Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا قام بطل حرية التعبير المزعوم إيلون ماسك بحظري على "تويتر"؟

لا يتعلق الأمر بالصحافيين وحسب، إذ قام إيلون ماسك أيضاً بحظر "بابليك سيتيزن" والتي تعلن أنها "تقف في وجه سلطة الشركات وتقوم بمساءلة الحكومة على مدى 50 عاماً"

ماسك يقول إن توتير سيساعد في الدفاع عن حرية الحوار والنقاش (توتير)

في الحقيقة لا أدري لماذا ولا أعرف متى [تم حظري]. علي الإقرار أنه ليس للأمر علاقة بالمال، فهو في نهاية المطاف أغنى رجل في العالم وأنا لست كذلك.

أقوم بجمع أفكاري لأتذكر إن تناولت الرجل بأي سوء، فكما يعرف الجميع أنا ذلك الشخص المرح والممتع نفسه على وسائل التواصل الاجتماعي كما في حياتي اليومية الواقعية. (حسناً، لا بد من أنني أغالي بعض الشيء).

لندخل صلب الموضوع. الحقيقة هي أن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لـ "تيسلا" (Tesla) وقطب التكنولوجيا الأشهر من نار على علم والذي يعتبر البطل الخارق على أرض الواقع في عصرنا الحالي، قام بحظري على "تويتر".

ليس الأمر بالمعضلة الأساس، إذ بوسع شخص آخر أن يخبرني بما يصرح به الرجل الخمسيني في حال أردت معرفة ذلك. (في الواقع وكما أشار رئيس تحريري على سبيل السخرية اللئيمة ولكنه أصاب في ذلك، ففكرة أن يستغرق ماسك بعض الوقت لحظر مراسل متواضع مثلي هو عمل لا يرقى إلى مستوى مسؤوليات ماسك)، ولكن الأمر برمته يبدو غريباً نظراً إلى أن ماسك الذي دفع للتو 44 مليار دولار للاستحواذ على "تويتر" وتعهد بجعله منصة آمنة لحرية التعبير.

وفي هذا السياق، أعلن مغرداً عندما جرى الكشف عن صفقة البيع، "حرية التعبير هي حجر الأساس لديمقراطية فاعلة، و"تويتر" هو الساحة الرقمية المفتوحة حيث تتم مناقشة الأمور الحيوية لمستقبل البشرية". وأضاف قائلاً، "أريد أن أجعل (تويتر) أفضل من أي وقت مضى من خلال تحسين المنتج بميزات جديدة، وجعل الخوارزميات مفتوحة المصدر لزيادة الثقة والتخلص من روبوتات الرسائل غير المرغوب فيها والتثبت من جميع المستخدمين البشر".

وفي الأيام التي تلت الإعلان عن أن الرجل الذي يريد المساعدة في استعمار المريخ يقوم بشراء "تويتر"، انتشرت شائعات مفادها أنه تم تغيير خوارزمية الموقع بشكل يتيح إظهار تغريدات المستخدمين المنتمين إلى جناح اليمين على غرار المعلقة السياسية المحافظة ميشيل مالكين في الصفحة الرئيسة للأشخاص [أو ما يُعرف بالتلقيمات (Feeds)] للمرة الأولى منذ وقت طويل. من يدري إن كان هذا فعلاً ما حصل؟

أنا واثق بأن أنواع تغييرات عديدة ستطرأ في المستقبل القريب وسيكون بعضها أسرع من الأخرى. نعلم على سبيل المثال بأن ماسك يود إدخال وظيفة "تعديل" Edit على الموقع، بيد أن حظر الصحافيين ليس بالأمر الجيد لأي أحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا يتعلق الأمر بالصحافيين وحسب، إذ قام إيلون ماسك أيضاً بحظر المجموعة الرقابية "بابليك سيتيزن"Public Citizen  غير الربحية التي تتخذ مقراً لها في واشنطن، والتي تعلن أنها "تقف في وجه سلطة الشركات وتقوم بمساءلة الحكومة على مدى 50 عاماً". وفي هذا السياق غردت المجموعة غير الربحية يوم الأربعاء معتبرة بأن قيام ماسك بحظرها، "لن يردعنا من تحطيم عمالقة التكنولوجيا Big Tech ومحاربة سلطة الشركات ومساءلة الأثرياء". واستغلت المجموعة خبر حظرها عن حساب ماسك كفرصة لجمع التبرعات معلنة "ساهموا بدولار واحد أو خمسة دولارات أو أكثر للجم عمالقة التكنولوجيا".

كما قلت سابقاً، لا أدري لماذا قام ماسك بحظري، فأنا لست كاتباً في شؤون التكنولوجيا ولكنني أغطي في بعض المناسبات أخباراً متعلقة به وبالسطوة القوية التي يملكها على مجتمعنا.

مساء يوم الإثنين وبعد أن جرى الإعلان عن إتمام صفقة البيع، أعدت نشر تغريدة لمؤسس موقع "أمازون" جيف بيزوس الذي قام بدوره بإعادة نشر تعليق مفاده أن الصين تشكل ثاني أهم سوق لـ "تيسلا"، وأنه منذ عام 2009 عندما تم حجب "تويتر" في الصين لم يعد للسلطات الصينية أي نفوذ على المنصة. فهل سيتغير ذلك؟ "سؤال مثير للاهتمام" كتب بيزوس. "هل اكتسبت الحكومة الصينية بعض النفوذ في تلك الساحة الرقمية؟"

وكان تعليقي على كلمات مؤسس "أمازون" خالياً من أي أذى، إذ كتبت أن "ثاني أغنى رجل في العالم يلقي برأيه في شراء (تويتر) من قبل الرجل الأكثر ثراء منه".

فهل قرأ ماسك هذا التعليق البريء بطريقة أو بأخرى مما جعله ينقر على زر الحظر؟ أو هل لديه فريق خاص لوسائل التواصل الاجتماعي يقوم بهذا العمل نيابة عنه؟

لسوء الحظ لا نعرف الإجابة عن هذا السؤال، ولم يجب المكتب الإعلامي في "تويتر" على أسئلة صحيفة "اندبندنت" حول سبب قيام مالك الشركة بحظر أحد مراسلي الصحيفة، وعما إذا كان ذلك الفعل يرسي مثالاً سيئاً.

غالباً ما امتلك الرجال فاحشو الثراء (وأحياناً النساء فاحشات الثراء) الجزء الأكبر من إعلامنا، وسبق للشركات إلى جانب أقطاب الأعمال ورجال الأعمال على غرار ماسك ومارك زوكربرغ وبيزوس الذي اشترى صحيفة "واشنطن بوست" Washington Post عام 2013 أن استحوذوا على مدى أجيال على الشركات التي تدير صحفنا وشبكات تلفزتنا ومواقعنا الإلكترونية، وهذا أمر أقل ما يقال بعيد من المثالية كل البعد.

وفي هذا الإطار يعتبر امتلاكهم لوسائل التواصل الاجتماعي التي يأمل المرء بأن تكون مساحة أكثر حرية وديمقراطية أمراً مثيراً للقلق أيضاً، ولا بد من الإشارة إلى النماذج الجديدة للملكية والرقابة الجماعية، إذ تتم تجربتها بواسطة مواقع مثل برنامج "ماستودون" Mastodon [منصة مفتوحة للتواصل الاجتماعي وغير مملوكة لأحد] الذي وصفته إحدى العناوين الصحافية بـ "تويتر اللامركزي" Decentralised Twitter.

في غضون ذلك ليس لدينا بديل، وإذا أراد إيلون ماسك فعلاً تحسين "تويتر" فقد حان الوقت للقيام بذلك، ويمكنه البدء من خلال إزالة الحظر عني.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات