Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تأهب إسرائيلي تحسبا لهجوم لبناني على حقول الغاز

تدشين قطع حربية فوق وتحت سطح البحر ونقل منظومة القبة الحديدية إلى المنطقة وجلسات تقييم أمنية لمزيد من الاستعداد

ردت إسرائيل على التهديدات اللبنانية حول مباشرة العمل في حقل الغاز "كريش" المختلف عليه بين الطرفين، بحسم القرار حول حقها في استخدامه، مدعية أنه يقع داخل مناطق حدودها البحرية. وبعد اجتماعات تقييم أمني للوضع، تقرر رفع حالة التأهب البحري والاستعداد لأي هجوم من قبل لبنان.

ونقل الجيش منظومة القبة الحديدية حول المنطقة البحرية المحيطة بحقول الغاز عموماً، وحقل "كريش" بشكل خاص، الذي يقع على بعد 160 كيلو متراً شمال غربي حيفا، وسبق أن طرح في جلسات المفاوضات بين الوفدين الإسرائيلي واللبناني في السنة الماضية حول الحدود الإقليمية، وكان أحد أبرز جوانب الخلاف بين الطرفين. ووقتها رفض الوفد الإسرائيلي، بإيعاز من وزير الطاقة آنذاك، يوفال شطانيتس، أي تطرق له في المحادثات، باعتباره منطقة إسرائيلية لا نقاش عليها.

كما قررت الأجهزة الأمنية نصب قطع حربية فوق وتحت سطح البحر، بما في ذلك سفن قتالية، وكانت وحدة الإنتاج والتخزين العائمة التابعة لشركة "نوبل إينرجي" اليونانية، وصلت، الأحد، إلى حقل "كريش" وقامت ببناء سفينة (منصة عائمة) خصيصاً من أجل "كريش"، لها قدرة على معالجة 800 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً، وتحتوي على مساحات تخزينية لـ800 ألف برميل.

وكانت السفينة غادرت سنغافورة في مايو (أيار) الماضي، وعبرت قناة السويس، يوم الجمعة الماضي، لترسو، الأحد، بالقرب من حقل "كريش" لبدء التحضير لعملية استخراج الغاز من الحقل، على أن يبدأ الضخ في شهر سبتمبر "أيلول" المقبل.

هجوم يتجاوز البحر

منذ انطلاق السفينة من سنغافورة، قدرت أجهزة الأمن رداً لبنانياً، وأجرت تدريبات بحرية حول كيفية حماية آبار الغاز، وأعلن سلاح البحرية تكثيف استعداده لاحتمال هجوم من "حزب الله" في لبنان وجهات أخرى، رداً على القرار الإسرائيلي بمباشرة العمل في حقل الغاز، على الرغم من معارضة لبنان لذلك واعتبار المنطقة خارج الحدود الإسرائيلية.

مع رفع سقف التهديدات اللبنانية، استنفر سلاح البحرية أيضاً في منطقة حيفا، خشية تعرض مصافي تكرير البترول لهجمات صاروخية، حيث يقدر خبراء أن إصابتها تلحق كارثة بحيفا والمنطقة المحيطة بها سيتضرر منها أكثر من ربع مليون إسرائيلي.

وتناولت إسرائيل تهديدات المسؤولين اللبنانيين و"حزب الله" بمنتهى الجدية، وحذرت جهات أمنية إسرائيلية من مخاطر أية ضربة على آبار الغاز أو سفن إسرائيلية وصولاً إلى خليج حيفا، وتوقعت أن يكون العمل في حقل "كريش"، الشعلة التي ستلهب الوضع الأمني بين إسرائيل ولبنان مع احتمال انتقال التوتر إلى مختلف الجبهات.

الطائرات المسيرة

لم تخف إسرائيل قلقها الكبير من خطر تعرض حقول الغاز في عرض البحر المتوسط لهجمات بحرية وجوية، بما في ذلك طائرات تحمل متفجرات ومواد ناسفة، وهو جانب ركز الجيش الإسرائيلي عليه في المناورة العسكرية "عربات النار". وتعتبر إسرائيل الطائرات من دون طيار التي في حوزة "حزب الله" من النوع الدقيق والمتطور، ومن الممكن أن تستخدمها عناصر إيرانية أو حلفاء لإيران. وتشمل التدريبات، أيضاً، تسيير طائرات من دون طيار تحمل معدات مراقبة واستخبارات يمكنها كشف المخاطر قبل أن تصل إلى هدفها الإسرائيلي.

في المقابل، يجري سلاح البحرية تدريبات تحاكي هجمات موجهة نحو ميناء حيفا والمنطقة المجاورة له التي تحتوي على كميات كبيرة من البترول. ووفق التوقعات الإسرائيلية، المبنية على الضرر الذي ألحق بإحدى مصافي البترول في حرب لبنان الثانية، فإن مجرد تصدع من إصابة هذه المصافي سيجعل الوضع في كل منطقة حيفا في غاية الخطورة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 لا رجعة إلى المفاوضات

مباشرة إسرائيل العمل في حقل "كريش" يضع عملياً نهاية لإمكانية استئناف المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول خلافات الحدود البحرية وحقول الغاز. فعملياً، بدأت إسرائيل فرض واقع لصالحها بشرعنة ملكيتها وحقها في استخدام حقول الغاز. ووفق الاتفاق مع شركة "نوبل إينرجي" لا يمكن لإسرائيل التراجع عن التزاماتها بالاتفاق، الذي يقضي بضرورة بدء العمل فيه، من دون أي تاخير.

وكانت الشركة الأميركية "هاليبرتون"، المتخصصة بالتنقيب عن موارد الطاقة، فازت بالعطاء الإسرائيلي حول التنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية، ووقعت الشركة عقداً مع شركة "نوبل إينرجي" اليونانية، لتولي التنقيب في حقل "كريش". وأعلنت الشركتان مباشرة العمل في القسم الشمالي من "كريش"، وخرجت جهات إسرائيلية بعناوين صاخبة واستفزازية للبنان من بينها "لن ننتظر لبنان: إسرائيل تبدأ التنقيب في القسم الشمالي من كريش".

 ووفق الاتفاق بين الشركتين، سيشمل التنقيب من ثلاثة إلى خمسة آبار غاز في القسم الشمالي من "كريش"، القريب من "بلوك 9"، الذي يعد لب الخلاف بين إسرائيل ولبنان، إلى جانب استكشاف وتطوير آبار طاقة بحرية في إسرائيل من دون أن يحدد الاتفاق بين الشركتين جميع المواقع الجغرافية لتلك الآبار.

 كما يشمل اتفاق التنقيب بين إسرائيل والشركة الأميركية أن تتولى "هاليبرتون" جميع الأعمال المطلوبة حتى الحصول على الغاز من حفر وتنقيب في عمق البحر، وتأمين جميع المستلزمات التي تضمن بيانات دقيقة تقدم لإسرائيل وفيها تقييم إمكانية الإنتاج، علماً بأن إنتاج حقل "كريش" للغاز يتراوح بين ستين وثمانين مليار متر مكعب.

استفزاز إسرائيل

على الرغم من موافقة الطرفين على المفاوضات حول الخلافات على الحدود البحرية، اعتبرت إسرائيل، في المفاوضات الأخيرة، طرح لبنان حقل "كريش" أمراً استفزازياً، وأعلنت استعدادها لإمكانية أن يترجم لبنان طلبه إلى واقع على الأرض بهدف زيادة مساحته.

وفي ردها على مطلب لبنان في حقل "كريش"، عرضت إسرائيل خطاً يقع شمال ذاك الذي أودعته تل أبيب في الأمم المتحدة عام 2010. وعرض الإسرائيليون مبررات قانونية تعلل الطلب الإسرائيلي في المنطقة الموسعة. وشددوا على أنهم غير معنيين حقاً بالخط الأسود، بل يريدون خوض المفاوضات فقط على المثلث الذي كان معروفاً مسبقاً كموضع خلاف ضمن ما في حوزة إسرائيل من مشاريع لمساحات التنقيب بالخط الأسود، وهو مسار يعتبره الإسرائيليون أكثر اعتدالاً، وخط 310 الأحمر، الذي يأكل مناطق أوسع بكثير في المياه الاقتصادية للبنان. وتم إعداد هذه المشاريع لتكون جاهزة في حال أي تطور من طرف لبنان حول "كريش"، وقد صادق عليها وزير الطاقة السابق، شطاينتس.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير