Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"إغلاق الصين" يعمق خسائر النفط... والأسعار تهبط دون 112 دولارا

أميركا تتعهد بزيادة الإنتاج... وأوكرانيا تقول إن القوات الروسية غادرت بعض المناطق

تأثرت أسعار الخام سلباً بانطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا (رويترز)

عمقت أسعار النفط من خسائرها لأكثر من 7 في المئة، في أولى جلسات الأسبوع، اليوم الاثنين، ليهبط خام برنت دون 112 دولاراً، مع زيادة المخاوف بشأن تباطؤ الطلب على الوقود في الصين، بعد أن قالت السلطات في شنغهاي، المركز المالي للبلاد، إنها ستطبق إغلاقاً على مرحلتين، لاحتواء زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا.

وتأثرت أسعار الخام سلباً بانطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وسط آمال بتقدم نحو نهاية دبلوماسية للعملية العسكرية الروسية، وهو تطور من شأنه أن يدعم الإمدادات العالمية.

وبحلول الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش، هوت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو (أيار) 2022، بنسبة 7.6 في المئة، أو 9.14 دولار إلى 111.51 دولار للبرميل، بعد ارتفاعها 1.4 في المئة في جلسة الجمعة.

وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم مايو بنحو 9.03 دولار، أو 7.93 في المئة إلى 104.87 دولار، بعد ما ربحت 1.4 في المئة في الجلسة السابقة.

كانت أسعار الخام قد سجلت أول صعود أسبوعي لها منذ ثلاثة أسابيع، بعد مخاوف من حدوث أزمة في الإمدادات بسبب تفكير الاتحاد الأوروبي في مقاطعة الخام الروسي، إلى جانب اعتداءات جماعة الحوثي المدعومة من إيران على المنشآت النفطية في السعودية، وقفز خام برنت في الأسبوع الماضي، بنحو 11.8 في المئة فوق مستوى 120 دولاراً، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 8.8 في المئة قرب 114 دولاراً. 

وعلى الرغم من الخسائر اليومية، تتجه أسعار الخام لتحقيق مكاسب شهرية رابعة خلال مارس (آذار) الحالي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تسبب في اضطراب الأسواق ودفع الأسعار إلى ما يزيد على 100 دولار للبرميل، فيما حقق الخامان القياسيان مكاسب قوية منذ بداية العام الحالي بنحو 50 في المئة و44 في المئة على التوالي.

إغلاقات "كورونا"

جددت إغلاقات الصين، التي تواجه التفشي الأسوأ لكورونا منذ عامين، المخاوف حيال مستويات الطلب على الوقود لدى أكبر مستورد للخام في العالم، الأمر الذي يلقي بظلاله السلبية على أسعار النفط العالمية. 

وأطلقت مدينة شنغهاي، العاصمة الاقتصادية للصين، اليوم الاثنين، إغلاقاً مخططاً على مرحلتين، في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 26 مليون شخص، الأمر الذي أدى إلى إغلاق الجسور والأنفاق وتقييد حركة المرور على الطرق السريعة، في محاولة لاحتواء حالات الإصابة التي قفزت إلى مستوى قياسي جديد.

وسيُفرض الحجر على سكان شنغهاي المقيمين في نصفها الشرقي، ويُمنعون من مغادرة منازلهم حتى الأول من أبريل (نيسان) عند الساعة 5 صباحاً، على أن يعقبه في هذا التاريخ إغلاق مماثل في النصف الغربي، وفقاً لبيان صادر عن الحكومة المحلية أمس الأحد.

وتسبب الإعلان عن هذا الإجراء، مساء الأحد، في تدفق السكان إلى متاجر بيع المواد الغذائية للتبضع. وضاق كثيرون ذرعاً من عجز السلطات عن الحد من تفشي هذا الوباء، على الرغم من فرض قيود لأسابيع.

كذلك وقعت أسعار الخام تحت ضغط من تجديد الآمال حيال اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا، قبل انطلاق جولة جديدة من المحادثات المباشرة بين الجانبيين فى تركيا اعتباراً من اليوم. وقال مسؤولون في أوكرانيا إن القوات الروسية تغادر بعض المناطق فى البلاد، لكن المعارك مستمرة في بعض المناطق الأخرى.

كازوهيكو سايتو، كبير المحللين في شركة فوجيتومي للأوراق المالية المحدودة، قال إن "إغلاق شنغهاي أدى إلى موجة بيع جديدة من جانب المستثمرين المحبطين، لأنهم كانوا يتوقعون تجنب مثل هذا الإغلاق"، بحسب وكالة "رويترز"، وأضاف "بما أنه من غير المرجح أن تزيد "أوبك+" إنتاج النفط بوتيرة أسرع من الأشهر الأخيرة، نتوقع أن تتحول سوق النفط إلى الاتجاه الصعودي مرة أخرى في وقت لاحق هذا الأسبوع".

اجتماع "أوبك +"

ومن المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها المعروفون باسم "أوبك+" يوم الخميس لمناقشة آخر التطورات فى السوق، ولتحديد مستوى الإمدادات النفطية لشهر مايو المقبل، حيث من غير المرجح أن ترفع المجموعة إنتاجها النفطي بوتيرة أسرع مما كانت عليه في الآونة الأخيرة، وسط توقعات بالإبقاء على الزيادة الشهرية دون تغيير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان تحالف "أوبك+"، الذي ينتج أكثر من 40 في المئة من المعروض العالمي، قد أكد تمسكه باستقرار السوق النفطية حيث تتجه "أوبك+"  لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر منذ أغسطس (آب) للتخفيف من أثر التخفيضات عندما أثرت جائحة كورونا على الطلب.

من جهته، قال سهيل المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي، إن بلاده ستعمل مع "أوبك+" لضمان استقرار سوق الطاقة. وأضاف خلال حديثه اليوم الاثنين في منتدى الطاقة العالمي في دبي، الذي ينظم بمشاركة مجلس واشنطن أتلانتيك، أن الإمارات تحاول بذل قصارى جهدها ورفع طاقتها الإنتاجية إلى خمسة ملايين برميل، لكن هذا لا يعني أنها تخطط للخروج من التحالف الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا ودولاً أخرى، أو القيام بأي تحركات فردية.

الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبو ظبي الوطنية "أدنوك" سلطان الجابر، قال اليوم الاثنين، إنه يتوقع حالة شح في أسواق النفط في الأمد القريب، مع زيادة الطلب ما يقرب من ثلاثة ملايين برميل عن العام الماضي. وأضاف أن التقلب الحالي في أسعار النفط نتيجة لمشكلة هيكلية، لكنه توقع عودة الطلب إلى مستوياته قبل جائحة كورونا بحلول الربع الأخير من هذا العام.

أميركا تزيد الإنتاج

وستزيد الولايات المتحدة إنتاج النفط لتلبية الطلب المحلي والعالمي، وفقاً لمستشار وزارة الخارجية الأميركية لشؤون أمن الطاقة، عاموس هوكستين، الذي تحدث اليوم الاثنين في دبي في منتدى الطاقة العالمي، وقال إن بلاده ملتزمة زيادة الإنتاج وضمان الإمداد الكافي في السوق الأميركية وفي السوق العالمية. وأضاف هوكستين، "أعتقد أنه مع أسعار النفط الحالية والأحداث التي تجري في العالم، لا شك في أن الاستثمار في صناعة النفط سيزداد ونتوقع زيادة في الإنتاج بمقدار 900 ألف إلى مليون برميل في اليوم فقط في الولايات المتحدة.
وقال تجار، إن صادرات النفط الأميركية قفزت في أعقاب الحرب الروسية- الأوكرانية، وإن كميات النفط المحلية التي كانت تذهب عادة إلى مركز التخزين في كوشينغ بولاية أوكلاهوما، يتم تصديرها عبر ساحل خليج المكسيك، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الأميركية ارتفاع صادرات الخام من الولايات المتحدة إلى 3.8 مليون برميل يومياً في 18 مارس الحالي، وهو أعلى مستوى منذ يوليو (تموز) 2021.
وتبلغ مخزونات كوشينغ حالياً 25.2 مليون برميل، مقابل أدنى مستوى لها في أربع سنوات سُجل في أوائل مارس. ويعد النفط الخام الأميركي جذاباً للمشترين العالميين، لأنه يتم بيعه بسعر أقل بشكل كبير يقترب من سبعة دولارات عن خام برنت. وبلغ هذا الفارق 9.20 دولار في وقت سابق من هذا الشهر، وهو أكبر فارق منذ ما يقرب من سنتين.

المزيد من البترول والغاز