Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جهود أميركية وأردنية لثني الفلسطينيين عن اتخاذ "قرارات مصيرية"

بلينكن هاتف الرئيس عباس والصفدي زار رام الله موفداً من الملك عبدالله الثاني

مستوطنون يحاولون اقتحام قرية عزبة الطبيب قرب مدينة قلقيلية (وفا)

تحسباً لاتخاذ القيادة الفلسطينية قرارات "مصيرية واستراتيجية غير مسبوقة" رداً على التصعيد الإسرائيلي في القدس، تبذل أطراف إقليمية ودولية جهوداً مكثفة لمنع الفلسطينيين من تنفيذ تهديداتهم، وذلك عشية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط خلال شهر يونيو (حزيران) الحالي.

وبعد ساعات على زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى رام الله حاملاً رسالة "تضامن" مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تلقى الأخير اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "لتأكيد التزام بلاده بحل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام".
وجاءت زيارة الصفدي، فيما تعقد القيادة الفلسطينية "اجتماعات مصغرة" متواصلة للبحث في اتخاذ إجراءات لتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني سحب الاعتراف من إسرائيل ووقف العلاقات معها.

مسيرة الأعلام

وتسود حالة من الغضب في صفوف القيادة الفلسطينية بسبب سماح الحكومة الإسرائيلية بتنظيم عشرات آلاف المستوطنين مسيرة في وسط القدس المحتلة رُفعت خلالها الأعلام الإسرائيلية ورُددت شعارات ضد العرب. ورفع مئات المستوطنين الأعلام الإسرائيلية في ساحات المسجد الأقصى بشكل جماعي بعد أدائهم صلوات تلمودية بحماية الشرطة الإسرائيلية.
في المقابل، حذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، من أنه "ما لم يحصل تطور دراماتيكي، فإن القيادة الفلسطينية ستتخذ إجراءات غير مسبوقة في العلاقات مع إسرائيل"، لكنه أشار إلى "وجود اتصالات إقليمية ودولية مكثفة لاستنفاد الفرص كافة قبل تطبيق تلك الإجراءات".
وأشار الشيخ إلى أن "الساعات القادمة حاسمة قبل اتخاذ تلك القرارات إن لم تفِ الإدارة الأميركية بوعودها بتوفير أفق سياسي يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين ومقدساتهم". وأضاف "ما زالت أيدينا ممدودة باتجاه السلام، وعلى الإدارة الأميركية إطلاق مبادرة سياسية معقولة ومقبولة على أساس قرارات الشرعية الدولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه"، منبهاً "إننا على حافة الحافة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


التنسيق مع الأردن

واتفق الأردن وفلسطين في ختام زيارة الصفدي إلى رام الله، على "إطلاق تحرك فوري على كل الصعد، لإيصال رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي، بأنه لا يمكن السكوت على استمرار هذه السياسة التصعيدية الخطيرة من جانب الحكومة الإسرائيلية والمتطرفين"، بحسب الشيخ.
وحذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من "وقوع الأسوأ والانزلاق إلى حال الدولة الواحدة وما يعنيه من تجذر بشع للتمييز العنصري ضد الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن "آفاق السلام تغيب بقرارات إسرائيل وبأفعالها التي تدفع المنطقة برمتها نحو تفجر الصراع".
وأكد الصفدي أن عمان تعمل مع الأطراف الإقليمية والدولية على "إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل لتنفيذ حل الدولتين".

الصمت الأميركي

في سياق متصل، أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وزير الخارجية الأميركي بأن القيادة الفلسطينية "بصدد اتخاذ إجراءات لمواجهة التصعيد الإسرائيلي في ظل الصمت الأميركي على هذه الاستفزازات، وعجز المجتمع الدولي عن إرغام إسرائيل على وقف ممارساتها الإجرامية والاحتلالية وما تقوم به من إجراءات تطهير عرقي وتمييز عنصري".
وقال عباس إن "الوضع الحالي لا يمكن السكوت عنه أو تحمله في ظل غياب الأفق السياسي، والحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، وتنصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي من التزاماتها وفق الاتفاقات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية".
ومع أن الفلسطينيين يطالبون إدارة بايدن باتخاذ إجراءات لتنفيذ التعهدات الأميركية، وعدم الاكتفاء بالتصريحات، فإن بلينكن جدد الالتزام "بحل الدولتين ووقف التوسع الاستيطاني، والحفاظ على الوضع القائم في الأقصى، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس". وأعلن بلينكن أن الإدارة الأميركية سترسل وفداً رفيع المستوى للتحضير لزيارة بايدن إلى فلسطين والمنطقة، ومناقشة كل القضايا المشتركة.

استعادة التهدئة

كذلك، أعلن مدير "مركز القدس للدراسات السياسية"، عريب الرنتاوي أن "الأردن يحاول استعادة التهدئة الميدانية، وبأنه لا يفضل أن يتخذ الفلسطينيون قرارات كبيرة وجريئة يمكن أن تعطل مسار عملية السلام". وأضاف الرنتاوي أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني "غير متحمّس لأي قرارات تؤدي إلى إصدار شهادة وفاة رسمية لعملية السلام القائمة على حل الدولتين"، مشيراً إلى أن "عمان ترى ذلك قفزة في المجهول لعدم امتلاكها خياراً آخر".

وأشار الرنتاوي إلى أن الجهود الأردنية تأتي تحضيراً لزيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، لكنه أوضح أن عمان لديها "قدرة محدودة للتأثير في الموقف الأميركي الضعيف الذي لا يضع القضية الفلسطينية على سلم أولوياته".

المزيد من الشرق الأوسط