Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هي أبعاد زيارة عباس إلى الإمارات؟

العلاقة السيئة بين أبوظبي ورام الله ترجع لاحتضان دحلان والعلاقات مع تل أبيب

قلل مسؤول فلسطيني من تداعيات زيارة عباس إلى أبوظبي على العلاقات بين الجانبين (اندبندنت عربية)

شكك مسؤولون فلسطينيون في أن تشكل زيارة الرئيس محمود عباس ""أبو مازن" الخاطفة أمس الأحد، 15 مايو (أيار)، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، لتقديم العزاء في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بداية لإنهاء العلاقات المتوترة والباردة بين الجانبين منذ أكثر من عشر سنوات.

وتأزمت العلاقات بين الجانبين منذ احتضان أبوظبي القيادي في حركة "فتح"، محمد دحلان، الذي فصلته اللجنة المركزية للحركة عام 2011، إضافة إلى إقامة الإمارات علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وكانت الزيارة الأخيرة للرئيس عباس إلى أبوظبي في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2011، حيث التقى حينها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وفي زيارة استغرقت أقل من ساعة، قدم عباس التعازي في وفاة الشيخ خليفة بن زايد. كما هنأ الشيخ محمد بن زايد لانتخابه رئيساً، "متمنياً لدولة الإمارات مزيداً من الاستقرار والتقدم والتطور والازدهار"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية. ولوحظ عدم نشر صور احترافية أو مقاطع فيديو لتقديم عباس التعازي للشيخ محمد بن زايد من الجانبين الفلسطيني والإماراتي.

للعزاء فقط

هذا وقلل مسؤول فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه، من تداعيات زيارة عباس إلى أبوظبي على العلاقات بين الجانبين، مشيراً إلى أنها "تهدف فقط لتقديم واجب العزاء، وحصلت لربع ساعة في المطار الرئاسي بأبوظبي".

وأضاف المسؤول، أن الزيارة "لا يوجد لها أبعاد سياسية، ولن يكون لها تداعيات على العلاقات بين الجانبين"، مضيفاً أن "الخلافات لا تحل في زيارة، لأنها عميقة للغاية".

وأرجع المسؤول الفلسطيني ذلك الخلاف إلى "احتضان أبوظبي دحلان، وتسويقه كبديل سياسي للرئيس عباس"، إضافة إلى "هرولة الإمارات في إقامة وترسيخ علاقاتها مع إسرائيل".

وأوضح المسؤول، أن "محاولة أبوظبي فرض دحلان بديلاً لعباس مرفوضة مبدئياً ،لأنها تشكل تدخلاً لدولة في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، وبسبب دحلان نفسه".

طعنة في الظهر

وفي صيف عام 2020، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبوظبي "بطعن الشعب الفلسطيني في ظهره"، بسبب تطبيع علاقاتها مع تل أبيب.

وقال الرئيس عباس، إن أطرافاً "حاولت إيهام العالم بأن الإمارات جاءت لنا بإنجاز عظيم، وهو تراجع إسرائيل عن ضم الضفة الغربية، وكأن القضية الفلسطينية هي فقط مسألة الضم".

وحينها استدعت الخارجية الفلسطينية السفير الفلسطيني لدى الإمارات، عصام صالحة، للاحتجاج على الخطوة الإماراتية، لكنها أبقت على السفارة الفلسطينية في أبوظبي مفتوحة. وحتى الآن لم تعد الخارجية الفلسطينية سفيرها إلى سفارتها في أبوظبي، التي يديرها قائم بالأعمال.

الإمارات مع الحق الفلسطيني

لكن المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، شدد  على وقوف "الإمارات مع الحق الفلسطيني، ومع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ومع حل الدولتين، ومع دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية"، مشيراً إلى أن ذلك "موقف تاريخي مبدئي لا يتزحزح".

وفي شهر أبريل (نيسان) الماضي، استدعت الإمارات السفير الإسرائيلي لديها، أمير حايك، للمرة الأولى، للاحتجاج على اقتحام المستوطنين والشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى وإفراغه من المصلين.

وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي، يائير لبيد، أكد وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، "أهمية تهدئة الأوضاع، ووقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

زيارة بروتوكولية

  اعتبر مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، أن زيارة الرئيس عباس إلى أبوظبي "بروتوكولية"، لكنها "قد تخلق أجواءً إيجابية تسهم في إدارة الخلافات بين الجانبين بشكل هادئ".

لكن الرنتاوي أشار إلى أن "تطبيع العلاقات بين الجانبين يحتاج إلى مسار طويل وعميق، بسبب الخلافات بشأن الموقف من دحلان، وعلاقات أبوظبي المتعاظمة مع تل أبيب".

وأوضح الرنتاوي، أن أبوظبي "غير مستعدة للتراجع في مواقفها من دحلان، ومن العلاقة مع إسرائيل".

وفي تسريب لمكالمة هاتفية بين الرئيس عباس ورجل أعمال فلسطيني مقيم في الإمارات يعود إلى بداية عام 2020 قبل إقامة أبوظبي علاقات مع تل أبيب، أشار الرئيس الفلسطيني إلى أن "الخلاف مع أبوظبي بسيط ويمكن حله بسهولة". ويبدي عباس، خلال التسريب، استعداده لزيارة العاصمة الإماراتية أبوظبي، ولقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

علاقات وثيقة

هذا وقال ديمتري دلياني، مفوض الإعلام في "التيار الإصلاحي لحركة فتح"، الذي يتزعمه محمد دحلان، إنه "لا علم له إن كان لدحلان أي منصب في دولة الإمارات، لكنه أشار إلى أنه يحظى بعلاقات وثيقة مع العائلة الحاكمة في أبوظبي".

ونفى دلياني، تبني أبوظبي لدحلان، ومحاولة تسويقه كبديل لعباس، مضيفاً أن "القائد محمد دحلان يحظى بشعبية بين الفلسطينيين لا يضاهيه فيها أحد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح".

المزيد من العالم العربي