Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من هو الرجل الذي ساعد توم كروز على التألق في سماء "توب غان 2"؟

كانت لدى المنسق الجوي مهمة لا يحسد عليها تتمثل في مساعدة كروز على تحدي الجاذبية في أكبر فيلم رائج هذا الصيف. يحدثنا الخبير عن حركات المجازفة، والغثيان، والاقتراب بشدة من طائرة مقاتلة لدرجة أنك تستطيع الإحساس بحرارة محركاتها

يحلق كروز في السماء مراراً وتكراراً في الفيلم، لكن من هو الشخص الذي وضعه هناك بالفعل؟ (أفلام بارماونت)

يخترق توم كروز أحد الوديان بسرعة 450 ميلاً في الساعة. إنه يصعد بطائرته المقاتلة من طراز "F-18"، حيث تظهر كل علامات مقاومة قوة الجاذبية على وجهه، قبل أن يقلب الطائرة ويغوص في السماء، هذا مشهد واحد من بين مشاهد الإثارة الكثيرة المذهلة التي جعلت فيلم "توب غان: مافريريك" Top Gun: Maverick أحد أكثر الأفلام التي حظيت بالإشادة هذه السنة. لقي العمل استحسان الجمهور والنقاد على حد سواء، ومنذ إطلاقه قبل أسبوع، جنى حتى الآن ما يقدر بـ176 مليون دولار (ما يعادل 140 مليون جنيه استرليني) في أميركا الشمالية وحدها. كما أنه حقق أكبر نسبة إقبال في عطلة نهاية أول أسبوع من بدء عرضه بالنسبة إلى كروز كنجم سينمائي، وهي نسبة لا تصدق نظراً إلى الرصيد الفني الشهير للنجم.

الأهم من ذلك، أن العمل أظهر القوة المستمرة لكروز شخصياً. ففي حين يلجأ النجوم الآخرون إلى أفلام امتيازات الأبطال الخارقين لتحقيق عائدات كبيرة في شباك التذاكر، لدينا هنا رجل واحد قادر على تحمل عبء فيلم بأكمله على كتفيه فقط.

يحلق كروز في السماء مراراً وتكراراً في الفيلم، لكن من هو الشخص الذي وضعه هناك بالفعل؟ تقع هذه المهمة على عاتق كيفن لاروزا جونيور، المنسق الجوي وطيار الكاميرا الرئيس في فيلم "توب غان: مافيريك". في مكالمة مصورة من منزله القريب من مطار في شمال لوس أنجليس، شرح بالتفصيل كيف تمت تأدية حركات المجازفة المثيرة التي تتحدى الجاذبية في الفيلم، حيث بالكاد استخدمت فيها الصور المنشأة حاسوبياً، وكيف هو شعور المرء حين يكون مسؤولاً عن أحد أشهر الرجال على هذا الكوكب. وهو رجل أصر على القيام شخصياً بحركات المجازفة الخاصة به- فقط كي يضيف مزيداً من العبء على مهمة لاروزا.

لم تكن هناك حاجة إلى شخص آخر ينفذ عمليات المجازفة

يعرف كروز بكونه ممثلاً يتمتع بلياقة بدنية عالية، ويفضل أن يقوم بنفسه بالقفز من المباني بدلاً من جعل شخص آخر يفعل ذلك في مكانه. اشتهر بكسر كاحله أثناء قفزه من مبنى إلى آخر في فيلم "مهمة مستحيلة: سقوط" Mission: Impossible– Fallout حيث نهض بعد إصابته وأنهى المشهد. أثناء تدليه من جانب طائرة إيرباص A400 في "مهمة مستحيلة: أمة مارقة" Mission: Impossible – Rogue Nation اصطدم كروز بصخرة في منطقة الصدر. وصف ما حدث قائلاً "شعرت وكأنني أصبت برصاصة". قال المخرج كريستوفر ماكواري لصحيفة "نيويورك ديلي نيوز" في عام 2015 "لو أصابته صخرة أكبر في صدره، أو شظية أصغر في وجهه، لانتهى أمر الفيلم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إنه هذا التفاني في العمل الذي ساعد كروز على أن يصبح أسطورة في صناعة السينما. على كل حال، أثناء تدحرج كروز في السماء في طائرة مقاتلة، اعترف لاروزا بأنه تمنى أحياناً لو أن نجم هوليوود الكبير لم يقم بكل الحركات بنفسه، قائلاً "كلنا نفكر بهذه الطريقة، أليس كذلك؟ قام توم بعمل أشياء في هذا الفيلم جعلتني أفكر مع نفسي (يا إلهي، كان هذا جنونياً)".

طيار أباً عن جد

لاروزا هو طيار بديل من الجيل الثاني وطيار من الجيل الثالث، حيث تشتمل سيرته الذاتية على أعمال مثل "آيرون مان" Iron Man، و"المنتقمون" The Avengers، و"المتحولون" Transformers. حتى إن والده عمل مع كروز من قبل في الجزء الثالث من "مهمة مستحيلة".

عندما عرض عليه العمل في البداية في مافيريك، أطلق لاروزا صيحة عالية لدرجة أنه أخاف عائلته. مبدئياً، طلب من لاروزا التحكم بالكاميرا في الطائرة فقط، لكنه أثار إعجاب المنتجين لدرجة أنهم قاموا بترقيته إلى منسق حركات جوية، المهمة التي تتضمن تقديم توجيهات لطاقم العمل والممثلين قبل وبعد كل رحلة. قاد لاروزا ساعات من التوجيهات مع البحرية قبل وبعد أداء كل مشهد مجازفة. يقول "ينطوي كل شيء في مجال الطيران على مخاطر... لكن تتم السيطرة على هذه المخاطر من خلال التوجيهات الممتازة وخطط التخفيف من المخاطر والتدريبات. نسمي ذلك التفوق من خلال التكرار".

ضغوط جزء التكملة

منذ البداية، أوضح كروز لفريق مافيريك أن "وضعهم ليس هو الأفضل". حول فيلم "توب غان" الأصلي كروز إلى النجم الذي هو عليه اليوم. بغض النظر عن الآراء النقدية المختلطة، فقد حقق الفيلم أكثر من 350 مليون دولار (279 مليون جنيه استرليني) في شباك التذاكر العالمي من ميزانية قدرها 15 مليون دولار (11 مليون جنيه استرليني)، وبفضل الموسيقى التصويرية التي لا يمكن أن يغفل المشاهد عنها، أصبح مرادفاً لفترة الثمانينيات مثل البدلات الرياضية الواسعة التي كانت رائجة حينها. يقول لاروزا "عندما ترغب في عمل جزء تكملة لفيلم مثل (توب عن)، ستكون أعين جميع النقاد متجهة نحوك وسينصب عليك كل الاهتمام".

بشكل أساسي، كانوا بحاجة إلى القيام بكل ما في وسعهم، وألقى كروز عدداً من الخطب في موقع التصوير لشحذ همة طاقم العمل. وفقاً للا روزا، قال لهم كروز "نحن نصنع جزءاً تكملة لفيلم تاريخي ومبدع للغاية، ونحتاج إلى الوصول بتوب غان مافيريك إلى مستوى من الكمال لم يسبق له مثيل في عالم السينما". يتوقف لاروزا لوهلة ويتابع ضاحكاً "هذا كلام عظيم!"ا

ساعد لاروزا كروز أيضاً في وضع برنامج تدريب صارم على الطيران لمدة ثلاثة أشهر لبقية الممثلين، الذي تضمن الدوران تحت الماء في مقعد طرد استعداداً لحالات الطوارئ. يقول لاروزا "إلى جانب تدريبهم ليصبحوا طيارين، كانوا بحاجة إلى الوفاء بالشروط المطلوبة ليتمكنوا من الطيران في طائرة البحرية وتلقي التدريب نفسه الذي يتلقاه طيارو البحرية". في النهاية، كانوا بحاجة إلى معرفة كيف يبقون على قيد الحياة في حالة حدوث حالة طوارئ على متن طائرة مقاتلة.

بالنسبة إلى الدوران تحت الماء قال لا روزا "إنه ليس شيئاً ستكون راغباً بالقيام به". ومع ذلك، أضاف أن الممثلة مونيكا باربارو (تقوم بدور فينيكس)، التي قالت سابقاً إن تدريبها كراقصة باليه أعطاها "قدرة عالية على تحمل الألم"، كانت الأكثر إثارة للإعجاب أثناء التدريب. يقول لاروزا "قامت مونيكا بأداء مذهل، أبلت بلاء حسناً مع مقاومة قوى الجاذبية".

كنا قريبين جداً لدرجة أنك تشعر بحرارة اللهب

يقول لاروزا "تشعر كأنك في السماء لأننا حرفياً موجودون هناك". أثناء التصوير في السماء، إنه الشخص الموجود في طائرة الكاميرا النفاثة، ويحلق في اللقطة على بعد "10 إلى 15 قدماً" خلف طائرات "F-18" التي يقودها طيارو البحرية. وهذا يعني أن تكون قريباً بدرجة كافية "للشعور بالحرارة الصادرة من أجهزة الاحتراق"، أو الوقود المحترق الذي يخرج من الجزء الخلفي من المحرك النفاث.

سيعرف أي شخص شاهد الفيلم أن مشاهدة حركات المجازفة تخطف الأنفاس. في مشهد بعينه لا ينسى، يجب على طياري توب غان أداء سباق متعرج في تحد للموت عبر وادٍ عند ارتفاع قمم الأشجار لتجنب اكتشافهم من قبل العدو. يتذكر لاروزا أن الطيران على مستوى منخفض كان حقيقياً مثلما يبدو في الفيلم - في الواقع، كان الأمر مثيراً للخوف أكثر عند متابعته من قمرة القيادة. يقول لا روزا "أعتقد أنه من الصعب معرفة مدى انخفاض وسرعة تحليقنا"، مضيفاً أن الهدف الذي كان لدى الطيارين هو "100 قدم فوق الأشجار والصخور... عندما تطير بسرعة ثلاثمئة أو أربعمئة أو خمسمئة عقدة عبر أخاديد الوادي، هذا يعني أنها تحتك تماماً". وأضاف أن بعض طياري البحرية تمكنوا من الهبوط تحت مستوى 100 قدم هذا.

وعلى عكس أفلام مارفل، لم يعتمد مافيريك على استخدام الصور المنشأة حاسوبياً لتنفيذ حركات المجازفة الجوية. يقول لاروزا "كل ما كنا نصوره هو طائرات حقيقية".

كثير من الغثيان

نظراً إلى قوى الجاذبية المتطرفة التي تعرض لها الممثلون، كان هناك كثير من حالات القيء أثناء التصوير، لكن لاروزا أشار إلى أن الممثل غلين باول (يؤدي دور هانغمان) كانت لديه موهبة في "التعامل مع الغثيان" وتدبر أمره ومتابعة التصوير. يقول لاروزا "عندما يضطر معظم الناس إلى التقيؤ في السماء، يكونون غير قادرين على المتابعة نوعاً ما... يكونون قد خرجوا من الفريق... لكن بالنسبة إلى غلين، فعندما يكون في المقعد الخلفي لطائرة "F-18"، فإنه يصارع إجهاده ويمكنك الشعور بذلك، لكنه يتدبر أموره ثم يقول (حسناً، لنكمل!) ويستأنف العمل حالاً. هذه مهارة تصوير بعينها، لا أعرف حتى كيف يمكنك اكتسابها".

تأثير كروز

بالطبع، كروز لديه "معدة من حديد". يقول لاروزا الذي يبدو أنه في الثلاثينيات وضاحكاً وهو يتحدث عن كروز البالغ من العمر 59 سنة "إنه في حالة أفضل مني، عقلياً وجسدياً... إن تركيزه حاد ويجعلك حقاً ترغب تقديم أفضل ما لديك".

لاروزا، الذي يتلقى من النجم -مثله مثل كل شخص يعمل مع كروز على ما يبدو- كعكة بمناسبة أعياد الميلاد كل عام، استخدم كلمة "الكمال" أربع مرات في غضون نحو عشر دقائق أثناء حديثه عن أسلوب كروز في العمل. كل هذا جزء من قاموس مفردات كروز، الذي تمت صياغته من الحكايات التي استمرت لعقود حول حماسة النجم. يقول لاروزا "أفضل طريقة يمكنني بها وصف العمل مع توم هي..."، يتوقف لوهلة، ربما يتساءل عما إذا كان ما سيقوله يبدو إلى درجة كبيرة مثل نكتة محورها كروز، ويتابع "إذا كان هناك شيء مستحيل، إذا كان هناك شيء لا يمكن القيام به، فإنه الرجل الذي سيكتشف كيف سنكون قادرين على القيام به. وليس هناك من هو أفضل منه لذلك".

يعرض فيلم "توب غان: مافيريك" في دور السينما الآن.

نشرت اندبندنت هذا المقال في 6 يونيو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سينما