Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسعار النفط: تحولات للهبوط مع ترقب تطورات الحظر الأميركي

خام "برنت" يتراجع بأكثر من 4 في المئة صوب 122 دولاراً

أسواق النفط تراقب تداعيات الحظر الأميركي على روسيا ( أ ب)

في تعاملات مضطربة تحولت أسعار النفط للهبوط اليوم الأربعاء، بعد مكاسب حققتها في بداية التعاملات، ليهبط خام "برنت" صوب 122 دولاراً للبرميل في حين يقيم المستثمرون أثر الحظر الأميركي لواردات النفط الروسية وإعلان موسكو وقف إطلاق نار جديد في أوكرانيا للسماح لمدنيين بالخروج من البلاد. وبحلول الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم مايو (أيار) 2022 بنسبة 4.5 في المئة إلى 122.18 دولار للبرميل، بعدما ارتفعت فوق مستوى 131 دولار للبرميل مع بداية التعاملات. وهبطت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس" الوسيط تسليم أبريل (نيسان) بنحو خمسة في المئة إلى 117.45 دولار للبرميل، بعدما كانت مرتفعة فوق 126 دولاراً في وقت سابق من التعاملات.وقال متعاملون إن وجهة النظر القائلة بأن الحظر الأميركي لواردات النفط الروسية قد لا يعمق نقص المعروض حدت من ارتفاع الأسعار، وكذلك أنباء عن أن أوكرانيا لم تعد تتطلع لعضوية حلف شمال الأطلسي بعد تردد أنباء عن هذا الأمر خلال الأسبوع الحالي.

 الإمدادات العالمية

وكانت أسعار النفط ارتفعت أمس بنحو 4أربعة في المئة، وصعدت الأسعار بأكثر من 30 في المئة منذ بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا قبل أسبوعين تقريباً، فيما قفزت بنحو 60 في المئة منذ بداية هذا العام. وتعد روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بمتوسط 10.4 مليون برميل يومياً، تصدر إلى الخارج حوالى سبعة ملايين برميل تعادل سبعة في المئة من الإمدادات العالمية.وبحسب توقعات من بعض المصرفيين والمتداولين، فإن أسعار الخام المحلقة لم تصل حتى إلى ذروتها بعد، إذ رفع بنك "غولدمان ساكس" توقعاته للسعر الفوري لعام 2022 أمس إلى 135 دولاراً، مضيفاً أن العالم يواجه واحدة من "أكبر صدمات الإمداد على الإطلاق، فيما تعد هذه خامس أكبر اضطراب للإمدادات النفطية في شهر واحد منذ الحرب العالمية الثانية. وتوقعت شركة الاستشارات النرويجية "ريستاد إنرجي" أن تصل الأسعار إلى 200 دولار للبرميل في حال حدوث أسوأ سيناريو وهو قيام أوروبا بحظر النفط الروسي.

تراجع مخزونات الخام والوقود الأميركية

إلى ذلك، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة تراجعت الأسبوع الماضي. وانخفضت مخزونات الخام 1.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من مارس (آذار) إلى 411.6 مليون برميل، وذلك مقارنة بتوقعات محللين شملهم استطلاع أجرته وكالة "رويترز" بانخفاض 657 ألف برميل.
وقالت الوكالة الحكومية إن مخزونات الخام في مركز التسليم في كوشينغ بولاية أوكلاهوما، هبطت 585 ألف برميل الأسبوع الماضي. وانخفض استهلاك مصافي التكرير للخام 21 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي وارتفعت معدلات التشغيل 1.6 نقطة مئوية.

 زيت التدفئة

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات البنزين الأميركية تراجعت 1.4 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 244.6 مليون برميل، وذلك بالمقارنة مع توقعات بانخفاضها 2.1 مليون برميل. وهبطت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة 5.2 مليون برميل في الأسبوع إلى 113.9 مليون برميل، مقابل توقعات بانخفاضها 1.9 مليون برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صافي واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي زاد 1.93 مليون برميل يومياً.

حظر أميركي بريطاني  

وكجزء من حزمة العقوبات الشاملة، فرض الرئيس الأميركي جو بايدن حظراً فورياً على واردات النفط والطاقة من روسيا، التي توفر 12 في المئة من النفط العالمي و17 في المئة من الغاز. من جهتها، لحقت بريطانيا بحليفتها معلنة أنها ستوقف تدريجياً واردات النفط والمنتجات النفطية الروسية بحلول نهاية عام 2022، وتدرس حظر الغاز الطبيعي الروسي. وكانت كندا أعلنت اعتزامها الحظر لكن هذه الخطوة كانت رمزية إلى حد كبير، إذ لم تستورد أي خام منذ العام 2019. وتعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بوضع استراتيجية جديدة لإمدادات الطاقة، إذ تستعد حكومته لتداعيات قفزة بنسبة 54 في المئة في فواتير الغاز والكهرباء للمستهلكين بداية من أبريل المقبل، إضافة إلى زيادة الأسعار في محطات الوقود. ويأتي الحظر بمثابة توجه للعقوبات الأميركية والأوروبية الشاملة المفروضة على موسكو لشنها أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. في المقابل، رفضت ألمانيا، أكبر مشتر للنفط الخام الروسي، خططاً لفرض حظر على الطاقة واستبدال الكميات الهائلة من الوقود والنفط الروسي في السوق، فخسائرها ستكون أكبر مع اعتماد بعضها الكبير على واردات الطاقة الروسية.وقال مسؤول فرنسي إن الاتحاد الأوروبي الذي يعتمد بشكل أكبر على الطاقة الروسية، من غير المتوقع أن ينضم إلى الولايات المتحدة وبريطانيا. ومن غير المرجح أن توجه هذه الخطوة ضربة قوية لقطاع الطاقة في روسيا التي توفر نحو ثمانية في المئة فقط من نفط الولايات المتحدة وبريطانيا، فقد تجد موسكو مشترين آخرين في آسيا، وسيكون الحظر النفطي أكثر ضرراً إذا شمل أوروبا، وفق وكالة "بلومبيرغ".

كما تراجعت أسعار الخام بعدما وصف المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول سحب 60 مليون برميل من احتياطات النفط للتخفيف من اضطراب الإمدادات في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه "استجابة أولية"، وقوله إن الوكالة مستعدة لسحب المزيد إذا تطلب الأمر.  وكشف بيرول خلال مؤتمر للطاقة في باريس اليوم الأربعاء عن أن الوكالة ستضع خطة عمل "لخفض استهلاك النفط بسرعة"، مضيفاً أن الوكالة مستعدة أيضاً لتوفير مزيد من النفط في الأسواق من خلال السحب من المخزونات. وقال بيرول "قررت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي السحب من مخزوناتنا النفطية فلدينا مخزون كبير، وكان هذا رداً أولياً، وإذا كانت هناك حاجة فيمكننا جلب مزيد من النفط للسوق".  وأضاف، "الأسبوع المقبل، وكما فعلنا بالنسبة للغاز، سنخرج بخطة عمل من 10 نقاط حول كيفية خفض استهلاك النفط بسرعة، بخاصة في قطاع النقل". وفي الأسبوع الماضي اتفق أعضاء الوكالة على سحب 60 مليون برميل من احتياطات النفط للتخفيف من اضطراب الإمدادات في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.  ووصف بيرول هذه الكمية بأنها "استجابة أولية"، مضيفاً "هي مجرد 4 في المئة من مخزوناتنا، ويمكننا طرح مزيد من النفط في الأسواق في إطار الاستجابة إذا كانت هناك حاجة وقررت حكوماتنا ذلك".

وقف شراء الخام الروسي 

وأعلنت شركة "شل" العملاقة، الثلاثاء، أنها ستتوقف عن شراء الخام الروسي وتوقف تدريجياً أنشطتها في قطاع الهيدروكربونات الروسية لتصبح من أولى شركات النفط الغربية الكبرى التي تنهي نشاطها بالكامل في روسيا.  وبحسب تقديرات بنك "غولدمان ساكس" فإن أكثر من نصف النفط الروسي الذي يصدر من الموانئ لم يتم بيعه، في حين قدر "جي بي مورغان" أن حوالى 70 في المئة من النفط الروسي المنقول بحراً يواجه صعوبة في إيجاد مشترين.

النفط الإيراني 

وتعد إيران مصدراً محتملاً لزيادة إمدادات النفط، وتجري طهران محادثات مع الغرب منذ شهور من أجل إحياء الاتفاق النووي الذي رفع العقوبات عن إيران في مقابل تقليص أنشطتها النووية. وعاد كبير المفاوضين الإيرانيين في محادثات فيينا إلى العاصمة النمساوية يوم الأربعاء. 

ضغط تصاعدي 

وقالت مؤسسة "فاندا إنسيتس" لتحليل سوق النفط فاندانا هاري،  "يستمر الضغط التصاعدي على أسعار النفط في تعزيز الأسعار، إذ تستوعب السوق تداعيات حظر الاستيراد الأميركي على البراميل الروسية، وتنتظر تفاصيل حظر موسكو على الصادرات"، بحسب وكالة "رويترز". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وارتفعت مخزونات الخام في الولايات المتحدة 2.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من مارس الحالي، في مقابل توقعات المحللين بهبوطها، لكن مخزونات البنزين بمليوني برميل ونواتج التقطير تراجعت بواقع 5.5 ملايين برميل، وفقاً لمصادر السوق ونقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي.  ومن المقرر إعلان البيانات الرسمية الخاصة بالمخزونات من قبل إدارة معلومات الطاقة الأميركية في وقت لاحق غداً الخميس، والتي يتابعها المستثمرون وتؤثر بشكل كبير في تحركات أسعار الخام. 

وسجلت أسعار البنزين في الولايات المتحدة ارتفاعاً قياسياً جديداً، إذ وصل متوسط سعر غالون البنزين في الولايات المتحدة إلى 4.17 دولار، وهو أعلى سعر يواجهه سائقو السيارات الأميركيون منذ يوليو 2008 مع إعلان البلاد حظر واردات النفط الروسي.وزاد متوسط السعر في يوم واحد ليرتفع 55 سنتاً عن الأسبوع الماضي، وفقا لبيانات الرابطة الأميركية للسيارات التي أشارت إلى أنه يمكن للأميركيين توقع استمرار الاتجاه الحالي، طالما ارتفعت أسعار النفط الخام. ويبقى السعر أعلى في أوروبا إذ بلغ متوسطه 1.75 يورو للتر الأسبوع الماضي، وفقاً للمفوضية الأوروبية، أي ما يعادل 7.21 دولار للغالون الواحد. وفي محاولة للحد من التداعيات على اقتصادها، ستطلق الولايات المتحدة 30 مليون برميل من احتياطاتها في إطار تعهد عالمي للإفراج عن 60 مليون برميل لدعم الإمدادات العالمية من الخام. 

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز