Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تطورات خطيرة في قضية الرهائن الأميركيين بالشرق الأوسط

المفاوضات تشمل ستة أشخاص هم الصحافي أوستن تايس وماجد كاملماز الذي اختفى في سوريا في 2017

والدا الصحافي الأميركي أوستن تايس في مؤتمر صحافي في يوليو 2017 (غيتي)

عاد ملف الرهائن الغربيين في الشرق الأوسط إلى الواجهة، فبعد أن كان أحد بنود النقاشات في مفاوضات فيينا بين الدول الغربية وإيران، استطاعت الأطراف المفاوضة فصله عن مسار الاتفاق النووي الذي لا يزال متعثراً. وتشير المعلومات إلى وجود مفاوضات غير معلنة بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وإيران وسوريا من جهة أخرى، للتوصل إلى صفقة شاملة تنهي ملف الرهائن الغربيين أو مزدوجي الجنسية، منهم 12 في طهران و6 في دمشق على الأقل متهمين بارتكاب جرائم سياسية.

وفي هذا السياق، برزت زيارة مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم إلى الولايات المتحدة، لبحث استئناف المفاوضات في شأن إطلاق سراح الرهائن الأميركيين، بمن فيهم الصحافي المستقل والجندي السابق في مشاة البحرية أوستن تايس. وكشف إبراهيم عن أنه التقى كبار مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية، والاستخبارات الأميركية، مشيراً إلى أن البحث عن سبل إطلاق سراح تايس، الذي اختفى في سوريا في 2012، كان من أهم الموضوعات في المحادثات.

إلا أن المعلومات تشير إلى أن المحادثات تجاوزت قضية تايس، لتشمل الملف الرهائن في سوريا وإيران، إضافة إلى نقله رسالة سورية للعمل على تقريب وجهات النظر بين واشنطن ودمشق، والحصار على النظام السوري من خلال سلسلة قوانين أقرها الكونغرس سابقاً، وأبرزها "قانون قيصر"، لكن الجانب الأميركي الذي تلقى الرسالة بإيجابية، أكد ضرورة حصر النقاشات بقضية الرهائن لتكون مدخلاً لمسار مقبل، علماً بأن وساطة اللواء إبراهيم في العام 2019 أدت إلى إطلاق سراح المواطن الأميركي صموئيل غودوين بعد احتجازه لمدة شهرين في سوريا.

خفايا الوساطة

وفي حديث لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، كشف اللواء إبراهيم عن خفايا الوساطة التي يقوم بها لإطلاق 6 أميركيين محتجزين أو مفقودين في سوريا، منهم تايس المحتجز في سوريا منذ 2012. وكشف عن أن الولايات المتحدة تريد مساعدته لتحرير الأميركيين في سوريا، مؤكداً أنه التقى مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمناقشة السبل التي يمكنه من خلالها المساعدة في تأمين إطلاق المحتجزين أو مفقودين في سوريا.

وذكر إبراهيم أنه التقى والدة تايس، مشيراً إلى أنه مر "وقت طويل" على ظهور أي معلومة موثوقة في شأن مصير تايس. وقال "أريد أن أخبر الجميع أنها (والدة تايس) لن تستسلم"، مضيفاً، "أنا بجانبها في هذه المسألة، ونريد غلق هذا الملف، الكل توَّاق لتحقيق ذلك".

في السياق عينه، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن اللواء إبراهيم التقى المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن روجر كارستنز.

وقال برايس، خلال إيجاز صحافي، "لن نعلق على تفاصيل تلك المباحثات سوى بإعادة تأكيد حقيقة تفيد بأن لا أولوية تتجاوز رؤية الإفراج الأمن عن الأميركيين المحتجزين ظلماً أو الرهائن في أي مكان حول العالم".

وفي شأن قضية تايس ووساطة اللواء إبراهيم قال برايس، "تحدثنا أمس عن حال تايس، وهو أميركي انفصل عن عائلته منذ قرابة عشرة أعوام، أي إنه أمضى ربع حياته بعيداً من عائلته".

وأضاف، "إنه دائماً في طليعة اهتماماتنا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى بقية الأميركيين المحتجزين في أماكن مثل إيران وروسيا وأفغانستان وفنزويلا وأماكن أخرى، هم في طليعة اهتماماتنا".

إلى ذلك، قال أشخاص مطلعون على المفاوضات، إن سوريا أصرت في الماضي على انسحاب القوات الأميركية من البلاد ورفع العقوبات كشرط لمزيد من المناقشات في شأن الأميركيين المفقودين.

معطيات خطيرة

وأعلن رئيس منظمة مساعدة الرهائن العالمية، ومقرها الولايات المتحدة الأميركية، نزار زكا، أن اللواء إبراهيم ناقش مصير ستة أميركيين محتجزين في الشرق الأوسط، لكن الهدف الرئيس لمهمته يتعلق بالصحافي تايس الذي فقد قرب العاصمة السورية دمشق قبل عشر سنوات، كاشفاً أن السبب ببروز هذا الملف بشكل عاجل هو توصل الاستخبارات الأميركية إلى معلومات خطيرة تتعلق بقضيته.

وتشير معلومات توصلت إليها الادارة الأميركية الى ان أوستن قد يكون في أحد السجون الايرانية بدمشق وبالتالي تحريره يتطلب مفاوضات مع الإيرانين إضافة إلى السوريين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال زكا، إن الأميركيين الستة هم الصحافي تايس وماجد كاملماز، وهو طبيب نفساني من فرجينيا اختفى في سوريا في العام 2017، أما الأربعة الآخرون فهم محتجزون في إيران، مؤكداً أن الوساطة الحالية هي استكمال للوساطة التي بدأها إبراهيم منذ سنتين تقريباً، لكنها شهدت تباطؤاً خلال الفترة الانتقالية بين إدارتي الرئيسين دونالد ترمب وبايدن. وشدد على وجود قرار بتسريع العملية.

وتشير المعلومات إلى أنه في الأشهر الماضية من إدارة ترمب قام مسؤولان أميركيان، أحدهما كبير مفاوضي الحكومة في شأن الرهائن روجيه كارستينز، بزيارة سرية إلى دمشق للحصول على معلومات عن تايس والأميركيين الآخرين الذين اختفوا في سوريا.

وكشف زكا عن معطيات جديدة في ملف المفقود اللبناني في السجون السورية نجيب الجرماني بعد أن أعاد فتح ملفه. واعتبر أن قضيته متكاملة من حيث المعطيات المتوافرة. وقال، "وصلتنا تفاصيل عدة في شأن القضية، وتواصل معنا كثير من الأشخاص وأعطوا تفاصيل وبدأت تنفضح بعض الأمور، وقد طرحنا هذه القضية على الأمم المتحدة". وأعرب عن اعتقاده أن المؤسسة الدولية أرسلت طلباً للحصول معلومات مباشرة في القضية من السلطات اللبنانية والسورية.

خلايا "حزب الله"

ولم يستبعد زكا احتمال حصول صفقة تبادل رهائن وسجناء بين الولايات المتحدة وإيران، كاشفاً عن حديث يتعلق برفع الحجز عن بعض الأموال الإيرانية مقابل الرهائن، وتقدر بنحو 6 مليارات دولار. وتوقع أن تستمر إيران بسياسة حجز الرهائن حتى بعد التوصل إلى اتفاق نووي معها، معتبراً أن "حزب الله" هو عنصر أساسي في ملف الرهائن، "فهو يساعد بتحضير الملفات وجمع المعلومات ويرسلها إلى الحرس الثوري، وهناك تواصل بين الحرس الثوري وخلايا في (حزب الله)".

عودة سوريا

وفي السياق، تؤكد مصادر مقربة من اللواء إبراهيم إعداده لزيارة قريبة إلى سوريا، يلتقي خلالها مسؤولين أمنيين للبحث في القضية، مشيرة إلى إمكانية التوصل القريب إلى نتائج إيجابية في الملف.

ووفق المصادر، فإن إبراهيم بات خبيراً في المطالب والدبلوماسية مع المسؤولين السوريين، مشددة على أن النظام السوري بات حالياً في مرحلة السعي إلى الانفتاح على العالم، ويسعى لترتيب صورته أمام المجتمع الدولي، بالتالي معالجة قضية المحتجزين والرهائن ستكون باباً واسعاً لعودة النظام إلى المجتمع الدولي.

وعن إمكانية زيارة طهران، تشير المصادر نفسها إلى ترابط الملف وتشابكه، بالتالي هناك مفاوضات تتجاوز سوريا وإيران وتتضمن دولاً إقليمية عديدة معنية بالوضع السوري، مؤكدة أن الأسابيع المقبلة قد تحمل مفاجآت، فالمنطقة ككل مقدمة على تسويات عربية ودولية.

المزيد من متابعات