Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعض الخفافيش تتظاهر بأنها نحل لدرء خطر الحيوانات المفترسة

علماء يقولون إنها أول حالة معروفة لحيوانات ثديية تحاكي حشرات

لاختبار الفكرة، عُمد إلى مقارنة الموجات الصوتية لطنين الخفافيش، بصوت حشرة مزعجة إلى حد ما (رويترز)

قد ينطبق القول المأثور "افتعله حتى تفعله" fake it till you make it، حتى على بعض الحيوانات التي تعمل على التظاهر بأنها مخيفة وخطيرة كيلا تصبح لقمة سائغة لمفترسيها.

فتظاهر كائنات بأنها حيوانات أكثر خطورة، يطلق عليه علماء الأحياء "التقليد الباتيسي" Batesian mimicry (طريقة يحتمي بها حيوان ضعيف من خلال تشبهه بيولوجياً بآخر تجنباً لوقوعه فريسة حيوانات ضارية) جرى الآن توثيقه علمياً لدى نوع من الخفافيش الأوروبية التي تصدر طنيناً يشبه طنين الدبابير.

ويوضح تقرير الباحثين الذي نشر يوم الاثنين في التاسع من مايو (أيار) في مجلة "البيولوجيا المعاصرة" Current Biology، أن هذا هو أول دليل على محاكاة ثدييات لصوت حيوان أكثر خطورة.

ولاحظ باحثون أثناء مراقبتهم خفافيش ذات أذنين تشبه أذني فأر كبيرتين، خلال تعاملها مع حيوانات أخرى، أنها تقوم بتصرفات غريبة، إذ بدت الخفافيش وكأنها تصدر صوت طنين كالدبابير أو النحل. فافترضوا أن الخفافيش ربما كانت تحاكي في ذلك سلوك الحشرات، في محاولة منها لدرء الحيوانات المفترسة المحتملة التي يمكن أن تتربص بها.

ولاختبار هذه الفكرة، عمدوا إلى مقارنة الموجات الصوتية لطنين الخفافيش، بصوت حشرة مزعجة إلى حد ما، هي الدبابير الأوروبية اللاذعة التي تصدر أزيزاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقاموا أيضاً بتشغيل أصوات طنين تحاكي تلك الصادرة عن الخفافيش والدبابير وأوكار النحل، على مكبر للصوت بالقرب من بعض الطيور من فصيلة بوم الحظائر Barn Owl  [لديها رؤية ليلية ممتازة لكنها تتميز بمخالبها الحادة وبصيدها ثدييات صغيرة تحددها عن طريق الصوت] والبوم الأسمر Tawny Owls -وهما نوعان مفترسان محتملان للخفافيش- وذلك لمعرفة طريقة تعامل الطيور مع هذه الحالة، إضافة إلى طريقة تعاملها مع وضع تصدر فيه الخفافيش صوتاً غير الطنين كعنصر تحكم.

وتبين أنه عندما سمع عدد من طيور البوم الطنين المعتاد للخفافيش، اقترب من مكبر الصوت، ما قد يعني أن الطيور كانت مهتمة بإمكانية الافتراس، كما توقع الباحثون عبر بيان لهم. لكن عندما أطلق الباحثون مزيجاً من أصوات النحل والدبابير والخفافيش مجتمعة، ابتعدت طيور البوم على الفور عن مكبر الصوت.

ولاحظت ورقة البحث أن ردات الفعل المختلفة للطيور المفترسة إزاء الأصوات الطنانة لبعض الحشرات والطيور وصوت الخفافيش الحقيقي من غير طنين، بدت أكثر وضوحاً لدى طيور البوم البرية الطليقة، التي كان من الممكن أن تصادف خفافيش ودبابير في محيطها، مقارنة بطيور البوم الداجنة التي لم تختبر هذه التجربة.

وعندما دقق فريق الأبحاث في شكل الموجات الصوتية، تبين أن طنين الخفافيش وأزيز الدبابير كان متشابهاً ضمن نطاق الأصوات المتعارف عليها من قبل طيور البوم.

ولاحظ الباحثون في بيانهم أنه ليس من الواضح تماماً سبب تجنب طيور البوم الأزيز - قد يكون السبب ربما خشيتها من التعرض للسع، أو ربما محاولتها بشكل عام تجنب الحشرات الخطرة، على سبيل المثال.

لكن الدراسة رأت أن هذه النتائج "تدعم بقوة" ما يمكن اعتباره "المثال الأول الموثق في ما يتعلق بسبل المحاكاة بين الثدييات والحشرات". وأشارت إلى أنه قد يكون أيضاً أحد الأمثلة القليلة لحيوان يقوم بتقليد صوت حيوان آخر.

جدير بالذكر أيضاً أن أنواعاً أخرى من "التقليد الباتيسي" جرى توثيقها بشكل جيد. فعلى سبيل المثال، تطورت بعض الضفادع والفراشات غير السامة إلى حد استنساخ أشكال وألوان الأنواع الأكثر سمية من فصيلتهما - فيما تطورت بعض حشرات العث لتأخذ لون الدبابير الأكثر تهديداً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم