Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كتاب عن الحياة: "يوميات كاتبة" بقلم فيرجينيا وولف

من أرشيف "اندبندنت": تتحدث ماغي غي عن العلاقة الحميمة والوضوح في يوميات الكاتبة الحداثوية العظيمة

أحيانا تتموّج لمحة مستقبلية عن انتحارها عبر صفحات مذكراتها (غيتي)

أول مرة قرأت فيها عملاً لـ"فيرجينيا وولف" هي لما كنت طالبة جامعية متلهفة لكتابة الروايات، لم تكن أعمالها بعد جزءاً من المنهاج أو المواد التي تدرس في الجامعة. اشتريت روايتها "غرفة جاكوب" Jacob’s Room التي كتبتها في مرحلة مبكرة من مسيرتها، ووقعت في حب ماضيها الحيوي المتلاشي. الآن، بعد عدة عقود، وبعد تأليف كتابي الأول غير الروائي، وهو مذكرات تحمل عنوان "حياتي الحيوانية" My Animal Life، أعجبت بيوميات وولف المختلفة تماماً، وذات التوجه المتباين تماماً مع "غرفة جاكوب"، حيث تتطلع نحو المستقبل الذي لن تراه أبداً، و[يمتاز النص] اللغة الأقصر والأسرع لعصرنا، عصر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني.

أحب حميمية هذا الصوت ووضوحه، وحاولت شخصياً بأن أتحدث بمباشرة مماثلة في "حياتي الحيوانية"، حيث أكشف للقارئ أسرار قلبي. عندما ظهرت مجموعة مختارة من يومياتها للمرة الأولى بعنوان "مذكرات كاتبة" في عام 1953، بعد اثني عشر عاماً على وفاتها، قام زوجها ليونارد بتحرير المذكرات بصيغة أكثر نثرية مما كتبته وولف بالفعل. في الواقع، بينما كان قلمها يخط كلمات مكتوبة بخط مائل بلون أزرق أو أسود أو أرجواني عبر الصفحات الكبيرة الفارغة، قامت وولف باختصار الأسماء، واستخدمت الرمز "&"، وفضلت الشرطات على الفاصلة المنقوطة أو النقاط الكاملة، كما اكتشفنا من خلال النص الأغنى والأكثر التزاماً الذي نشرته آن أوليفييه بيل عام 1977.

كان ليونارد يهدف إلى اختيار المقاطع التي تضيء على الممارسة الأدبية لـ"وولف"، ولكن كانت الحياة اليومية وحس الفكاهة يخترقان النصوص باستمرار. تنتهي مختاراته من يوميات وولف بصراعها مع الاكتئاب والواجبات المنزلية بعد الانتهاء من كتابة "بين الأعمال" Between the Acts (رواية تم الاحتفاء بها لاحقاً على أنها الأفضل ولكنها كانت تخشى أن تكون فاشلة). "يصبح المرء متمكناً من النقانق وسمك الحدوق بالكتابة عنهما" [احتفاء ولف بالطعام وسبل التمسك به في وقت تواجه اضطرابات تحول دون تناوله].

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقال إنها كانت متعجرفة، لكنها في حقيقة الأمر لم تكن كذلك، لأنها كانت مهتمة بالجميع وبكل شيء. عندما تتأذى أو تكون غير سعيدة، فإنها تصب ذلك سريعاً على شخص ما، لكن هذه مجرد طفرات في عقل غير خاضع للرقابة، فلا طائل من مراقبة الأخلاق بأثر رجعي. كما أنها تغدق بمشاعرها من السعادة والانبهار حيال أفعال زملائها من البشر - على سبيل المثال، الزيارة الحميمية التي قام بها الروائي المثلي هيو والبول في ظهيرة أحد الأيام وأخبرها خلالها بكل تفاصيل حياة المثليين في لندن.

إنها في بعض الأحيان مثل الأطفال ومؤثرة، كما تفعل عندما تتأمل في قول ليونارد إنه يود أن يموت في حضورها، لأنه في الواقع، يحبها أكثر. "الحاجة إليها" تجعلها سعيدة. في بعض الأحيان، لمحة مستقبلية عن انتحارها غرقاً يتردد أثرها في صفحات الكتاب مثل أوراق الصفصاف المنعكسة على سطح الماء - في وقت مبكر من يناير (كانون الثاني) عام 1915، وصفت كيف أن النهر أثناء سيرها في نزهة "استوقفها عندما ارتفع منسوبه بشكل واضح، مصحوباً بمد وجزر خفيف، مثل نبضات القلب". لكن كتاباتها تتألق أيضاً بضوء الشمس الذي يطبع صورته على شبكية عينها.

قبل وفاتها بثلاثة أشهر، في عام 1941، كتبت "لا يزال الصقيع هنا. اللون الأبيض محرق. والأزرق محرق. أشجار الدردار حمراء... ويهطل الثلج في الفجر. تكتسي آشهام داون [مقر إقامة سابق لوولف وزوجها] بالأحمر والبنفسجي والرمادي المزرق مثل لون الحمام ... ما هي العبارة التي أتذكرها دائماً - أو أنساها. ألق آخر نظرة لك على كل الأشياء الجميلة".

*نشر المقال في اندبندنت بتاريخ 13 مايو 2022

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة