Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منع معهد استطلاع بريطاني من إصدار إحدى نتائجه عام 2017 لترجيحها العمال

يوغوف ينفي الادعاء ويقول إن الاستطلاع سُحب بسبب "فساد العينة"

"أظهر الاستطلاع أنّ مقترعاً واحداً من أصل أربعة من حزب المحافظين اعتقدوا أنّ كوربين أفضل" (غيتي)

زعم مدير سابق في معهد الاستطلاع "يوغوف" YouGov بأنّ المدراء في المؤسسة منعوا نشر استطلاعٍ خلال الحملة الانتخابية عام 2017 لأنّه كان "إيجابياً جداً بشأن حزب العمال".

وقال كريس كورتيس إنّ استطلاعاً أُجري بعد مناظرة حاسمة بين زعيمي الحزبين أظهر فوز جيريمي كوربين "بفارقٍ كبير" بيد أنّ المؤسسة حظرت نشر نتائج الاستطلاع بسبب ضغطٍ مارسه مؤسس المعهد وهو نائب عن حزب المحافظين.

وسارع معهد "يوغوف" إلى نفي توصيف كورتيس للأحداث معلناً بأنّ الاستطلاع سُحب في الواقع لأنه تضمّن "عيّنة مستطلعة كاذبة" بيد أنّ شخصيات بارزة في حزب العمال وصفوا المزاعم "بالصادمة" وأثاروا تساؤلات بشأن "صحة ديمقراطيتنا".

وفي منشورٍ على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء، قال كورتيس الذي يشغل حالياً منصب المدير في مؤسسة الاستطلاعات المنافسة "أوبينيوم" Opinium: "أجرينا استطلاعاً خلال الساعات التي تبعت المناظرة التي شارك فيها كوربين. كانت النتائج صادمة، فاز كوربين بفارقٍ كبير فيما أظهر الاستطلاع أنّ مقترعاً واحداً من أصل أربعة من حزب المحافظين اعتقدوا بأنّ كوربين أفضل". وتابع قائلاً: "ولكن على الرغم من أننا قمنا بكتابة النص وتصميم الرسومات البيانية، مُنعنا من نشر الدراسة لأنّها كانت تصبّ بشكلٍ كبير في مصلحة حزب العمال".

وصرّح كورتيس بأنّ المدراء المسؤولين في "يوغوف"، "أُصيبوا بالذعر من حصول ردود فعل عنيفة" على بحثٍ سابق أفضت نتيجته إلى توقّع برلمانٍ معلّق وهو ما حصل فعلاً خلافاً لكلّ التوقعات.

وتابع كورتيس بالقول إنّ ناظم زهاوي وهو نائب محافظ شارك في تأسيس شركة الاستطلاعات عام 2000 اتصل بالرئيس التنفيذي لمعهد "يوغوف" و"قال بأنّه سيدعو إلى إقالته إن كان على خطأ".

وأضاف كورتيس: "أصبح الأمر بغاية الوضوح أننا سنُطرد من وظائفنا إن كنا على خطأ". وأوضح بأنّ زهاوي "لم يكن منخرطاً بشكلٍ مباشر" في القرار المتعلق بالاستطلاع الفردي.

وأردف بالقول إنّ منهجية الاستطلاع في الشركة كانت ملتوية (متلاعب بها) في الاستطلاع الأخير قبل الانتخابات لزيادة حظوظ حزب المحافظين في التقدّم "بعد ضغطٍ مارسته القيادات العليا وعلى الرغم من اعتراضات العديد من بيننا ممن ظنوا أنّه تصرّف خاطئ".

وفي حديثٍ لصحيفة "اندبندنت"، صرّح جون ماكدونيل الذي كان وزير الخزانة في حكومة الظل العمالية قائلاً: "إنّه إفشاء صادم ولكن بغاية الأهمية. فهو يطرح مسألة نزاهة الاستطلاعات واستقلاليتها في هذه البلاد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعبّر النائب العمالي عن اعتقاده بأنّ "غالبية" وسائل الإعلام كانت "تعمل بجهدٍ لمنع انتخاب حزب العمال"، وأضاف قائلاً: "مجرّد معرفة أنّه تمّ التلاعب بالاستطلاعات ضدّنا يأخذ النقاش المتعلق بصحّة ديمقراطيتنا إلى مستوى جديد".

واعتبر جايمس شنايدر الذي كان يشغل منصب مدير التواصل الاستراتيجي لحزب العمال في فترة الانتخابات بأنّ المزاعم "تؤكّد شكوكي في تلك الفترة في ما يتعلق بالتلاعب بالنماذج".

يُشار إلى أنّ حزب العمال استطاع تحقيق مكاسب في انتخابات عام 2017 لكسر غالبية رئيسة الحكومة تيريزا ماي وزيادة حصّته في التصويت إلى 40 في المئة.

وشكّل نموذج تخطيط الاحتياجات المادية (MRP) الذي اعتمدته "يوغوف" الاستطلاع الأول الذي يتوقع بشكلٍ صحيح هذه النتيجة بما في ذلك توقع نتيجة بعض المقاعد الفردية.

تأسس المعهد على يد زهاوي الذي جرى انتخابه لاحقاً عام 2010 نائباً عن حزب المحافظين وستيفان شيكسبير المرشّح السابق عن حزب المحافظين في انتخابات عام 1997. ولا يشغل زهاوي حالياً أيّ منصب رسمي ضمن المؤسسة.

متحدّث باسم "يوغوف" ذكر لصحيفة "اندبندنت" أنّ "مزاعم كريس كورتيس عن قيامنا بحجب إصدار استطلاع رأي لأنّ النتيجة كانت إيجابية للغاية لحزب العمال هي مزاعم عارية عن الصحة". وأضاف قائلاً: "أُجري استطلاع للرأي بقيادة كريس عقب المناظرة في كامبريدج في 31 مايو (أيار) 2017. ولدى قيام أشخاص آخرين من الفريق السياسي في "يوغوف" بمراجعة نتائج الاستطلاع، كان واضحاً بأنّ عيّنة الأشخاص الذين شاهدوا المناظرة كانوا يمثلون بشكلٍ مفرط وملحوظ الناخبين من حزب العمال في الانتخابات السابقة. نأخذ مسؤولياتنا كمؤسسة استطلاعات على محمل الجدّ ولم يكن في وسعنا نشر نتائج استطلاع من عيّنة منحازة لصالح أيّ حزب كان. لم تكن أيّ مؤسسة استطلاع مرموقة ومحترمة ستقبل بنشر هذه النتيجة. إنّ مجرّد فكرة قيام "يوغوف" بمنع نشر استطلاع كان يصبّ بشكلٍ كبير في مصلحة حزب العمال هو أمر لا أساس له من الصحة، وهو ما يتّضح من خلال قيام "يوغوف" بنشر نموذج تخطيط الاحتياجات المادية في انتخابات عام 2017 يظهر بأنّ حزب العمال يبلي أفضل بشكلٍ ملحوظ مقارنةً بغالبية مؤسسات الاستطلاعات الأخرى".

ورداً على "يوغوف" في التعليقات المتابعة للمسألة، قال كورتيس بأنّه يعتقد أنّ الاستطلاع المذكور أُجري "بالطريقة نفسها التي أجرينا بها استطلاع المناظرة والذي لم يكن لدى أي أحد مشكلة في نشره".

وأضاف قائلاً: "تتمحور النتيجة الأهمّ للاستطلاع والتي أردت تسليط الضوء عليها واعتقدت أنها غير مهمة حول أنّ قسماً كبيراً من الناخبين لحزب المحافظين اعتبروا بأنّ كوربين فاز. وهذا أمر نادر في استطلاع مناظرة حيث تصبّ النتائج عادةً لصالح الحزب الذي يدعمه المستطلعون".

وأكّد زهاوي الذي يشغل اليوم منصب وزير التعليم أنّه تحدّث بالفعل مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة "يوغوف" ولكنه قال إنّ تعليقاته حول إقالة المدير أُطلقت على سبيل المزاح. وجاء في بيانٍ له نشره على مواقع التواصل الاجتماعي: "من الواضح أنّها كانت دعابة بين صديقين كانا شركاء في العمل لسنواتٍ عدة. لا يزال ستيفان (شكسبير) أحد أصدقائي المقرّبين ولم أقم بالتأثير في قرارات "يوغوف" مطلقاً منذ أن غادرتها عام 2010. من الخطأ افتراض خلاف ذلك".

في التاسع من يونيو (حزيران)  2022 عُدل العنوان الثانوي للمقال لإزالة كل تلميح إلى صلة مكالمة السيد زهاوي الهاتفية بقرار سحب الاستطلاع.

© The Independent

المزيد من دوليات