Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحذر من "داعش" يؤدي إلى تشديد الأمن وسط بغداد

نجحت القوات المسلحة العراقية في خفض هجمات التنظيم في العاصمة وبقية المدن بشكل كبير

انتشار أمني في منطقة الكرادة (صفحة قيادة عمليات بغداد على فيسبوك)

بشكل مفاجئ، أغلقت قيادة عمليات بغداد منطقة الكرادة داخل التي تعتبر من أهم مناطق التسوق في العاصمة وتشهد زخما كبيراً في الأيام الأخيرة لشهر رمضان استعداداً لعيد الفطر، تحسباً من هجمات لتنظيم "داعش" قبل عيد الفطر ضمن ما يُسمّى بـ"غزوة رمضان" التي يطلقها التنظيم كل عام.

ويُعّد هذا الإجراء الأول من نوعه منذ نهاية 2017 عقب الإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية ضد التنظيم، بعد طرده من جميع المدن التي سيطر عليها في يونيو (حزيران)  2014 وما بعده.

وربما لا تزال ذكريات آخر تفجير انتحاري في المنطقة في الثالث من يوليو (تموز) 2016 ضاغطة على قيادات الأجهزة الأمنية في التعامل مع أي معلومات تتعلق بالمنطقة، بخاصة أن هذا التفجير أسفر عن مقتل 350 مواطناً حرقاً واختناقاً بعدما حوصروا داخل بناية "مجمع الليث" ومقهى مقابل المجمع، كما أسفرت العملية عن إصابة 150 شخصاً.

هجمات انتحارية

وعلى الرغم من حدوث بعض التفجيرات خلال الأعوام الخمسة الماضية في العاصمة، إلا أن الأجهزة الأمنية لم تغلق منطقة بالكامل أو تشدّد الإجراءات الأمنية وتفعّل عمليات التفتيش في المداخل والمخارج الخاصة بها، تحديداً في منطقة الكرادة إلا لساعات محدودة وضمن تدابير أمنية طبيعية.

ونجحت القوات المسلحة العراقية في خفض هجمات تنظيم "داعش" في العاصمة بغداد وبقية المدن بشكل كبير منذ استعادتها محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، إلا أن التنظيم استطاع منذ نهاية عام 2017 وحتى الآن، شن ثلاث عمليات انتحارية في العاصمة، أولها مطلع عام 2018  والثانية في 2021، والثالثة في 19 يوليو 2021 استهدفت سوقاً في مدينة الصدر شرق بغداد.

افتتاح مشروط

استجابت القوات الأمنية إلى المناشدات المتكررة من قبل أصحاب المحال التجارية والمطاعم والمقاهي التي تتوافد عليها مختلف شرائح المجتمع العراقي، لإعادة افتتاح المنطقة، لكن وفق آلية أمنية تم فيها وضع أجهزة كشف المتفجرات في مداخل المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأجرى قائد عمليات بغداد الفريق أحمد سليم جولة ليلية برفقة عدد من القادة الأمنيين في منطقة الكرادة، للاطلاع على الإجراءات المتخذة لتأمين الحماية لفعاليات ونشاطات المواطنين ما بعد الإفطار.

وبحسب بيان لعمليات بغداد، فإن سليم شدّد على ضرورة إيجاد الحلول السريعة التي تضمن سلامة المواطنين من جهة، وانسيابية حركة العجلات ضمن القاطع من جهة أخرى، فضلاً عن الإيعاز بالتعويض عن قطع الطرق بتكثيف الجهود الاستخبارية وتزويد مداخل الكرادة بسيارات السونار ومفارز "كي ناين " للتفتيش الدقيق للآليات وتأمين انسيابية الحركة المرورية.

وفتحت الأجهزة الأمنية شارع الكرادة داخل بعد وضع عجلة سونار في مدخل المدينة، ما أدى إلى إرباك حركة السير نتيجة الزحام الشديد في تلك المنطقة.

معلومات مغلوطة

وقال الخبير في الشؤون الأمنية جمال الطائي إن إغلاق الكرادة جاء بناء على معلومات أمنية مغلوطة. وأضاف أن "داعش ما زالت لديه القدرة على اختيار الزمان والمكان في التفجير وإحداث خلل في أي مكان بالعاصمة، نتيجة الظروف الأمنية والوضع السياسي في البلد وسط عدم تشكيل الحكومة"، لافتاً إلى أن الوضع الحالي في البلاد يمكن أن يؤدي إلى زيادة العمليات التخريبية في أي منطقة  يختارها التنظيم.

كساد تجاري

وأشار الطائي إلى أن إغلاق منطقة تجارية مثل الكرادة تسبب في حدوث كساد تجاري واجتماعي بسبب طرقها المقطعة الأوصال والإجراءات الأمنية المشددة، نتيجة المعلومات الأمنية الخاطئة، موضحاً أن المعلومات استندت إلى حوادث وشواهد مبنيّة على تفجيرات سابقة وتوقعات  باستهداف منطقة الكرادة على العكس من مناطق أخرى تجارية فيها حركة أوسع، ما أدى إلى إرباك السكان.

السكان متضررون

ولفت إلى أن العقلية الأمنية المتخلفة أثّرت في الباعة والتجار وأصحاب المحال والمتضررون هم السكان المحليون في الكرادة، مبيّناً أن القادة الأمنيين يبرّرون استهداف المنطقة لوجود مقار الأحزاب والشركات الأمنية التي يتم استهدافها باستمرار.

ودعا الطائي الأجهزة الأمنية إلى إخراج مقار جميع الشركات والأحزاب من منطقة الكرادة لخفض معدل التهديدات على المدينة، معتبراً أن نصب أجهزة السونار ستزيد المخاوف الأمنية للمواطن وعرقلة السير من دون تحقيق أي نتائج لحدوث تفجيرات في السابق مع وجودها.

الكرادة سجن

وقال الخبير في الشؤون الأمنية إن المنطقة عبارة عن سجن في وقت أن الكرادة فيها مستشفيات، معتبراً أن "داعش" ليس لديه تمويل اقتصادي ويعتمد على الأمور البسيطة في التفجير مثل الدراجة النارية والعبوة الناسفة ولا يمكنه تنفيذ عمليات كبيرة كما فعل في السابق.

بدوره، اعتبر مدير مركز العراق للدراسات الأمنية والاستراتيجية معتز عبد الحميد إغلاق المدن وقطع الشوارع، أسلوباً خاطئاً لن يحقق أي نتائج. وقال إن "إقفال الكرادة ليس الأول، إذ شهدت المنطقة إغلاقات خلال الأعوام الماضية في بعض الأحيان خلال شهر رمضان كإجراءات وقائية"، مشيراً إلى أن "هذا الإجراء خاطئ والصحيح أن يتم التنبؤ بالجريمة قبل وقوعها".

إرباك الوضع

وأضاف عبد الحميد أن الفعل الاستخباري الصحيح يتمثل في إلقاء القبض على الفاعلين قبل تنفيذهم العمل الإرهابي ولا يكون بقطع الطرق، مشيراً الى أن وضع سيارة سونار لكشف المتفجرات سيربك الوضع وسيؤدي إلى حدوث زحام شديد.

تحديث المعلومات

وتابع أن هناك خمسة أجهزة أمنية واستخبارية في البلد وبإمكانها اعتقال انتحاريين أو إرهابيين إذا كانت هناك معلومات بتحركاتهم، متسائلاً "لماذا لا يتم هذا الأمر بدلاً من عودة الأسلوب القديم الكلاسيكي ونشر قوات أمنية ضخمة؟".

وشدّد على ضرورة توزيع الكاميرات والحصول على أجهزة حديثة وتحديث المعلومات باستمرار من قبل القوات الأمنية، لافتاً إلى أن ما يُتّبع إجراءات قديمة تنفذ منذ عام 2005 وتضغط على حرية المواطن بالتنقل وستؤدي إلى حدوث فجوة في تعاون المواطن مع الأجهزة الأمنية.

وعلى الرغم من سلسلة العمليات العسكرية المدعومة ضد تنظيم "داعش" في مناطق شمال العراق وغربه، إلا أن التنظيم لا يزال قادراً على شن هجمات بين الحين والآخر تستهدف مناطق جولاء وخانقين وأطراف المقدادية في ديالى ومحيط الحويجة في كركوك وأطراف قضاء طوز خرماتو والجزيرة وأطراف بلد والدجيل في محافظة صلاح الدين.

وأسفرت هذه الهجمات منذ مطلع العام الحالي عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة والحشد وعدد من المدنيين.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي