بعد توالي الاحتجاجات إثر انهيار المبنى في عبادان بإقليم الأحواز الواقع جنوب غربي إيران، واتساع رقعتها لتطال أكثر من مدينة، قال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، اليوم السبت 4 يونيو (حزيران)، إن "الأعداء يثيرون اضطرابات من أجل إسقاط الجمهورية الإسلامية". وأضاف في كلمة بثها التلفزيون، "اليوم يعتمد أهم أمل للأعداء لتوجيه ضربة لبلادنا على احتجاجات شعبية... لكن حسابات الأعداء خاطئة مثل كثير من حساباتهم السابقة". وأضاف أن الولايات المتحدة وحلفاءها يشنون "حرباً نفسية" على طهران باتهامها بالقرصنة لاحتجازها سفينتين يونانيتين بعدما صادرت الولايات المتحدة نفطاً إيرانياً من ناقلة. وقال خامنئي "اليوم يعتمد أهم أمل للأعداء لتوجيه ضربة للبلاد على احتجاجات شعبية"، وأضاف "يأملون في تأليب الناس على المؤسسة الإسلامية والجمهورية الإسلامية من خلال العمل النفسي والأنشطة على الإنترنت والفضاء الإلكتروني... ومن خلال إنفاق الأموال وتجنيد المرتزقة".
وتابع خامنئي في كلمة بثها التلفزيون في الذكرى الثالثة والثلاثين لوفاة قائد الثورة الإيرانية لعام 1979 الزعيم الديني الخميني "لكن حسابات الأعداء خاطئة مثل الكثير من حساباتهم السابقة".
وألقت السلطات باللوم في انهيار المبنى السكني والتجاري المؤلف من عشرة طوابق في عبادان على الفساد وتراخي إجراءات السلامة وتقول إن 13 شخصاً بينهم رئيسا بلدية ومسؤولون آخرون اعتقلوا حتى الآن لارتكابهم مخالفات بناء.
لكن المتظاهرين يقولون إن الكارثة نابعة من إهمال الحكومة والفساد المستشري ورددوا هتافات ضد المسؤولين بمن فيهم خامنئي.
وقال سكان إن هناك انقطاعاً في خدمات الإنترنت، وهي محاولة على ما يبدو لوقف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم المظاهرات ونشر مقاطع الفيديو.
وأمرت السلطات السكان بمتابعة وسائل الإعلام الرسمية فقط وتجنب "الشائعات" على وسائل التواصل الاجتماعي.
وصادرت الولايات المتحدة، التي تفرض عقوبات صارمة على طهران، شحنة نفط إيرانية على متن الناقلة بيجاس التي ترفع العلم الإيراني والتي احتجزتها اليونان قبالة سواحلها في أبريل (نيسان) الماضي. وردت طهران باحتجاز سفينتين يونانيتين في 27 مايو (أيار).
وقال خامنئي إن وسائل الإعلام العالمية تتهم إيران بالقرصنة. وتساءل "من هو القرصان هنا؟ لقد سرقتم نفطنا. واستعدناه منكم. استعادة بضاعة مسروقة ليست سرقة".
الوكالة الدولية
من جهة أخرى، توعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان برد "فوري" على أي خطوة "سياسية" في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل، في ظل تحضير دول غربية مشروع قرار يدعو طهران للتعاون مع الوكالة الأممية.
ويأتي هذا الموقف غداة تأكيد الولايات المتحدة أنها تعد مع ثلاث دول أوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) مشروع قرار يحض إيران على "التعاون الكامل" مع الوكالة، بعد إعلان الأخيرة هذا الأسبوع أن طهران لم تقدم إيضاحات وافية بشأن أسباب العثور على آثار مواد نووية في مواقع غير مصرح عنها.
عبداللهيان - بوريل
وقال أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن "أي خطوة سياسية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث ستدفع بلا شك إلى رد فعل متسق، فعال، وفوري من جانب الجمهورية الإسلامية"، وذلك وفق بيان صادر عن الخارجية الإيرانية.
ورأى وزير الخارجية الإيراني أن إعداد الدول الغربية لمشروع القانون "يتعارض مع الممارسة الدبلوماسية، ومتسرع وغير بناء، وسيجعل مسار التفاوض أكثر صعوبة وتعقيداً"، من دون تقديم إيضاحات بهذا الشأن.
ويأتي هذا التجاذب في وقت يهيمن الجمود على المباحثات بين إيران والقوى الكبرى الهادفة إلى إحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي لعام 2015، والذي انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل أحادي في 2018.
اتصال مع لافروف
وشكل اجتماع مجلس المحافظين مدار بحث في اتصال، الجمعة (3 يونيو)، أيضاً بين أمير عبد اللهيان ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وفق الخارجية الإيرانية.
وشدد الوزير الإيراني على أن "الأطراف الذين يعرقلون المسار الدبلوماسي سيتحمّلون مسؤولية تبعات اعتماد أي قرار ضد إيران" في مجلس المحافظين.
وكانت الوكالة الأممية التي تتخذ من فيينا مقراً، قالت في تقرير، الاثنين الماضي، إن إيران لم تقدم توضيحات وافية بشأن آثار لمواد نووية تم العثور عليها في ثلاثة مواقع لم تصرح عنها بأنها شهدت أنشطة كهذه، هي "مريوان" و"رامين" و"تورقوزآباد".
ويُنظر إلى إقفال الملف الذي يشكل نقطة تجاذب منذ مدة طويلة، على أنه محوري في سياق جهود إحياء الاتفاق النووي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
زعزعة الثقة
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الخميس (2 يونيو) أن لدى واشنطن "مخاوف جدية للغاية" لأن "إيران لم ترد بشكل موثوق على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضاف، "يمكننا أن نؤكد أننا نعتزم الانضمام إلى المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا في تقديم مشروع قرار بشأن ضرورة التعاون الكامل لإيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأتاح الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عام 2015، رفع عقوبات اقتصادية عن إيران في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده أحادياً منه في عام 2018، وإعادة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردت بالتراجع عن العديد من التزاماتها الأساسية بموجبه.
غروسي في إسرائيل
وتشتبه دول غربية وإسرائيل، بأن إيران تسعى لتطوير سلاح ذرّي، وهو ما تنفيه طهران على الدوام مؤكدة الطابع السلمي لبرنامجها النووي.
وانتقد أمير عبد اللهيان زيارة المدير العام للوكالة الذرية رافايل غروسي إلى إسرائيل حيث التقى رئيس وزرائها نفتالي بينيت، الجمعة (3 يونيو).
واعتبر الوزير الإيراني أن هذه الزيارة "تناقض مبدأ الحيادية" التي يجب أن تتمتع بها الوكالة الأممية، إضافة إلى وضعها "التقني والمهني".
وأكد بينيت لغروسي استعداد إسرائيل لاستخدام "حقها في الدفاع عن النفس" في مواجهة البرنامج النووي الإيراني.
وسبق لطهران أن اتهمت الدولة العبرية بالوقوف خلف عمليات تخريب طالت منشآتها النووية، إضافة إلى اغتيالات بحق علمائها النوويين.