Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دور مزادات بريطانية تبيع عاج الفيلة قبل سريان حظر الاتجار به

حصري: تجار جنوا ما لا يقل عن 800 ألف جنيه استرليني الشهر الماضي مع مسارعة مالكيها إلى التخلص منها

أظهرت مبيعات العاج اتجاهاً تصاعدياً منذ بداية هذا العام (ذي سايل روم.كوم)

أظهرت تحليلات أجريت أخيراً، في المملكة المتحدة أن دور مزادات باعت قطعاً من العاج بآلاف الجنيهات الاسترلينية، وذلك قبل أيام قليلة من بدء تطبيق حظر على بيع هذه المواد.

وينص القانون الجديد الذي دخل حيز التنفيذ في بريطانيا يوم الاثنين السادس من يونيو (حزيران)، على معاقبة أي فرد يشتري أو يبيع قطعاً مصنوعة من أنياب الفيلة المهددة بالانقراض، بدفع غرامة غير محددة السقف، أو بالسجن لمدة تصل إلى 5 سنوات.

لكن ما حصل في الأسبوعين الأخيرين من الشهر الماضي، أن عشرات التجار هرعوا إلى بيع العاج- محققين ربحاً قدر بنحو 85 ألف جنيه استرليني (نحو 106 آلاف دولار أميركي). وقد بيعت قبيل سريان مفعول قرار الحظر كميات إضافية من العاج، مقارنة بمتوسط البيع في الأشهر العادية، الأمر الذي حرك ناشطين في مجال الحفاظ على الحياة الطبيعية للتحذير من أن مالكي العاج يسارعون إلى التخلص من القطع التي لديهم والاستفادة منها قبل البدء بتطبيق الحظر.

وتوضح بيانات منظمات تدافع عن الحياة البرية، أنه يتم صيد نحو 20 ألفاً من حيوانات الفيلة كل عام من أجل الاتجار بأنيابها، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع أعداد هذه الحيوانات بشكل خطير. وتمنح أسواق البيع القانوني للعاج "غطاءً" للتجارة غير المشروعة، الأمر الذي يسمح بتقديم العاج الذي جمع حديثاً من خلال صيد الفيلة، على أنه مصرح به ومرخص له.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد أعوام من الضغط والتأخيرات المختلفة، أقرت الحكومة البريطانية أخيراً "قانون العاج" Ivory Act في عام 2018، وكانت قد أعلنت في وقت سابق من السنة الجارية أنه اعتباراً من السادس من يونيو (حزيران)، سيتم حظر استيراد وتصدير وتداول المواد والسلع التي تحتوي على عاج الفيلة.

في المقابل تم حض مالكي العاج على تسليم ما لديهم منه كي توضع لدى وكالة حكومية، تتولى القيام بإجراءات التخلص الأمن منه، وذلك لتفادي عودته إلى السوق وإنعاش الاتجار به من جديد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من تسليم آلاف القطع التي تراوحت من أنياب كاملة إلى منحوتات وتماثيل وعصي، فإن تحليلاً أجراه أخيراً أحد الخبراء المستقلين، يظهر أن 165 دار مزادات في المملكة المتحدة، استفادت من بيع ما لا يقل عن 2754 قطعة عاجية الشهر الماضي، بمردود إجمالي قدر بـ842567 جنيهاً استرلينياً (نحو مليون و54 ألف دولار).

وعلى مدى الأسبوع الأخير من شهر مايو (أيار)، بِيعت 793 قطعة من الحلي وقطع الديكور في مزادات علنية، بأسعار تفاوتت ما بين 5 جنيهات استرلينية (نحو 6.25 دولار) و255995 جنيهاً (نحو 320 ألف دولار).

بيت ماثيوز المؤسس الشريك لمنظمة "تو مليون تاسكس" Two Million Tusks [مليونا ناب - استوحت اسمها من قتل نحو مليون فيل خلال 100 عام، بسبب تجارة العاج في المملكة المتحدة] التي تنشط في مجال تنظيم حملات لإنقاذ الفيلة ومنعها من الانقراض، أجرت حسابات بناء على المبيعات المسجلة، تبين من خلالها أن دور المزادات مجتمعة حققت أرباحاً بلغت 64416 جنيهاً استرلينياً (نحو 805 آلاف دولار)، نتيجة بيع ما لا يقل عن 143 قطعة من العاج في ذلك الأسبوع وحده، واحتوت بعض القطع على أكثر من مادة عاجية واحدة.

 

وكانت المزادات قد جنت في الأسبوع الذي سبقه، 30492 جنيهاً استرلينياً (نحو 38 ألف دولار) من بيع ما لا يقل عن 87 قطعة، بأسعار وصلت إلى 7495 جنيهاً استرلينياً (نحو 9369 دولاراً).

وفي الأسبوع الممتد من الثامن من مايو (أيار) إلى الرابع عشر منه، باعت المزادات 103 قطع من العاج، تصل قيمة إحداها إلى 12997 جنيهاً استرلينياً (نحو 16221 دولاراً)، محققة ربحاً بقيمة 61306 جنيهات استرلينية (نحو 76633 دولاراً) وفق التقديرات.

وتستند أرقام الأرباح إلى متوسط رسوم العمولة لكل من المشتري والبائع، ورسوم إضافية أخرى (كرسوم التخزين والاستحواذ).

في اليوم الأخير من شهر مايو الماضي، باعت إحدى دور المزادات 123 قطعة من العاج، معظمها من الحلي اليابانية والصينية المنحوتة.

يشار إلى أن مبيعات العاج سلكت منحى تصاعدياً منذ بداية هذه السنة. وفيما كانت العمليات قانونية تماماً، وصف نقاد بأن تحقيق الأرباح من الصيد الجائر لأنواع من الفيلة المهددة بالانقراض، هو أمر غير أخلاقي.

وقالت لويز رافولا المؤسسة الشريكة الأخرى لمنظمة "تو مليون تاسكس"، إن "مبيعات العاج ظلت في حدود ألفي قطعة شهرياً، حتى بعد نشر مؤسستنا تحقيقها عن مبيعات العاج في عام 2017".

وأضافت أنه "على الرغم من الحظر، ما زال هناك إقبال شديد على العاج داخل دور المزادات البريطانية. من الواضح أن تلك القطع تثير الاشمئزاز ليس فقط لأنها تسببت في نفوق أحد الفيلة، بل لأنها تعد أيضاً من الناحية الجمالية بعضاً من أبشع القطع التي رأيناها. إنها تجسد في الواقع الوجه الحقيقي لدور المزادات. ونحن نرحب ترحيباً حاراً بالخطوة المتأخرة المتمثلة في البدء بتطبيق "قانون العاج لعام 2018"".

متحدث باسم "مزايدي الفنون الجميلة والمقيمين" Fine Art Auctioneers and Valuers لم يشأ التعليق على الأرقام، لكنه قال إن التجار لم يقدموا على أي تصرف غير قانوني، مرجحاً عدم تأثير الحظر بشكل كبير على الأعمال، لأن التجار كانوا يعرفون منذ أعوام أن القانون سيطبق يوماً ما.

ولفت إلى أنه يمكن التداول في المستقبل فقط بالقطع التي تم تسجيلها أو لديها شهادة إعفاء. وكي تنال أي قطعة هذه الشهادة، "يجب أن تكون ذات قيمة فنية أو ثقافية أو تاريخية عالية، على نحو استثنائي".

وزير الدولة البريطاني لشؤون الرفق بالحيوان اللورد غولدسميث، اعتبر أن "البدء بتطبيق ’قانون العاج’ الذي يعد رائداً على المستوى العالمي، يشكل محطة بارزة في إطار ضمان الحفاظ على الفيلة في مختلف أنحاء العالم، من أجل الأجيال المقبلة".

تبقى الإشارة أخيراً، إلى أن الحكومة البريطانية تدرس توسيع نطاق الحظر ليشمل أنواعاً أخرى من العاج المستأصل من حيوانات كفرس النهر و الفظ والحيتان القاتلة (أو أوركا)، وستبادر إلى نشر خلاصة توصياتها الاستشارية في هذا المجال هذه السنة.

*نشر المقال في اندبندنت بتاريخ 7 يونيو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات