Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تل أبيب لم تحسم التعامل مع أبراموفيتش بعد تعرضه للعقوبات البريطانية

متحف "يد فاشيم" الإسرائيلي يعلق تعاونه معه... وجهات تدعو إلى السماح له بدخول إسرائيل

الملياردير الروسي اليهودي رومان أبراموفيتش (أ ف ب)

أدّى القرار البريطاني بفرض عقوبات على مالك نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، أحد أكبر أثرياء العالم، اليهودي الروسي، رومان أبراموفيتش، إلى كشف خبايا علاقاته بإسرائيل وخطوات استباقية عدة قامت بها الحكومة في تل أبيب، تجاه الأثرياء اليهود الذين يسكنون في روسيا، في أعقاب اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
أبراموفيتش، الذي وُلد في روسيا لعائلة يهودية، وقدم إلى إسرائيل في عام 2018، يحمل إلى جانب جنسيته الروسية، الجنسيتين الإسرائيلية والبرتغالية. وانتشر اسمه بقوة في عام 2018 في إسرائيل بعد عدم قدرته على دخول بريطانيا كمستثمر في ظل التوتر بين لندن وموسكو على خلفية تسميم الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال في العاصمة البريطانية.

حينها، توجّه أبراموفيتش إلى تل أبيب، وحصل على الجنسية الإسرائيلية في غضون أيام، حيث حظي بترحيب واسع من القيادة السياسية وقادة المستوطنين، إذ شكّل عنصراً مهماً وفعالاً في دعم وتمويل وتشجيع الاستيطان في الضفة والقدس، وأقام علاقات وثيقة مع جمعية "العاد"، الاستيطانية الناشطة في مشروع تهويد القدس، كما قدّم الدعم المالي لمختلف الجمعيات والمؤسسات الإسرائيلية، وأبرزها متحف "يد فاشيم" الذي يُخلّد ذكرى المحرقة.
والتزم أبراموفيتش بدعم توسيع النشاطات التي يقيمها "يد فاشيم" وبتوسيع البناء وتحديثه بما يضمن القيام بأكبر عدد من الأبحاث حول المحرقة. واستثمر ملايين الدولارات في إسرائيل، من بينها بناء فندق فاخر، وامتلاك قصر فاخر في هرتسليا، ممتد على مساحة 10 دونمات بقيمة 70 مليون دولار.
وانعكست علاقته الوثيقة ودعمه الكبير للمستوطنات عند الكشف في عام 2020 عن حصول جمعية "العاد"، على مئة مليون دولار منه على شكل تبرعات تبين أنها قدمت من 3 شركات كشفت الوثائق أنها تابعة لأبراموفيتش.

وفور الإعلان البريطاني عن فرض العقوبات على أبراموفيتش، وصدور تقارير تحدثت عن علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلنت مؤسسة (متحف) "يد فاشيم"، التي تقيم مع رجل الأعمال الشهير علاقة استراتيجية في مجالات البحث وذكرى المحرقة، تجميد النشاطات المقررة بينهما، بالتالي صرح المسؤولون في المؤسسة بأن العديد من المشاريع المقررة قد تتعرقل بشكل كبير.

إسرائيل المكان الأفضل لأثرياء اليهود

بعد التطورات الأخيرة الناتجة عن الحرب الأوكرانية وإلحاق الضرر بداعمي الرئيس الروسي، يجري النقاش في إسرائيل حول سبل استقبال الأثرياء اليهود من روسيا وأوكرانيا. واختلف الإسرائيليون بشأن ما إذا كان الأثرياء الروس اليهود يؤيدون بوتين أم لا، ما استدعى بحث سبل التعامل معهم، وإذا  ما يمكن لإسرائيل استقبالهم بعد القرار البريطاني.
ووفق وضعيتهم وعلاقة هؤلاء الأثرياء اليهود بإسرائيل، تشكل تل أبيب، بعد الحرب الأوكرانية وملاحقة الأثرياء الداعمين لبوتين، الإمكانية الأفضل والأكبر لاستثماراتهم.
ونقل عن مقرب منهم أنهم في الوضعية الحالية، لا يوجد لهم أي مستقبل في أوروبا أو الولايات المتحدة، وبأن رغبتهم هي الوصول إلى إسرائيل وتركيز استثماراتهم فيها.
وبحسب مقربين من الأثرياء اليهود في روسيا، فإن معظم العقوبات التي فرضها الغرب ضدهم تأتي في محاولة لدفعهم إلى التأثير على بوتين، للانسحاب من أوكرانيا.
وبحسب التقديرات فإن أموال الأثرياء اليهود، المتوقع أن تصل إلى إسرائيل قريباً، تصل إلى نحو 30 مليار دولار.
ويعتبر رومان أبراموفيتش الأكثر شهرة بين هؤلاء الأثرياء اليهود، ثم يأتي فيكتور فكسلبرغ، ميخائيل فريدمان وغرمان كهان. ويملك هؤلاء الأثرياء أملاكاً كبيرة في إسرائيل، ويعتبرون جميعاً من أكبر الداعمين للمستشفيات الإسرائيلية والجامعات والمتاحف. ولديهم استثمارات أيضاً لشركات التكنولوجيا المتقدمة.

وأسهم هؤلاء على مدار سنوات طويلة بمبالغ طائلة لدعم إسرائيل. وعُلم أن أبراموفيتش دفع في مختلف المشاريع في هذا الإطار، بمبلغ يقدر بنصف مليار دولار.
وقال مقرب من أحد الأثرياء اليهود، في حديث مع وسائل إعلام إسرائيلية، "يخطئ العالم الغربي تجاه روسيا لأنه يعتقد أن الأثرياء هناك، وبينهم اليهود، ما زالوا يسيطرون في روسيا، لكن هذا الوضع لم يعد قائماً، ولا يوجد لهم أي تأثير سياسي كما كان ذات مرة، بل على العكس"، لكنه أشار إلى وجود "غضب لدى هذه المجموعة على بوتين، فهم لا يدعمون الحرب على أوكرانيا ويقولون ذلك صراحةً وعلانيةً". حتى اللحظة لم تقرر إسرائيل أنها ستكون قادرة على استقبالهم، بينما هم، بحسب مقربين لبعضهم في إسرائيل، يأملون أن تجدي محاولات تل أبيب تجاه روسيا وأوكرانيا نفعاً، لكنهم في الوقت ذاته لا يتوقعون أي شيء خاص من تل أبيب، سوى أن تقبل استقبالهم.

وهم لم يحضروا إلى إسرائيل، ليس فقط بسبب النقاش الداخلي حولهم، إنما أيضاً خشية أن يكونوا مراقبين في كل تحركاتهم.

بالنسبة لأبراموفيتش، أعلن مسؤول إسرائيلي أنه لا يمكن لإسرائيل منعه من الدخول كونه يحمل الجنسية الإسرائيلية، لكنه أضاف أن مناقشة سبل استقبالهم ما زالت مستمرة.

12 ثرياً يهودياً و82 مليار دولار

يحتل اليهود الروس الأثرياء المكانة الثانية من حيث حجم الثروة بعد اليهود الأثرياء في الولايات المتحدة، فيما تشكل أموال الأثرياء اليهود، 18 في المئة من أثرياء العالم. ويوجد في روسيا 12 ثرياً يهودياً تصل ثروتهم إلى نحو 82 مليار دولار. ومع استمرار فرض العقوبات على روسيا، خشيت إسرائيل من عقوبات تفرض أيضاً على الأثرياء اليهود.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، قبل القرار البريطاني، من تقديم المساعدة للأثرياء الروس من أصل يهودي، خشية أن تطاولهم العقوبات المفروضة على روسيا.

وجاء كلام لبيد على خلفية الحديث في إسرائيل، عن أبراموفيتش، الذي وصل إلى إسرائيل على متن طائرته الخاصة بسرعة، بعد يوم واحد من اندلاع الحرب. وبرز اسم أبراموفيتش في الآونة الأخيرة لأنه قدم تبرعاً سخياً جداً لمتحف "يد فاشيم" لتخليد ذكرى ضحايا المحرقة وتبرعات أخرى قدمها لجامعة تل أبيب، ومستشفى "شيبا" في منطقة تل أبيب.

وكانت هذه الجهات الثلاث قد توجّهت إلى السفير الأميركي لدى إسرائيل، توماس نايدز، بطلب ألا تشمل العقوبات أبراموفيتش.

تزامناً، كُشف في إسرائيل عن زيادة ملحوظة في عدد الطائرات الخاصة التي وصلت إلى مطار بن غوريون الدولي، التابعة لأثرياء روس، ومنها طائرات كانت تقل شخصاً واحداً. والتوقعات أن يكونوا من كبار الأثرياء الذين اختاروا الابتعاد عن روسيا من أجل التصرف بمصالحهم من دون قيود.

وبحسب تقديرات في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ستجد تل أبيب نفسها أمام مطالب دولية، بخاصة أميركية، بالانضمام إلى العقوبات ولو جزئياً. فحتى الآن، قررت إسرائيل البقاء خارج دائرة فرض العقوبات، وربما تطلب استثناءً من باب خصوصية وضعيتها أمام كل من روسيا وأوكرانيا.

علاقة الأثرياء اليهود بصناع القرار

وضمن ما كُشف عنه خلال مناقشة وضعية الأثرياء اليهود الروس بعد التطورات الأخيرة، كانت العلاقات الوثيقة بين عدد منهم ووزراء إسرائيليين، بينهم وزير الأمن بيني غانتس، الذي كان حتى نهاية عام 2018 (قبل دخوله إلى الحلبة السياسية) رئيساً لمجلس إدارة شركة لإنتاج معدات تقنية استخباراتية عسكرية، وكان أحد كبار المستثمرين في هذه الشركة، الثري اليهودي الروسي، فيكتور فاكسلبيرغ. وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإن أحد أسباب انهيار الشركة هي العقوبات الأميركية التي طاولت فاكسلبيرغ في عام 2018، في إطار العقوبات التي فُرضت على روسيا في السنوات الأخيرة.

كذلك، فإن وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، روسي الأصل، والمعروف بعلاقاته الوثيقة مع النظام الروسي إلى جانب علاقاته الوثيقة بالأثرياء الروس اليهود حالياً وقبل انهيار الاتحاد السوفياتي. وتربط ليبرمان علاقة وثيقة بالثري ميخائيل تشيرنوي، وهو أحد كبار أصحاب العقارات في إسرائيل.

كما أن وزير البناء والإسكان الإسرائيلي، زئيف الكين، على علاقة وثيقة بالعديد من الأثرياء الروس اليهود. وسبق أن كشف عن حصوله على مساعدات مالية كبيرة عندما نافس على رئاسة بلدية القدس قبل 4 سنوات.

ويتحدث الكين صراحةً عن علاقاته الوثيقة مع ثلاثة من الأثرياء الروس، وهم تيمور بن يهودا، ويوري زيلينسكي وليف كنغو، غير أنه سارع إلى التأكيد أن أصدقاءه غير داعمين لبوتين.

المزيد من متابعات