في شريط مصوَّر نُشر على "إنستغرام" يظهر الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ ليقول "تخيلوا لثانية واحدة الأمر التالي... ثمة رجل واحد يتمتع بسيطرة كاملة على مليارات من بيانات الأشخاص المسروقة، أسرارهم كلها، وحياتهم، ومستقبلهم".
زوكربيرغ بحسب ما ذكر في الفيديو "مدين لثغرة "سبيكتر" بكل شيء، إذ أظهرت لي أن كل من يسيطر على البيانات، يتحكّم في المستقبل لا محالة".
ثمة أمر صغير يتعلّق بالفيديو... إنه مزيَّف.
ثمة أمر آخر. تقتضي سياسة "فيسبوك" (من ثم "إنستغرام") عدم حذف هذا النوع من أشرطة الفيديو. ولكن، هل تُطبق هذه السياسة عندما يتعلّق الأمر بمؤسس عملاق مواقع التواصل الاجتماعي ومديره التنفيذي؟
منذ عصر الثلاثاء الفائت، استمر بث الفيديو على تلك المنصة الاجتماعية "إنستغرام".
وفقاً للشبكة الاجتماعية "فايس نيوز" التي تشكل أحد أقطاب المشهد الإعلامي في العالم، نشر الفنانان بيل بوسترز ودانييل هاو، بالشراكة مع شركة الإعلانات "كاني" Canny، فيديو زوكربيرغ المزعوم على الشبكة الاجتماعية. يظهر فيه جالساً إلى مكتبه، كما لو كان يتحدث عبر شبكة "سي بي إس"، مع تعليق إخباري في أسفل الشاشة يقول "إننا نعزِّز الشفافية في الإعلانات".
تثير الخطوة المُنتظرة من "إنستغرام" بشأن هذا الفيديو الأسئلة الآن. وفي أوقات سابقة، قررت تلك الشركة الإبقاء على مقاطع فيديو مماثلة معروضة على منصتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عندما انتشر فيديو مُتلاعَب فيه يُظهَر رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، تتحدث كأنها في حالة سكر. وسرعان ما اتضح أن هناك من تلاعب تلاعب بالصوت في ذلك الشريط. وآنذاك، ارتأى "فيسبوك" عدم حذف الشريط مكتفياً بعدم إيلائه أية أهمية كي لا يتلقفه المستخدمون.
وفي مايو (أيار) الفائت، أدلى مسؤول في "فيسبوك" بتصريح إلى أندرسون كوبر، المذيع الأميركي المعروف في قناة "سي إن إن"، أعرب فيه عن قناعته بأنه "من المهم للناس أن يتخذوا قرارهم المستنير بشأن الأمور التي يصدقونها... مهمتنا التأكد من حصول الناس على معلومات دقيقة".
آنذاك، عندما سئل عما إذا كان مقطع فيديو مماثل لشريط زوكربيرغ المصوَّر سيبقى متوفراً على الإنترنت في حال نُشر، ردّ بالإيجاب. ومع ذلك، كان المسؤول يتحدَّث عن فيديو جرى التلاعب في سرعته ليصير أكثر بطئاً، وليس فيديو مزيفاً.
في الماضي، نشر بيل بوسترز على صفحته مقطع فيديو للرئيس الأميركي دونالد ترمب جرى التلاعب فيه باستخدام تقنية "التزييف الذكي".
لا يزال كلا الشريطين المصورين الخاصين بترمب وبيلوسي يُبث على شبكة الإنترنت.
© The Independent
