Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هي شروط الحصول على جائزة نوبل للسلام؟

اختارت اللجنة النرويجية تعريف الجهود الإنسانية على أنها جزء أساسي من تعزيز "الأخوة بين الأمم"

يتم انتخاب اللجنة التي تختار الفائزين بالجائزة في البرلمان النرويجي  (الموقع الإلكتروني للجنة نوبل للسلام)

في موقع جائزة نوبل الإلكتروني يجيب بيريت ريس أندرسون (Berit Reiss-Andersen) رئيس لجنة نوبل التي تمنح جائزة السلام، عن سؤال كيف يتم منح جائزة نوبل للسلام؟
وهذه الجائزة كالتي تمنح للأدب، ينتظرهما المجتمعان السياسي والأدبي العالميان، لأنهما تكرسان حاملهما داعية للسلام العالمي أو ما يؤدي إلى السلام بكل الطرق المتاحة، والأمر نفسه ينطبق على الأديب الذي يتحول بين ليلة وضحاها إلى أديب عالمي معروف إلى مدى العمر، وتترجم كتبه إلى معظم لغات العالم، وتتسابق عليه دور النشر العالمية. أما باقي الجوائز العلمية كالكيمياء والفيزياء والطب فإنها تلقى اهتماماً بين هذا النوع من العلماء الذين يفهمون ويعرفون ما أهمية الاكتشافات الجديدة في هذه المجالات.

من الترشيح حتى حفل الجوائز

يقول السيد أندرسون إنه يمكن ترشيح أي شخص للحصول على الجائزة ولكن هناك قواعد بشأن من له الحق في ترشيح أي شخص أو مؤسسة ومنظمة يعتقد أنها تستحق الجائزة بسبب إسهاماتها الأساسية في تحقيق "الأخوة بين الأمم".

والمعايير المتبعة لاختيار الحائز على جائزة نوبل للسلام مستقاة من وصية ألفرد نوبل، وهي تقليص عديد الجيوش الدائمة، والمساهمة والمشاركة في إقامة فعاليات ومؤتمرات من أجل السلام والأخوة بين الأمم. وهذا المعيار يشمل الحد من الأسلحة والتعاون الدولي والمنظمات التي تسهم في إرساء السلام، وتأكيد وتطبيق قواعد ومواثيق حقوق الإنسان في العالم. على أن هذه المعايير يمكنها أن تكون مجتمعة في الحاصل على الجائزة، أو يمكن أن يكون معياراً واحداً منها واضحاً، على أن يكون الفائز ذا تأثير واضح ومهم في المجال الذي يعمل فيه.
ولا مشكلة في سن الحاصل على الجائزة، لكن يجب أن تكون المساهمة تعود بالنفع الأكبر على البشرية، لذا من الواضح أنه لا يمكنك أن تكون طفلاً وأن تفي بهذه المعايير، على الرغم من أن أصغر حائزة جائزة للسلام كانت ملالا يوسفزاي التي كانت في ذلك الوقت تبلغ من العمر 17 سنة فقط، ولكنها كانت جديرة بشكل واضح بالنسبة إلى اللجنة للحصول على الجائزة.
واللجنة التي تختار الفائزين بالجائزة يتم انتخابها في البرلمان النرويجي وينتخب أعضاء اللجنة أنفسهم رئيسها. ويقول أندرسون إن أفضل وقت في هذا العمل هو الاجتماع الأخير الذي يتم التصويت فيه على المرشح الفائز داخل اللجنة. فعندما تتوصل اللجنة إلى الاسم تكون قد أنهت أشهراً من العمل والمتابعة والتمحيص والبحث تنتهي في جلسة تصويت أخيرة، وينتهي كل شيء، بانتظار الاحتفال الذي يتم تسليم الجوائز فيه. وعموماً، يتم الاختيار بالإجماع بين أعضاء اللجنة التي تحرص على هذا الإجماع، ولكن في حال الخلاف، يتم التصويت بالأغلبية البسيطة. ويكون هذا القرار نهائياً ولا يقبل الاستئناف.
وينقل السيد أندرسون الخبر للفائز قبل ربع ساعة من إعلان الاسم في مؤتمر صحافي. ويقول إن لحظة إبلاغ الفائز ورد فعله عبر الهاتف، من اللحظات الأكثر فرحاً للجميع، فهي تشبه لحظة الفوز بعدة جوائز يانصيب عالمية في الوقت عينه، ولكن الربح المعنوي للجائزة أكبر بكثير من الربح المالي، وهو نفسه يمكنه أن يدر مزيداً من المال من أجل عمل المؤسسة الرابحة أو الفرد المساهم في السلام العالمي. فالجائزة هي بمثابة دعم مادي بدرجة أقل من الدعم المعنوي الذي يساعد الفائز سواء أكان شخصاً أو جمعية للتقدم في عمله الذي من أجله ربح الجائزة. على سبيل المثال، بعد الحرب الثانية ومنذ ذلك الحين حتى اليوم، باتت مسألة اللاجئين حول العالم أو داخل دولهم الموضوع الأهم للجنة نوبل، إضافة إلى الموضوع البيئي، لما لهما من تأثير في سائر البشرية، وطبعاً تبقى قضية إيقاف الحروب وتجارة الأسلحة من القضايا الرئيسة. في النصف الأول من الخمسينيات من القرن الماضي، سعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى إيجاد حلول لمشكلة اللاجئين عن طريق العودة الطوعية أو الهجرة أو الاندماج في بلد اللجوء. وتم التركيز بشكل خاص على محنة اللاجئين داخل أوروبا. في عام 1955، كان اللاجئون الأوروبيون يشكلون ما يقرب من نصف 2.2 مليون شخص تحت حماية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. من بين هؤلاء، كان نحو 70 ألفاً يعيشون في نحو 200 معسكر في ألمانيا الغربية والنمسا وإيطاليا واليونان. كما تم العثور على مجموعات كبيرة من اللاجئين في سوريا ولبنان والأردن وإيران. عندما تأسست مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، تقرر أن يتم تمويلها من قبل الحكومات أو المنظمات الحكومية وغير الحكومية. سرعان ما أصبح واضحاً أنه سيكون من الصعب الحصول على تمويل كافٍ من الدول الأعضاء. وفي عام 1955 واجهت المنظمة أزمة مالية. من خلال منح جائزة السلام لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، سعت لجنة نوبل إلى تسليط الضوء على مشكلة اللاجئين على الصعيد الدولي، بالتالي تشجيع زيادة حجم الدعم المالي الطوعي للمنظمة.

مصير الجائزة لمن يخالف قواعدها

ولو أردنا سؤال رئيس اللجنة عن مصير الجائزة لو قام الحاصل عليها بعمل يخالف شروط السلام، مثلما حصل مع الرئيس الإثيوبي آبي أحمد الذي حصل على نوبل للسلام بسبب جهوده لحل القضايا الخلافية الحدودية بين إريتريا وإثيوبيا، ولكنه في ما بعد شارك حكومته في حرب داخل دولته في إقليم تيغراي، وكذلك ينطبق الأمر على المعارضة البورمية سان سو تشي التي حصلت على الجائزة بسبب نضالها من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في بلادها في مواجهة العسكر القوي في نظام الحكم، واعتقلت مرات عدة وعلى مدى سنوات قبل أن تعود إلى منصب رئاسة الحكومة في انتخابات ديمقراطية، ولكنها سرعان ما دخلت كمسؤولة حكومية في معارك ميانمار ضد مسلمي الروهينغا الذين تم تهجيرهم على نطاق واسع، ولم يتم الاعتراف بجنسيتهم البورمية. وكانت السيدة تشي وبعد حصولها على نوبل للسلام استشاطت غضباً أمام المشاهدين في التلفزيون البريطاني بعد حوار أجرته معها المذيعة المسلمة ميشال حسين، وأمطرتها بوابل من الأسئلة، ما أدى بها إلى فقدان أعصابها والقول "لم يخبرني أحد أن مسلمة ستحاورني". وطالب كثيرون من العالم بسحب الجائزة منها ومن آبي ومن شمعون بيريز قبلهما ومن الرئيسين الأميركيين الأسبقين جيمي كارتر وباراك أوباما في ما بعد، بسبب قيام هؤلاء بأعمال تخالف قواعد الجائزة بعد الحصول عليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

للإجابة عن هذه المسألة يقول رئيس اللجنة إنه "بموجب لوائحنا لا يمكن إلغاء جائزة نوبل للسلام. تمنح جائزة السلام لشخص أو منظمة للجهود التي حققها هذا الفرد وقت تسلم الجائزة. لا يمكننا أن نكون مسؤولين عما يفعله الحائز على جائزة نوبل بعد حصوله على الجائزة. بالطبع من الممكن دائماً أن ترتكب لجنة الجائزة خطأ وهذه مسؤوليتنا علينا مواجهتها، لكننا لا نلغي الجائزة أبداً".
أما الترشيحات للجائزة فيتم تقديمها من قبل أعضاء المجالس الوطنية والحكومات والمحاكم الدولية، ورؤساء الجامعات وأساتذة العلوم الاجتماعية والتاريخ والفلسفة والقانون واللاهوت، وقادة معاهد أبحاث السلام ومعاهد الشؤون الخارجية، والفائزين السابقين بجائزة نوبل للسلام، وأعضاء مجالس إدارة المنظمات الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، والأعضاء الحاليين والسابقين في لجنة نوبل النرويجية، ومستشارين سابقين في معهد نوبل النرويجي. ويتم إرسال الترشيحات لجائزة نوبل للسلام إلى لجنة نوبل في أوسلو قبل اليوم الأول من شهر فبراير (شباط) من العام نفسه. في السنوات الأخيرة، تلقت اللجنة ما يقرب من 200 ترشيح مختلف لمختلف الترشيحات لجائزة نوبل للسلام، ولكن غالباً ما يكون عدد خطابات الترشيح أعلى من ذلك بكثير، حيث إن عديداً منها لذات المرشحين. وفي شهر مارس (آذار) من كل عام تقوم اللجنة بتقييم عمل المرشحين وإعداد قائمة قصيرة بالمرشحين المحتملين.
في 10 ديسمبر (كانون الأول)، يتلقى الفائزون جائزة نوبل في أوسلو، التي تتكون من ميدالية وشهادة جائزة نوبل، ووثيقة تؤكد مبلغ الجائزة. وبحسب قواعد الجائزة لا يتم الإعلان عن أسماء المرشحين غير الفائزين بالجوائز سواء بشكل علني أو خاص، لمدة 50 عاماً. ولا تعلن اللجنة أسماء المرشحين لا لوسائل الإعلام ولا للمرشحين أنفسهم. بقدر ما تظهر أسماء معينة في التكهنات المسبقة في وسائل الإعلام العالمية حول من سيحصل على جائزة، فهذا إما مجرد تخمين أو معلومات قدمها الشخص أو الأشخاص الذين يقفون وراء الترشيح، إذ لا يتم نشر المعلومات الموجودة في قاعدة بيانات الترشيحات الخاصة بلجنة نوبل إلا بعد مرور 50 عاماً.

عملية الاختيار

في الاجتماع الأول للجنة نوبل بعد الموعد النهائي لتقديم الترشيحات في الأول من فبراير، يقدم السكرتير الدائم للجنة قائمة المرشحين لهذا العام. ويجوز للجنة في تلك المناسبة أن تضيف أسماء أخرى إلى القائمة، وبعد ذلك تغلق عملية الترشيح، وتبدأ مناقشة المرشحين المعينين. في ضوء هذا الاستعراض الأول، تضع اللجنة ما يسمى القائمة القصيرة التي تضم المختارين لمزيد من الدراسة التفصيلية. وتحتوي القائمة القصيرة عادةً من 20 إلى 30 مرشحاً.

ثم يتم النظر في المرشحين على القائمة المختصرة من قبل المستشارين الدائمين لمعهد نوبل.
وإضافة إلى مدير المعهد ومدير الأبحاث، تتكون هيئة المستشارين عموماً من مجموعة صغيرة من أساتذة الجامعات النرويجية ذوي الخبرة الواسعة في المجالات الدراسية التي لها تأثير في جائزة السلام. عادةً ما يكون أمام المستشارين شهران لإعداد تقاريرهم. يتم طلب تقارير أيضاً من حين إلى آخر من خبراء نرويجيين وأجانب آخرين. عند تقديم تقارير المستشارين، تبدأ لجنة نوبل في مناقشة شاملة حول المرشحين الأكثر احتمالاً. وفي هذه العملية، غالباً ما تنشأ الحاجة إلى الحصول على معلومات إضافية وتحديثات حول المرشحين من خبراء إضافيين، غالباً ما يكونون من الأجانب لمزيد من التنويع في الاختيارات. وكقاعدة رئيسة، لا تتوصل اللجنة إلى قرار إلا في اجتماعها الأخير قبل الإعلان عن الجائزة في بداية أكتوبر (تشرين الأول). وتسعى اللجنة إلى تحقيق الإجماع في اختيارها الحائز على جائزة نوبل للسلام. في المناسبات النادرة التي يستحيل فيها ذلك، يتم الاختيار بأغلبية بسيطة.

الجهود الإنسانية

اختارت لجنة نوبل النرويجية منذ البداية تعريف الجهود الإنسانية على أنها جزء أساسي من تعزيز "الأخوة بين الأمم". وفي مناسبة منح نصف جائزة السلام لعام 1901 لمؤسس الصليب الأحمر، هنري دونان، ركزت اللجنة على جانب أساسي من كلمة "إنساني": تم تصنيف مساعدة ضحايا الحرب على أنها ضرورية من أجل تحسين حياة البشرية وتقليل المعاناة. وواصلت لجنة نوبل تكريم إرث دونان بتكريم الصليب الأحمر الدولي ثلاث مرات، في أعوام 1917 و1944 و1963.

من عام 1901 حتى عام 2003، منحت جائزة نوبل للسلام لـ111 فائزاً. وكان من بينهم ستة رجال وامرأة وثماني منظمات مختلفة تنتمي إلى فئة العمل الإنساني.

المزيد من تقارير