Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لاجئون أوكرانيون هربوا إلى المملكة المتحدة تم وضعهم في فنادق خاصة

حصري: مطالبات للحكومة البريطانية بتقديم "توضيح عاجل" لحقوق الأوكرانيين الذين يصلون إلى بريطانيا بلا تأشيرات، بعد إخضاع بعض الأسر لإجراءات اللجوء "التي لا تفي بالغرض"

متحدث باسم الحكومة: "كنّا قد أطلقنا أيضاً مسار رعايةٍ جديداً يتيح المجيء لمن ليس لهم روابط عائلية في بريطانيا من الأوكرانيين" (غيتي)

علمت "اندبندنت" أن مواطنين أوكرانيّين وصلوا إلى المملكة المتّحدة بعد فرارهم من الحرب في بلادهم، تمّ وضعهم في فنادق لطالبي اللجوء.

وتتلقّى الحكومة البريطانية مطالباتٍ بتقديم "توضيح عاجل" في شأن حقوق هؤلاء اللاجئين الأوكرانيّين الذين يدخلون إلى البلاد بلا تأشيرات، بعدما تبيّن أن عدداً منهم وصل على متن عبّارات آتية من إيرلندا في الأسابيع الأخيرة.

وفي ما يتعلّق ببعض الحالات، انتهى الأمر بوضع أصحابها في فنادق اللجوء، الأمر الذي أثار قلقاً من أن يخضعهم هذا التدبير لنظامٍ "لا يفي بالغرض"، بحيث يواجهون تأخيراتٍ طويلة مرتبطة باتّخاذ قرار في شأنهم، ما يتسبّب في نشوء نهج تمييزي إزاء الأشخاص الذين يصلون إلى بريطانيا من دون تأشيرات.

وكانت حكومة المملكة المتّحدة قد وضعت مخطّطين لمساعدة الأوكرانيّين: أحدهما يمكّنهم من الانضمام إلى أقاربهم في بريطانيا، والآخر يتيح لهم المجيء إلى البلاد إذا كانوا يعرفون أحداً من المواطنين البريطانيّين القادرين على استضافتهم والراغبين في إيوائهم.

غير أن عمليّات التقدّم مسبقاً بالطلبات إلى كلٍّ من المخطَّطين، تظل عرضةً للتأخير والتعقيدات، الأمر الذي حدا ببعض الأوكرانيّين إلى التوجّه من تلقاء أنفسهم إلى المملكة المتّحدة، من دون الحصول مسبقاً على تأشيرات دخول.

منظّمة "برومسغروف أند ديستريكت أسايلوم سيكرز" Bromsgrove and District Asylum Seeker Support (B&DASS) التي تقدّم الدعم لطالبي اللجوء الموجودين في الفنادق، تساعد في الوقت الراهن أسرةً أوكرانية وامرأة أوكرانية، وذلك بعد مجيئهما إلى البلاد خلال الأسبوعين الماضيين، وتمّ وضع هؤلاء الأفراد في فنادق في مدينتي برومسغروف وبيرمينغهام في إنجلترا.

جوهانا داير وهي إحدى المتطوّعات في المجموعة، أوضحت أن الأوكرانيّين "يأتون إلى المملكة المتّحدة عبر إيرلندا. وتبدأ رحلتهم من المجر إلى إيرلندا، ومن ثمّ يبحرون على متن عبّارة ركابٍ عادية. إن ما يقومون به لا يُعدّ تصرّفاً غير قانوني. لكن عندما يصلون إلى هنا ويحتاجون للدعم، يتمّ إخضاعهم لنظام اللجوء".

وتضيف داير: "لقد شعروا بصدمة شديدة. فعندما وصلوا لأول مرّة قبل نحو أسبوعين، أصيبوا بذهولٍ كامل ... بحيث وجدوا أنفسهم فجأةً في أحد فنادق طالبي اللجوء، جنباً إلى جنب مع أشخاص من مختلف أنحاء العالم، وهم لا يعرفون ما الذي يحدث. إننا نعلم أنه سيكون هناك آخرون في وضعٍ مشابه".

وأوضحت كاتي رايلي، وهي أيضاً متطوّعة في المجموعة، أن هؤلاء الأوكرانيّين "فرّوا من الوضع القائم في بلادهم، لكن بلا تأشيرات دخول إلى بريطانيا، ما أدّى إلى إخضاعهم لإجراءات اللجوء".

وأضافت: "لقد سبق لنا أن قدّمنا الدعم لأسر أفغانية كان أفرادها قد هربوا من بلادهم ووصلوا إلى هنا، وتمّ اعتبارهم طالبي لجوء. وسيحدث هذا الأمر مع الأوكرانيّين في الأشهر المقبلة - يتعيّن علينا أن نضمن مساراتٍ آمنة للجميع".

وزارة الداخلية البريطانية أشارت إلى أن الأوكرانيّين الذين لديهم أسر في المملكة المتّحدة ويصلون إليها بلا تأشيرة، هم مؤهّلون للحصول على وضع الإقامةٍ لمدّة 6 أشهر، وتتيح لهم هذه الإقامة الموقّتة بعد ذلك أن ينتقلوا إلى التأشيرة بموجب مخطّط لمّ شمل الأسرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن ما زال من غير الواضح، ما إذا كان أولئك الذين يصلون بلا تأشيرات وليست لديهم أسرة في المملكة المتّحدة، مؤهّلين هم أيضاً لهذا الوضع الموقّت، أو ما إذا كان لديهم أيّ خيار آخر سوى الخضوع لنظام اللجوء.

ليلى ويليامز نائبة مدير مؤسّسة "ويست لندن ويلكام" West London Welcome، وهي جمعية خيرية للاجئين تدعم الأوكرانيّين الذين وصلوا حديثاً إلى بريطانيا، أكّدت أنها "تشعر بالقلق بشكلٍ خاص" على الأسر المشرّدة الضعيفة، التي وصلت من دون تأشيرات دخول، وليست لديها عائلة للانضمام إليها هنا".

وأضافت: "من غير الواضح ما إذا كان ينبغي على أفراد تلك الأسر التقدّم للحصول على تأشيرات أو تقديم طلب لجوء. إن المؤسّسات الخيرية الشعبية كمؤسّستنا تكفل إيواءهم بأمان، ومنحهم المشورة القانونية، لكن يتوجّب على الحكومة أن تعطي توضيحاً عاجلاً للذين ليست لديهم تأشيرات دخول".

ورأت ويليامز أنه "يجب ألا يكون هناك تمييز تجاه الأوكرانيّين الذين يصلون إلى هنا بأيّ طريقةٍ ممكنة، لأن جميعهم يفرّون من الحرب نفسها، ويحتاجون جميعاً للحماية".

لويز كالفي من منظّمة "ريفوجي أكشن" Refugee Action (مؤسّسة خيرية مستقلة تقدّم المشورة والدعم للاجئين وطالبي اللجوء في المملكة المتّحدة)، أكّدت أن مؤسّستها كانت على علم بمجيء عددٍ من الأوكرانيّين أخيراً إلى المملكة المتّحدة من دون تأشيرات، وأعربت عن قلقها من أن يُجبر هؤلاء الأشخاص على الدخول في نظام لجوءٍ "لا يفي بالغرض"، بسبب التأخيرات الطويلة وظروف الإسكان السيّئة.

تجدر الإشارة إلى أن نحو 25 ألف طالب لجوء في المملكة المتّحدة هم محتجزون في فنادق، وبعضهم موجود هناك منذ أكثر من عام. وينتظر عشرات الآلاف منهم صدور قرارٍ في شأن طلباتٍ تقدّموا بها قبل أكثر من 12 شهراً، فيما ينتظر مئاتٌ منذ أكثر من خمسة أعوام.

واعتبرت كالفي أنه يجب أن يكون في مستطاعهم التقدّم بطلبٍ للحصول على الإقامة من دون اضطرارهم إلى طلب اللجوء. وأضافت: "سينتهي المطاف بالبعض منهم بلا شك (بالخضوع لنظام اللجوء) وذلك بسبب الثغرات المزمنة في نصائح الهجرة".

ورأت أن مطالبة الأفراد بإجراء تدقيقات أمنية قبل دخول المملكة المتّحدة هو "هراءٌ محض"، وأنه يجب على الحكومة أن تقوم بذلك لدى وصول هؤلاء الأشخاص إلى البلاد.

وأضافت كالفي أنه "من خلال التمسّك بمتطلّبات تأشيرة الدخول، فقد أجبَروا الأفراد على سلوك مساراتٍ غير نظامية، بدلاً من السماح لهم بالدخول بشكلٍ طبيعي والتحقّق من وضعهم عند وصولهم إلى المملكة المتّحدة. إن سياستهم هذه كالعادة، تأتي في الواقع بنتائج مغايرة تماماً".

متحدّث باسم الحكومة البريطانية علّق على ما تقدّم بالقول إن "’مخطّط الأسر الأوكرانية‘ Ukraine Family Scheme يوفّر مساراً فورياً للأوكرانيّين الذين لديهم عائلات مستقرّة من قبل في المملكة المتّحدة، للمجيء إلى بلادنا. ونشجّع جميع المؤهّلين على تقديم طلباتهم. وكنّا قد أطلقنا أيضاً في الأسبوع الماضي، مسار رعايةٍ جديداً يتيح للأوكرانيّين الذين ليست لديهم روابط عائلية في المملكة المتّحدة بالمجيء إلى بريطانيا".

وختم الناطق الحكومي بالقول: "يتعيّن على المواطنين الأوكرانيّين الموجودين في إيرلندا والراغبين في الانتقال إلى المملكة المتّحدة، أن يتقدّموا بطلباتهم إلى أيٍّ من هذين المخطّطين قبل المضيّ في السفر. إننا نواصل العمل بشكلٍ وثيق مع السلطات الإيرلندية على تفعيل "منطقة السفر المشتركة" Common Travel Area (منطقة حدود مفتوحة تشمل المملكة المتّحدة وجمهورية إيرلندا وجزيرة مان وجزر القنال الإنجليزي) بما في ذلك تبادل البيانات والتعاون على المستوى الإجرائي".

© The Independent

المزيد من متابعات