Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استئناف المفاوضات الأوكرانية- الروسية وأوروبا تواجه أزمة الغاز

كييف تنتظر عتاداً عسكرياً "فائق الحداثة" من الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية أجوائها

بالتزامن مع استئناف المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، المستمرة منذ خمسة أسابيع، يواجه المشترون الأوروبيون للغاز الروسي، الجمعة الأول من أبريل (نيسان)، موعداً نهائياً لبدء السداد بالروبل.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية، الجمعة، عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية القول، إن روسيا سترد على عقوبات الاتحاد الأوروبي.

وقال نيكولاي كوبرينيتس لوكالة الأنباء، "لن تظل أفعال الاتحاد الأوروبي من دون رد... العقوبات غير المسؤولة التي تفرضها بروكسل تؤثر سلباً بالفعل في الحياة اليومية للأوروبيين العاديين".

وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، مشتري الطاقة الأوروبيين بالدفع بالروبل اعتباراً من الجمعة أو مواجهة وقف العقود الحالية.

ورفضت الحكومات الأوروبية إنذار بوتين ووصفته ألمانيا، أكبر متلقٍّ للغاز الروسي في القارة، بأنه "ابتزاز".

ولهذه المواجهة المتعلقة بالطاقة تداعيات جسيمة على أوروبا، بينما يجوب المسؤولون الأميركيون العالم لإبقاء الضغوط على بوتين حتى يوقف الهجوم الذي أدى إلى نزوح ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة.

أوكرانيا تقصف مستودع وقود في روسيا

ومن مستجدات الحرب، قيام طائرتين هليكوبتر حربيتين أوكرانيتين بقصف منشأة لتخزين الوقود في مدينة بيلغورود الروسية، الجمعة، بعدما عبرتا الحدود على ارتفاع منخفض.

وهذا هو الاتهام الأول لأوكرانيا بشن ضربة جوية على أرض روسية منذ الهجوم الروسي في أواخر فبراير (شباط).

وأظهرت مقاطع مصورة للهجوم نُشرت على الإنترنت ما بدا أنها عدة صواريخ أطلقت من على ارتفاع منخفض أعقبها هجوم. ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق من صحة هذه المقاطع.

وذكر حاكم المنطقة فياتشيسلاف جلادكوف على تطبيق "تليغرام" أن الطائرتين قصفتا المنشأة بعد عبور الحدود على ارتفاع منخفض.

وأضاف أن القصف أدى إلى نشوب حريق تسبب في إصابة اثنين من العمال، في حين تم إجلاء سكان بعض المناطق في المدينة الواقعة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

لكن شركة "روسنفت" الروسية المالكة لمستودع الوقود قالت في بيان منفصل إن الحريق لم يسفر عن إصابات، من دون ذكر أي معلومات عن سببه.

ولم يتسن الحصول على تعقيب من وزارة الدفاع الأوكرانية.

ويأتي هذا بعد انفجارات في مستودع أسلحة هزت المنطقة يوم الأربعاء، وقال جلادكوف إن السلطات تنتظر إعلان وزارة الدفاع الروسية عن سببها.

القوات الروسية تنسحب من منطقة تشيرنيهيف

ميدانياً أيضاً، قال حاكم منطقة تشيرنيهيف في شمال أوكرانيا في خطاب مصور، الجمعة، إن القوات الروسية تنسحب من المنطقة لكنها لم تغادر بالكامل بعد.

وقال الحاكم فياتشيسلاف تشاوس "الضربات الجوية والصاروخية (ما زالت) ممكنة في المنطقة، ولا أحد يستبعد ذلك" مضيفاً أن القوات الأوكرانية تدخل وتؤمن الأحياء التي كانت تحت سيطرة القوات الروسية.

وذكر أن من السابق لأوانه أن تتخلى القوات الأوكرانية في منطقة تشيرنيهيف عن حذرها لأن القوات الروسية "لا تزال على أرضنا".

وقالت روسيا، الثلاثاء، إنها ستقلص العمليات في منطقتي تشيرنيهيف وكييف.

روسيا لن تطلب إنهاء العقوبات

في السياق ذاته، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله، الجمعة، إن روسيا لن تطلب من الاتحاد الأوروبي إنهاء العقوبات، وإن لديها "هامش أمان" كاف.

وقال نيكولاي كوبرينيتس رئيس قسم التعاون الأوروبي في الوزارة، إن "الاتحاد الأوروبي ليس محور الكون".

قمة أوروبية - صينية

يعقد الاتحاد الأوروبي، الجمعة، قمة افتراضية مع الصين على خلفية القلق المتزايد من تقارب بكين المتواصل مع موسكو وإحجامها عن إدانة هجوم هذه الأخيرة على أوكرانيا، بعدما حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من انتشار الروس في جنوب بلاده.

وقال الوزير الفرنسي المكلف الشؤون الأوروبية كليمان بون "سيركز الاجتماع على الدور الذي نحث الصين على ممارسته، أي أن تكون إلى جانب مبادئ القانون الدولي من دون غموض وأن تمارس كل التأثير والضغط الضروريين على روسيا".

عتاد عسكري "فائق الحداثة" إلى أوكرانيا

وقال سفير أوكرانيا لدى اليابان سيرجي كورسونسكي، الجمعة، إن بلاده ستتمكن قريباً من حماية أجوائها ومدنها بشكل أفضل من الهجمات الروسية لأنها تتوقع عتاداً عسكرياً "فائق الحداثة" من الولايات المتحدة وبريطانيا.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي، "لا تزال لهم الغلبة في القوة الجوية والطائرات والصواريخ، ونتوقع أن نبدأ تسلم عتاد فائق الحداثة من الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية سمائنا ومدننا".

موسكو تنظم صفوفها

ومن المقرر أن تستأنف مفاوضات السلام عبر الإنترنت، الجمعة. وقالت موسكو في محادثات، هذا الأسبوع، إنها ستقلص الهجمات بالقرب من العاصمة كييف وفي الشمال كبادرة حسن نية وتركز على "تحرير" منطقة دونباس في جنوب شرقي أوكرانيا.

ولكن كييف وحلفاءها يقولون إن روسيا تحاول إعادة تنظيم صفوفها بعد تكبدها خسائر من هجوم أوكراني مضاد أدى إلى استعادة السيطرة على مناطق على مشارف العاصمة إضافة إلى مناطق استراتيجية في الشمال الشرقي والجنوب الغربي.

وأفادت وزارة الدفاع البريطانية على "تويتر" بأن موسكو تعيد نشر قوات في أوكرانيا من المناطق الانفصالية التي تدعمها في جورجيا سعياً لتدعيم موقفها.

وأضافت أن هذه التعزيزات تشير إلى تكبد روسيا خسائر غير متوقعة.

ويقول مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن بوتين يتعرض لتضليل من القادة العسكريين بشأن الأداء السيئ لجيشه.

معارك في المستقبل

وحذر الرئيس الأوكراني في كلمة أدلى بها، في وقت متأخر من مساء الخميس، من معارك مقبلة في دونباس ومدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في الجنوب.

وقال زيلينسكي، "ستكون هناك معارك في المستقبل. ما زلنا بحاجة إلى السير في طريق صعب جداً للحصول على كل ما نريده".

إجلاء مزيد من السكان

تأمل السلطات الأوكرانية إجلاء مزيد من السكان من ماريوبول بعد موافقة روسيا على فتح ممر إنساني، اليوم الجمعة، لكن اتفاقات عدة سابقة انهارت وسط تبادل للاتهامات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إن القوات الروسية أوقفت، الخميس، 45 حافلة أُرسلت لإجلاء السكان من ماريوبول خارج بيرديانسك التي تبعد نحو 75 كيلومتراً إلى الغرب.

وكتبت في منشور على الإنترنت، أن أوكرانيا ستواصل، الجمعة، محاولة فتح ممر إنساني إلى ماريوبول "كي لا نترك شعبنا بمفرده".

وأعلنت هيئة الأركان العامة في منشور على "فيسبوك" أن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على ماريوبول، وهي بوابة للبحر الأسود تربط ممراً استراتيجياً بين دونباس وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

وتفيد تقديرات مكتب رئيس البلدية بمقتل خمسة آلاف شخص.

وهناك عشرات الآلاف محاصرون منذ أسابيع ويواجهون شحاً في الطعام والماء والإمدادات الأخرى في المدينة التي كان يقطنها سابقاً نحو 400 ألف شخص وتعرضت لدمار شديد جراء القصف.

وفي بلدة تروستيانيتس في الشرق شوهدت علامات على نجاح هجوم أوكراني مضاد. فقد انتشرت دبابات روسية محترقة وذخيرة تركها الجنود على الطرق الموحلة.

السحب الأكبر من احتياطيات النفط الأميركية

ومع ارتفاع أسعار الوقود العالمية بسبب الحرب، أطلق الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، السحب الأكبر على الإطلاق من احتياطيات النفط الأميركية.

وأعلن سحب 180 مليون برميل بدءاً من مايو (أيار)، لكن هذه الكمية لا تغطي ما فقدته الولايات المتحدة من النفط الروسي الذي حظره بايدن هذا الشهر.

وتهدد الحرب بتعطيل إمدادات الغذاء العالمية. ونشر مسؤول في الحكومة الأميركية صوراً لما قال، إنه أضرار لحقت بمنشآت تخزين الحبوب في أوكرانيا التي كانت رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم الموسم الماضي.

المزيد من الأخبار