Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حشود الإسلام السياسي: "العباءة والخنجر" في الحرب الروسية

يراهن عليهم طرفا النزاع لخوض معركة بالإنابة والمقاتلون يرفعون شعار الضرورات لتبرير القتال

بين 1500 وألفي مقاتل أجنبي من 54 دولة شاركوا في الصراع الأوكراني الروسي عام 2014 (أ ف ب)

يتصوّر مواطنون عرب أن الحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا والاحتقان المحموم المتصاعد بين روسيا والغرب والتحزبات الجاري حفرها في ربوع الأرض، جميعها أمور لا علاقة لهم بها.

ويعتقد البعض الآخر أن الصلة المباشرة الوحيدة بين ما يجري "هناك" وما ينعكس "هنا" هو أسعار السلع الغذائية والوقود وواردات القمح، وأن الحلول تتلخص في قيام حكوماتهم بتوفير البدائل. ويتخيّل فريق آخر ممن يصبغ الأحداث بألوان عقائدية وأطياف دينية أن الحرب الدائرة رحاها هي حرب بين متشابهين، وأن كليهما يختلف "عنا".

لكن المفاجأة هي أن الأحداث المشتعلة الحالية على الجانب الآخر من العالم، فيها عنصر ديني مرشح للانفجار، وقابل لمزيد من الاشتعال في منطقة هي من الأصل على صفيح ساخن.

مكون إسلامي سوفياتي

سخونة الأوضاع في ما كان يُعرف بـ "الاتحاد السوفياتي" حتى أعوام قليلة مضت، لا تخلو من مكون إسلامي. وعلى الرغم من أن المعتقد الرسمي لـ "الاتحاد السوفياتي" السابق كان الإلحاد، لكن بقي ما في القلب في القلب على مر العقود. بدء هيمنة الشيوعية في الاتحاد السوفياتي، وروسيا في القلب منه، عام 1917 شهد بدء اعتبار الدين عائقاً رئيساً يحول دون ازدهار أي مجتمع اشتراكي.

ويكفي أن كارل ماركس أعلنها صريحة "تبدأ الشيوعية من حيث يبدأ الإلحاد". وسار ستالين على ذات النهج: الإلحاد المتشدد صار عقيدة (أو هكذا افترض)، والرجل الاشتراكي الجديد أصبح ذلك المتحرر من قيود الدين، وأغلقت الكنائس والمعابد والمساجد، وجرى اعتقال وقتل عدد من رجال الدين ضمن خطوات تقليص مفهوم الخالق.

وإذا كانت مجريات الحرب العالمية الثانية قد شهدت حلحلة بسيطة في قبضة الإلحاد على الدين والتدين والمتدينين، فإن إلحاد المواطنين السوفيات نفسه سبق في التحرر من قيود الإلحاد.

وبحسب ما جاء في مقال عنوانه "لماذا حاول ستالين إقصاء الدين في الاتحاد السوفياتي؟" للكاتبة الأسترالية ناتاشا فروست، فإن دراسة استقصائية عن السكان السوفيات في عام 1937، أظهرت أن 57 في المئة اعتبروا أنفسهم "مؤمنين".

التركيبة الدينية

هذا الإيمان يعبّر عن نفسه اليوم ليس فقط في تركيبة السكان الروس الدينية، إذ ما يزيد على نصف الروس البالغ عددهم نحو 145 مليوناً ينتمون إلى الكنيسة الروسية الأرثوذكسية (53.1 في المئة)، ونحو 27 في المئة لا دينيون، والنسبة المتبقية موزعة بين منتمين لطوائف مسيحية مختلفة ويهودية وإسلام.

وعلى الرغم من أن موسوعة "بريتانيكا" تحدد نسبة المسلمين في روسيا بـ 8.2 في المئة، إلا أنها ترجح في ملحوظة منفصلة أن النسبة الحقيقية قد تصل إلى 16 في المئة.

أما رئيس مجلس الإفتاء والإدارة الروحية لمسلمي روسيا راوي عين الدين، فيتوقع أن يشكّل مسلمو روسيا 30 في المئة من التعداد الروسي في خلال 15 عاماً، وذلك في ضوء التغيرات الديموغرافية الحالية. فالمواطنون المسلمون هم أصحاب نسب الإنجاب الأعلى مقارنة بأقرانهم من غير المسلمين.

وعلى مدار عقود طويلة، كانت أمارات عدم رغبة المسؤولين الروس بتبوّؤ الضباط والجنود المسلمين مناصب كبيرة في الجيش واضحة، وإن لم تكُن معلنة. وتشير الدلائل إلى أن نسبة المسلمين في الجيش الروسي لا تمثل نسبتهم في التعداد.

 

ويعلل مراقبون ذلك بأنه خوف من القابلية للتطرف والراديكالية، وكذلك اتقاء شرور الصراعات العقائدية في صفوف الجيش. والمخاوف التي جرى التعبير عنها في روسيا من قبل الدوائر البحثية والأكاديمية، وأحياناً من "مخاوف" انعكاس التركيبة الديموغرافية الآخذة في التغير على صفوف الجيش وزيادة نسب "الأقليات" العرقية والدينية على حساب الغالبية المنتمية للمسيحية الأرثوذكسية والآخذة في التنامي جنباً إلى جنب مع صعود نجم القومية العرقية الروسية.

لكن القومية العرقية الروسية وتركيبة الجيش الروسي والعداء التاريخي الكامن بين الشيوعية على الرغم من اندثارها والإسلام على الرغم من أنه لم يكُن الدين الوحيد المحارَب من قبل الفكر الشيوعي، أمور لم تُحلّ من دون اللجوء الروسي إلى ورقة "المقاتلين المسلمين" التي تتمنّى روسيا أن تكون رابحة.

قبل أيام قليلة، أعلن الكرملين السماح لمن يرغب من المقاتلين من سوريا ودول الشرق الأوسط (ذات الغالبية المسلمة) بالقتال معهم في أوكرانيا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أكد أن "معظم الأشخاص الذين يرغبون وطلبوا (القتال) مع روسيا في أوكرانيا هم مواطنون من دول في الشرق الأوسط وسوريون".

لا يمكن إغفال سلاح المكايدة السياسية ومبدأ المعاملة بالمثل، ومن ثم "المرتزقة بالمثل"، إشارة بيسكوف إلى أنه إذا كان إرسال "مقاتلين متطوعين" إلى أوكرانيا مقبول، وأميركا تدعم إرسال "مرتزقة" للقتال في صفوف القوات الأوكرانية، "فإننا أيضاً لدينا متطوعون يرغبون بالمشاركة". في الوقت ذاته، لا يمكن إغفال الانتماءات العقائدية المتوقعة لغالبية المتطوعين والمقاتلين الأجانب والمرتزقة على الضفتين المتناحرتين.

مسلمو أوكرانيا

على الضفة الأوكرانية، يدعو المفتي الأوكراني سعيد إسماعيلوف، "مسلمي العالم إلى دعم بلاده أوكرانيا ومسلميها بالوسائل شتى". ودقّ إسماعيلوف على وتر "تمتع مسلمي أوكرانيا بالاحترام وبمستويات غير مسبوقة من الحقوق والحريات، وأنهم مكون رئيس من الشعب الأوكراني"، وذلك "على العكس تماماً من مسلمي روسيا".

ووجّه المفتي الأوكراني رسالة خاصة إلى مسلمي روسيا أشار فيها إلى أن الإعلام الروسي يكذب عليهم، وأن القوات الروسية جاءت إلى بلاده لقتل الأوكرانيين، وأنه يناشدهم عدم الاشتراك بأي شكل في هذه الحرب أو تأييد نظام بوتين.

وصعّد إسماعيلوف من نبرة التأجيج، مشيراً إلى أن (مسلمو روسيا) محرومون من لغاتهم الأم وحقوقهم وحرياتهم وهويتهم كمسلمين، داعياً إياهم إلى بدء "حركة التحرر" الخاصة بهم.

يشار إلى أن الأعوام القليلة الماضية شهدت تنامي ظاهرة المسلمين الروس الذين يحاولون النزوح أو اللجوء من روسيا إلى أوكرانيا، حيث حياة أفضل للمسلمين من دون تضييق أو تقييد، لا سيما مع تنامي التحركات الروسية لتعقّب جماعات الإسلام السياسي وأعضائها.

وتعرّضت أوكرانيا لبعض الانتقادات الحقوقية، حين بدأت تتأرجح بين الترحيب بهم والتخوف من كونهم احتمالات لمشكلات تطرف مستقبلية.

يذكر أن القوانين في أوكرانيا أكثر تسامحاً من مثيلتها الروسية في قبول الجماعات الإسلامية مثل "حزب التحرير"، الذي جرى حظره في روسيا عام 2003، باعتباره "كياناً إرهابياً". ومعروف أن هذا التنظيم يدعو إلى التأسيس لخلافة إسلامية في روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى.

يشار إلى أن وزارة الخارجية الأوكرانية أصدرت تنديداً العام الماضي عندما اعتقلت السلطات الروسية اثنين من القياديين وثلاثة من المشاركين الناشطين في "حزب التحرير"، وهم مواطنون أوكرانيون، وذلك في القرم الأوكرانية "المحتلة مؤقتاً من قبل روسيا". وطالبت الخارجية الأوكرانية بإخلاء سبيل مواطنيها أعضاء "حزب التحرير" (المصنف إرهابياً في روسيا) فوراً.

وقبل أيام قليلة، وفي أثناء احتدام الأحداث في أوكرانيا، أعلنت هيئة الأمن الفيدرالي في روسيا عن تفكيك خلية من الحزب ذاته "الإرهابي" في القرم الروسية.

موقف أعضاء "حزب التحرير"، الذين يعملون علناً وبشكل قانوني في أوكرانيا وأولئك المتخفّين أو الملتزمين السرية في روسيا من الحرب الدائرة رحاها حالياً لم يُعلن على الملأ بعد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المقاتلون الأجانب

لكن العنصر الإسلامي في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا لا يقف عند حدود "حزب التحرير"، ويعاود طرح نفسه في ثوب ربما يكون قديماً عبر "المقاتلين الأجانب". المقاتلون الأجانب على الجبهتين الروسية والأوكرانية ليسوا نتاج الحرب اليوم، لكن سبق لهم الظهور بقوة في أثناء إحدى حلقات الصراع في مارس (آذار) عام 2014. ففي هذا العام، استغلت روسيا فراغ السلطة في كييف، وحشدت القوات الروسية في دونباس شرق أوكرانيا. واضطرت كييف إلى انتظار الانتهاء من الانتخابات الرئاسية قبل أن تطلق عمليتها العسكرية التي أسمتها "حرباً على الإرهاب" بعد شهرين.

وشهدت هذه المواجهة انضمام مقاتلين أجانب إلى الجبهتين. وأشارت تقارير عدة حينئذ إلى أن نسبة من المقاتلين الذين جرت الاستعانة بهم، لتعضيد الجبهتين كانت آتية من سوريا والعراق.

وتشير الباحثة في جامعة ماريلاند الأميركية إيغلي ميروسكايت في ورقة عنوانها "المقاتلون الأجانب في أوكرانيا: تقييم المخاطر المحتملة" (2020) إلى أنه بين 1500 وألفي مقاتل أجنبي من 54 دولة شاركوا في الصراع الأوكراني الروسي عام 2014 مع المتصارعين. هؤلاء ينتمون إلى خلفيات ثقافية وعقائدية مختلفة، وأثّر القتال فيهم وأثرُهم في القتال يستحق البحث شأنه شأن ما يجري على أصعدة الصراعات، التي تشكّل العقيدة فيها مكوناً رئيساً كما في الشرق الأوسط.

تشاء الأقدار أن يبزغ نجم هؤلاء المقاتلين من الشرق الأوسط في الحلقة الأحدث من الصراع الروسي الأوكراني، لكن هذه المرة بزوغاً مباشراً لا مجال للتمويه فيه. ورجّح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن يكون الهجوم الذي استهدف حافلة في منطقة بين محافظتي دير الزور والحسكة السوريتين وأدى إلى مقتل 15 وجرح 18 عسكرياً يوم الأحد 6 مارس (آذار)، نذير انتعاشة لتنظيم "داعش"، قد استغل غياب الطائرات الروسية المنشغلة بالحرب في أوكرانيا.

لكن يبدو أن دور "داعش" المقبل أكبر من ذلك بكثير. بحسب موقع "سبوتنيك" الروسي، فقد صرّح نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري أن "الغرب ليس لديه مانع أن يسلّح الشيطان ضد روسيا"، مشيراً إلى "عدم استبعاد إمكانية نقل مسلحي حركات إرهابية بما في ذلك "داعش" إلى أوكرانيا، مثلما حدث وتمت الاستعانة بهم في مناطق أخرى من العالم لخدمة المصالح الأميركية والغربية"،  فـ"إعادة تدوير الإرهابيين اختصاص أميركي".

لكن المصطلحات تصنع فروقاً شاسعة والمفردات تعكس التوجهات والانتماءات. و"الإرهابيون" هنا قد يكونون "متطوعين" هناك وهكذا. لذلك، حين أعلن وزير الدفاع الروسي شويغو أمام اجتماع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي أن (السلطات الروسية) يتلقّون أعداداً هائلة من الطلبات من المتطوعين من دول مختلفة يرغبون بالتوجه إلى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك للمشاركة في "حركة التحرير"، وقال إن غالبية الطلبات الـ 16 ألف من دول الشرق الأوسط، قفزت كلمات "إرهابيين" و"متطوعين" و"مرتزقة" و"متطرفين ومتشددين وأصوليين متقاعدين" إلى الواجهة.

وعلى الرغم من الإشارات الروسية الرسمية إلى "معرفة سابقة بالبعض منهم ممن ساعدونا في الحرب على داعش"، إلا أن "داعش" ومقاتليها وجدوا أنفسهم على قائمة المرشحين للضلوع في الحرب القائمة. لكن "على أية جبهة" يبقى سؤالاً ينتظر الإجابة.

لله ولروسيا

إجابة أدهشت العالم لموقف ملتبس لمنتمين إلى الإسلام في الحرب الحالية، جاء من رجل دين مسلم شيشاني اسمه صلاح مزييف قبل أيام. وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، قال الرجل إن الغزو الروسي لأوكرانيا "جهاد"، وإن المقاتلين الشيشان في الصفوف الروسية في أوكرانيا "يقاتلون للقرآن والله ولإنقاذ روسيا والمسلمين من رجس حلف شمال الأطلنطي (ناتو)".

الشيشان المسلمون "المتطوعون" في الحرب وجدوا أنفسهم متأرجحين بين كونهم "قوة شيشانية إسلامية تساند أوكرانيا لإضعاف القوة الروسية"، وبين كونهم "فيلقاً من المتطوعين الموالين لروسيا ضد أوكرانيا".

الموقف الشيشاني الإسلامي الملتبس، يتلخص في إعلان الزعيم الشيشاني "الملتحي" رمضان قديروف في فبراير (شباط) الماضي مساندته الكاملة للجيش الروسي في مهمته في أوكرانيا، وأن عدداً من الشيشان موالون له يقاتلون إلى جانب القوات الروسية. وقال قديروف يومها إن الرئيس بوتين اتخذ القرار الصائب و"إننا (الشيشان) سننفذ أوامره مهما كانت الظروف".

 

على الجانب الآخر، عناصر من الشيشان معادون لروسيا ولقديروف تعهدوا بدعم أوكرانيا والدفاع عنها. الاسمان البارزان في هذا الصدد هما "كتيبة الشيخ منصور" و"كتيبة جوهر دوداييف" اللتان تتكوّنان من عناصر شيشان حاربوا ضد الروس من قبل. وتنتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة وصوتية ومنشورات منسوبة للكتيبتين تتعهد بدعم أوكرانيا وتطالب الشيشان المقاتلين في الصف الروسي الاستمرار في القتال، لكن في الصف الأوكراني.

ويظهر مقطع فيديو يتحدث فيه قائد كتيبة "جوهر دوداييف"، واسمه آدم عثمانييف، وهو يقول "الشيشان الحقيقيون اليوم يدافعون عن أوكرانيا. لقد قاتلنا وسنواصل القتال من أجل أوكرانيا. النصر سيكون لنا، وسنحتفل به في موسكو والشيشان وشبه جزيرة القرم وسيفاستوبول (مدينة في الشيشان) بمشيئة الله".

"مشيئة الله" المرجوة لنصرة أوكرانيا وهزيمة روسيا مرجوّة كذلك من مفتي جمهورية تتارستان كميل سميح غولين، لكن بالعكس. فقد وصف غولين الدعم الغربي لأوكرانيا بـ"النفاق"، مشبّهاً إياه بتدخل "ناتو" في ليبيا والعراق وموقف الحلف من القدس والفلسطينيين.

الحديث المتصاعد عن التوظيف الروسي لمحاربين سوريين أصبحوا "خبراء" في "قتال المدن" عبر سنوات الاقتتال في سوريا يطرح أسئلة عدة حول الطرح العقائدي والفكري الذي قد يصطحبه هؤلاء وغيرهم من منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها من أكثر المناطق في العالم التي ترتبط تفاصيل الحياة، وكذلك الصراع فيها بالعقيدة، وما قد ينجم عنه اقتتال مسلمين ضد مسلمين في أوكرانيا من نتائج.

لاعب الرغبي النيوزيلندي الشهير سوني بيل ويليامز، الذي اعتنق الإسلام قبل أعوام غرّد بكلمات قليلة تحمل قدراً أكبر من المعاني الجاري تداولها بين قواعد جماهيرية إسلامية عدة على إيقاع الحرب واستنفار العالم أجمع والسماح بما لم يجرِ العرف الأممي السماح به من قبل. كتب: "إذاً المقاتلون من أجل الحرية الذين سيسافرون ليقاتلوا إلى جانب أوكرانيا لن يتم وصفهم بالإرهابيين. سيكونون أبطالاً. وهم يستحقون ذلك، وعلينا دائماً دعم الحق. فقط تذكروا ذلك حين يبادر المسلمون حول العالم للقتال من أجل الأبرياء والضحايا كذلك".

صليبية - صليبية

في سياق آخر، خرج تنظيم "داعش" ببيان ذكر فيه أن "الحروب الصليبية - الصليبية ما زالت في بدايتها"، داعياً "اللهم أدِم حروبهم وخالف بين قلوبهم"، ومذكراً المسلمين "أن يغلبوا جانب الاعتبار وهو يرى مشاهد الحرب والدمار"، و"أن يتذكر أن هذه الدنيا إلى خراب وزوال"، وواصفاً المقاتلين الشيشان بـ "قوات الردة الشيشانية".

وتستمر رحا الحرب بمكوناتها الكثيرة وبينها المقاتلون المسلمون، سواء كانوا روساً أو أوكرانيين أو شيشان أو آتين من الشرق الأوسط، حيث متقاعدين من صراعات انطفأت ومقاتلين مستمرين ومتطوعين ومرتزقة وغيرهم، ويجمع بين كثرٍ منهم فكر واعتقاد بأن اقتتال المسلمين ضد بعضهم البعض فيه شبهة، وقتالهم في حروب بالإنابة فيه معصية، لكن تعود قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات"، لتفرض نفسها حجة وقرينة ووسيلة لتبرير القتال.

كما يبقى عنصر الاحتياج المادي محلّقاً في أجواء الباحثين عن سبل الانضمام كـ "مقاتل مؤقت" في صف هذه أو لصالح تلك.

المزيد من تحقيقات ومطولات