الكويت إلى العراق

ناقش مع كبار المسؤولين في بغداد ملف ترسيم الحدود بين البلدين

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أجرى "مداولات مهمة" مع الرئيس العراقي برهم صالح (موقع رئاسة الجمهورية العراقية)

وصل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى بغداد الأربعاء 19 يونيو (حزيران) في زيارة هي الثانية له إلى هذا البلد، منذ توليه مقاليد الحكم.

وعلى الرغم من أن الزيارة لم تستمر إلا ساعات، إذ إنها بدأت منتصف النهار، ثم عاد الضيف إلى بلاده قبل حلول الظلام، إلا أن جدول أعمالها كان حافلاً باللقاءات مع كبار المسؤولين في العراق.

استقبال رسمي

ونظمت السلطات العراقية استقبالاً رسمياً لأمير الكويت في مطار بغداد، حيث تقدم الرئيس العراقي برهم صالح جمعاً من كبار المسؤولين في الحكومة العراقية، للترحيب بالضيف الكويتي والوفد المرافق له، وعزف السلام الأميري الكويتي إلى جانب السلام الجمهوري العراقي.

مباحثات قصر السلام

وفي جلسة المباحثات الرسمية التي عقدت في "قصر السلام"، مقر الرئيس العراقي ببغداد، مع أمير الكويت، قال صالح إن العراق لديه الرغبة الجادة في بناء علاقات متطورة مع الكويت، متمنياً أن "تكون هذه الزيارة فرصة طيبة لطي صفحة الماضي وبدء صفحة علاقات بناءة بين الجارين الشقيقين". وعن التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران وانعكاسه على الأوضاع في العراق والكويت، قال صالح "العراق ينظر إلى طبيعة الأزمة الحالية في المنطقة بمنظار واسع ويسعى إلى تحقيق توافق إقليمي شامل على قاعدة الحوار والجيرة الحسنة بين الدول".

من جهته، أكد أمير دولة الكويت "حرص بلاده على دعم العراق وتمكينه من تجاوز تداعيات ما تعرض له من أعمال إرهابية وإعادة إعماره"، مشيراً إلى أن زيارته إلى بغداد "تمثل فرصة لبحث سبل تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين وحسم الملفات العالقة بينهما". ورأى أمير الكويت أن الزيارة "تأتي تتويجاً للعلاقات الوطيدة" بين البلدين، مشيراً إلى أن بلاده "تؤمن بشكل راسخ بأهمية أن ينعم العراق بالأمن والاستقرار".

ووفقاً لبيان رئاسة الجمهورية في بغداد، فإن مباحثات البلدين الرسمية، تناولت "آخر التطورات السياسية في المنطقة ومحاولات تهدئتها بما يصبّ في صالح استقرارها".

استقبالان رسميان إضافيان

وكما يفعل المسؤولون العراقيون عادة مع الضيوف البارزين في تنظيم أكثر من حفل استقبال، أجرى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي مراسم الاستقبال في مكتبه لأمير الكويت، الذي مكث هناك حوالى ساعة، قبل أن ينتقل إلى مبنى البرلمان، ليجد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في استقباله. وتناول اللقاء الذي جرى بحضور الوفدين الرسميين بحث تطوير العلاقات العراقية الكويتية وفرص التعاون امام البلدين وتفعيل المنطقة التجارية الحرة المشتركة، الى جانب بحث الأوضاع الإقليمية، وسادت المباحثات اجواء من الود والصراحة والتفاهم وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا.

ورحب رئيس مجلس الوزراء بأمير دولة الكويت واعضاء الوفد المرافق له، وقال "يشرفنا ان نستقبلكم في بلدكم وبين إخوانكم، إذ تربطنا روابط متشعبة وعانينا معاً صعوبات كثيرة ووقفنا معاً ضدها وانتصرنا عليها، وان هذه الزيارة تعد فرصة لتطوير العلاقات الثنائية نحو الافضل ونحن متفائلون بمستقبل العلاقات العراقية الكويتية".

العراق واجه صعوبات وتجاوزها بنجاح

وأثنى على مواقف وحكمة ووسطية أمير الكويت في جميع الظروف، مشيراً الى زيارته لدولة الكويت واللقاءات المثمرة التي اجراها الوزراء وملفات التعاون التي بُحثت وأهمية استكمالها في بغداد وتفعيل اتفاقات التعاون التي ابرمت في الكويت وتشجيع الاستثمارات وتسهيل منح التأشيرات والتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية لمافيه مصلحة البلدين .

وتابع عبد المهدي ان العراق واجه صعوبات لكنه تجاوزها بنجاح وقطع مرحلة مهمة في تعزيز مكانته الدولية وأصبح اليوم شريكاً في الحلول بعد ان كان يشار له في الازمات، وان اقتصاده يتعافى والبلاد تشهد امناً واستقراراً بفضل قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية وتضحيات شعبنا.

أمير الكويت... يهمني أن أرى العراق يتطور

واعرب امير دولة الكويت عن شكره وتقديره لحسن الاستقبال الذي لقيه والوفد المرافق له، مؤكداً ان زيارته تأتي بعد زيارة رئيس مجلس الوزراء لدولة الكويت وتثبت قوة العلاقات الثنائية، وقال "يهمني ان ارى العراق يتطور ويزدهر وحريص على العراق كحرصي على بلدي واتمنى لعلاقاتنا المزيد من التطور، وان هناك اموراً كثيرة نتفق عليها وما تبقى منها قابل للحل خلال مباحثات الوفدين الوزاريين ومتابعة التنفيذ من خلال اللجان المشتركة"، مشيداً بتوجهات الحكومة العراقية وبسياستها المتوازنة وتعاطيها الايجابي مع ازمات المنطقة.

زيارة ناجحة

ووصف وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم زيارة أمير الكويت إلى بغداد بالـ "ناجحة"، وقال إن أمير الكويت أجرى "مداولات مهمة" مع الرئيس برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبد المهدي تتعلق بـ "تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والنقل والسياحة الدينية"، فضلاً عن "مناقشة القضايا التي تمر بها منطقتنا".

توحيد المواقف إزاء قضايا المنطقة

وفي مستهل حديثه مع أمير الكويت، تحدث رئيس البرلمان العراقي عن "عمق العلاقة التاريخية والأخوية والمشتركات بين البلدين"، مشيداً بـ "موقف الكويت الداعم للعراق". وقالت رئاسة البرلمان إن اللقاء ناقش "آفاق التعاون بين العراق والكويت، والملفات ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين"، وأكد الحلبوسي "ضرورة إدامة التواصل وحلِّ جميع الملفات العالقة".

وبحث اللقاء "العلاقات البرلمانية بين البلدين، وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية، والعمل على تنسيق المواقف وتوحيدها في المحافل الدولية إزاء القضايا التي تهم المنطقة". وعبّر أمير دولة الكويت للحلبوسي عن "سعادته بزيارة بغداد وتطور العلاقات بين البلدين"، مؤكداً "دعم بلاده للعراق في مختلف المجالات".

الملف الأبرز

وتوجت زيارة أمير الكويت إلى العراق تقارب البلدين الذي ازداد خلال الأعوام الأخيرة. وسبقت هذه الزيارة، سلسلة اجتماعات للجان حكومية بين البلدين قالت بغداد إنها انتهت إلى توقيع قرابة 60 مذكرة تفاهم مشترك.

وقال المحلل السياسي العراقي أثير الشرع إن الزيارة "تتزامن مع تصعيد خطير في المنطقة، شبيه بالأجواء التي سادت خلال حقبة الحرب بين العراق وإيران، في ثمانينيات القرن الماضي". أضاف أن الكويت "تخشى استهداف ناقلات نفطها ومنشآتها النفطية بعد استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان قبل أيام"، مشيراً إلى أن "الكويت ربما نقلت رسالة إلى إيران عبر العراق لإبعادها عن أي استهداف، كما تريد أن تحصل على تطمينات كافية من إيران، بأنها ستكون خارج دائرة الخطر".

وتابع أن "أمير الكويت ربما نقل رسالة أميركية إلى إيران عبر العراق، لجذبها نحو طاولة الحوار بهدف إنهاء التوتر".

المزيد من العالم العربي