Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف من خطر الاتجار بالبشر مع وصول أطفال أوكرانيين إلى بريطانيا

حصري: المجالس المحليّة تدق ناقوس الخطر مع وصول قاصرين من دون مرافقة أهل أو وصي قانوني

السلطات المحلية والجمعيات الخيرية تقول إن الأطفال يصلون المملكة المتحدة دون مرافقة أي شخص بالغ لديه مسؤولية أبوية أو رعوية تجاههم (أسوشيتد برس)

كشفت صحيفة "اندبندنت" أن بعض الأطفال الفارين من أوكرانيا من دون ذويهم، قد يتم إيوائهم من قبل أشخاص بالغين في المملكة المتحدة بموجب برنامج اللاجئين لكن من دون إجراء عمليات التحقق المناسبة.

وتسجّل أكثر من 200 ألف بريطاني في برنامج حكومي يسمح للكفلاء البريطانيين بإيواء الأوكرانيين الهاربين من الحرب في منازلهم. وقد استفاد من هذا البرنامج 1200 لاجئ حتى الآن، بينما جرى إيواء 10800 آخرين بموجب "مخطط الأسرة" الذي يسمح للاجئين الأوكرانيين بالانضمام إلى أقاربهم في بريطانيا.

وفي حين تقول الحكومة البريطانية إن الأطفال غير المصحوبين بذويهم غير مؤهلين لأي من البرنامجين، فإن إندبندنت سجّلت بعض الحالات التي مُنح فيها الاقصرون تأشيرات دخول ووصلوا إلى المملكة المتحدة من دون وصي قانوني.

وتحذر السلطات من أن الفجوات في عملية التدقيق والتحقق تعني أن هناك "حالات تغيب عن عمليات التدقيق والتحقق"، مما يثير مخاوف بشأن الاستغلال والاتجار في ظل نزوح ما يزيد على 4.5 مليون طفل أوكراني خلال الأسابيع الأخيرة، حيث انفصل بعضهم عن آبائهم وأسرهم.

 

من جهتها أفادت "جمعية الحكم المحلي"Local Government Association (LGA) ، وهي هيئة تمثل السلطات المحلية في البلاد، بأن السلطات رصدت وصول أطفال غير مصحوبين بأي شخص بالغ يتحمل مسؤوليتهم سواء كأحد الوالدين أو كوصي قانوني.

وقالت وزيرة الحكم المحلي في حكومة الظل العمّالية ليزا ناندي إن السلطات المحلية والجمعيات الخيرية تحصل على "قدر ضئيل جداً من المعلومات والدعم" بشأن كيفية الاستجابة.

واصفةً هذا الوضع بأنه "مخز"، حذّرت ناندي من أنه "لطالما كان ذلك يشكل خطراً دائماً مع تبني مخططاً للاجئين يعتمد على المتطوعين أنفسهم [أي أن يختار الكفيل بنفسه]. كان يجب أن تتولى الحكومة مسؤولية جمع الكفلاء باللاجئين من اليوم الأول".

وأضافت "قبل أن يطلق [الوزير البريطاني في إدارة التسوية والإسكان] مايكل جوف مخطط "منازل للأوكرانيين"Homes for Ukraine ، لم يكلف نفسه حتى التواصل بالهاتف مع المجالس والجمعيات الخيرية باعتبارهم الجهات التي ستكون مسؤولة عن رعاية الأطفال الأكثر عرضة للخطر".

وذكرت جمعية الحكم المحلي إنه من "غير الواضح" ما إذا كان يتوقع من المجالس أن توافق على الاعتناء بالأطفال غير المصحوبين ببالغين. وفي إحدى الحالات، وصل أخيراً طفل من دون مرافقة شخص بالغ إلى مجلس ريدبريدج بعد أن تم مطابقته بشخص بالغ لا يمت له بأي صلة قرابة من خلال مخطط (منازل للأوكرانيين).

وقال المجلس إنه ليس لديه أي مخاوف بشأن الحماية في ما يتعلق بهذه الحالة، ولكنه سيتابع المسألة مع وزارة الداخلية لكي يفهم بشكل أفضل عمليات التحقق والحماية التي تم إجراؤها عند الموافقة على عملية المطابقة (بين الكفيل واللاجئ).

وتجدر الإشارة إلى أنه عندما يتم تقديم طلب إلى مخطط (منازل للأوكرانيين) [من قبل اللاجئين] - والذي لا يمكن أن يتم إلا بعد أن يجد مقدم الطلب كفيلاً يستطيع استضافته في المملكة المتحدة - تظهر "المطابقة" على بوابة إلكترونية تستطيع المجالس المحلية الوصول إليها حتى تتمكن من الشروع في تنفيذ إجراء عمليات التحقق والحماية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غير أن جمعية الحكم المحلي أفادت بأنه في بعض الحالات لا يتم إبلاغ المجالس بالحالات التي ستصل إلى منطقتها المحلية إلا بعد الانتهاء من إجراءات المطابقة ومنح التأشيرة، فيما يتم رفع عدد كبير من التقارير عن "مشاكل كبيرة" في البيانات.

علاوة على ذلك، دعت جمعية الحكم المحلي إلى إرسال إشعار مسبق إلى المجالس المحليّة بشأن الوافدين الجدد ضمن مخطط الأسرة، لا سيما إذا كان هناك أفراد أو أسر تعاني من أوضاع خاصة، وذلك لتمكين الخدمات المحلية من تلبية احتياجاتها.

وأوضح كيفن بونافيا، العضو في المجلس المحلي لمقاطعة لويشام، أن بعض السكان المحليين حاولوا إجراء عمليات مطابقة [مع لاجئين أوكرانيين] قاصرين غير مصحوبين بذويهم. وأضاف "لحسن الحظ لم تتم الموافقة على أي طلب حتى الآن، ولكننا قلقون من أن يحصلوا على موافقة ونضطر إلى الإسراع للتدخل. لقد سمعنا عن حالات مشابهة حصلت في مجلس آخر، لذلك يشكل هذا الأمر مصدر قلق حقيقي. لا يمكننا السماح بتجاهل الأطفال الضعفاء [وعدم إجراء عملية التدقيق والتحقق بشأن إيوائهم]".

وفي هذا السياق، تحدثت سيان سمرزريس، من مؤسسة City of Sanctuary UK  الخيرية، عن حالة تقدم فيها زوجان بطلب لرعاية طفلين يبلغان من العمر 17 سنة كانا قد تعرفا عليهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتم إبلاغهما بعد الاتصال بوزارة الداخلية بأن الطفلين مؤهلان بموجب برنامج الكفالة.

وأوضحت أن "الأشخاص الذين يلفتون انتباهنا هم ذوو نوايا حسنة، ولكن من الواضح أن هناك قلقاً كبيراً من وجود أناس يشتركون في برنامج الكفالة لدوافع شريرة"، مشيرةً إلى أن هناك مخاوف جدية من الاستغلال والاتجار بالبشر.

وأضافت: "نعلم أيضاً عن حالات لوصول قاصرين مع أشخاص ليسوا آباءهم أو المسؤولين عن رعايتهم".

وقال ستيف كروكر، من "جمعية مديري خدمات الأطفال" Directors of Children's Services، إن المخططات المخصصة [لاستقبال اللاجئين] من أوكرانيا "صُممت من دون أن تراعي حالات الأطفال القادمين وحدهم من دون مرافقة".

وأضاف: "نستمر بالتأكيد على ضرورة أن تركز أي ترتيبات حالية ومستقبلية للاجئين الأوكرانيين على الأطفال، وأن تحصل السلطات المحلية على المعلومات اللازمة، بما في ذلك بشأن عمر الوافدين، في أقرب وقت ممكن حتى يتسنى لنا التخطيط وفقاً لذلك، وحتى نتمكن من تلبية احتياجات الأطفال على المديين القصير والطويل".

وقال متحدث باسم الحكومة إنه ينبغي للمجالس أن تطبق إجراءات الحماية الاعتيادية عندما يصل طفل أوكراني إلى البلاد غير مصحوب بذويه.

وقالت كلير أومييرا، التي تعمل في اليونيسيف "في حين أن المخطط يوفر ملاذاً مهماً للفارين من الحرب، إلا أنه لم يُصمم لدعم الأطفال غير المصحوبين بذويهم والذين هم بحاجة إلى رعاية ودعم إضافيين".

وأضافت، "هناك توازن دقيق بين إيصال الأطفال إلى بر الأمان بأسرع ما يمكن وتحقيق ذلك بطريقة لا تُحدث المزيد من الضرر أو الصدمات. لذلك، يجب إدخال الأطفال غير المصحوبين بذويهم إلى المملكة المتحدة فقط إذا كان ذلك من مصلحتهم مع إمكانية ضمان سلامتهم".

وأكّد متحدث باسم الحكومة وجود عمليات تدقيق للتأكد من عدم موافقة وزارة الداخلية على طلبات الحصول على التأشيرة التي يقدمها قاصرون لا يرافقهم أحد.

تفخر "اندبندنت" بمشاركتها في السابق في حملات لنصرة حقوق الفئات الأكثر ضعفاً، وقد أطلقنا حملة “الترحيب باللاجئين” الخاصة بنا لأول مرة أثناء الحرب في سوريا عام 2015. الآن، بينما نعيد إطلاق حملتنا ونتقدم بهذه العريضة في أعقاب الأزمة الأوكرانية، ندعو الحكومة إلى المضي قدماً بوتيرة أسرع لضمان تقديم المساعدة. يمكنكم النقر هنا لمعرفة المزيد عن حملة الترحيب باللاجئين. وللتوقيع على العريضة قوموا بالنقر هنا. وإذا كنتم ترغبون في التبرع، فالرجاء النقر هنا للوصول إلى صفحتنا الخاصة على موقع GoFundMe.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات