دعا خبير أممي في مجال حقوق الإنسان الدول الأوروبية إلى وضع حد للبيع "غير الأخلاقي وغير القانوني" للوقود شديد السمية لأفريقيا، والذي يتسبب بمقتل الآلاف في سن مبكرة و"إصابات لا تحصى".
وقال باسكوت تونكاك، المقرر الخاص المعني بالآثار المترتبة في مجال حقوق الإنسان على إدارة المواد والنفايات الخطرة، إن الدول الأوروبية تبيع أنواع الوقود التي يحظر القانون استخدامها في أوروبا وأن لذلك آثار خطيرة على حقوق الإنسان.
وتابع تونكاك "تواصل شركات مقرها في أوروبا تصدير وقوداً يحتوي على مستويات عالية للغاية من الكبريت والمواد سامة أخرى يُحظر ببيعها في بلدانها، ولكن بيعها يتواصل في السوق الأفريقية".
"وتشير تقديرات إلى أن هذا الديزل المعروف بـ "القذر" يقتل آلاف الأشخاص في إفريقيا كل عام، مما قد يرفع حالات الوفاة المبكرة إلى 31000 حالة ويلحق أضرار لا تعد ولا تحصى بالصحة من اليوم إلى عام 2030 إذا لم يُجبه وتُرك على حاله".
"إن هذا الاستغلال لمعايير الحماية غير الكافية، وهي معايير ادنى من نظيرها في أوروبا، في إفريقيا لا يعد فقط عملاً غير أخلاقي، بل هو إجرامي في بعض الأحوال ويجب أن يتوقف".
وأشار المقرر الأممي الخاص إلى إن الدول بحاجة ماسة إلى التحرك نحو استخدام أنواع أنظف وأقل سمية من الوقود.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يُعد بموجب القانون الدولي في مصاف جرم تصدير المواد، بما في ذلك الوقود، المحظورة أو تلك التي لم تحصل على رخصة "لأي سبب كان" إلى البلدان الموقعة على اتفاقية باماكو بين الأطراف الإفريقية. وهذه الاتفاقية أُبرمت في 1991 ورمت إلى حظر تصدير نفايات سامة إلى افريقيا، وصادقت عليها 27 دولة إفريقية.
وقال تونكاك "إن صادرات الوقود المميت هذه إلى أفريقيا، والتي لا تخضع إلى قيود، تتعارض مع الإعلانات المتكررة في القطاع الخاص بقبول تحمل مسؤوليته لمنع تقويض حقوق الإنسان".
"توضح هذه الاتفاقية حاجة الدول إلى إلزام الشركات احترام حقوق الإنسان والتي تأخذ في الاعتبار خطر الاستغلال من طريق تعريض الآخرين للتلوث السام".
"لا يمكن للحكومات الأوروبية والحكومات الأخرى الاستمرار في غض الطرف عن الممارسة البغيضة المتمثلة في تصدير المواد المحظورة إلى دول ذات معايير حماية منخفضة. يجب على الدول من خلال أنظمتها القضائية ضمان احترام الشركات حقوق الإنسان للجميع، بما في ذلك الحق في استنشاق الهواء النقي".
يساهم تلوث الهواء المحيط (الخارجي) في وقوع 4.2 مليون حالة وفاة مبكرة حول العالم كل عام، على ما تشير منظمة الصحة العالمية. وتقول هذه المنظمة إن حوالي 91 في المئة من سكان العالم يعيشون في أماكن تقل فيها مستويات جودة الهواء عن الحد الأدنى المطلوب.
بينما يؤثر تلوث الهواء المحيط على البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، تتحمل البلدان ذات الدخل المتدني والمتوسط العبء الأكبر.
وتأتي دعوات تونكاك لوقف تجارة الديزل القذر بمناسبة يوم البيئة العالمي، الذي يركز هذا العام على تلوث الهواء.
© The Independent
