Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جنود بريطانيون يغادرون للقتال في أوكرانيا من دون إذن

وزارة الدفاع تصرح بأنهم خالفوا الأوامر وقد يدعي بوتين أن بلادهم تحاربه إذا أسروا

جندي في "قوات الدفاع الإقليمي" الأوكرانية التي تندرج ضمن الاحتياطي العسكري، ينتظر الانتهاء من الحلاقة في مستودع تحت الأرض تحول قاعدة للتدريب، في كييف، 11 مارس 2022 (أ ف ب)

نبّه قادة في قطاع الدفاع العسكري في المملكة المتحدة إلى خطورة انتقال عناصر عسكرية بريطانية إلى أوكرانيا للمشاركة في القتال ضد روسيا، وسط مخاوف من تغيب عدد من الجنود البريطانيين بلا إذن رسمي، من أجل المشاركة في مواجهة قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقد أكدت وزارة الدفاع البريطانية علمها بوجود "عدد قليل" من الجنود الذين أشارت إلى أنهم "عصوا الأوامر وتغيبوا من دون إذن، وربما سافروا إلى أوكرانيا".

وكذلك تشير تقارير إلى فرار ما لا يقل عن أربعة من العسكريين البريطانيين من الخدمة، كي ينضموا إلى القتال على الخطوط الأمامية في أوكرانيا. وكشفت صحيفة "ذا صن" أن أحد هؤلاء يدعى كولدستريم غاردسمان، هو شاب مراهق تخلى عن منصبه ضمن قوة حماية ملكة بريطانيا، من أجل السفر إلى أوكرانيا.

وأضافت الصحيفة أن الشاب البالغ من العمر 19 سنة ترك رسالة صغيرة لوالديه بعد حجزه تذكرة ذهاب إلى بولندا، يؤكد فيها عزمه بعد وصوله، على عبور الحدود للانضمام إلى القوات المسلحة في كييف. ونقلت شبكة "بي بي سي" عن مصدر دفاعي تأكيده أن الجندي تغيب فعلاً عن الخدمة من دون إذن رسمي.

وفيما امتنعت وزارة الدفاع البريطانية عن التعليق على حالات فردية، إلا أن "اندبندنت" علمت من متحدث رسمي، "إننا على علم بعصيان عدد قليل من الجنود الأوامر على مستوى فردي، وتغيبهم عن الخدمة من دون إذن، وربما سافروا إلى أوكرانيا بصفتهم الشخصية. نحن نحضهم بقوة وبإيجابية على العودة إلى المملكة المتحدة".

وأكد الناطق الرسمي أن جميع أفراد الخدمة العسكرية ممنوعون من السفر إلى أوكرانيا حتى إشعار آخر. وأضاف، "هذا القرار ينطبق على العناصر التي هي في الخدمة، سواء أكانت في إجازة أم لا"، وحذر أي عسكري يخالف الأوامر من أنه "سيواجه عواقب تأديبية وإدارية".

تجدر الإشارة إلى أن السفر إلى أوكرانيا في جميع أشكاله محظور بموجب نصيحة [توجيهات] عسكرية رسمية بريطانية. ويحكى أيضاً أن قادة عسكريين يشعرون بقلق من أنه، في حال وقوع هؤلاء الجنود في الأسر، فإن الكرملين قد يستخدمهم ذريعةً في توجيه الاتهام إلى بريطانيا بالدخول في الحرب ضد روسيا.

وتنص النصيحة التوجيهية على أن التوجه إلى أوكرانيا من أجل القتال، أو مساعدة الآخرين المتورطين في النزاع، قد يكون مخالفاً للقانون، ويمكن أن ينتهي بمحاكمة الفرد الذي يقدم على ذلك.

في سياق متصل، يشار إلى أن الدعم القنصلي الذي توفره المملكة المتحدة في أوكرانيا هو محدود، ومن غير المرجح أن تكون لديها قدرة على تقديم المساعدة لأي بريطاني هناك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا الإطار، فهم أن مسؤولي الدفاع في المملكة المتحدة يدركون تماماً رغبة عدد من البريطانيين في تقديم العون لأوكرانيا بعد الغزو الروسي لأراضيها، لكن الدعم الوحيد الذي يمكنهم تقديمه يكون له طبيعة دفاعية.

وقد أكدت المملكة المتحدة أنها تعمل مع حلفائها على تقديم مجموعة من أنواع الدعم لأوكرانيا، بما فيها تعزيز القدرات الدفاعية لتلك الدولة.

في وقت سابق، حض وزير الدفاع البريطاني بن والاس الذي خدم في "الحرس الاسكتلندي" Scots Guards، البريطانيين على عدم السفر إلى أوكرانيا للانضمام إلى القتال، واصفاً الوضع هناك بأنه "خطير للغاية" وقد ينتهي الأمر بمقتلهم.

وأكد والاس أنه "لا يرغب في رؤية بريطانيين يقتلون، وكذلك لا يريد أن يحصل الأمر نفسه مع الأوكرانيين"، خصوصاً بعدما أعلنت ليز تراس وزيرة الخارجية في وقت سابق، أنها ستدعم "بشكل مطلق" المواطنين البريطانيين الذين يقررون الذهاب إلى أوكرانيا للمشاركة في مواجهة الغزو الروسي للبلاد.

وفي وقت لاحق، أعربت دوائر رئاسة الوزراء في "داونينغ ستريت" عن اختلافها في الرأي مع السيدة تراس بشكل واضح، حينما أوضح ناطق رسمي باسم بوريس جونسون، "إننا نرى أن أفضل طريقة يمكن من خلالها أن نساعد أوكرانيا الآن، تتمثل في ضمان فشل بوتين. وهناك طرق عدة يمكن من خلالها للبريطانيين أن يظهروا دعمهم في هذا الإطار، والسفارة الأوكرانية في لندن تنشر معلومات عن الوسائل التي يمكن للبريطانيين اعتمادها في تقديم المساعدة".

وأضاف المتحدث، "إننا نعي تماماً الرغبة التي تتملك الشعب البريطاني وقوة الشعور لديه في دعم الأوكرانيين بعد حدوث الغزو الروسي. وقد قدمت نصائح في شأن السفر إلى أوكرانيا، وننصح في الواقت الراهن بعدم السفر إليها".

تبقى الإشارة أخيراً إلى الوضع الميداني في أوكرانيا، فقد أكدت كييف ووزارة الدفاع البريطانية أن هجوم الكرملين على العاصمة الأوكرانية فشل على مدى أيام عدة في إحراز أي تقدم كبير، مع حدوث تباطؤ تقدم القوات الروسية في مختلف أنحاء البلاد. في المقابل، تصر موسكو على الزعم بأن الحرب تسير وفق ما هو مخطط لها.

© The Independent

المزيد من دوليات