Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوق أدوات الغش الإلكترونية تزدهر في تونس مع امتحانات البكالوريا 

سماعات وساعات وأقلام ذكية للبيع عبر الإنترنت و201 مخالفة حصيلة اليوم الثاني للاختبار

أكد وزير التربية أن من بين إجراءات التصدي لهذه الظاهرة قرار يمنع التلاميذ من استعمال الهاتف الجوال في مراكز الامتحان (اندبندنت عربية)

مع انطلاق الامتحانات الوطنية في تونس، بدأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تسوّق وتبيع وسائل إلكترونية كالسماعات والأقلام والساعات الإلكترونية، لمساعدة طلاب الثانوية العامة في الغش، على الرغم من أن الأمن التونسي كان قد ألقى القبض، في وقت سابق، على عصابات تعمل على بيع وترويج مثل هذه الوسائل.

انتشار عمليات الغش الإلكترونية في تونس تؤكدها حصيلة وزارة التربية التي تمكنت من تسجيل 201 حالة غشب حسب الإحصاءات الأولية لليوم الثاني من الامتحان. ووفق بلاغ الوزارة، فإنه تم تحديد هوية المترشحين المتورطين في نشر مقاطع من الامتحان على مواقع التواصل الاجتماعي وإيقافهم فوراً عن مواصلة الامتحان، مع اتخاذ بقية الإجراءات القانونية في شأنهم. كما تم القبض على عدد من الضالعين في شبكات إجرامية متورطة في حالات الغش الإلكتروني.

المس بالشهادات الوطنية

في تصريح إعلامي لوسائل إعلام بمناسبة انطلاق امتحانات الباكالوريا في تونس، أكد وزير التربية فتحي السلاوتي انتشار حالات الغش الإلكتروني، مبيّناً أن من بين إجراءات التصدي لهذه الظاهرة قرار يمنع التلاميذ وكامل الإطار التربوي من استعمال الهاتف الجوال في مراكز الامتحان، باستثناء رئيس المركز. وأضاف أن الوزارة ستطبق القانون وأقصى درجات العقوبات على المخالفين بما فيها العقوبات السجنية.

وأشار إلى نجاح الوزارة في الأسابيع الماضية بالتنسيق مع وزارتي الداخلية وتكنولوجيا الاتصال في الكشف عن عصابات تنشط في مجال ابتكار وسائل غش في محاولة للمسّ بالشهادات الوطنية التي تبقى، على الرغم من بعض هنات المنظومة التربوية، جوازاً للدخول إلى أعتى الجامعات الأجنبية، وفق تعبيره.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وغزت مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام من انطلاق مناظرة البكالوريا، صفحات تروّج للغش الإلكتروني. وفي هذا الصدد، يقول يحيى (طالب بالسنة الرابعة الثانوية- رياضيات) إنه اتصل بإحدى الصفحات من أجل اقتناء سماعات إلكترونية، وأضاف أن زملاءه استعدوا وتسلحوا ببعض الوسائل الإلكترونية كالسماعات والساعات والأقلام.

وبرر يحيى ذلك بالقول إنه "كطالب في تخصص علمي، فإن بعض المواد كالتاريخ والجغرافيا التي تتطلب حفظاً عن ظهر قلب وتُعتبر إضاعة للوقت تجبرنا على الغش أحياناً"، لكن يحيى مع ذلك لا يشجع الغش في المواد الأساسية والعلمية، لأنها بحسب رأيه هي التي تظهر مستوى التلميذ الحقيقي.

الحمصة الإلكترونية

راجت عبر مواقع التواصل قصص حول محاولات الغش وطرقه الحديثة، على غرار ما يُسمّى بـ"الحمصة"، وهي عبارة عن سماعة إلكترونية تُغرس داخل أذن الطالب من طرف طبيب مقابل نحو 70 دولاراً، إضافة إلى الساعات والأقلام الإلكترونية التي تحمل آلة تصوير. وتقول منية بالطيب (مدرّسة وتقوم بالمراقبة في امتحان البكالوريا) إن" عقلية الغش تطورت مع التطور التكنولوجي والإلكتروني في العالم"، موضحة، "للأسف بعض طلبة اليوم أصبحوا يتفننون في إيجاد طرق للغش غير مبالين بخطورة ما يفعلونه بمستقبلهم". ودعت وزارة التربية إلى تنظيم حملات توعوية منذ بداية السنة الدراسية، وليس فقط قبل موعد الامتحانات بأيام قليلة.

من جهته، دعا منذر عرفاوي (معلم بالثانوية العامة) السلطات التونسية إلى قطع شبكة الإنترنت خلال إنجاز الامتحانات والمناظرات الوطنية الكبرى، لمنع الطلبة من إرسال مواضيع الامتحان إلى أطراف أخرى لحلها وإعادة إرسالها لهم عبر السماعات الإلكترونية أو الساعات.

يشار إلى أنه جرى نشر امتحان الفلسفة للشعب العلمية على مواقع التواصل الاجتماعي في اليوم الأول من امتحان البكالوريا بعد خمس دقائق من الانطلاق. وقالت وزارة التربية إنها تمكنت من ضبط ناشر الموضوع، وأوضح مدير عام الامتحانات عادل بن حميدة أن "ما حدث يتعلق بتصوير الاختبار الكتابي بعد توزيعه داخل مركز الامتحان بهاتف جوال بحوزة أحد المترشحين وإرساله إلى خارج أسوار المؤسسة التربوية بنيّة الغش في الامتحان".

الحادثة أثارت جدلاً في تونس بين من يرى أن الأمر عادي ولا يستحق التقليل من مجهودات وزارة التربية في الاستعداد لهذا الموعد الوطني، وبين من رآها فضيحة تستوجب استقالة الوزير. وعلّق الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي،لسعد اليعقوبي على واقعة تسريب امتحان الفلسفة بالقول عبر صفحته في موقع "فيسبوك"، "مرة أخرى تفشلون في تأمين الامتحانات الوطنية، فضيحة تتكرر كل سنة وتفسد قيمة الامتحان، وتجعل منا مسخرة بين الأمم، كل ذلك هدم ممنهج لقيمة المعرفة ومكانة المدرسة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي