Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تتهم أوكرانيا بالسعي لنسف المحادثات عبر ادعاءات بشأن بوتشا

زيلينسكي يدعو الأمم المتحدة لمحاسبة موسكو على "جرائمها" وبوتين يحذر العالم من أزمة غذاء بسبب عقوبات الغرب

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء الخامس من أبريل (نيسان)، إن عملية اكتشاف جثث في مدينة بوتشا الأوكرانية كانت "استفزازاً" يهدف إلى إفشال المفاوضات الجارية بين كييف وموسكو. وأكد في رسالة بالفيديو بثت عبر التلفزيون الروسي، "سؤال يطرح نفسه: ما فائدة هذا الاستفزاز الصارخ والكاذب... يقودنا إلى الاعتقاد بأنه يستخدم لإيجاد ذريعة لنسف المفاوضات الجارية".

وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متوجهاً إلى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء، الخامس من أبريل، بـ"محاسبة" روسيا لارتكابها "جرائم الحرب" خلال هجومها على بلاده وإلا فسيتعين على الأمم المتحدة "إغلاق أبوابها ببساطة".

وقال زيلينسكي خلال وصف للفظائع المزعومة في بوتشا، "أشخاص قتلوا في شققهم ومنازلهم... ومدنيون سحقوا بدبابات أثناء جلوسهم في سياراتهم في منتصف الطريق، فقط لمجرد المتعة"، مضيفاً "المحاسبة يجب أن تكون حتمية". وأشار إلى أن "مئات الآلاف" من الأوكرانيين رُحّلوا إلى روسيا.

كما حث زيلينسكي الأمم المتحدة على إصلاح نظامها الذي يمنح روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن، حق النقض (الفيتو)، قائلاً إنه يجب فعل كل شيء لضمان عمل المنظمة الدولية بشكل فعال.

في المقابل، اعترضت روسيا على الاتهامات الموجّهة إلى جيشها بارتكاب فظائع في أوكرانيا، وأكد مندوبها في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، "إجلاء" 600 ألف شخص من أوكرانيا إلى روسيا نافياً نقلهم "بالإكراه" كما يقول الغرب.

وأضاف، "لم نأتِ إلى أوكرانيا للاستيلاء على أراض"، رافضاً مجدداً الاتهامات الموجة إلى الجيش الروسي بارتكاب فظائع.

في غضون ذلك،  قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن بلاده يجب عليها أن تتابع عن كثب صادراتها الغذائية إلى الدول المعادية لأن العقوبات الغربية أثارت أزمة غذاء عالمية وزيادات حادة في أسعار الطاقة.

وحذر بوتين من أن ارتفاع أسعار الطاقة مصحوباً بنقص في المخصبات الزراعية (الأسمدة) سيدفعان الغرب إلى طبع النقود لشراء إمدادات، مما يؤدي إلى نقص في الغذاء بين الدول الأكثر فقراً. وقال، "هم حتماً سيفاقمون نقص الغذاء في المناطق الأكثر فقراً في العالم، وسيثيرون موجات جديدة من الهجرة ويدفعون بشكل عام أسعار الغذاء لمزيد من الارتفاع".

وأبلغ زعيم الكرملين اجتماعاً حول إنتاج الغذاء في الدول النامية، "في هذه الظروف الحالية، فإن نقصاً في الأسمدة في السوق العالمي حتمي... سيكون علينا أن نكون أكثر حذراً بشأن إمدادات الغذاء إلى الخارج، وخصوصاً مراقبة الصادرات إلى الدول المعادية لنا".

وروسيا هي أكبر مصدًر للقمح في العالم، وترسل إمداداتها بشكل رئيسي إلى أفريقيا والشرق الأوسط. وهي أيضاً منتج رئيسي للأسمدة، إذ تنتج أكثر من 50 مليون طن تمثل 13 في المئة من الإنتاج العالمي.

وقال بوتين إن العقوبات عرقلت العوامل اللوجستية لإمدادات الأسمدة من روسيا وبيلاروس في حين يجعل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إنتاج المخصبات الزراعية أكثر تكلفة في الغرب. كما ندد بوتين بالإجراءات المتخذة ضد شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" في أوروبا وحذر من إجراءات انتقامية محتملة. وقال إن "الوضع في قطاع الطاقة يزداد سوءاً نتيجة إجراءات قاسية غير مرتبطة بالسوق، بما فيها الضغط الإداري على شركتنا غازبروم في بعض الدول الأوروبية"، محذراً من أن التهديدات في أوروبا بتأميم الاصول الروسية "سيف ذو حدين".

وأكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن الحرب في أوكرانيا لديها تداعيات على 74 دولة نامية وتؤثر على 1.2 مليار شخص في العالم، معرّضون "بشكل خاص لارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة والأسمدة".

طرد الدبلوماسيين الروس

أوروبياً، الحملة لطرد دبلوماسيين روس على خلفية حرب أوكرانيا أثارت حفيظة موسكو، التي نددت الثلاثاء، الخامس من أبريل (نيسان)، بـ"ضيق البصيرة" الأوروبية، في حين حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، من أن روسيا تعزز صفوفها من أجل "السيطرة على كامل منطقة دونباس" في شرق أوكرانيا وإنشاء "جسر بري مع شبه جزيرة القرم" التي ضمتها موسكو عام 2014.

ومع توالي طرد الدبلوماسيين الروس في عدد من العواصم الأوروبية، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريحات إعلامية، "هو أمر مؤسف. فالحدّ من فرص التواصل على الصعيد الدبلوماسي في هذه الظروف الصعبة" ينمّ عن "ضيق بصيرة من شأنه أن يعقّد بعد أكثر" العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي. وأضاف، "سيؤدي ذلك حتماً إلى إجراءات انتقامية".

وبعد فرنسا وألمانيا الاثنين، أعلنت الثلاثاء إيطاليا والدنمارك والسويد وإسبانيا بدورها أنها ستطرد عشرات الدبلوماسيين الروس، ما من شأنه أن يؤدي إلى تدهور إضافي في العلاقات مع موسكو بعد اكتشاف عشرات الجثث العائدة لمدنيين قرب كييف، اتهمت السلطات الأوكرانية روسيا بقتلهم وهو ما تنفيه موسكو متهمة السلطات الأوكرانية بـ"فبركة" كل ذلك.

ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن روسيا سيكون لها رد مناسب على طرد 30 من دبلوماسييها من إيطاليا. وكان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو قد قال إن بلاده طردت 30 دبلوماسياً روسياً بسبب مخاوف أمنية، وفقاً لتصريحات أرسلها متحدث.

كما أعلن وزير الخارجية الدنماركي ييبي كوفود أن بلاده ستطرد 15 دبلوماسياً روسياً بتهمة التجسس، مؤكداً العزم على "إرسال إشارة واضحة إلى روسيا مفادها بأن التجسس على الأراضي الدنماركية غير مقبول".

وقررت إسبانيا بدورها الثلاثاء طرد نحو 25 دبلوماسياً روسياً "بمفعول فوري" لأنهم يشكلون "تهديداً لمصالح البلاد"، وفق ما أعلن وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، مضيفاً أن القرار يعود إلى "الأحداث المروعة التي وقعت في الأيام الماضية في أوكرانيا في بوتشا وماريوبول".

وفي السويد، قالت وزيرة الخارجية آن ليندي الثلاثاء، إن بلادها ستطرد ثلاثة من دبلوماسيي روسيا قالت إن عملهم لا يتوافق مع القواعد الدولية.

وقررت سلوفينيا الثلاثاء طرد 33 دبلوماسياً روسياً تعبيراً عن "احتجاجها" و"صدمتها" إثر اكتشاف العديد من الجثث في مدينة بوتشا.

كذلك قالت كل من وزارتي الخارجية البرتغالية والرومانية إنهما ستطردان على التوالي 10 من دبلوماسيي روسيا.  

وقال الاتحاد الأوروبي إنه أعلن 19 دبلوماسياً روسياً أشخاصاً غير مرغوب فيهم بسبب "انخراطهم في أنشطة تتعارض مع وضعهم الدبلوماسي" وأمرهم بمغادرة بلجيكا البلد المضيف لمقر التكتل الأوروبي.

 

وصنّف الاتحاد الأوروبي الثلاثاء عدداً من الدبلوماسيين الروس العاملين مع مؤسسات أوروبية "أشخاصاً غير مرغوب بهم"، ممهداً لاحتمال طردهم من بلجيكا.

وعقب ورود أنباء عن العثور على القتلى في بوتشا، أعلنت ليتوانيا طرد السفير الروسي، فيما أعلنت ألمانيا في اليوم نفسه طرد "عدد كبير" من الدبلوماسيين الروس في برلين، وأفادت معلومات تلقتها وكالة الصحافة الفرنسية بأن عددهم يصل إلى 40.

وبعد دقائق، أعلنت فرنسا طرد 35 دبلوماسياً روسياً "تتعارض أنشطتهم مع مصالحها"، بحسب مصدر مقرب من وزارة الخارجية الفرنسية، موضحةً أن "هذا الإجراء جزء من نهج أوروبي".

وكانت عدة دول أوروبية اتخذت تدابير مماثلة. ففي 29 مارس (آذار)، أعلنت بلجيكا طرد 21 شخصاً يعملون في السفارة والقنصلية الروسيتين خلال مهلة 15 يوماً، للاشتباه بضلوعهم "في عمليات تجسس تهدد الأمن القومي". وفي اليوم نفسه، قررت هولندا طرد 17 شخصاً "معتمدين كدبلوماسيين في البعثات الروسية في هولندا" لكنهم "ينشطون بشكل سري كضباط استخبارات".

وفي 23 مارس، أعلنت بولندا على لسان وزير الداخلية ماريوس كامينسكي، طرد "45 جاسوساً روسياً ينتحلون صفة دبلوماسيين".

ووفقاً لإحصاءات وكالة الصحافة الفرنسية، تم طرد نحو 260 دبلوماسياً روسياً من مختلف دول الاتحاد الأوروبي منذ بدء الهجوم الروسي.

الهجوم على دونباس

في الأثناء، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء، عن تخوفه من اكتشاف "فظائع أخرى" في الأراضي الأوكرانية التي استعيدت من القوات الروسية.

وحذّر ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي عشية اجتماع لوزراء خارجية الحلف، "نحن في مرحلة حاسمة من الحرب". وأوضح، "غادرت القوات الروسية منطقة كييف وشمال أوكرانيا. ينقل فلاديمير بوتين عدداً كبيراً من القوات إلى الشرق في روسيا. ستعيد تسليح نفسها وستتلقى تعزيزات من الجنود لأنها تكبّدت خسائر كبرى في صفوفها، وهي تستعد لإطلاق هجوم كبير في منطقة دونباس".

وأشار إلى أن "معظم القوات الأوكرانية تتركز في هذه المنطقة". وتابع ستولتنبرغ، "ستستغرق عملية إعادة تموضع القوات الروسية بعض الوقت، قد تكون أسابيع قليلة، قبل شن هجوم كبير. من الضروري أن يدعم الحلفاء الأوكرانيين ويساعدوهم على إعادة التسلح من أجل السماح لهم بالدفاع عن أنفسهم". وقال إن وزراء خارجية الناتو سيناقشون مع نظيرهم الأوكراني دميترو كوليبا الخميس حاجات القوات الأوكرانية. وأوضح، "لا أريد إعطاء تفاصيل، لكن يجري البحث في توريد أسلحة مضادة للدبابات وأنظمة دفاع مضادة للطائرات".

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستمد أوكرانيا بطائرات مسيرة من طراز "سويتش بليد" المزودة برؤوس حربية مضادة للدروع. وأضاف خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، أن "الطائرات المسيرة طراز سويتش بليد 600 و300 ستتحرك بأسرع ما يمكن".

وقالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء، إن قواتها "ستحرر" مدينة ماريوبول الساحلية الواقعة في جنوب أوكرانيا من "القوميين" الأوكرانيين، حسب ما ذكرت وكالة الإعلام الروسية. ونقلت وكالة أخرى، هي "إنترفاكس"، عن الوزارة قولها إن الجانب الروسي اقترح أن تغادر القوات الأوكرانية المدينة، لكنها رفضت.

"إسرائيل كبيرة"

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال من جهته إن أوكرانيا ستصير أشبه "بإسرائيل كبيرة" مع تصدر الأمن قائمة الأولويات في السنوات الـ 10 المقبلة، مضيفاً أن جهود بلاده لصد القوات الروسية عن ماريوبول تواجه صعوبات جمة.

وأوضح في مقابلة تلفزيونية مع وسائل إعلام محلية أن الوضع العسكري في المدينة الساحلية التي تقع جنوب البلاد "صعب للغاية"، ولفت إلى أن تركيا اقترحت خطة لإجلاء الجرحى والجثث من المدينة، لكنه حذر من أن المبادرة تعتمد على إرادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن عمليات القتل في بلدة بوتشا ليست عملاً عشوائيا لوحدة مارقة، لكنها جزء من حملة روسية متعمدة لتنفيذ أعمال وحشية.

ولم يقدم بلينكن أي أدلة لدعم تأكيده على شن حملة متعمدة. لكنه قال للصحافيين، قبل مغادرته إلى بروكسل لحضور اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي، إن واشنطن تدعم الجهود الأوكرانية للتحقيق في ما جرى.

وأضاف "ما رأيناه في بوتشا ليس عملاً عشوائياً لوحدة مارقة. إنه حملة متعمدة للقتل، للتعذيب، للاغتصاب، لارتكاب أعمال وحشية. التقارير موثوقة، الدليل موجود هناك ليراه العالم".

أما تشانغ جون، سفير الصين لدى الأمم المتحدة، فقال الثلاثاء إن التقارير والصور التي تظهر مقتل مدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية "مقلقة جداً"، لكنه أضاف أنه يجب التحقق من ملابساتها وأن تستند أي اتهامات إلى حقائق.

استعادة مناطق

وفي الجديد الميداني أيضاً، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية، الثلاثاء الخامس من أبريل (نيسان)، إن القوات الأوكرانية استعادت مناطق رئيسة في الشمال، مجبرة القوات الروسية على الانسحاب من مناطق حول تشيرنيغوف وشمال العاصمة كييف. وأفادت وزارة الدفاع في نشرة دورية على "تويتر"، بأن من المرجح أن يستمر القتال على مستوى منخفض في مناطق مستعادة حديثاً، لكنه يتراجع بشدة هذا الأسبوع مع انسحاب بقية القوات الروسية.

وأضافت الوزارة أن العديد من الوحدات الروسية المنسحبة من شمال أوكرانيا من المرجح أن تحتاج لإعادة تجهيز وتجديد كبيرة قبل أن يكون بمقدورها إعادة الانتشار للمشاركة في العمليات بشرق أوكرانيا.

وتعرضت مدينة كراماتورسك الكبيرة التي تسيطر عليها كييف في شرق البلاد، لقصف متكرر ليل الاثنين الثلاثاء. وأفاد أحد مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية بأن القصف دمر مدرسة في وسط المدينة قريبة من مبنى للشرطة. ولم تصدر أي حصيلة رسمية بضحايا هذه الضربات.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإفراج ليلاً عن فريق تابع لها كان محتجزاً منذ الاثنين لدى الشرطة في منطقة يسيطر عليها الروس قرب ماريوبول المحاصرة منذ أسابيع عدة.

منظمة "أطباء بلا حدود" الخيرية الطبية قالت بدورها في بيان الثلاثاء، إن فريقها شاهد ضربات روسية خلال زيارة لمستشفى في الرابع من أبريل في ميكولايف وتمكن من الاحتماء والهرب بسلام. وقال ميشيل أوليفييه لاتشاريتي، رئيس بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في أوكرانيا، "وقعت انفجارات عدة على مقربة شديدة من طاقمنا على مدار حوالى 10 دقائق... أثناء مغادرتهم المنطقة، رأى فريق أطباء بلا حدود جرحى وجثة واحدة على الأقل".

ولم تقدم "أطباء بلا حدود" ومقرها جنيف تفاصيل حول كيفية معرفتها بأن الضربات روسية ولم تقدم أدلة بخلاف البيان. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من تفاصيل ما حدث.

عقوبات جديدة

وتخطط الولايات المتحدة وأوروبا لفرض عقوبات جديدة على موسكو. واقترحت المفوضية الأوروبية الثلاثاء، على دول الاتحاد الأوروبي تشديد العقوبات من خلال وقف مشترياتها من الفحم الروسي، والتي تشكل 45 في المئة من واردات الاتحاد الأوروبي، وعبر إغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن التي يشغلها روس.

وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين، إن بعد اكتشاف عدد كبير من الجثث في محيط العاصمة الأوكرانية كييف، "علينا بشكل واضح زيادة ضغطنا" على موسكو. واقترحت بروكسل أيضاً تشديد العقوبات المصرفية الحالية وحظر ما تصل قيمته إلى عشرة مليارات يورو (10.9 مليار دولار) من صادرات المعدات والمكونات الصناعية المهمة إلى روسيا مثل أشباه الموصلات المتطورة.

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن فون دير لايين والمسؤول عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل سيسافران "هذا الأسبوع" إلى كييف للقاء زيلينسكي.

وأظهر تقرير من وزارة الاقتصاد الألمانية الثلاثاء، أن ألمانيا ستضطر على الأرجح لوقف تشغيل بعض محطاتها للكهرباء إذا أنهت واردات الفحم من روسيا على الفور، على الرغم من أن اعتمادها على روسيا في ذلك الوقود ينكمش سريعاً. وأشار التقرير إلى أن حصة روسيا في واردات ألمانيا من الفحم ستهبط إلى 25 في المئة في الأعوام القليلة المقبلة من المستوى الحالي البالغ 50 في المئة بسبب تغييرات في العقود أخيراً. وقال التقرير إن ألمانيا قد تصبح مستقلة عن الفحم الروسي بحلول الخريف. لكن حظراً فورياً على واردات الفحم من روسيا سيؤدي إلى "نقص في الفحم بعد أسابيع قليلة".

وستمنع الولايات المتحدة بالتنسيق مع مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي "كل الاستثمارات الجديدة" في روسيا اعتباراً من الأربعاء، ضمن حزمة جديدة من العقوبات، بحسب مصدر مطّلع لوكالة الصحافة الفرنسية. وستشمل هذه الإجراءات العقابية أيضاً "عقوبات معززة ضد المؤسسات المالية والشركات العامة في روسيا وعقوبات ضد مسؤولين في الحكومة الروسية وأقاربهم".

حظر أميركي

وستمنع الولايات المتحدة روسيا اعتباراً من الثلاثاء من تسديد دينها بدولارات مودعة في مصارف أميركية، ما يزيد الضغوط على موسكو ويزيد من احتمال أن تتخلف عن دفع الديون المستحقة.

وقال ناطق باسم الخزانة الأميركية، "اليوم هو المهلة النهائية لتقوم روسيا بتسديد آخر في إطار دينها"، موضحاً أنه مع هذا الإجراء "ينبغي على روسيا أن تختار بين إفراغ احتياطها المتبقي من الدولارات أو (استخدام) إيرادات جديدة أو التخلف" عن السداد.

وقد دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى "محاكمة في جرائم حرب"، بعد اكتشاف كثير من الجثث بملابس مدنية في بوتشا، قرب كييف، مشدداً في الوقت نفسه على أن هذه الجرائم لا ترقى في نظره إلى "إبادة جماعية".

وقال بايدن للصحافيين، "علينا أن نجمع المعلومات" بشأن ما حصل في بوتشا، و"يجب أن تكون لدينا التفاصيل كاملة" من أجل "أن تكون لدينا محاكمة في جرائم حرب"، كما جدد الرئيس الأميركي التأكيد أنه سيفرض "عقوبات إضافية" على روسيا. وقال، "ربما تتذكرون أنني انتقدت عندما قلت عن بوتين إنه "مجرم حرب"، في الواقع، الحقيقة هي أنه مجرم حرب". وأضاف، "هذا الرجل وحشي، ما يجري في بوتشا مروع، والعالم بأسره شاهده"، داعياً إلى "محاسبة" الرئيس الروسي.

ونددت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي بـ"جرائم حرب"، بعد اكتشاف جثث بوتشا، متوعدة موسكو بعقوبات جديدة "قريباً". وقالت خلال مؤتمر صحافي على هامش رحلة إلى فنلندا، إن "ما حدث في نهاية الأسبوع الماضي مروع وغير مبرر وصادم". وأضافت، "من الواضح أن هذه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، متهمة القوات الروسية بارتكابها.

"عملية عسكرية خاصة"

في هذا الوقت، قال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، جيك سوليفان إن روسيا تخطط على الأرجح لنشر عشرات الآلاف من الجنود في شرق أوكرانيا مع تحويل تركيزها إلى جنوب البلاد وشرقها. وأضاف سوليفان للصحافيين في البيت الأبيض، "نعتقد في هذا المرحلة أن روسيا تراجع أهدافها الخاصة بالحرب للتركيز على شرق أوكرانيا وأجزاء من جنوبها بدلاً من استهداف معظم الأراضي". وقال إن هدف موسكو هو على الأرجح أن "تحاصر وتسحق" القوات الأوكرانية في المنطقة. وأضاف، "يمكن لروسيا بعد ذلك استخدام أي نجاح تكتيكي تحققه لإبراز حدوث تقدم وإخفاء... (أي) فشل عسكري سابق".

وكان هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي بدأ في 24 فبراير (شباط)، هو أكثر العمليات العسكرية دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وتصفه روسيا بأنه "عملية عسكرية خاصة" تهدف إلى حماية المدنيين.

وقال سوليفان إن إدارة بايدن ستعلن عن مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا في الأيام المقبلة. وأضاف أن مزيداً من العقوبات التي تستهدف قطاع الطاقة الروسي مطروحة على الطاولة في المحادثات مع الحلفاء الأوروبيين، وأفاد بأن المرحلة التالية قد تطول مع تفوق القوات الروسية على نظيرتها الأوكرانية عدداً. وقال إن موسكو ستسعى على الأرجح للسيطرة على مساحة أكبر بكثير في شرق أوكرانيا من تلك التي كان الانفصاليون يسيطرون عليها قبل الهجوم.

مدينة خيرسون

وفي الجنوب، من المرجح أن تسعى روسيا للسيطرة على مدينة خيرسون للتحكم في تدفق المياه إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها في عام 2014. وقال سوليفان إنه من المتوقع أن يشن الكرملين مزيداً من الضربات الجوية والصاروخية في جميع أنحاء البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بدوره، أعلن حاكم المنطقة سيرغي غاداي أن القوات الروسية تستعد "لشن هجوم ضخم" على القوات الأوكرانية في لوغانسك في شرق أوكرانيا. وقال في رسالة عبر الفيديو، "نرى معدات تصل من اتجاهات مختلفة. نرى الروس يعززون صفوفهم ويتزودون الوقود... نحن ندرك أنهم يستعدون لهجوم ضخم".

وأضاف أن "عمليات القصف تتكثف. الليلة الماضية كانت هناك محاولة لدخول روبيجني (قرب لوغانسك) صدها مقاتلونا ودمر العديد من الدبابات، وكانت هناك عشرات الجثث" العائدة إلى جنود روس. وتابع، "للأسف، قتل متطوعان بانفجار لغم أو قذيفة مدفعية"، كما "تم قصف كنيسة وأصيب راهبان" من دون تقديم تفاصيل إضافية.

ودعا الحاكم سكان المنطقة إلى المغادرة. وقال في رسالته، "أرجوكم لا تترددوا. اليوم أُجليَ ألف شخص. أرجوكم لا تنتظروا حتى تُقصف منازلكم". وطلب رئيس بلدية بوروفا، وهي بلدة تقع في منتصف الطريق بين لوغانسك وخاركيف، المدينة الكبيرة في شمال شرقي البلاد، من سكان البلدة مغادرتها.

وقال ألكسندر تيرتيتشني في منشور على "فيسبوك"، "نحن مجبرون على اتخاذ قرار بإخلاء السكان... حفاظاً على سلامة المواطنين. أولئك الذين يستطيعون المغادرة بسياراتهم الخاصة مدعوون إلى القيام بذلك!"، مشيراً إلى أن السلطات وضعت في الخدمة أيضاً حافلات لنقل السكان إلى محطة القطارات.

انسحاب روسي من المناطق الشمالية

قال مسؤولون في المناطق الشمالية بأوكرانيا، الاثنين، إن القوات الروسية هناك انسحبت بالكامل، أو خفضت عددها بشكل كبير تاركة وراءها ألغاماً ومركبات عسكرية مدمرة.

وأفادت أوكرانيا بأن القوات الروسية تنسحب أو تُجبر على التراجع في الشمال منذ أن أعلنت روسيا، الثلاثاء الماضي، أنها ستقلص عملياتها هناك للتركيز على المعارك في الشرق. وقال فيتالي بونتشكو حاكم منطقة جيتومير، الواقعة إلى الغرب من كييف، إنه لم تعهد هناك قوات روسية في المنطقة.

وأضاف في منشور على الإنترنت، "غادروا تاركين بعض مركباتهم وذخائرهم، لكنهم غادروا أيضاً بعد تلغيم منازل خاصة وغابات، ليتركوا وراءهم فعلياً آثار الحرب". ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب للتعليق على مزاعم سابقة بأن القوات المنسحبة تزرع ألغاماً في مناطق مدنية.

وقالت السلطات في منطقة تشيرنيهيف، الواقعة شمال شرقي كييف، إن بعض القوات الروسية ما زالت هناك، لكنها انسحبت من محيط مدينة تشيرنيهيف الرئيسة. وأفاد دميترو زيفيتسكي حاكم منطقة سومي المجاورة، التي تقع على حدود أوكرانيا مع روسيا، بأن القوات الروسية لم تعد تحتل أي بلدات أو قرى في المنطقة وأن القوات الأوكرانية تحاول طرد وحدات متبقية.

وقال في حديث للتلفزيون الرسمي، إن القوات الروسية تخلت عن المركبات مع تراجعها. وأضاف أن بعضها تضرر، لكن البعض الآخر استولت عليه القوات الأوكرانية كغنائم حرب، بما في ذلك ناقلات جند مدرعة ودبابات.

قطاع الطاقة الروسي

وبشأن العقوبات، قال سوليفان إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيعلنون "خلال الأسبوع الحالي" عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا في حين ستتلقى أوكرانيا مساعدة عسكرية إضافية.

وأشار مستشار الرئيس الأميركي إلى أن المباحثات بين الدول الغربية تشمل راهناً تدابير محتملة "على ارتباط بالطاقة"، وهي مسألة حساسة للأوروبيين الذين يعتمدون كثيراً على الغاز الروسي. وشدد على أن البحث جارٍ للتوصل إلى "توافق" مع الاتحاد الأوروبي الذي يناقش من جهته "بصفة عاجلة" فرض عقوبات جديدة على موسكو.

ووعد "بإعلانات جديدة عن مساعدة عسكرية إضافية في الأيام المقبلة" لأوكرانيا من دون أن يعطي تفاصيل إضافية، مشيراً إلى أن المعدات الموجهة للجيش الأوكراني قد يكون مصدرها الولايات المتحدة أو دول أخرى.

"جرائم حرب"

وقال سوليفان إن الرئيس جو بايدن سيتشاور مع الحلفاء لضمان أن تدفع روسيا والرئيس بوتين ثمن "جرائم الحرب" التي تُرتكب في أوكرانيا. وأضاف أنه لم يرَ حتى الآن دليلاً على أن الفظائع الروسية ارتقت إلى مستوى الإبادة الجماعية. وقال إن مشاورات قد تجرى في المحكمة الجنائية الدولية أو في مكان آخر.

وبدا أن اكتشاف مقبرة جماعية وجثث تم إطلاق النار عليها من مسافة قريبة في بوتشا، وهي بلدة خارج كييف استردتها القوات الأوكرانية من القوات الروسية، سيحفز الولايات المتحدة وأوروبا لفرض عقوبات إضافية على موسكو. وقال سوليفان إن عضوية روسيا الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تعني أن موسكو قد تعرقل أي مساءلة عن جرائم الحرب هناك.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت عمليات القتل في بوتشا يمكن أن تكون بناءً على أوامر بوتين أو ارتكبتها قوات روسية تصرفت من تلقاء نفسها، قال سوليفان إن واشنطن حذرت حتى قبل الهجوم من أن روسيا كانت تنوي "قتل المعارضين كسياسة في هذه الحرب"، و"فرض عهد من الإرهاب في أنحاء الأراضي المحتلة في أوكرانيا". وأضاف، "لذا لا نعتقد أن هذا حادث عشوائي... نعتقد أن هذا كان جزءاً من الخطة".

وقال إن الولايات المتحدة تسعى للحصول على معلومات من أربعة مصادر لبناء قضية تتعلق بجرائم الحرب: معلومات الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك من أجهزة الاستخبارات، وما شاهده الأوكرانيون أنفسهم على الأرض، والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، والمقابلات من وسائل الإعلام العالمية المستقلة".

"استهداف المدنيين عمداً"

وقالت أمينة حقوق الإنسان في أوكرانيا لودميلا دينيسوفا، الثلاثاء، إن ما بين 150 و300 جثة ربما تكون في مقبرة جماعية قرب كنيسة في بلدة بوتشا.

الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إليزابيت ثروسل، قالت من جهتها الثلاثاء، إن المشاهد الملتقطة في بوتشا "تشير إلى استهداف مدنيين عمداً"، مشددةً على ضرورة التحقيق في الأحداث.

هذا وأعلنت النيابة العامة الوطنية المعنية بقضايا الإرهاب في فرنسا (بنات) عن فتح ثلاثة تحقيقات جديدة في "جرائم حرب" بشأن أعمال تسببت بضرر لرعايا فرنسيين في أوكرانيا.

وكشفت النيابة العامة التي تتمتّع بالصلاحية اللازمة للنظر في هذا النوع من الانتهاكات، في بيان، أن هذه التحقيقات تطال أفعالاً ارتكبت في ماريوبول وغوستوميل (منطقة كييف) وتشيرنيغيف.

زيلينسكي يلقي كلمة أمام مجلس الأمن

وأعلنت الرئاسة البريطانية لمجلس الأمن الدولي، الاثنين، أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي سيلقي، الثلاثاء، أمام المجلس كلمة عبر الفيديو خلال اجتماع سيخصص لأوكرانيا، ويتوقع أن تطغى عليه الأحداث في بوتشا.

وقالت البعثة البريطانية في الأمم المتحدة في تغريدة على "تويتر"، إن "الرئاسة البريطانية للمجلس ستحرص على أن يتم سماع الحقيقة بشأن جرائم الحرب الروسية. سنفضح حرب بوتين على حقيقتها".

وأكد زيلينسكي في فيديو نشر، ليل الاثنين - الثلاثاء، أنه سيتوجه إلى المجلس من غير أن يُعرف ما إذا كان سيلقي كلمة مسجّلة مسبقاً أو ستكون مباشرة على الهواء. وقال في الفيديو، "سيأتي وقت يعرف فيه كلّ روسي الحقيقة كاملة حول أي من مواطنيه قام بالقتل ومن أعطى الأوامر"، داعياً إلى تشديد العقوبات على موسكو وتسليم بلاده المزيد من الأسلحة.

وأعربت دول غربية عدة والأمم المتحدة عن إدانتها للمشاهد الواردة من بوتشا الواقعة في ضواحي كييف، والتي زارها زيلينسكي الاثنين بعد انسحاب القوات الروسية منها. وبدت في هذه الصور عشرات الجثث لأشخاص بملابس مدنية، بعضها على الطرقات والبعض الآخر في مقابر جماعية.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن من الواضح أن القوات الروسية مسؤولة عن الفظائع في بلدة بوتشا الأوكرانية، ولكنها أقرت بعدم تأكدها تماماً بعد من طبيعة الوحدات التي كانت تعمل في المنطقة.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، في إفادة صحافية، "أعتقد أنه من الواضح تماماً، ليس فقط بالنسبة لنا، ولكن للعالم، أن القوات الروسية مسؤولة عن الفظائع في بوتشا". وأضاف، "لا أعتقد أن بوسعنا الآن تحديد ماهية تلك الوحدات، ما إذا كانت من المتعاقدين أو من المقاتلين الشيشان، لكننا بالتأكيد لا ننفي أن هذه الفظائع ارتكبت على أيدي الروس".

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إنه ينبغي ألا يكون لروسيا مكان في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وأضاف على "تويتر"، "تحدثت مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن الوضع الأمني الحالي ومذبحة بوتشا". ومضى يقول، "شددت على أن أوكرانيا ستستخدم جميع آليات الأمم المتحدة المتاحة لجمع الأدلة ومحاسبة مجرمي الحرب الروس. لا مكان لروسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة".

الرد الروسي

من جانبه، قال فاسيلي نيبينزيا، مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة، إن بلاده ستقدم "أدلة عملية" لمجلس الأمن التابع للمنظمة على أن قواتها لم تقتل مدنيين في أوكرانيا ولم تشارك في أحداث بوتشا.

وأضاف نيبينزيا في مؤتمر صحافي، "لدينا أدلة عملية تدعم هذا. نعتزم تقديمها إلى مجلس الأمن في أقرب وقت ممكن حتى لا ينخدع المجتمع الدولي بمؤامرة كييف الكاذبة ورعاتها الغربيين".

في المقابل، أعلنت السلطات الأوكرانية، الاثنين، أنها عثرت في موتيجين الواقعة غرب العاصمة كييف على جثث رئيسة القرية وزوجها وابنهما ورجلين آخرين، مؤكدة أن القتلى الخمسة أعدمتهم القوات الروسية حين احتلت المنطقة.

وقالت الشرطة إن أصحاب الجثث الخمسة قتلوا وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم. وأضافت أن القوات الروسية خطفت أولغا سوخينكو (50 عاماً) وزوجها وابنهما في 24 مارس (آذار)، بحسب المصدر نفسه.

وأكد عدد من سكان القرية لوكالة الصحافة الفرنسية أن رئيسة القرية وزوجها رفضا التعاون مع القوات الروسية. وفي 11 مارس خطفت القوات الروسية رئيس بلدية ميليتوبول الواقعة في جنوب أوكرانيا، ثم أطلقت سراحه بعد أيام قليلة.

وفي بيان نشر الثلاثاء، اتهمت وزارة الدفاع الروسية "الاستخبارات" الأوكرانية بأنها "صورت مساء الرابع من أبريل مسرحية جديدة لمدنيين زعمت أنهم قتلوا في عمليات عنيفة للجيش الروسي في بلدة موشتون على بعد 23 كيلومتراً شمال غربي كييف". وأضاف، "تدبر أحداث مماثلة (من قبل هذه الأجهزة) في سومي (شمال شرق) وكونوتوب (شمال شرق) ومدن أخرى".

لكن مشاهد صورت عبر الأقمار الاصطناعية وفرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأميركية، تدحض على ما يبدو الادعاءات الروسية التي تفيد بأن الجثث بلباس مدني التي عثر عليها في مدينة بوتشا الأوكرانية وضعت بعد انسحاب القوات الروسية.

وقالت "ماكسار تكنولوجيز" في بيان، "هذه المشاهد العالية الوضوح تدعم مقاطع مصورة وصوراً نشرت حديثاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي تظهر وجود جثث ممددة في الشوارع (في بوتشا) منذ أسابيع عدة".

إسبانيا تحتجز يختاً لملياردير مقرب من بوتين

احتجزت السلطات الإسبانية، الاثنين، بناءً على طلب الولايات المتحدة، يختاً فاخراً يملكه أحد رجال الأعمال الروس الذين تربطهم علاقة وثيقة بالكرملين، وفق ما أفاد مسؤولون أميركيون وإسبان.

وسبق أن صادرت السلطات الأميركية والأوروبية يخوتاً عدة لأثرياء روس لديهم صلات مع بوتين منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، في محاولة للضغط على بوتين لسحب قواته.

وقالت الشرطة الإسبانية في بيان، إن اليخت الذي يبلغ طوله 78 متراً ويحمل اسم "تانغو" احتجزته الشرطة الإسبانية في ميناء بالما دي مايوركا بالتنسيق مع عملاء فيدراليين أميركيين. وأضاف البيان أن اليخت الذي تبلغ قيمته أكثر من 90 مليون يورو مملوك للملياردير الروسي فيكتور فيكسلبيرغ رئيس مجموعة "رينوفا"، و"المقرب جداً" من بوتين.

وأُضيفت رينوفا وبعض الشركات الروسية الأخرى إلى القائمة السوداء للعقوبات الأميركية عام 2018 في إطار جهود واشنطن لمعاقبة موسكو على هجماتها المزعومة ضد "الديمقراطيات الغربية". وأشار البيان إلى أن فيكسلبيرغ ليس هدفاً لعقوبات الاتحاد الأوروبي "في الوقت الحالي"، إلا أنه يخضع للتحقيق في الولايات المتحدة لمحاولته إخفاء ملكيته لليخت لتجنب عقوبات واشنطن.

"فيسبوك" يعلق مؤقتاً وسوماً مرتبطة بأحداث بوتشا

وسط هذه الأجواء، أكد متحدث باسم شركة "ميتا" المالكة لموقع "فيسبوك" أنها فرضت قيوداً لفترة وجيزة على الوسوم المتعلقة بمقتل مدنيين في شمال أوكرانيا. وقال المتحدث باسمها آندي ستون إن الأنظمة الآلية التي تبحث عن صور تحوي أعمال عنف على "فيسبوك" و"إنستغرام"، والتي تملكها الشركة أيضاً، كانت مسؤولة عن حظر وسوم منها "#بوتشا" و"#مذبحة بوتشا".

وأفاد تقرير لمنظمة الهجرة الدولية الثلاثاء، بأن الحرب في أوكرانيا شردت أكثر من 7.1 مليون شخص. وأضاف أن ذلك يمثل زيادة 10 في المئة في عدد النازحين داخلياً بأوكرانيا منذ 16 مارس.

المزيد من الأخبار