Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مطربون يغيبون ثم يعودون... فكيف يتلقاهم جمهورهم؟

الظروف تبعدهم عن الساحة لكن أغنياتهم تظل حاضرة

من حفلات الطرب وجوها الحماسي (سوشيل ميديا)

سنوات طويلة فصلت بين قرار غياب بعض نجوم الأغنية اللبنانية عن الساحة الفنية، وقرار عودة البعض منهم إليها. وكما كان قرار الابتعاد مفاجئاً، فكذلك قرار العودة، والذي على ما يبدو أنه لن يكون سهلاً، خصوصاً مع بروز أسماء جديدة سطع نجمها بقوة، وتمكنت من حجز مكان راسخ لها على الساحة الفنية في العربية، وفي مقدمتهم نانسي عجرم، وإليسا، وملحم زين، وسواهم.

كلودا الشمالي، وماري سليمان، ودارين حدشيتي، وألين خلف، وجوانا ملاح، وربيع الخولي، كانوا من نجوم الصف الأول في لبنان، وهم تخرجوا في برنامج الهواة الشهير "استوديو الفن"، وقدموا أغاني ناجحة لا يزال يرددها الناس، قبل أن يقرروا الانسحاب من الساحة. البعض منهم عانى من مشكلات صحية أجبرته على ترك كل شيء وراءه، والمغادرة بهدوء، والبعض الآخر شغلته الظروف العائلية الضاغطة عن الفن، وهناك من عانى صدمات نفسية، كما حصل مع ربيع الخولي الذي فقد شقيقه في حادثة مروعة، قرر على أثره اعتزال الفن وسلوك طريق الرهبنة.

وإذا كان بعض الفنانين قد أعلنوا اعتزالهم بشكل علني ورسمي وواضح، إلا أن آخرين غابوا منذ سنوات من دون تقديم أي توضيح، فاعتكفوا العمل الفني، وابتعدوا عن الوسط وانكفأوا عن إصدار أعمال جديدة، كما فعلت الين خلف مثلاً التي كانت من أبرز النجمات اللبنانيات في زمن جيجي لامارا، وقبل أن تقرر الانسحاب، وتأخذ نانسي عجرم مكانها، وتنطلق بقوة تحت إدارة جيجي لامارا أيضاً.

 

في الفترة الأخيرة، بدا لافتاً عودة بعض الفنانين بتوقيت متزامن، كما فعلت جوانا ملاح وكلودا شمالي وهاني العمري الذين طرحوا أعمالاً جديدة، بعد سنوات من الغياب وعدم الالتزام الفني، مراهنين على نجومية كانوا قد حظوا بها في الثمانينيات والتسعينيات وجمهور لم ينسَ أعمالهم ويطالب بعودتهم.

لهجات مختلفة

كلودا الشمالي التي كانت أبرز منافسات نجوى كرم بغناء اللون البلدي قررت أن تعود بأعمال بلهجات عربية مختلفة، فهي بعد أن أطلقت أغنية باللهجة المصرية بعنوان "ست الكل" من كلمات وألحان عزيز الشافعي، وأعقبتها بأغنية باللهجة اللبنانية بعنوان "حبيبي طل قبالي"، تتحضر خلال الفترة المقبلة لـ"كوكتيل" يضم تشكيلة منوعة من المواويل والأغاني البلدية اللبنانية، بعد أن تعاقدت مع إحدى شركات الإنتاج التي تدعم انطلاقتها الفنية الجديدة. وتؤكد الشمالي أنها مع التنويع، ولا شيء يمنع الفنان من أن يغني بلهجات مختلفة، بشرط أن يتمسك باللون الأساسي الذي صنع هويته الفنية، وأنها لا يمكن أن تتخلى عن الموال واللون البلدي.

الشمالي التي انتشر اسمها وذاعت شهرتها من خلال مجموعة من الأعمال مثل "دق القمر بابي"، الدلعونا"، "بتنطرني على غلطة"، "حبيب الروح"، عاشت خلال الفترة الماضية ظروفاً صعبة أبرزها مرض زوجها وعدم وجود شركة إنتاج تدعم مشوارها الفني. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت تتوقع أن تكون عودتها صعبة أم إنها ستكون سلسلة ومن دون عقبات تجيب، "الفنان الراسخ في الوجدان، والذي ترك بصمة، لا يمكن أن يتخلى عنه الناس بسهولة، بل هم يسألون عنه ويتأسفون لغيابه. وطالما أن اسمي نظيف وموجود ولديّ رصيد كبير من الأعمال وجمهوري يحبني، فـلديّ إصرار كبير على أن أكمل المسيرة، وأن أقدم الأجمل والأفضل. لا يمكن إلغاء أي فنان يحبه الناس ويفتقدون غيابه ويسألون عنه باستمرار، بينما من لا يوجد في رصيده سوى عملين أو ثلاثة أعمال ولم يفرض اسمه، ولم يصنع هوية فنية لنفسه، فلن يكترث الناس له، ولن يلتفتوا إلى غيابه".

وتشير الشمالي إلى أن الفنان لا يحق له أن يغيب، ولكن يمكن أن يحصل ذلك رغماً عنه. وتتابع، "لم يكن لديّ شركة إنتاج، وكنت أصدر أغنية كل 3 أو 4 سنوات، ولم يكن يعرف الناس بها لأنها لم تكن مدعومة". وكيف تفسر تألق نانسي عجرم ونجاحها مع أنها لا تتعامل مع أي من شركات الإنتاج؟ توضح، "هي شركة إنتاج بحد نفسها، ويكفي أن جيجي لامارا يقف وراءها، وهو من وجهة نظري أهم منتج ومدير أعمال في العالم العربي، لأنه يعرف كيف يقدم الفنان، كما يجب ألا ننسى بأنه هو من صنعها".

في المقابل تعتبر الشمالي أن الأيام تغيرت عن الثمانينيات والتسعينيات، ويجب أن تكون خطوات الفنان مدروسة جيداً، وأن يكون محاطاً بفريق عمل كبير يواكب نشاطه على السوشيال ميديا وفي الإعلام، لأن شركة الإنتاج لا تكفي وحدها. وتوضح، "لكنني لا أؤمن بهذه الأمور، بل بالأغنية الضاربة والناجحة التي تفرض نفسها في السوق، وتبقى هي العنصر الأقوى مقارنة بالعناصر الأخرى، لأنها تستقطب الناس والميديا وتبثها الإذاعات من دون أن يدفع الفنان مليماً واحداً. ومن وجهة نظري، لا علاقة للدعم المادي بنجاح الأغنية لأن النجاح لا يتحقق بالقوة والأغنية العادية لا يمكن أن تستمر مهما دعمت مادياً".

"إنت عود"

 

جوانا ملاح التي عانت مرضاً صعباً لم تكشف عن طبيعته، أجبرت على الخضوع لرحلة علاج طويلة في الخارج، وهي عادت بأغنية من كلماتها بعنوان "إنت عود". وتؤكد، "لن أغيب بعد اليوم، ولكنني لن أكشف عن مرضي لأنني لا أريد أن أحزن الناس، بل إن أنقل إليهم الفرح فقط. أنا أحتضن مرضي وأتحمله وأعيشه بصمت، وأتكل على ربي فقط من دون أي اعتراض". وتضيف، "محبة الناس نعمة وأنا محظوظة لأن الناس تقبلوني منذ ظهوري الأول على الشاشة في "استوديو الفن"، وأنا ترجمته نجاحاً استمر لسنوات طويلة. محبة الناس لي مستمرة، وهي لم تتأثر على الرغم من الغياب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبوجود عدد كبير من نجوم الصف الأول واشتداد المنافسة وشراستها هل تشعر أنها قادرة على استعادة مكانتها الفنية السابقة، توضح، "أنا لا أفكر بهذه الطريقة، لأنني في مكان مختلف بأسلوبي وموهبتي وأعمالي وأفكاري، وأقدم فناً محترماً يستمر ويعيش ولا شائبة فيه. الفن هو هوايتي التي أمارسها بحرفية عالية، وأنا خارج كل المقارنات والحسابات، مع أنني أقدر كل شخص يعمل في هذا المجال. لديّ جمهور ومحبون يطالبونني بالعودة ويؤكدون أنني تركت فراغاً على الساحة الفنية خلال فترة غيابي الذي امتد لعدة سنوات. لأنني أقدم فناً حقيقياً وأعمالي لم ينسها الناس، بل هي تركت بصمة عندهم. أجمل ما حصل في حياتي هو محبة الناس، وأنا أعطيهم من كل قلبي فناً راقياً أتفانى من أجله، ولا أقدم إلا ما يتوقعونه مني. أنا أكمل من المكان الذي توقفت فيه ولا أبداً من جديد، لأن أرشيفي كبير ونجاحاتي كثيرة ولا يمكن أن أقدم على أي خطوة من دون أن أدرسها جيداً، لأن من الصعب جداً عليّ أن أخذل جمهوري، لأن وقع الخذلان سيئ وجارح. أنا على دراية تامة بكل ما يحصل على الساحة الفنية، وإذا  شعرت أن هناك خطأ صدر عني في مكان ما فسوف أنسحب برشاقة ومن دون تردد".

وهل تظن أن أغنية "ضاربة" يمكن أن تعيدها بقوة إلى الساحة وتعوض كل سنوات غيابها. تقول، "اكتساح أغنية لكل العالم العربي يحصل بتوفيق من الله، ومن جهتي أبذل المستحيل من أجل النجاح. وأنا بصدد التحضير لأعمال جديدة على مستوى اللحن والكلام والتوزيع والرؤية، ليست مألوفة وغير متداولة. خلال فترة غيابي كنت أجمع بعض الأعمال، واستعنت بالجديد، وربما أجدد القديم وأجعله جديداً. المفاجآت غير المتوقعة متوفرة دائماً في أعمالي، وحدسي هو سيد الموقف، والفترة المقبلة حبلى بالمفاجآت التي توازي حبي للجمهور".

 

ظروف صعبة

هاني العمري عاد إلى الساحة حاملاً شعار التجديد من خلال اعتماد "لوك" جديد وأعمال مختلفة بمضمونها عن تلك التي اشتهر بها من خلال أغنية "قلبي رجف".

العمري الذي عاش أزمة عائلية، كان قد أصدر ترتيلتين دينيتين، فهل راودته فكرة الاعتزال والعمل في خدمة الكنيسة؟ يوضح، "أحياناً يمر الإنسان بظروف صعبة، وأنا كنت قد انفصلت عن زوجتي قبل مدة بسبب المشكلات، وهذا الوضع أثّر عليّ كثيراً. أي شخص يشعر بأنه غير قادر على العطاء عندما لا يكون مرتاحاً في بيته، ولكن نية الاعتزال لم تكن موجودة، بل أنا تقربت من الله، وأحببته أكثر، وسجلت ترتيلتين من كل قلبي وأصدرتهما كنذر عليّ. إلى ذلك، سادت على الساحة الفنية موجة غنائية هابطة، وكان الناس يسمعون بأقدامهم، وهذه الموجة بدأت بالتراجع. كنت أنوي العودة قبل 3 سنوات، لكن أزمة كورونا أثرت على قراري. وعندما شعرت بأنني جاهز عدت إلى الساحة بالتوقيت المناسب، ومن خلال أغنية أحبها". 

ويشير العمري إلى أنه تفاجأ بتفاعل الناس مع عمله الجديد الذي حقق نجاحاً كبيراً. وقال إنه يحضر لعمل جديد، بعد أن يقوم بتصويره تحت إدارة المخرجة رندلي قديح.

المزيد من ثقافة