Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إطلاق سراح شقيق رياض سلامة بكفالة "فلكية"

دفع 3.7 مليون دولار وصودرت عقاراته الـ 40 في لبنان

كما صادر جواز سفره ومنعه من مغادرة الأراضي اللبنانية (أ ف ب)

أخلى القضاء اللبناني، الخميس الـ 12 من مايو (أيار)، سبيل رجا سلامة شقيق حاكم المصرف المركزي رياض سلامة بعد نحو شهرين من توقيفه، مقابل كفالة مالية تعادل نحو 3.7 مليون دولار أميركي، تعد الأعلى قيمة في تاريخ لبنان، وفق مصادر قضائية.

وأوقفت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، رجا سلامة في الـ 17 من مارس (آذار)، وصدرت بحقه مذكرة توقيف بناء على ادعاء النيابة العامة الاستئنافية ضده بجرم "الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال"، في ادعاء شمل أيضاً حاكم المصرف المركزي.

وقالت المصادر القضائية، "وافق قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور على إخلاء سبيل رجا سلامة مقابل كفالة مالية قدرها 100 مليار ليرة لبنانية (3.7 مليون دولار بحسب السعر الحالي للدولار في السوق السوداء)، وقرر الحجز على عقاراته في لبنان البالغ عددها 40 إلى حين انتهاء إجراءات المحاكمة، كما صادر جواز سفره ومنعه من مغادرة الأراضي اللبنانية".

وتعد هذه الكفالة الأعلى قيمة في تاريخ لبنان، وتدفع بموجب شيك مصرفي لمالية قصر العدل، وفي حال ثبتت براءته بموجب المحاكمة يستردها بالكامل، فيما تصادر لمصلحة خزينة الدولة إذا تمت إدانته.

وشمل الادعاء ضد حاكم المصرف المركزي رجا سلامة الذي لم يمثل بعد أمام قاضي التحقيق، وقدم دفوعاً شكلية تم بموجبها إرجاء جلسة استجوابه حتى يونيو (حزيران) المقبل.

وفتح القضاء اللبناني في أبريل (نيسان) 2021 تحقيقاً محلياً في شأن ثروة رياض سلامة ومصدرها بعد استهدافه بتحقيق في سويسرا للاشتباه في تورطه وشقيقه رجا في قضايا اختلاس "أكثر من 300 مليون دولار أميركي على نحو يضر بمصرف لبنان".

ويواجه رياض سلامة أيضاً شكاوى قضائية في دول أوروبية أخرى بينها فرنسا وبريطانيا.

تجميد أموال

وفي الـ 28 من مارس جمدت فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ 120 مليون يورو من الأصول اللبنانية إثر تحقيق استهدف خمسة أشخاص بينهم حاكم مصرف لبنان، بتهم تبييض أموال و"اختلاس أموال عامة بقيمة أكثر من 330 مليون دولار وخمسة ملايين يورو على التوالي بين الأعوام من 2002 وحتى 2021".

وأوضحت مصادر مطلعة على الملف حينها أن الأشخاص الخمسة هم سلامة وأربعة من أفراد عائلته أو المقربين منه.

ويشهد لبنان منذ العام 2019 انهياراً اقتصادياً غير مسبوق صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي، ويترافق ذلك مع شلل سياسي يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحد من التدهور وتحسن نوعية حياة السكان الذين يعيش أكثر من 80 في المئة منهم تحت خط الفقر.

ويواجه سلامة الذي كان يعد على مدى سنوات عراب استقرار الليرة انتقادات إزاء السياسات النقدية التي اعتمدها طوال عقود باعتبار أنها راكمت الديون، إلا أنه دافع مراراً عن نفسه قائلاً إن المصرف المركزي "موّل الدولة لكنه لم يصرف الأموال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

شراء وتأجير شقق في باريس

وفي تصريحات سابقة قالت القاضية غادة عون إن القضية التي رفعتها ضد عائلة سلامة تتعلق باتهامات بشراء وتأجير شقق في باريس، بما في ذلك تأجير بعضها للبنك المركزي، ومن المقرر عقد جلسة استماع لرياض سلامة في القضية يوم التاسع من يونيو.

ويقول رياض سلامة (71 سنة)، والذي يشغل منصبه منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، إن ثروته مصدرها استثمار الأموال التي جناها عندما كان يعمل مصرفياً في "ميريل لينش" قبل أن يتولى رئاسة مصرف لبنان عام 1993.

وتعرضت فترة ولاية رياض سلامة لمزيد من التدقيق منذ انهيار النظام المالي عام 2019، وهي الأزمة الأكثر زعزعة للاستقرار منذ الحرب الأهلية في لبنان من العام 1975 وحتى العام 1990.

المزيد من العالم العربي