Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مناكفة "الدواعش" ومغازلة "طالبان".... رسائل "عودة الظواهري"

الصراع بين روسيا وأميركا غير بعيد من كلمة زعيم "القاعدة" الذي يسعى إلى لعب دور فاعل في الهند

أطلّ زعيم "القاعدة" مجدداً في ظهور نادر للتعليق على مسيرات احتجاجية طلابية شهدتها الهند (أ ف ب)

أثار ظهور أيمن الظواهري، زعيم تنظيم "القاعدة" الإرهابي، في مقطع مصور جديد بثته "مؤسسة السحاب" الذراع الإعلامية للتنظيم، جدلاً حول مغزى هذا الظهور المفاجئ لخليفة أسامة بن لادن، المطلوب "حياً أو ميتاً" منذ أعوام، إذ أطلّ زعيم "القاعدة" مجدداً في ظهور نادر للتعليق على مسيرات احتجاجية طلابية شهدتها الهند، خلال الشهرين الماضيين، تنديداً بقرار المحكمة العليا منع ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية، ما أثار تساؤلات حول مغزى هذا الظهور ودلالاته، لا سيما في ضوء حالة التنافس بين التنظيمات الإرهابية في شبه القارة الهندية منذ سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان العام الماضي، وتنامي نشاط "داعش" في مقابل خفوت "القاعدة"، الذي ينظر إليه على أنه "التنظيم الأم" لجماعات عدة لا يجمعها سوى استخدام العنف وسفك الدماء تحت شعارات دينية متطرفة.

يرى مراقبون أن عودة الظواهري ربما تحمل رسالة مباشرة بتأكيد بقائه على قيد الحياة، لكنها تكشف أيضاً عن توجهات التنظيم خلال المرحلة الراهنة، التي تشهد خريطة متحركة لنشاط التنظيمات الإرهابية ومواقع الملاذات الآمنة لقياداتها في ضوء تصاعد استهداف قيادات التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم في الفترة الأخيرة أو ما يُعرف باستراتيجية "قطع الرؤوس".

دحض شائعات وفاته

قطعت إطلالة الظواهري عبر إصدار "حرة الهند"، الشك باليقين بشأن شائعات وفاته التي انتشرت خلال الأشهر الماضية، على الرغم من ظهوره المتكرر منذ سبتمبر (أيلول) الماضي في الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة، فالتسجيلات السابقة لم تتضمن ما يشير إلى أنها حديثة، ما اعتبره المراقبون الدليل الأول منذ أعوام على أن الظواهري ما زال على قيد الحياة.

وتولّى الظواهري قيادة "القاعدة" منذ مقتل أسامة بن لادن عام 2011 في غارة أميركية على مجمع سرّي كان يتخذه منزلاً آمناً في الأراضي الباكستانية. وخلال العامين الماضيين، انتشرت شائعات عن وفاة خليفة بن لادن متأثراً بأمراض الشيخوخة، بعدما تحدثت تقارير عن إصابته بسرطان الكبد أو الربو.

يقول الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الأصولية باهر عبد العظيم إن الإشكالية لا تكمن في الظهور المفاجئ لزعيم تنظيم "القاعدة" في مقطع مصور، على الرغم من أن توقيت بث الفيديو ذو دلالات لا يمكن إغفالها، موضحاً أن الظهور الإعلامي للظواهري يُعيد التساؤلات حول خطوط التماس ما بين تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" التي استعادت زمام الأمور مرة أخرى في أفغانستان، بعد أطول حرب خاضتها أميركا ضد التنظيم المتشدد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف عبد العظيم، "المقطع المصور ربما سيكون له مردود سلبي على طالبان، التي تحاول تصدير نفسها للمجتمع الدولي على أنها أصبحت أكثر انفتاحاً، وأن لديها نية صادقة في تفادي أخطاء الماضي ونبذ العنف وعدم جعل أفغانستان نقطة انطلاق للجماعات الإرهابية، لكن الفيديو يؤكد استمرار حضانتها للتنظيم الإرهابي، خصوصاً مع وجود تقارير استخباراتية أميركية، تؤكد أن الظواهري يتخذ من الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان مقراً له".

أما عن دلالات بث المقطع المصور في الوقت الحالي، فيقول عبد العظيم، "الإصدار محاولة تأكيد أن الظواهري لا يزال يقف على قمة التنظيم الإرهابي، على الرغم من التقارير الاستخباراتية بأنه مصاب بمرض خطير ربما يكون أودى بحياته، الأمر الذي عززه انقطاع ظهوره الإعلامي منذ سبتمبر 2021". ويستكمل، "الدلالة الثانية التي أراد الظواهري إرسالها من المقطع المصور، أن التنظيم لا يزال متماسكاً، على الرغم من التقارير التي تتحدث عن خلافات وانشقاقات كبيرة في صفوفه، تحديداً في دائرته الضيقة المتمثلة في مجلس الشورى، اعتراضاً على سياسات الظواهري التي أضعفت التنظيم، وأفقدته السيطرة على عدد من أجنحته الإرهابية في المنطقة، بخاصة في شمال أفريقيا ووسطها ومنطقة الشام".

مناكفة "الدواعش"

لم يظهر زعيم تنظيم "داعش" الجديد أبو الحسن الهاشمي القرشي إعلامياً، على الرغم من مرور شهرين على وفاة سلفه، أبي إبراهيم الهاشمي القرشي في غارة أميركية مطلع فبراير (شباط) الماضي، وبالكاد أعلنت صحيفة "النبأ" الناطقة باسم "داعش" كنية الزعيم الجديد للتنظيم من دون الكشف عن هويته، إذ يمثل الظهور الأخير للظواهري دلالة على قدرة التنظيم على تأمين قادته، وتمكينهم من الظهور بين الحين والآخر، والبقاء لأكثر من عقد من الزمن على الرغم من وجوده على رأس قائمة المطلوبين من أجهزة الاستخبارات العالمية.

وكشفت المقالات الافتتاحية للأعداد الأخيرة من صحيفة "النبأ" الداعشية عن مدى ضيق التنظيم بالتعليقات التي تتحدث عن ضعفه وهشاشته في ظل فقدانه زعيمين في أقل من 3 أعوام منذ مقتل زعيمه الأول أبو بكر البغدادي، في غارة أميركية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

لكن عبد العظيم يرى أن "تنظيم القاعدة لم يستغل السقوط المدوي لتنظيم داعش في إعادة طرح نفسه على أنه التنظيم الأكثر ثباتاً، ولذلك أسباب كثيرة، بينها أن الظواهري ليس شخصاً كاريزماتياً مثل بن لادن، ويفتقد الموارد المالية التي كان الإرهابي الدولي قادر على توفيرها". ويتابع: "الظواهري حاول التأكيد خلال المقطع المصور على القضايا الموضوعة على جدول اهتمامات تنظيم القاعدة، مثل الاستمرار في العمل على نصرة قضية المسجد الأقصى وقضية إقليم كشمير ودعم المظلومين ومقاومة ما يعتبرونه أمراً عقائدياً عبر مكافحة مظاهر شرك بالله، ويتجلى هذا في قوله ’نحن فأس إبراهيم‘".

منير أديب، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، يرى أن الصراع الدائر بين الولايات المتحدة وروسيا غير بعيد من كلمة الظواهري، خصوصاً أن البلدين كانا يقودان الحرب على الإرهاب، لكن مع دخولهما في صراع على الأراضي الأوكرانية، أثّر ذلك في جهود مكافحة الإرهاب العالمية، ما دفع تنظيم "قاعدة الجهاد" إلى الظهور مرة أخرى ومحاولة استنفار أتباعه وتنشيط قواعده، خصوصاً أن ملاذه الآمن بات تحت سيطرة حليفه السابق "طالبان"، ما يوفر له ميزة نسبية عن تنظيم "داعش" المنافس.

أديب قال إن "هناك دلالة لافتة تتعلق بظهور أيمن الظواهري بملبس مدني أشبه بملبس الإمام والفقيه على خلاف ظهوره السابق مع بن لادن بسترة عسكرية مموهة، وتحدّثه في قضية دينية تتعلق بامرأة تعرضت للاضطهاد جاء رغبة منه في بـ’تطبيع ظهوره‘"، وأضاف، "ربما يتحوّل هذا الظهور إلى مظهر عسكري لاحقاً كما جرى خلال الأعوام الأخيرة، وهناك صراع بين داعش والقاعدة، فالأول ربما يتمدد بصورة أو بأخرى مع تولّي خليفة جديد التنظيم، ما سيغيّر من استراتيجيته نحو تنامي الخصومة بين التنظيمين، إذ سيُعاد رسم خريطة التنظيمات الدينية المتطرفة في العالم على خلفية الصراع بين القطبين العالميين روسيا والولايات المتحدة، وربما يؤدي هذا الصراع إلى عودة القاعدة من جديد، لأنه تنظيم عالمي وله استراتيجية ثابتة ضد المصالح الأميركية، ومجرد ظهوره يدل على أن الظواهري وتنظيمه موجودان ويتمتعان بحماية طالبان في تحدٍّ واضح للولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة والتنظيمات المنافسة ومن يدعمها، فطالبان وفّرت له الحماية في الماضي، وتظهره اليوم بملابس مدنية للحديث عن شأن يتعلق بالحياة المدنية والقضايا الإيمانية، وكأن لسان حال التنظيم يقول إن هذا الرجل له شرعية كشرعية طالبان، ووجوده مقبول في الأراضي الأفغانية، وهو ما قد يكون بداية لشرعنة وجود التنظيم بشكل علني في أفغانستان".

عين على الساحة الهندية

منذ مقتل أسامة بن لادن، كان أبرز قرار اتخذه الظواهري إعلانه تأسيس "تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية" عام 2014 ليكون بمثابة مظلة جامعة لفروع "القاعدة" في جنوب آسيا، لكن صعود التنظيم المنافس المتمثل في فرع "داعش" المحلي بالمنطقة، والمعروف باسم "ولاية خرسان"، فرض تحدّياً كبيراً على "القاعدة" في شبه الجزيرة الهندية، وتنظيمها الأم المتمثل في تنظيم "القاعدة" المركزي والتنظيم المستضيف له "طالبان".

يشير تقرير نشره "المركز الأوروبي لمكافحة التطرف" إلى أن هجمات "داعش- خراسان" أعاقت نمو "القاعدة" في شبه القارة الهندية، لكن أكبر دفعة للتنظيم "هي انتصار طالبان في أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، إذ أصبح من الواضح أن الحركة لم تكُن تنوي قطع علاقاتها مع حليفها (تنظيم القاعدة)، أو الحد من أنشطته. ومنذ ذلك الحين، غيّر التنظيم في شبه القارة الهندية اسم مجلته من نواي الجهاد الأفغاني (صوت الجهاد الأفغاني) إلى نواي غزوة الهند (صوت غزوة الهند)، ما يشير إلى المنطقة التي سيركز عليها طاقاته، بعد انسحاب الولايات المتحدة".

لعل ذلك ما يفسر حجم الحفاوة التي أبداها الظواهري بالفتاة الهندية، وحديثه خلال خطبته التي جاءت بعنوان "حرة الهند" أيضاً عن "القدس وكشمير" جنباً إلى جنب، في سعي واضح لتشجيع الأنشطة المناهضة لسياسة حكومة نيودلهي في إقليم كشمير ذي الغالبية المسلمة المتنازع عليه مع باكستان، وكذلك قرارات السلطات الهندية القمعية تجاه المواطنين الهنود المسلمين، لا سيما مع اختيار بث المقطع خلال رمضان، على الرغم من أن المسيرة التي شاركت فيها الطالبة الهندية كانت في فبراير الماضي.

تقى النجار، الباحثة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، ترى أن ظهور الظواهري يمثل تأكيداً على أنه لا يزال على قيد الحياة في الوقت الذي تحدثت معلومات عن وفاته، وقد جاء الخطاب بعنوان "حرة الهند"، إذ تمثل الهند "ساحة لتنامي القاعدة، نتيجة تغلغل الانقسامات العرقية وانتشار الخلافات الطائفية ووجود التباينات الدينية، ما يمكّن التنظيم من الحصول على فرصة مؤاتية لتعزيز نشاطه في تلك المنطقة، حيث توفر آسيا بصفة عامة، وإقليم جنوب آسيا، وجنوب شرقي آسيا على وجه الخصوص، البيئة الملائمة لنشاط التنظيمات الإرهابية".

بدوره، قال علي رجب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية في تصرح خاص إن المقطع الجديد يحمل إشارات عدة إلى أنه جاء بتنسيق مع حركة "طالبان" أو رغبة بمغازلتها ودعمها، بمعرفة الجناح المتشدد بقيادة "جماعة حقاني"، ووزير داخلية "طالبان" سراج الدين حقاني، وهو الصديق الأقرب لـ"القاعدة". وأضاف "هذا الفيديو يعكس استمرار مساعي القاعدة للعب دور فاعل في المشهد الأمني والسياسي في جنوب آسيا وشبه القارة الهندية، ويبعث برسائل غير مباشرة من طالبان إلى المجتمع الدولي وواشنطن بسرعة الاعتراف بالحركة أو تحوّل أفغانستان إلى مركز للتنظيمات الإرهابية، في ظل صراعها مع تنظيم داعش".

وأضاف رجب، "الأمر الآخر، التأكيد على أن العدو البعيد هو الهدف الاستراتيجي للقاعدة، أي الولايات المتحدة والدول الغربية، فرسائل التهديد لمصالح أميركا تستهدف التأثير في تحرك واشنطن نحو طالبان من أجل مكافحة الإرهاب، بخاصة في ظل اعتراف ريتشارد كلارك، قائد قيادة العمليات الخاصة الأميركية بصعوبة القيام بعمليات فاعلة لمكافحة الإرهاب بعد قرار الرئيس جو بايدن سحب القوات الأميركية من أفغانستان. وأيضاً في الحديث عن المرأة الهندية، فإنه يلوّح بعمليات إرهابية لخلايا التنظيم في الهند، ما يشير إلى أن القاعدة لا يزال ناشطاً في الهند، وهي حليف رئيس لواشنطن بالمنطقة. ودعا الظواهري مسلمي الهند إلى الرد على الحركات القمعية والمناهضة للإسلام وانتقاد الحكومة الهندية. ليس ذلك فحسب، بل انتقد أيضاً حكومتي باكستان وبنغلاديش، اللتين اتُّهمتا بأنهما حليفتان للغرب".

تجنيد النساء

الظواهري أشاد، خلال كلمته، بالطالبة الجامعية موسكان خان، التي ظهرت في مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تتحدى بشجاعة طلاباً من الهندوس استهزؤوا بحجابها بينما تردد عبارة "الله أكبر"، إذ كتب زعيم "القاعدة" فيها شعراً، معلقاً "رغم أني لستُ شاعراً"، إذ اختتم كلمته التي بُثت مساء الثلاثاء، بـ15 بيتاً من الشعر في مديح الفتاة الهندية، ما يمكن تفسيره على أنه خطاب جديد لـ"القاعدة" يحاول من خلاله إحياء عمليات تجنيد النساء في خدمة أهداف التنظيم.

تقول الباحثة تقى النجار لـ"اندبندنت عربية" إنه على الرغم من عدم حديثه عن التحديات التي يمر بها التنظيم، فإنه ركز في خطابه على المضايقات التي تتعرض لها المسلمات المحجبات في الهند، ويمكن القول إن هذا الطرح يهدف إلى تسليط الضوء على دور النساء في الجهاد، إذ تطورت عملية التوظيف للمرأة داخل "القاعدة" عبر مراحل مختلفة. ففي المراحل الأولى من نشأة التنظيم، لم يهتم أسامة بن لادن بتفعيل دور المرأة، واقتصر على توظيفها في المهمات التقليدية المتعلقة بالزواج والإنجاب، ومعالجة المصابين، بجانب تنظيم بعض الدروس والحلقات للأخوات العربيات والأفغانيات.

وتابعت "بعد احتلال الولايات المتحدة العراق عام 2003، بدأ التنظيم ينظر بشكل آخر إلى المرأة باعتبارها قوة يجب استغلالها، بخاصة مع تصاعد الضغط العسكري عليه، بحيث اتّبع أبو مصعب الزرقاوي (مؤسس تنظيم القاعدة في العراق) سياسة جديدة، فدعا النساء إلى تنفيذ عمليات انتحارية، وأكّد هذا الأمر في خطابه المشهور، بعنوان ’أينقص الدين وأنا حي؟‘، وقد دشن هذا الخطاب مرحلة جديدة من إشراك النساء في العمليات الإرهابية، إذ تنامت أدوار المرأة القتالية في منتصف عام 2007، وتوسع التنظيم في توظيف الانتحاريات، فأعلن عن تشكيل أول كتيبة استشهادية عُرفت باسم ’كتيبة الخنساء‘".

وتعتقد النجار أن قضية "النوع الاجتماعي" تُعدّ محورية داخل الدراسات المتعلقة بالإرهاب والتطرف، إذ يمثل "النوع الاجتماعي" عنصراً حاسماً في التفاعلات المتعلقة بالظاهرة الإرهابية، فتنوّعت مهمات النساء داخل التنظيمات الإرهابية ما بين الأدوار التقليدية واللوجستية والعملياتية، وتوسعت تلك التنظيمات في الاعتماد على النساء خلال فترات الضغط العسكري عليها من أجل تعزيز صورتها (الجهادية) من جهة، وكسب التعاطف مع قضيتها من جهة أخرى. وأضافت، "على صعيد آخر، جاءت ممارسات تلك التنظيمات لتقهر النساء في إطار قناعتها الأيديولوجية المتعلقة بالنظر إلى المرأة على أساس كونها تابعاً وليست إنساناً مكتمل الحقوق والحريات. وعلى صعيد ثالث، سعت أخريات إلى بذل جهود متعددة من أجل الحيلولة دون تمدد إرهاب تلك التنظيمات."

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير