Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ندرة المواد الغذائية وغلاء المعيشة في رمضان تونس

غياب المنتجات الاستهلاكية يرفع الأسعار لدرجة خانقة للقدرة الشرائية

مع حلول شهر رمضان، تجد عائلات تونسية كثيرة نفسها عاجزة عن توفير كلفة موائد الإفطار. وكانت أزمات الغذاء الموجودة أساساً في البلاد ورفع أسعار منتجات وسلع رئيسة في الأشهر الماضية قد أججت الأسعار إلى مستويات غير مقبولة.

ويُكافح العديد من التونسيين من أجل تأمين قوتهم اليومي والحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية، على وقع أزمات اقتصادية خانقة تلقي بثقلها على الحياة اليومية.

ويؤكد العديد من التونسيين اتسام رمضان 2022 بندرة المواد الغذائية وارتفاع لافت في أسعار المنتجات، ما يفاقم اهتراء القدرة الشرائية.

تحدَ غذائي

وبينما يصعب العثور على الدقيق في المحال التجارية، وتندر أصناف زيت الطهي، تلاحظ خديجة الهمامي ارتفاع أسعار الخضار واللحوم، ما جعل إعداد طبق "الشربة"، وهي أكلة شعبية تونسية أساسية في مائدة رمضان، باهظ الثمن نظراً لاحتوائه على اللحم الذي بلغ سعره مستويات قياسية مع حلول رمضان، وهو 30 ديناراً (حوالى 10 دولارات للكيلو الواحد).

وتقول ربة المنزل الخمسينية، إن "التضخم المفرط وارتفاع أسعار المواد الغذائية سيجعلان شهر رمضان الذي تنتظره عائلات كثيرة بمثابة تحد، إذ سيكافح كثيرون من أجل توفير وجبات الإفطار".

وزاد ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال الأسابيع الماضية الوضع سوءاً، وبرزت ظاهرة الطوابير أمام المخابز للحصول على الخبز.

وقد اعتمد أصحاب المخابز تخصيص كل مواطن بعدد محدد من الخبز، للتمكن من توزيع الخبر على أكبر عدد من التونسيين.

ويقدر المعهد الوطني للاستهلاك (حكومي) أن مستوى الاستهلاك خلال رمضان يتطور في تونس بنسبة ما بين 15 و20 في المئة، مقارنة مع الأشهر الأخرى من السنة. ما يفسر استعداد السلطات الحكومية منذ أشهر لتوفير المواد.

البنك المركزي التونسي يُحذر

وحذر البنك المركزي التونسي من المخاطر المتصاعدة التي تحيط بآفاق التضخم في البلاد. وعقب اجتماع لمجلس إدارته، أكد البنك في بيان ضرورة القيام "في أقرب وقت ممكن" بالإصلاحات الهيكلية اللازمة لتدعيم المالية العمومية واستعادة النمو المستدام والشامل.

وواصل معدل التضخم نسقه التصاعدي للشهر الرابع على التوالي، ليصل إلى 6.7 في المئة في يناير (كانون الثاني) 2022، مقابل 6.6 في المئة في ديسمبر (كانون الأول) السابق له.

وأشار البنك إلى اتساع العجز في الحساب الجاري ليصل إلى 1.16 مليار دينار (389.5 مليون دولار)، خلال الشهرين الأولين من 2022، مقابل 878 مليون دينار (294.6 مليون دولار) خلال الفترة نفسها من 2021.

وحذّرت منظمات دولية من تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية على صعيد نظام الغذاء العالمي والجوع. ودق صندوق النقد الدولي ناقوس الخطر، مشدداً على أن النزاع في أوكرانيا سيعني "مجاعة في عدد من الدول الأفريقية".

وتوفر روسيا وأوكرانيا نحو 30 في المئة من صادرات القمح عالمياً. وبعد الحرب في أوكرانيا، ارتفعت أسعار الحبوب وزيوت دوار الشمس والذرة. وأوكرانيا هي المصدرة الأولى للأول، والرابعة للثاني، عالمياً.

وارتفعت أسعار النفط والغاز بشكل حاد، وبلغت مستويات لم تعهدها منذ أعوام، نظراً لدور روسيا الوازن في مجال الطاقة.

تطمينات

يؤكد حسام التويتي مدير المنافسة والأبحاث الاقتصادية في وزارة التجارة التونسية، "تحسن نسق عرض المواد المدعمة مع تواصل بعض الاضطرابات المتفاوتة في بعض المواد، وهو ما يستدعي مزيداً من اليقظة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حين هناك مواد يتسم عرضها ببعض الاضطراب، منها الزيت المدعوم والدقيق والسكر، يشير التويتي إلى أن الوضعية الحالية للتزود بالمنتجات الزراعية والصيد البحري "مرضية إجمالاً".

ويتحدث عن توفير 741 ألف طن من القمح، و10 آلاف طن من السكر، و7 آلاف طن من الأرز، و17 ألف طن من الزيت المدعوم، و80 ألف طن من الخضر الأساسية، و79 ألف طن من الغلال، و170 مليون بيضة، و20 ألف طن من الدواجن، و29 مليون ليتر من الحليب.

مقاومة الاحتكار

وأسفرت نتائج البرنامج الوطني لمقاومة الاحتكار والمضاربة، الذي انطلق في 10 مارس (آذار) 2022، عن الاحتفاظ بـ100 شخص وتسجيل 3808 محاضر ومخالفات والكشف عن 2320 مخزناً ومستودعاً.

وأعلن الحرس الوطني، في شأن البرنامج الوطني لمقاومة المضاربة والتهريب، أنه حُجز حوالى 4345 طناً من المواد الأساسية المدعومة، منها 40 طناً من السميد وحوالى 300 طن من السكر وأكثر من 25 ألف ليتر من الحليب، إضافة إلى حجز 233 عربة.

ويعد شهر رمضان موعداً سنوياً للتونسيين، إذ تنشط الحركة التجارية في الأيام الأولى من الشهر، بتغير العديد من المنتجات المعروضة لتحل محلها منتجات مرتبطة بوجبات الصائمين وكل ما يرتبط بالمطبخ.