Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النساء يسبقن الرجال بـ "عقد" في تعليم الفنون بالسعودية

أطلقت جامعة عفت بجدة أول قسم للأفلام في 2012

طالبات جامعة عفت في جدة يتدربن في قسم الفنون السينمائية (رويترز)

وضع الفن بأشكاله المتنوعة قدميه أخيراً على عتبة التعليم في السعودية، بعد تعرضه للمحاربة لعقود طويلة، وجاء ذلك بعد أن أعلنت وزارة التعليم تدريس منهج الموسيقى في المناهج التعليمية.

إلا أن اللافت أكثر كان إعلان جامعة الإمام محمد بن سعود إطلاق برنامج بكالوريوس للسينما للطلاب على مستوى جامعات السعودية في العام المقبل، أتبعتها جامعة الملك سعود بخطوة مشابهة بتخصصات فنية أوسع.

وعلى الرغم من حداثة الموضوع على مستوى طلاب الجامعة في السعودية، إلا أن الجامعات النسائية كانت سباقة في تدريس السينما والفنون الأدائية، إذ استحدثت جامعة عفت النسائية بمدينة جدة هذه التخصصات قبل عقد من الزمان.

شراكة سعودية – أميركية

وأوضح رئيس مدرسة الفنون السينمائية بجامعة عفت محمد غزالة أن المدرسة نشأت بمبادرة من نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على الجامعة الأميرة لولوة الفيصل، ورئيسة الجامعة هيفاء جمل الليل، إذ قامتا عام 2012 بتوقيع "اتفاق مع مدرسة الفنون السينمائية بجامعة جنوب كاليفورنيا الأميركية لتأسيس أول برنامج أكاديمي في السعودية يعنى بتدريس وتأهيل طالبات في مجالات صناعة الأفلام والرسوم المتحركة وكتابة السيناريو والإعلام الرقمي، ومن ثم بدء التدريس الفعلي في 2013".

وأضاف غزالة، "10 سنوات كانت ناجحة، إذ أسهمت الخريجات في المشهد الثقافي وحزن العديد من الجوائز عن أفلامهن محلياً وعالمياً".

وأكد من منظوره أن الفن ليس للترفية والتسلية، بل أداة لا غنى عنها للتعليم والتوعية وإتاحة الفرصة للإبداع وتشكيل وعي النشء وتوضيح المفاهيم، إضافة إلى إعادة صياغة الأفكار في قوالب مقبولة تسهم في بناء الفكر والتثقيف، معتقداً أن تحريمه في المجتمع السعودي نبع من فهم قاصر على ماهية الفن ومدى تأثيره.

سينما في 2012

وحول الدوافع التي جعلت الجامعة تسعى إلى تأسيس قسم للأفلام في 2012، في ظل غياب صالات العرض وعدم وجود أي إرهاصات لانفراجة قريبة، يقول غزالة "سعت الجامعة عام 2012 إلى استشراف مستقبل تحقق بعد ست سنوات لانطلاق صناعة سينمائية وإعلامية احترافية".

وأضاف، "أردنا أن نسهم في تأسيس المشهد الفني في السعودية وفق حاجاته، لذلك كنا سباقين، إذ حضر وفد من جامعة جنوب كاليفورنيا لدرس حاجات السوق السعودية في مجالات الإنتاج الإعلامي، وبعد هذه الدراسة كان تصميم هذا البرنامج الذي راعى حاجات السعودية وتطلعاتها المستقبلية لمواكبة متغيرات العصر من خلال برنامج الإنتاج المرئي".

وذكر غزالة أن هدف الجامعة الرئيس من وجود مثل هذه الأقسام الأكاديمية يكمن في إعداد الكفاءات القيادية المستقبلية بحسب معايير عالمية، وذلك من خلال تأمين بيئة متعددة الاختصاصات وإدارة الموارد بفاعلية بغية توفير العلم الذي يرافق الطالبات مدى الحياة.

وأكد أن الإقبال على القسم زاد عدد قليل من الملتحقات لا يتجاوزن الـ 16 طالبة فقط في 2013، حتى وصلن إلى 150 طالبة في 2015. مضيفاً، "تمكنا من تخريج ثلاث دفعات من الخريجات اللاتي يسهمن في سوق العمل ويمثلن المملكة في المحافل الدولية بثقة وتأثير".

وزاد، "مع انطلاق السينما في السعودية والتصريح بدعمها بشكل رسمي وحكومي كبير، فإن المسؤولية تزداد لتطوير وتحسين جودة العملية التعليمية والحرص على المخرجات الجديدة المتطلعة لسوق العمل، وبما أن قسم الإنتاج المرئي والرقمي بجامعة عفت يعد الأول فإن التركيز الآن على توسيع النشاط ونقل الخبرات المتحصلة عبر السنوات الخمس الماضية لدعم تلك الصناعة الناشئة التي ستحتاج إلى العديد من الكوادر الشابة الوطنية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار رئيس مدرسة الفنون السينمائية بالجامعة إلى "مشاركة الطالبات في عدد من المهرجانات والمسابقات حول العالم، حصلن من خلالها على العديد من الجوائز، مثل الطالبة سارة مسفر التي حاز فيلم تخرجها (من يحرقن الليل) على جوائز في مهرجانات القاهرة وقرطاج و(بالم سبرينغز) في الولايات المتحدة، إضافة إلى الطالبات نورة المولد وربى خفاجي وفاطمه الحازمي ونور الأمير ورغيد النهدي والذي حاز فيلمهن (قوارير) على جائزة مهرجان أسوان لسينما المرأة، كما عرض أخيراً في مهرجانات مالمو للفيلم العربي في السويد".

وفي مجال الرسوم المتحركة شاركت الطالبة رغد البارقي بفيلم تخرجها "دليل القوالب البشرية" في المسابقة الرسمية لمهرجان "آنسي" الدولي للرسوم المتحركة في فرنسا والذي يعد الأكبر في مجاله حول العالم.

جامعات الذكور في 2022

وفي أول رد فعل من جامعة أخرى، أقرت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إطلاق أول برنامج بكالوريوس للسينما والمسرح في يونيو (حزيران) الحالي،

وكشفت فيه الجامعة عن وضع اللمسات النهائية للبرنامج، إذ قال عميد كلية الإعلام والاتصال فيها الأمير سعد آل سعود إن الهدف كان "صنع مسارات عملية للثقافة والفنون في السعودية بما يضمن توفير بيئة تعليمية حاضنة للمواهب الوطنية الإبداعية، إذ تحتاج تلك القطاعات إلى متخصصين مؤهلين في ظل عدم وجود برامج مماثلة تقدمها الجامعات السعودية لمرحلة البكالوريوس حالياً التي تعد من التخصصات الاتصالية الداعمة لتطور وتنمية المجالات التي تتضمنها الرؤية".

ولفت العميد إلى أن البرنامج قام بتحكيمه خبراء عالميون وفق أحدث الممارسات الدولية، "ليؤهل خريجيه للعمل في عدد من الوظائف المهنية في مجالات كتابة السيناريو والإخراج السينمائي والمسرحي والنقد الفني والجمالي والإنتاج الدرامي والرسوم المتحركة ومهارات الأداء المسرحي والسينمائي والمؤثرات السمعية والبصرية والإدارة السينمائية والمسرحية وغيرها".

وبعدها بأيام أعلنت جامعة الملك سعود إقرار مجلسها "إنشاء كلية للفنون بأقسامها الأدائية والبصرية والتصاميم، وأهمها المسرح والسينما والموسيقى والخط العربي"، وهي خطوة اعتبرها مدير الجامعة بدران العمر "نقلة نوعية بوصفها تمكن من تدريس التخصصات الفنية التي تخدم الوطن وتنمي الفرص الوظيفية وتشجع على الإبداع والتميز".

المزيد من سينما