إثر استقالة والي البحر الأحمر في شرق السودان تلبية لمطلب المحتجين، أعلن هؤلاء الشروع في رفع اعتصامهم في مدينة بورتسودان الساحلية، حيث أغلقوا الطرق المؤدية إلى موانئ البلاد الرئيسية، وفق ما أعلن مجلس قبائل البجا، الثلاثاء 7 يونيو (حزيران).
ولم يشر البيان إلى أي مطالب أخرى.
وكشف مكتب والي الولاية على عبد الله ادروب تقديم الاستقالة إلى رئيس مجلس السيادة الحاكم.
وأغلق عشرات من المحتجين في بورتسودان، الاثنين، طرقاً رئيسة تقود إلى ميناء المدينة الرئيس على البحر الأحمر، اعتراضاً على اتفاق سلام وقعته الحكومة السودانية في جوبا مع عدد من الحركات المتمردة المسلحة عام 2020.
وكان لإغلاق المنافذ البحرية للبلاد تأثير حاد على توافر الوقود والقمح وزاد الضغط على الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك آنذاك.
غضب القبائل
وكان الجزء المتعلق بشرق السودان في اتفاق السلام قد أثار غضب قبائل البجا التي تعتبر من السكان الأصليين في منطقة شرق السودان وتعد حوالى 4.5 مليون نسمة، بحجة أن من وقعوا اتفاق السلام من الشرق لا يمثلون الإقليم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها قبائل البجا بتعطيل حركة ميناء بورتسودان، فقد قامت في سبتمبر (أيلول) الماضي، تعبيراً عن رفض شق الاتفاق المتعلق بشرق البلاد، بإغلاق موانئ البلاد الرئيسة الواقعة على ساحل البحر الأحمر لستة أسابيع إلى أن أوقفت تحركها بعد تنفيذ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان انقلاباً عسكرياً في أكتوبر (تشرين الأول).
ونهاية العام الماضي، علّق مجلس السيادة الحاكم في السودان الجزء المتعلق بشرق البلاد في اتفاق السلام، إلى حين توافق أهالي القبائل والمناطق هناك، لكن المحتجين في بورتسودان قالوا لوكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، إن مطالبهم لم تُلبَ.
الحوار
ومساء الثلاثاء سعى البرهان إلى تقديم تطمينات بشأن إعادة إطلاق المرحلة الانتقالية.
ودعت الأمم المتحدة والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) والاتحاد الأفريقي الذي لا يزال يعلق عضوية السودان إلى "اجتماع تقني" الأربعاء بين العسكريين والمدنيين.
واعتبر البرهان رئيس مجلس السيادة في كلمة بثها التلفزيون السوداني أن الحوار "فرصة تاريخية" لاستكمال الفترة الانتقالية.
وقال البرهان، إن الجيش "مصمم على تنفيذ ما يخرج من الحوار"، مضيفاً، "نعلن التزامنا في المؤسسة العسكرية والمنظمة الأمنية بتنفيذ مخرجات الحوار الذي تنظمه الآلية الثلاثية".
وأعلن "حزب الأمة"، الثلاثاء، أنه لن يشارك في المحادثات.
ومنذ الانقلاب العسكري، يشهد السودان اضطرابات سياسية واقتصادية، ويخرج للتظاهر بشكل منتظم آلاف السودانيين في العاصمة ومدن أخرى للمطالبة بعودة الحكم المدني ومحاسبة قتلة المتظاهرين الذين قُتل 99 منهم وجرح العشرات، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية.