Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اجتماع "أوبك+": لا مفاجآت لكن الأسواق تترقب

محللون لـ "اندبندنت عربية": التحالف سيحافظ على نهجه في زيادة الإنتاج رغم الحرب

  أسواق النفط تترقب قرارت "أوبك+" غدا وسط إضطراب الإمدادات ( أ ف ب)

تترقب السوق النفطية اجتماعاً يوم الخميس لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفائها، المعروفين باسم "أوبك+" لمناقشة آخر التطورات في السوق، وتحديد مستوى الإمدادات النفطية لشهر مايو (أيار) المقبل، وسط توقعات بالإبقاء على الزيادة الشهرية وقدرها 400 ألف برميل يومياً. وذكر محللون نفطيون لـ "اندبندنت عربية" أنه من غير المرجح أن يرفع "أوبك+" إنتاجه النفطي بوتيرة أسرع مما كانت عليه في الآونة الأخيرة، متوقعين تمسك التحالف بخطته دون تغيير، على الرغم من قفزة الأسعار بسبب أزمة أوكرانيا، ودعوات كبار المستهلكين وعلى رأسهم الولايات المتحدة لمزيد من الإمدادات.  

النفط في تقلب

وعوضت أسعار النفط خسائرها الكبيرة لترتفع بأكثر من اثنين في المئة، مع نقص المعروض وتزايد احتمالات فرض عقوبات غربية جديدة على روسيا، على الرغم من إشارات إلى إحراز تقدم في محادثات السلام بين موسكو وكييف. وزادت العقود الآجلة لخام برنت 2.48 دولار أي بنسبة 2.3 في المئة لتسجل 112.71 دولار للبرميل، لتعوض خسائر بنسبة نحو اثنين في المئة في الجلسة السابقة. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.72 دولار، أي بنسبة 2.6 في المئة إلى 106.96 دولار للبرميل بعد تراجعها بنسبة 1.6  في المئة أمس الثلاثاء.

حظر نفطي

وقالت شركة "جيه بي سي إنيرجي" الاستشارية في مذكرة "قد نشهد غياب مليون برميل إضافية من الإنتاج الروسي في حال تدهور العلاقات مع أوروبا، وفرض حظر نفطي، وإن كنا ما زلنا نعتبر ذلك من غير المرجح أن يحدث". وشهدت الأسواق عمليات بيع كبيرة في الجلسة السابقة بعد أن وعدت روسيا بخفض العمليات العسكرية حول كييف، لكن أنباء الهجمات ما زالت تتواتر.
واقترح رئيس مجلس النواب الروسي "الدوما" اليوم الأربعاء، أن تبيع روسيا النفط والحبوب والمعادن والأسمدة والفحم، والأخشاب بالعملة المحلية الروبل في الأسواق العالمية، بعد أن كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أمر بتحصيل ثمن الغاز الطبيعي المصدر إلى أوروبا أو الولايات المتحدة بالروبل.
وانصب تركيز الأسواق مرة أخرى على نقص المعروض بعد أن أعلن معهد البترول الأميركي أن مخزونات الخام انخفضت ثلاثة ملايين برميل في الأسبوع المنتهي يوم 25 مارس (آذار)، أي ثلاثة أمثال متوسط الخفض الذي توقعه عشرة محللين استطلعت وكالة "رويترز" آراءهم. وتواجه أسعار النفط ضغوطاً من ضعف الطلب في الصين بسبب القيود على الحركة المرتبطة بانتشار حالات الإصابة بـ"كوفيد-19".

استقرار السوق

وكان تحالف "أوبك+"، الذي ينتج أكثر من 40 في المئة من المعروض العالمي، قد أكد تمسكه باستقرار السوق النفطية، حيث تتجه "أوبك+" لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر منذ أغسطس (آب) 2021، للتخفيف من أثر التخفيضات عندما أثرت جائحة كورونا على الطلب.  ويأتي الاجتماع الجديد الذي يحمل رقم 27 لوزراء التحالف، بينما تستمر تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا في التأثير في السوق النفطية، وسط مخاوف من حدوث أزمة في الإمدادات بسبب تفكير الاتحاد الأوروبي في مقاطعة الخام الروسي، إلى جانب اعتداءات جماعة الحوثي المدعومة من إيران على المنشآت النفطية في السعودية.   وروسيا حليف لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، وتشارك إلى جانب السعودية في ترأس مجموعة "أوبك+" للدول المنتجة للخام التي تعاونت منذ 2017 لتنسيق إمدادات النفط دعماً للسوق.  

فيما تقع أسعار الخام تحت تأثير جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، وهو تطور من شأنه أن يدعم الإمدادات العالمية، علاوة على استمرار المخاوف من تراجع الطلب على الوقود في الصين بعد عمليات إغلاق من قبل المركز المالي في شنغهاي للسيطرة على الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا. 

وفي اجتماعه السابق الذي وُصف بالأقصر في تاريخ التحالف بمدة لم تتجاوز 13 دقيقة، أبقى "أوبك+" على سياسات الإنتاج الحالية وفقاً للخطة المقررة بزيادة قدرها 400 ألف برميل يومياً، في شهر أبريل (نيسان) المقبل. جاء قرار تثبيت الإنتاج، في أعقاب الاجتماع الوزاري الـ 26 للتحالف في الثاني من مارس، الذي يضم الأعضاء الـ 13 في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والدول العشر المتحالفة معها، والذي عُقد افتراضياً عبر تقنية "الفيديو كونفرانس". ويأتي التزام "أوبك+" الذي تقوده السعودية وروسيا سياسة الإنتاج الحالية ضمن خطة الزيادة التدريجية التي أقرها التحالف بزيادة شهرية بالمقدار ذاته منذ أغسطس الماضي، في إطار الرجوع عن تخفيضات الإنتاج التي قرروها بسبب انخفاض الطلب بفعل جائحة كورونا.  

ومن جهتها أعربت منظمة "أوبك" عن قلقها إزاء التهديد الأوروبي بحظر النفط الروسي، حيث أبلغ مسؤولو المنظمة، التي تقودها السعودية، الاتحاد الأوروبي بأن فرض حظر محتمل على النفط الروسي سيضر بالمستهلكين ونصحوا بعدم القيام بذلك، مشيرين إلى أن الرياض وأبو ظبي تريدان إبقاء مجموعة "أوبك +" قوية ومتماسكة.  

لا حاجة لتعديل خطط الإنتاج 

وأكد أعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أن أسعار النفط كانت ستشهد مزيداً من التقلبات لولا استراتيجية المنظمة، ودعوا الولايات المتحدة إلى الثقة في المنظمة وسط دعوات من كبار المستوردين لزيادة الإنتاج.   ويقول الأعضاء، إنهم لا يرون حتى الآن حاجة لتعديل خططهم للإنتاج، على الرغم من ارتفاع سعر برميل النفط الخام فوق 100 دولار، في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية.   وذكر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في مؤتمر في دبي، الثلاثاء: أن "التقلبات الحالية كانت لتصبح أسوأ لولا أوبك+".   وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، في الجلسة نفسها: "نحن خبراء في مجالنا، ونفعل هذا الأمر منذ فترة طويلة جداً، وبنجاح".   وأضاف "نحاول تحقيق توازن في السوق، وهذه ليست مهمة سهلة، لسنا المنتجين الوحيدين في العالم، وعندما نقول إن هذه هي الطريقة الصحيحة، فإننا ندرك ذلك من واقع التجربة، لذلك ثقوا بنا".  

أساسيات العرض والطلب  

وتوقع المتخصص في شؤون الطاقة الدكتور فهد بن جمعة، أن يمضي تحالف "أوبك+" في تنفيذ خطته الشهرية بزيادة الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يومياً لشهر مايو المقبل، مضيفاً أن ما يحدث في الأسواق حالياً لا يخضع لأساسيات العرض والطلب، بل ناتج من التوترات الجيوسياسية وقرارات بعض الدول، للضغط على روسيا العضو الرئيس في التحالف.وقال فهد بن جمعة: "تقلب وتذبذب أسعار النفط دليل على أن الأسواق تترقب ما سينتج عن الاجتماع، فإذا ما حاولت الدول الأوروبية حظر الخام الروسي أو رفض دفع ثمنه بالروبل، ستكون هناك أزمة حقيقية وارتفاع كبير في الأسعار".  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن جهته، قال الرئيس التنفيذي لمركز "كوروم للدراسات الاستراتيجية" في لندن طارق الرفاعي، إنه لا مجال للمفاجآت في اجتماع "أوبك+"، بالتالي ستحافظ على السياسة الإنتاجية الحالية في الاجتماع المقبل، مضيفاً أنه في حال وجود أي خطط لزيادات مستقبلية سيكون هناك تمهيد مسبق من خلال تصريحات وزراء التحالف بشأن الأهداف المستقبلية للإنتاج وخطط الاجتماعات المقبلة.   وتوقع الرفاعي، استمرار التحالف على نفس الزيادة التدريجية الحالية بواقع 400 ألف برميل يومياً كل شهر، كما من المتوقع أن تصدر توضيحات عن الخطط في الاجتماعات المقبلة، توقعات واحتمالية الرفع عن هذا المستوي في الاجتماعات اللاحقة، وليس هذا الاجتماع المقبل.  

زيادة إضافية  

وقال المحلل النفطي الكويتي خالد بودي، إنه من المحتمل أن تؤجل "أوبك+" أي قرار بزيادة إضافية لإنتاج النفط حتى تتوقف الحرب، ويتم حل المشكلات العالقة، وتعود علاقة روسيا مع الغرب إلى سابق عهدها.

وأكد بودي أن أي اقتراح بزيادة الإنتاج من المتوقع أن يلقى معارضة شديدة من روسيا التي لا ترغب في خفض أسعار النفط في الوقت الراهن، لذلك ليس من المتوقع حدوث أي تغيير في سياسة التحالف بسبب الموقف الروسي المتوقع، إلى جانب حالة عدم وضوح الرؤية نتيجة الحرب، وأيضاً عودة انتشار فيروس كورونا في الصين.

المزيد من البترول والغاز