Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو تؤكد وكييف تنفي قصف بلدتين حدوديتين روسيتين

روسيا تستعد لسحب الطراد "موسكفا" إلى الميناء وأوكرانيا تؤكد إصابته بصاروخ

في اليوم الـ50 من الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا لا تزال المعارك محتدمة في مناطق الشرق في حين يتفاقم الوضع الإنساني في المدن الكبرى التي لا تزال تتعرض للضربات. ومنيت روسيا بواحدة من أكبر خسائرها في العتاد منذ بداية هجومها العسكري، عبر إصابة "موسكفا"، سفينة قائد أسطولها في البحر الأسود، في انفجار ذخائر حسب موسكو التي أكدت أنها لم تغرق، فيما قالت كييف إن السفينة تعرضت لضربات صاروخية.

وأعلنت أوكرانيا الخميس، 14 أبريل (نيسان)، استئناف عمليات إجلاء مدنيين عبر تسعة ممرات إنسانية بما فيها من مدينة ماريوبول المحاصرة في جنوب شرقي البلاد، بعد يوم من تعليقها بسبب انتهاكات روسية لوقف إطلاق النار بحسب كييف.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك على "تلغرام"، "من المقرر فتح تسعة ممرات إنسانية اليوم". وأوضحت أنه سيتم إنشاء ممر أول بين ماريوبول وزابوروجيا في الشمال ومن بيرديانسك وتوكماك وإنرغودار باتجاه زابوريجيا.

أما الممرات الأخرى فستكون من سيفيرودونتسك التي قصفها في الأيام الأخيرة الجيش الروسي، وليسيتشانسك وبوباسنا وغيرسكي وروبيجني باتجاه باخموت على مسافة 140 كيلومتراً غرب لوغانسك.

في هذا الوقت، رفضت أوكرانيا الخميس تأكيدات موسكو بأنها قصفت بلدتين حدوديتين روسيتين واتهمت روسيا في المقابل بالتخطيط "لهجمات إرهابية" في المنطقة الحدودية لتغذية "الهستيريا المناهضة لأوكرانيا" في روسيا.
وقال المجلس الوطني الأوكراني للأمن والدفاع "بدأت الأجهزة الخاصة للعدو تطبيق خطة لتنفيذ هجمات إرهابية من أجل تغذية هستيريا معادية لأوكرانيا في روسيا".

 

سحب الطراد المصاب

إلى ذلك، أعلنت روسيا إنه تم إجلاء طاقم الطراد "موسكفا"، السفينة الرئية للأسطول الروسي في البحر الأسود، الخميس، وإن إجراءات تتخذ لقطر الطراد وإعادته إلى الميناء بعد إصابته بأضرار جسيمة إثر انفجار ذخائر على متنه، في حين قالت أوكرانيا إن الطراد أصيب بصاروخ.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية إخماد الحريق الذي شب على متن الطراد الصاروخي "موسكفا"، الذي يعود للعهد السوفياتي، لكن لحقت به أضرار جسيمة. ولم تعترف الوزارة بأن الطراد، الذي كان يقل أكثر من 500 بحار، تعرض لهجوم وقالت إن سبب الحريق ما زال محل تحقيق.

وقالت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني إنها استهدفت الطراد بصاروخ "نبتون" المضاد للسفن الأوكراني الصنع وإنه بدأ يغرق.

وقال الحاكم الأوكراني لمنطقة أوديسا ماكسيم مارتشينكو، إن "صواريخ نبتون التي تحمي البحر الأسود سببت أضراراً جسيمة لهذه السفينة الروسية".

من جهته، صرح المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش أن "مفاجأة أصابت السفينة الرئيسة في أسطول البحر الأسود الروسي". وقال في تسجيل على "يوتيوب"، "إنها تحترق بقوة. الآن. وفي هذه الظروف الجوية العاصفة لا نعلم إن كان سيكون بإمكانها تلقي المساعدة. هناك 150 شخصاً على متنها"، مضيفاً "لا نفهم ما الذي حدث".

ولم يتسن لرويترز التحقق من رواية أي من الجانبين.

كما نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن الطيران الروسي دمر سبع منشآت عسكرية في أوكرانيا في الساعات الـ24 الماضية، منها مستودع صواريخ مدفعية.

البرلمان الأوكراني يوصّف أعمال روسيا بـ"الإبادة الجماعية"

وصوّت البرلمان الأوكراني الخميس على قرار يوصّف أعمال الجيش الروسي في أوكرانيا بـ"الإبادة الجماعية"، بحسب حسابه على "تلغرام".

وأشار النص الذي أقر بغالبية 363 صوتاً، إلى أن "أفعال روسيا تهدف إلى إبادة الشعب الأوكراني بشكل منهجي وحرمانه من حق تقرير المصير ومن تطور مستقل".

وأضاف، "هذا يتطلب اعترافاً فورياً بالأفعال التي ارتكبتها القوات الروسية خلال العدوان الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) 2022 على أنها إبادة جماعية للشعب الأوكراني".

ويهدف القرار أيضاً إلى مطالبة الأمم المتحدة والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والبرلمان الأوروبي والجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وحلف شمال الأطلسي بالإضافة إلى الحكومات والبرلمانات في أنحاء العالم، بالاعتراف أيضاً بأفعال الجيش الروسي في أوكرانيا على أنها "إبادة جماعية للشعب الأوكراني".

وأوضح أستاذ القانون الدولي وليام شاباس من جامعة "ميدلسكس" في لندن لوكالة الصحافة الفرنسية، أن "مصطلح إبادة جماعية له تعريف قانوني دقيق، لكنه يستخدم أيضاً على نطاق واسع من السياسيين والناشطين بسبب قدرته على إثارة الرأي العام".

 

محادثات السلام

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس، إن كبار المسؤولين الأميركيين بصدد اتخاذ قرار لإيفاد مسؤول رفيع إلى كييف في خطوة تستهدف إظهار الدعم لأوكرانيا.

وفي ما يتعلق بمحادثات السلام مع روسيا، قال ميخائيلو بودولياك، المفاوض والمستشار الرئاسي الأوكراني، في تصريحات بثها التلفزيون الخميس، إن كييف تريد أكبر عدد ممكن من الدول للقيام بدور الضامن الأمني لكن موسكو لا تريد زيادة عدد الدول الضامنة.

وفيما تبحث كل من السويد وفنلندا مسألة انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، قال الكرملين الخميس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث مجموعة من التدابير لتعزيز أمن روسيا إذا حصل ذلك فور تلقيه مقترحات من وزارة الدفاع بشأن الأمر.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في اتصال جماعي مع الصحافيين، إن الوزارة ما تزال تحتاج إلى وقت لإعداد المقترحات. وجاءت تصريحات بيسكوف بعد تحذير وجهه ديمتري ميدفيديف، أحد أقرب حلفاء بوتين، إلى حلف شمال الأطلسي من أن روسيا ستضطر لتعزيز دفاعاتها في المنطقة إذا انضمت فنلندا والسويد إلى التحالف العسكري.

تهديد روسي

وقد هددت روسيا الأربعاء، بضرب مراكز قيادة في كييف، متهمة أوكرانيا بشن هجمات على أراضيها، في حين أعلنت الولايات المتحدة إرسال معدات عسكرية أميركية ثقيلة للأوكرانيين.

وفي الوقت ذاته، اعتبرت الأمم المتحدة أن التوصل "إلى وقف شامل لإطلاق النار" لأغراض إنسانية "لا يبدو ممكناً راهناً"، فيما الأمم المتحدة لا تزال تنتظر رداً روسياً على مقترحات لإجلاء المدنيين وتقديم المساعدات.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء، إن "الإبادة الجماعية معرَّفة بدقة في القانون الدولي. وبالنسبة إلى الأمم المتحدة، نحن نعتمد على القرار القانوني النهائي الذي تتوصل إليه الهيئات القضائية المختصة"، مشيراً إلى أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي فتحت تحقيقاً بشأن الحرب في أوكرانيا.

وأرسل غوتيريش أخيراً وكيله للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الأممي في حالات الطوارئ مارتن غريفيث إلى موسكو وكييف بهدف المساعدة في تثبيت وقف لإطلاق النار.

وحض غوتيريش صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذين من المقرر أن يعقدا اجتماعات الربيع في واشنطن قريباً، على مد الدول النامية التي تعاني تبعات الحرب الروسية بالأموال.

وأفادت الأمم المتحدة بأن 69 دولة، نحو ثلثها في القارة الأفريقية، تأثرت إمداداتها الغذائية وموارد الطاقة الخاصة بها وأنظمتها المالية جراء الحرب. وأكد غوتيريش "المال موجود، وهناك حاجة إلى استخدامه".

 

"محاولات تخريب"

واتهم حاكم منطقة بريانسك في جنوب روسيا الخميس، الجيش الأوكراني بقصف بلدة روسية تقع على بعد 10 كيلومترات عن الحدود المشتركة بين البلدين، ما أدى إلى إصابة مدنيين بجروح.

وفي وقت سابق الأربعاء، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناتشينكوف، "نرى محاولات تخريب وضربات تشنها القوات الأوكرانية على أهداف في أراضي جمهورية روسيا الاتحادية".

وأضاف، "إذا استمرت هذه الأفعال، سينفذ الجيش الروسي ضربات على مراكز قيادة، بما فيها مواقع في كييف، وهو أمر امتنع عن القيام به الجيش الروسي حتى الآن".

وقبيل ذلك، أعلنت روسيا استسلام أكثر من ألف جندي أوكراني في ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا، المدينة الساحلية الاستراتيجية جداً التي تحاصرها قواتها وتقصفها منذ أكثر من 40 يوماً.

ونفى رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشينكو، الخميس عبر القناة العامة الألمانية "داس إرستي"، استيلاء روسيا على ميناء ماريوبول، معتبراً أن هذه "الأخبار كاذبة"، موضحاً أن "الروس ينشرون قوات جديدة لكننا ما زلنا صامدين وماريوبول لا تزال مدينة أوكرانية وهذا يثير غضب روسيا". وأضاف، "من الواضح أن الجيش الروسي ارتكب آلاف جرائم الحرب في هذه المدينة". وطالب "المجتمع الدولي بالبرهنة على إنسانيته عبر إنشاء ممرات إنسانية لإنقاذ أرواح".

ومن شأن سيطرة الروس على ماريوبول تعزيز مكاسبهم الميدانية على الشريط الساحلي المحاذي لبحر آزوف، من خلال ربط مناطق دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

ويبدو سقوط المدينة المحاصرة والمعزولة حتمياً في نظر بعض الخبراء العسكريين، لكن بعد ستة أسابيع من المعارك، ما زالت القوات الأوكرانية صامدة في تصديها للقوات الروسية. وتتركز المعارك حالياً في المنطقة الصناعية الشاسعة في المدينة.

وأشارت القوات البرية الأوكرانية الأربعاء عبر "تلغرام"، إلى أن القصف الجوي الروسي متواصل على المدينة، وهو يستهدف خصوصاً المرفأ ومجمع التعدين الشاسع "آزوفستال".

ووجود مجمع صناعي ضخم في ماريوبول حولته القوات الأوكرانية إلى موقع محصن ويضم مساحات تحت الأرض تمتد لكيلومترات، يعطي مؤشراً إلى أن معركة السيطرة الكاملة على هذه المدينة الاستراتيجية ستكون ضارية.

وقال أوليكسي أريستوفيتش، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، "وحدات من الكتيبة 36 في البحرية الوطنية في ماريوبول تمكنت إثر مناورة معقدة ومحفوفة بالمخاطر من الانضمام إلى كتيبة آزوف". وأضاف، "بذلك تعزز نظام الدفاع في المدينة وتوسع".

وعاينت وكالة الصحافة الفرنسية المواكبة لتنقلات القوات الروسية في ماريوبول، الدمار الواسع اللاحق بهذه المدينة التي يقول الأوكرانيون إنها "دمرت بنسبة 90 في المئة".

أسلحة كيماوية

ومنذ مطلع الأسبوع، تسري معلومات غير مؤكدة حتى الآن حول استخدام القوات الروسية في ماريوبول أسلحة كيماوية.

وصرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن "القوات الروسية قد تستخدم مواد لمكافحة الشغب مختلفة، بما في ذلك الغاز المسيل للدموع الممزوج بمواد كيماوية" ضد "المقاتلين والمدنيين الأوكرانيين في إطار حملتها العدوانية للاستيلاء على ماريوبول".

وتقول موسكو من جهتها إن "التهديد بالإرهاب الكيماوي" يأتي من الأوكرانيين.

 

خاركيف

وتستمر عمليات القصف في شرق أوكرانيا أيضاً حيث تسببت بمقتل أربعة أشخاص في خاركيف ثاني مدن أوكرانيا الأربعاء، فيما أصيب عشرة آخرون بحسب حاكم المنطقة. وكان قتل سبعة أشخاص في الساعات الـ24 الأخيرة في هذه المدينة، التي يحاصرها الروس أيضاً في شمال شرقي البلاد منذ بدء الحرب في 24 فبراير (شباط).

وقال رئيس بلدية خاركيف إيهور تيريكوف للتلفزيون الأوكراني، "العدو يقصف المنازل والمناطق السكنية. للأسف هناك ضحايا مدنيون - وأسوأ شيء هو أن الأطفال يموتون".

وتعرضت خاركيف بالفعل لضربات روسية كبيرة، إذ قال تيريكوف إنه لم يكن هناك يوم واحد من دون ضربات منذ بداية الحرب.

ودعت السلطات المدنيين إلى مغادرة المنطقة التي تشكل محط نزاع مسلح منذ 2014 بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، خوفاً من هجوم روسي وشيك للسيطرة على كامل منطقة دونباس.

لوغانسك

ويرى محللون أن الرئيس الروسي الذي اصطدم هجومه على أوكرانيا بمقاومة شرسة، يريد أن يحقق انتصاراً في دونباس قبل العرض العسكري الضخم في الساحة الحمراء في التاسع من مايو (أيار) بمناسبة ذكرى انتصار السوفيات على ألمانيا النازية في 1945.

وفي هذا الإطار، قال ليونيد باسيشنيك، زعيم جمهورية لوغانسك الشعبية الانفصالية للصحافيين، خلال نزع القوات الروسية الألغام من محطة كهرباء قرب بلدة ششاستيا التي كانت سابقاً تحت سيطرة كييف، "لقد تم تحرير 80 إلى 90 في المئة من أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية من مجموعات القوميين الأوكرانيين".

وقال كيريلو تيموشينكو، نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، في منشور على الإنترنت، إنه تم إجلاء 1567 من مدن البلاد عبر ممرات إنسانية الأربعاء.

"مسرح جريمة"

وكانت موسكو سحبت نهاية مارس (آذار) كتيبتها التي احتلت محيط كييف، قائلة إنها تريد الآن تركيز جهودها على جنوب أوكرانيا وشرقها.

وفي سيفيرودونيتسك التي لا يزال الجيش الأوكراني يسيطر عليها في الشرق، "لم يعد هناك أطباء ولا ممرضات وكل الصيدليات مغلقة"، على ما روى رجل في الـ70 من العمر لوكالة الصحافة الفرنسية.

قال المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية كريم خان الأربعاء، خلال زيارة لمدينة بوتشا الأوكرانية، حيث عثر بعد انسحاب القوات الروسية على جثث مئات المدنيين، "أوكرانيا مسرح جريمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف خان للصحافيين، "إننا هنا لوجود أسباب معقولة تدعو إلى الاعتقاد بأن جرائم تدخل ضمن صلاحيات المحكمة ارتكبت. علينا أن نبدد غبار الحرب لنصل إلى الحقيقة".

وكان خان يتحدث من مدينة بوتشا التي أصبحت رمزاً لفظائع الحرب منذ اكتشفت فيها مئات الجثث بحسب السلطات الأوكرانية، نهاية مارس، فيما نفت روسيا من جانبها أي انتهاكات في أوكرانيا.

وأشار خان إلى أن فريق أطباء شرعيين من المحكمة الجنائية الدولية يستعد للعمل "حتى نتمكن من فصل الحقيقة عن الخيال".

وفي كل أنحاء العاصمة كما في كل الأماكن الأخرى، تقول السلطات الأوكرانية إنها تستمر في العثور على جثث في المناطق التي انسحبت منها القوات الروسية نهاية مارس.

وفي قرية في جنوب خيرسون، وهي مدينة قريبة من خط المواجهة، قتل سبعة أشخاص برصاص جنود روس في منزل فجروه بعد ذلك لإخفاء الجريمة، كما قال مكتب المدعي العام الأوكراني الأربعاء.

وفي دنيبرو شرق أوكرانيا، أشار نائب رئيس البلدية ميخائيل ليسينكو إلى أن جثث أكثر من 1500 جندي روسي موضوعة في مشارح هذه المدينة الصناعية الكبيرة، و"لا أحد يريد أخذها".

مساعدة أميركية

من جهته، وعد بايدن الأربعاء نظيره الأوكراني بمساعدة عسكرية أميركية بقيمة 800 مليون دولار.

وخلال اتصال هاتفي الأربعاء مع زيلينسكي، قال بايدن إن المساعدات العسكرية تشمل الآليات المدرعة والمدفعية والمروحيات.

وستشمل هذه الحزمة الجديدة من المساعدات "معدات فعالة جداً قمنا بتسليمها" إلى أوكرانيا على ما قال بايدن، بالإضافة إلى "قدرات جديدة" تتضمن خصوصاً "أنظمة مدفعية" و"آليات نقل مدرعة".

والهدف من هذه المساعدة الجديدة، دعم أوكرانيا لمواجهة الحرب الروسية الواسعة في شرق البلاد، على ما أكدت واشنطن.

وكانت الولايات المتحدة ترددت حتى الآن في إرسال معدات ثقيلة يطالب بها الأوكرانيون، مشددة على أن ذلك سيغذي التوتر بين واشنطن وموسكو مع خطر أن تعتبر الولايات المتحدة طرفاً في الحرب.

لكن يبدو أن البيت الأبيض تخلى في الفترة الأخيرة عن التمييز الذي كان يقيمه بين تسليم أسلحة "دفاعية"، وهو أمر كان يسمح به، وتلك "الهجومية" التي كان يرفض إرسالها لكييف.

وأمنت الولايات المتحدة الجزء الأكبر من المساعدة العسكرية الدولية التي تلقتها كييف منذ الخريف.

وكانت القيمة الإجمالية لهذه المساعدة العسكرية قبل إعلان الأربعاء، 2.4 مليار دولار.

وبحسب لائحة نشرها البيت الأبيض الأسبوع الماضي، زودت الولايات المتحدة أو وعدت بتزويد أوكرانيا 1400 نظام دفاعات جوية من طراز "ستينغر"، وخمسة آلاف صاروخ مضادة للدروع (جافلين)، وسبعة آلاف سلاح مضاد للدروع من طراز آخر، ومئات من الطائرات المسيرة "الانتحارية" سويتشلابلايد، وسبعة آلاف بندقية قتالية، و50 مليون رصاصة وذخيرة مختلفة، و45 ألف سترة واقية من الرصاص وخوذة، وصواريخ تعمل بالليزر، ومسيرات من طراز بوما، فضلاً عن أجهزة رادار مضادة للمدفعية وللطائرات المسيرة ومصفحات خفيفة، وأنظمة اتصال آمنة.

مساعدات فرنسا العسكرية

كذلك، زودت فرنسا أوكرانيا بمعدات عسكرية تبلغ قيمتها أكثر من 100 مليون يورو، وفق ما أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي الأربعاء عقب اجتماعها مع نظيرها الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف.

وقالت الوزيرة في تغريدة "لقد أعلنت لنظيري أن فرنسا ستقدم قدرات عسكرية إضافية، بالإضافة إلى 100 مليون يورو من المعدات التي تم التبرع بها بالفعل".

في بيان صحافي صادر عن وزارة الجيوش، أوضحت بارلي أن عمليات التسليم شملت "وسائل حماية ومعدات إلكترونية بصرية وأسلحة وذخيرة وأنظمة تسلح تلبي الاحتياجات التي عبرت عنها أوكرانيا".

حتى الآن، لم تحدد باريس قيمة الأسلحة التي تم تسليمها إلى كييف منذ بدء الحرب.

ويضاف هذا المبلغ إلى 500 مليون يورو إضافية خصصها الاتحاد الأوروبي الخميس الماضي لشراء معدات عسكرية، ليبلغ هذا المبلغ 1.5 مليار يورو منذ بدء النزاع.

وذكر بيان الوزارة "مع استمرار النزاع، تستعد فرنسا مع شركائها لتزويد أوكرانيا مساندة عسكرية طويلة الأمد، بدعم من تعبئة صناعاتنا الدفاعية".

إبادة جماعية

في المقابل، أعلنت روسيا الأربعاء فرض عقوبات على 398 عضواً في الكونغرس الأميركي، في "رد انتقامي" على الإجراءات العقابية التي اتخذتها واشنطن بسبب الحرب في أوكرانيا، متوعدة بالإعلان عن مزيد من العقوبات في وقت لاحق.

وفي واشنطن، اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين للمرة الأولى بارتكاب "إبادة جماعية".

وقد استخدم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو المصطلح نفسه الأربعاء، خلافاً للمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي اعتبر زيلينسكي رفضه استخدام هذه الكلمة "مؤلماً جداً".

وتوجه رؤساء بولندا ودول البلطيق الأربعاء إلى مدينة بوروديانكا الأوكرانية الصغيرة قرب كييف، التي "كانت مسرحاً لتجاوزات عندما احتلها الروس".

وقال الرئيس البولندي أندري دودا خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأوكراني، إن الحرب الروسية في أوكرانيا "إرهاب"، موضحاً "هذه ليست حرباً هذا إرهاب. عندما يرسل أحدهم طائرات وجنوداً لقصف مناطق سكنية وقتل مدنيين فنحن لسنا أمام حرب، بل وحشية ولصوصية وإرهاب".

بكين تدافع عن علاقتها مع موسكو

في غضون ذلك، استنكرت الصين الخميس اتهامات الولايات المتحدة "غير المبررة" بشأن علاقتها مع روسيا في خضم الحرب مع أوكرانيا، قائلةً إن بكين تعمل من أجل السلام و"في الجانب الصحيح من التاريخ".

والصين شريك دبلوماسي واقتصادي وثيق لموسكو، ولم تدن حتى الآن الهجوم الروسي وتكتفي بدعوة كل الأطراف إلى ضبط النفس والحوار.

وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الأربعاء، إن موقف الصين تجاه روسيا يهدد "اندماجها" في الاقتصاد العالمي. وأضافت يلين، "أكدت الصين اخيراً علاقتها الخاصة مع روسيا. وآمل بشدة أن تفعل الصين شيئاً إيجابياً عن طريق هذه العلاقة وأن تساعد في إنهاء هذه الحرب".

وأعربت وزارة الخارجية الصينية الخميس عن استيائها من تصريح الوزيرة الأميركية. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان، "نبذل جهوداً كبيرة لتهدئة الوضع وحل الأزمة وإعادة إرساء السلام"، داعياً إلى عدم "تحريف موقف" بكين.

وكرر في مؤتمر صحافي دوري للوزارة، أنه "يجب الحفاظ على سيادة أوكرانيا. كما يجب احترام مخاوف روسيا الأمنية المشروعة". وأضاف تشاو ليجيان، "نعارض الاتهامات والشكوك غير المبررة ضد الصين، ناهيك عن أي ضغط أو إكراه ضدها". وأردف، "سيثبت الزمن في النهاية أن الصين في الجانب الصحيح من التاريخ".

النشاط الإشعاعي في تشيرنوبيل

فشلت السلطات الأوكرانية حتى الآن في استعادة سبل مراقبة الإشعاعات النووية في محطة تشيرنوبيل في شمال أوكرانيا، حيث حفر الجنود الروس، على حد قولها، شبكة تحت الأرض عندما احتلوا موقع أسوأ كارثة نووية في التاريخ.

وقال مدير الوكالة الأوكرانية المسؤولة عن منطقة تشيرنوبيل المحظورة، يفغين كرامارينكو "إن نظام التحكم في مستوى النشاط الإشعاعي في المنطقة المحظورة ما زال معطلاً".

وأضاف خلال مؤتمر عبر الفيديو أن "الخواديم التي تدير هذه المعلومات اختفت"، مضيفاً "لا يمكننا الجزم فيما إذا كانت (المنطقة) آمنة تماماً".

وأشار إلى أنه "طالما لم تتم عودة التيار الكهربائي ولم يحصل العمال على إذن من القوات المسلحة للذهاب إلى نقاط مراقبة النشاط الإشعاعي، لا يمكننا تقييم الأضرار التي لحقت".

كذلك أكد كرامارينكو أن "الروس حفروا في أماكن متعددة" في تشيرنوبيل، حيث وقعت الحادثة النووية في أبريل 1986.

وأضاف "لقد دفنوا معدات ثقيلة وأقاموا خنادق وحتى مطابخ تحت الأرض وخياماً وتحصينات"، لافتاً إلى أن "أحد هذه التحصينات تقع بالقرب من موقع لتخزين النفايات المشعة بشكل مؤقت".

وكانت القوات الروسية قد سيطرت على المحطة في اليوم الأول من العملية التي أطلقتها في 24 فبراير، وعلى مدى شهر ونيف سيطرت هذه القوات على المنطقة التي تشهد نشاطاً إشعاعياً كبيراً، لتعود وتخرج منها في 31 مارس.

وحذر كرامارينكو من أن الجنود الروس سيشعرون "قريباً جداً" بآثار الإشعاع"، موضحاً "البعض في غضون شهر، والبعض الآخر في غضون سنوات".

انتشر نحو ألف جندي روسي في تشيرنوبيل لأسابيع عدة، إلى جانب 50 عربة مصفحة، بحسب المسؤول.

المزيد من دوليات