Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعاون ثلاثي بين مصر وإسرائيل وقبرص لتصدير الغاز إلى أوروبا

القاهرة: لدينا البنية الأساسية لأعمال الإسالة والنقل لجيراننا

اتفقت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 خلال قمة في بروكسل ليل الاثنين - الثلاثاء على حظر تدريجي للنفط الروسي (أ ف ب)

تستعد القاهرة وتلّ أبيب لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال لدعم القارة العجوز في خطتها لتقليل اعتمادها على الإمدادات الروسية، إذ تمدّ موسكو القارة الباردة بنحو 40 في المئة من حاجتها من الغاز للتدفئة والصناعة، ووفقاً لوكالة "رويترز"، قالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الهرار إن إسرائيل بصدد إعداد جولة أخرى من العطاءات للتنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر، وتأمل في التوقيع على اتفاق مبدئي قريباً لتصدير الغاز إلى أوروبا، وكشفت عن تشكيل فريق عمل بين إسرائيل ومصر وأوروبا لإعداد ترتيبات التصدير.

وكانت وكالة "بلومبيرغ" كشفت، قبل أيام، عن ترتيبات الاتحاد الأوروبي لصفقة لاستيراد الغاز الإسرائيلي عبر القاهرة، موضحة أن الصفقة تتضمن تحويل الوقود إلى غاز طبيعي مسال في مصانع المعالجة في مصر قبل شحنه إلى الاتحاد الأوروبي، وأضافت أن الأخير سيوسع تعاونه مع إسرائيل ومصر في مشروعات الطاقة النظيفة.

البنية الأساسية

من جانبه، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن القاهرة وضعت خطة لترشيد استخدام الغاز الطبيعي على المستوى المحلي، وإعطاء الفرصة لتصدير أكبر كمية بداية من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لتحقيق نوع من التوازن في فاتورة استيراد النفط. وأضاف، في تصريحات إعلامية على هامش زيارته إلى دبي، أن مصر أصبحت مركزاً لإنتاج وتداول الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط، ولدينا البنية الأساسية لأعمال الإسالة ونقل الغاز لجيراننا وقارة أوروبا، كما نعمل مع أشقائنا الإماراتيين للتوسع في حقول الغاز الطبيعي وشبكات النقل والإسالة.

وفي مارس (آذار) الماضي، قال وزير الطاقة الإسرائيلي السابق يوفال شتاينتز، "يجب على إسرائيل تسريع مشروع مد أنبوب الغاز من إسرائيل إلى أوروبا عبر المتوسط"، وواصل في تغريدة نشرها على "تويتر"، "في هذه الأيام، عندما تكون أوروبا متعطشة للغاز الطبيعي وتسعى لتنويع مصادر طاقتها، يجب على إسرائيل الإسراع والاستفادة من الوضع لصالحها"، لافتاً إلى أنه لتحقيق هذه الغاية، "يجب تعزيز أمرين بشكل عاجل: الأول، الإسراع في بناء خط أنابيب الغاز الإسرائيلي - الأوروبي الذي سيمر عبر وسط البحر الأبيض المتوسط. الثاني: تجديد التنقيب الغازي في المياه الاقتصادية لاكتشاف مكامن غازية إضافية".

تركيا تسعى إلى الحصول على نصيب

في سياق متصل، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن محادثات مرتقبة بين بلاده وإسرائيل للتعاون في مجال الغاز الطبيعي، مشيراً في تصريحات صحافية، إلى فرص نقل الغاز من إسرائيل أو شرق البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

وتابع أن "سفن التنقيب والمسح السيزمي التركية الجديدة حددت بعض الأماكن في البحر الأبيض المتوسط في إطار عمليات البحث عن الطاقة"، لافتاً إلى أن تلك السفن ستجري عمليات في الأماكن المحدد، ومؤكداً أن "وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز سيجري محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين المعنيين، حول إمكانية اتخاذ خطوات للتعاون مع إسرائيل في مجال الغاز الطبيعي"، من دون ذكر تفاصيل عن موعد المحادثات.

يأتي ذلك في وقت بحثت دول الاتحاد الأوروبي اقتراح حظر النفط الروسي الذي تستورده الدول الأعضاء في الاتحاد عن طريق الشحن البحري بحلول نهاية العام الحالي مع استثناء النفط الذي تستورده ثلاث دول أعضاء في الاتحاد عبر خط أنابيب وهي المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك.

القطاع الخاص في مصر سيمد الاتحاد الأوروبي

وفي تصريحات صحافية سابقة، قال سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة، كريستيان برجر، إن القطاع الخاص في مصر سيمدّ الاتحاد الأوروبي بكميات من الغاز الطبيعي المسال بعد استيراده من إسرائيل، مشيراً إلى أن المفاوضات الأوروبية مع القاهرة وتلّ أبيب تدور حول استيراد الغاز الإسرائيلي (غاز طبيعي) إلى مصر لتحويله إلى مسال، ونقله على مراكب إلى أوروبا، بسبب عدم وجود أنابيب غاز تربط القاهرة وتلّ أبيب بدول القارة.

وفي فبراير (شباط) 2018، وقعت شركة "دولفينوس" المصرية من القطاع الخاص اتفاقاً لاستيراد الغاز الإسرائيلي في صفقة وصفها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، آنذاك، بأنها "هدف" أحرزته بلاده التي تستهدف أن تصبح مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة في منطقة شرق المتوسط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أبريل (نيسان) الماضي، وقعت الحكومة المصرية مع شركة "إيني" الإيطالية لزيادة وتكثيف التعاون في إنتاج الغاز، وتصديره إلى الخارج، ووفقاً لبيان رسمي لمجلس الوزراء، وصف، آنذاك، الاتفاق بأنه يهدف إلى تحقيق الاستغلال الأمثل لاحتياطيات الغاز المصري من خلال تعظيم الإنتاج المشترك بين الجانبين، بما يسهم في قيام الشركتين بتحديد الأنشطة والفرص الجديدة من أجل زيادة معدلات إنتاج الغاز على المدى القصير واستغلال الإمكانات الكبيرة المتاحة في مجال البحث والاستكشاف في مصر، خصوصاً بمناطق دلتا النيل، وشرق المتوسط، والصحراء الغربية لتعزيز فرص القاهرة لتصدير شحنات من الغاز المسال من مصنع إسالة الغاز بدمياط إلى إيطاليا أو أوروبا.

وصدرت القاهرة إلى القارة العجوز أكثر من مليوني طن متري من الغاز، العام الماضي، ارتفاعاً من 270 ألف طن متري، عام 2020، وفقاً لمؤسسة "ستاندرد أند بورز".

وتمتلك مصر مصنعين لإسالة الغاز، الأول في محافظة دمياط الساحلية الذي يحمل اسم المحافظة، بينما الثاني "أدكو" في محافظة البحيرة غرب الدلتا، ومن خلالهما تنضم مصر إلى قطر والجزائر، لتصبح ثالث دولة تمتلك مصانع لإسالة الغاز في منطقة الشرق الأوسط.

وأسعار الغاز الطبيعي، استقرت مع نهاية تعاملات الاثنين 30 مايو (أيار)، بسوق العقود الفورية الأوروبية، قرب أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر وسط ارتفاع المخزون وتدفقات الغاز الروسي المستقرة، ليبلغ 29.81 دولار أميركي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وزادت مستويات التخزين الأوروبية بنسبة 25 في المئة في مايو الحالي، وتقترب من متوسط السنوات الخمس البالغ 45 في المئة.

تعاون ثلاثي بين القاهرة وتل أبيب ونيقوسيا

من جانبه، قال وزير البترول الأسبق أسامة كمال إن مصر لديها تعاون بالفعل قائم مع تلّ أبيب، وتتلقى مصر الغاز الطبيعي لتسييله في محطتي الإسالة بأدكو ودمياط لإعادة تصديره موضحاً أن الاتفاق الجديد هو التعاون بين الدول الثلاث مصر وإسرائيل وقبرص بنقل الغاز الخام من تل أبيب ونيقوسيا إلى القاهرة، على أن تقوم الأخيرة بالتسييل تمهيداً لإعادة التصدير إلى دول الاتحاد الأوروبي بناقلات الشحن عبر البحر الأبيض المتوسط في محاولة لسد جزء من الفجوة التي سيخلّفها الدب الروسي، أو تنويع أوروبا لمصادر الإمداد خوفاً من انسحاب الغاز الروسي بشكل مفاجئ.

الأزمة الجيوسياسية في أوروبا فرصة للقاهرة

وقال رئيس غرفة الطاقة بالاتحاد العام للصناعات المصرية تامر أبو بكر إن القاهرة أصبحت لديها القدرة على تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، موضحاً أن القاهرة بدأت منذ عام تقريباً في تصدير الغاز الطبيعي بعد أن نجحت في سدّ حاجة البلاد المحلية بنحو أكثر من 5.5 مليون متر مكعب من الغاز، مشيراً إلى أن ما تملكه مصر من بنية تحتية في مجال إسالة الغاز الطبيعي يجعل منها قبلة لاستقبال الغاز الطبيعي من دول الجوار وتسييله ثم إعادة تصديره إلى أوروبا، معتبراً أن الأزمة الجيوسياسية المشتعلة في أوروبا بين الغرب وروسيا ستجعل من مصر والجزائر وإسرائيل وقطر إضافة إلى عدد من الدول الأفريقية مصدراً لإمداد القارة الأوروبية بالغاز الطبيعي على حساب نسبة من حصة تقليص حصة الدب الروسي.