Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جامعة إسلامية تطلق برنامجا للمسرح والسينما في السعودية

"الملك سعود" ظلت خالية من الفنون لأكثر من نصف قرن واليوم أعلنت إنهاء القطيعة بإنشاء كلية بأقسام فنية بينها "الموسيقى"

مدخل جامعة الإمام محمد بن سعود في العاصمة الرياض   (الخدمة الإعلامية)

ما إن أعلنت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إطلاق أول برنامج بكالوريوس للسينما والمسرح على مستوى جامعات السعودية في العام المقبل، حتى ظهرت تساؤلات حول علاقة الفن بالدين، وسط جدل اعتاد السعوديون في سنوات مضىت أن يعيشوا تفاصيله بين حلال الفن وحرامه قبل إصلاحات البلاد الاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة.

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه الجامعة عن وضع اللمسات النهائية للبرنامج، إذ قال عميد كلية الإعلام والاتصال فيها الأمير سعد آل سعود، إن الهدف كان "صنع مسارات عملية للثقافة والفنون في السعودية بما يضمن توفير بيئة تعليمية حاضنة للمواهب الوطنية الإبداعية، إذ تحتاج تلك القطاعات إلى متخصصين مؤهلين في ظل عدم وجود برامج مماثلة تقدمها الجامعات السعودية لمرحلة البكالوريوس حالياً، التي تعد من التخصصات الاتصالية الداعمة لتطور وتنمية المجالات التي تتضمنها الرؤية".

ولفت العميد إلى أن البرنامج قام بتحكيمه خبراء عالميون وفق أحدث الممارسات الدولية، "ليؤهل خريجيه للعمل في عديد من الوظائف المهنية في مجالات، مثل  كتابة السيناريو، والإخراج السينمائي والمسرحي، والنقد الفني والجمالي، والإنتاج الدرامي، وإنتاج الرسوم المتحركة، ومهارات الأداء المسرحي والسينمائي، والمؤثرات السمعية والبصرية، والإدارة السينمائية والمسرحية وغيرها".

حفظ جزء من القرآن شرط أساسي

وكان رئيس الجامعة أحمد العامري أصر في لقاء أخير له عبر "أن بي سي"، على أن المؤسسة الأكاديمية لا تزال متمسكة بهويتها الإسلامية المتخصصة، سواء في اسمها أو في ما تقدمه من علوم شرعية مكثفة، وقال "إن جامعة الإمام بنيت على هذا الأساس ولا تزال الجامعة تقدم دراسات إسلامية متقدمة مثل الكليات الشرعية واللغة العربية ومعاهد القضاء والدعوة والاحتساب".

وأشار إلى أنه ضد حذف الإسلامية من مسمى الجامعة حتى وإن أصبحت تضم كليات مختلفة التخصصات عكس السابق، وذلك وفق تبريره "لأن المنتسب للجامعة يعرف هويتها وتركيزها على تكثيف تدريس الجوانب الشرعية"، أما إلزام الجامعة لكليات مثل الطب والإعلام والحاسب حفظ أجزاء من القرآن عكس بقية الجامعات في البلاد، فاعتبره "متطلباً ضرورياً... فحفظ القرآن ميزة يتحلى بها طالب جامعة الأمام دون غيره من الجامعات"، مؤكداً أن تدريس العلوم الشرعية لا يؤثر في تدريس المعارف الأخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان هذا الجانب مما أثار النقاش بعد إعلان الجامعة الإسلامية شروعها في تدريس الفنون، إذ كيف ينسجم ذلك مع إقرار حفظ أجزاء من القرآن، لا علاقة لها بالأداء المهني في المجالات المقررة.

تناغم الفن والدين

وقال الناقد الفني يسري زيدان، إنه لا يرى مانعاً من تدريس العلوم الدينية مع دراسة السينما والمسرح، مؤكداً أن "فتح برنامج أكاديمي للفنون أسعد السينمائيين والمسرحيين والهواة، ويواكب رؤية السعودية 2030، وكان يجب أن يحدث منذ سنوات"، متوقعاً إقبال الطلاب والطالبات عليه بشكل كبير لتعطش السوق، خصوصاً للكتابة والسيناريو سواء الدرامية التلفزيونية أو الإذاعية أو المسرحية.

 

 

وقال المنتج السعودي حمود الشمري إن "السينما السعودية تعد إحدى وسائل الإعلام والتواصل كغيرها من الوسائل الأخرى، كالإذاعة والتلفاز وغيرها، وكل وسلية لها أسلوبها وصناعها وجوانبها التقنية والفنية والإبداعية العديدة،  وكل وسيلة بإمكان  مستخدمها توجيهها للخير أو للشر، كالسكين مثلاً، فهي وسيلة بإمكاننا استخدامها لتقطيع الخضار واللحوم وبالإمكان استخدامها للقتل".

تحريم الفن سبب التأخير

واقترح الشمري على الجهات المختصة في الكلية أن لا تكون معايير قبول الطلبة في هذا التخصص كبقية التخصصات الجامعية الأخرى، مثل "المعدل واختبار القدرات ونوع الدراسة الثانوية وغيرها"، إذ ينبغي أن يكون المعيار الأول في نظره "توفر الموهبة والشغف كي لايشغل مقاعدها أي طالب رغب بشهادة جامعية وحسب، كما أرجو أن يتم قبول الطالب بعد اجتياز مقابلة شخصية من مختصين في المجال الإعلامي والسينمائي لتقييم موهبة المتقدم من عدمها، فدور الجامعة من وجهة نظري هي صقل المواهب الفنية وتنميتها وليس صناعتها".

وقال الممثل محمد الكنهل، إن الجامعة الإسلامية لديها تطلعات مستقبلية وتمتلك النظرة التفاؤلية نفسها للسعودية في رؤيتها 2030، مشيراً إلى أن صالات السينما الآن "فتحت أبوابها وأصبح لها جمهور سعودي كبير بعدما كان الأمر محرماً، واتجهت الجامعة الإسلامية لتدريس الفن باعتباره فناً راقياً لتصقل وتعلم وتخرج كوادر بعد أن سبقتنا إلى ذلك دول متقدمة منذ زمن طويل، بسبب مزاعم التحريم التي تجاوزناها الآن".

 

 

غياب دام نصف قرن

وبدا أن خطوة "جامعة الإمام الإسلامية" أثارت التفاعل على نطاق واسع، ستمضي على خطاها جامعات سعودية أخرى، هي أكثر قرباً من مجالات الفنون، مثلما حدث مع جامعة الملك سعود، وهي التي أعلنت اليوم إقرار مجلسها "إنشاء كلية للفنون بأقسامها الأدائية والبصرية والتصاميم، وأهمها المسرح والسينما والموسيقى والخط العربي". وهي خطوة اعتبرها مدير الجامعة بدران العمر "نقلة نوعية بوصفها تمكن من تدريس التخصصات الفنية التي تخدم الوطن، وتنمي الفرص الوظيفية، وتشجع على الإبداع والتميز".

ومضى أكثر من 60 عاماً على إنشاء المؤسسة الأكاديمية العريقة التي كانت أول جامعة سعودية، وتخرج فيها وعمل نخبة من أشهر نجوم البلاد السياسية والثقافية على مر العصور، أمثال غازي القصيبي وراشد المبارك ومحمد عبده يماني وتركي الحمد وعبدالله الغذامي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلا أنها في كل ذلك التاريخ ظلت بلا كلية للفنون، نظراً للحساسية التي شهدها هذا القطاع على المستوى المحلي جراء النظرة الدينية الصارمة ضده.

المزيد من الأخبار