Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مباراة الترجي والوداد... الكاف تنقذ نفسها على حساب علاقات الشعبين الشقيقين

قمة كروية بين فريقين جارين أحدثت حالة من الغليان وتشنج أعصاب وتراشقاً بالتهم على وسائل التواصل

هل حلول الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إمساك العصا من الوسط أو انحاز إلى أحد الفريقين؟ (عن التلفزيون)

يبدو أن نهائي دوري أبطال أفريقيا لم يَنته بعد، وكُلُّ عيون عشاق الكرة المستديرة تتطلع وتُتابع الحرب المستعرة التي نشبت بين بلدين شقيقين منذُ إعلانِ تتويج الترجي الرياضي التونسي بلقب دوري أبطال أفريقيا 2019 إلى تجريده من اللقب، وإلغاء نتيجة مباراته ضد الوداد البيضاوي مع اعتماد مباراةٍ فاصلة لحسم الفائز باللقب.

وفي آخر الأحداث وبعد اجتماعٍ حاسمٍ وعاصف عُقِد أمس الأربعاء (5 يونيو) في باريس، قَرَّر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) إعادة مباراة الإياب من نهائي دوري أبطال أفريقيا، بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، وورد في بيان الاتحاد أن الظروف الأمنية لم تكن متوفرة في مباراة الإياب، وأُمر فريق الترجي بإعادة الكأس والميداليات التي سُلّمت للاعبيه.

الكاف والفار

يقول الصحافي محمد الغول إنّ مسؤولي الكاف بَنوا قرارهم على مسألةٍ لم يذكرها نادي الوداد البيضاوي في شكواه وهو غياب الأمن، مشيراً إلى أن هذا السبب (غياب الأمن) أمرٌ من الطبيعي أن يتحفظ عليه الأشقاء في تونس، فهو يمس بكرامتهم. وتساءل هل يُعقل أن يُتهم المغرب مثلاً بانعدام الأمن لأن مباراة لكرة القدم شهدت اقتحام جماهير الكرة للملعب مثلاً.

ويرى الصحافي المغربي أن قرار الكاف بخصوص مقابلة الترجي والوداد، هروبٌ إلى الأمام وتَنصل من المسؤولية، ففريق الوداد احتجّ على غياب الفار، وطالب بتكافؤ الفرص، لأنّ مقابلة الذهاب كانت تقنية الفار فيها حاضرة، مضيفاً أنّ تقنية الفار يتحمل مسؤولية حضورها من غيابها الكاف وليس الترجي. وأشار إلى أن الشركة المسؤولة تعاقدت مع الكاف وليس مع الترجي.

السياسة والرياضة

قضية مباراة نهائي عصبة الأبطال الأفريقية بين الوداد البيضاوي والترجي التونسي، أخذت أبعاداً سياسية أيضاً، بعدما دخل يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية، على الخط ووصف عبر حسابه الشخصي على "فايسبوك" قرار الكاف بـ"المهزلة"، محيياً قوات الأمن التونسية التي اعتبرها مثالاً يُحتذى به في العالم.

وفي هذا الصدد، قال الغول إنّ دخول السياسيين لمصالح شخصية على موجة ردّ فعل عشاق الترجي الغاضب، أمرٌ خاطئ ولا تُحمد عقباه على علاقات الأخوة التي تجمع ما بين الشعبين الشقيقين، التونسي والمغربي. ورأى أنه لعقلاء الطرفين أن يطفئوا هذا اللهيب الغوغائي المستعر على مواقع التواصل الاجتماعي الذي يبقى مقبولاً عندما يَصدر عن جماهير كرة القدم، لكن أن يُصب على ناره زيت تصريحات من يُعتبرون مسؤولين، فهذا خطأ كبير، يفاقم من الخطأ الذي عالجت به الكاف أخطاء المقابلة. واعتبر الغول أن قرار الكاف ينقصه حِسّ المسؤولية والشجاعة، لانّ علاقات الأخوة ما بين الشعبين الشقيقين فوق كل خلافات الكرة.

الصحافي يونس بوجبهة أكد من جانبه أن الاتحاد الأفريقي حاول مسك العصا من الوسط بعدما قرر إعادة المباراة في ملعب محايد غير أنه أسهم في تأجيج الغضب في صفوف الجماهير، خصوصاً بالنسبة إلى جمهور الترجي التونسي. وأضاف بوجهة أن ما أجج النقاش هو تدوينة رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، التي انتقد من خلالها الكاف بسبب تشكيكها في الأمن بتونس.

التدوينة ذاتها التي استغلها البعض بغية نقل الصراع مما هو رياضي إلى ما هو سياسي، ليصل الأمر إلى المساس برموز النظام المغربي ووحدته. وذكر بوجبهة أنّ الوضع يستدعي تدخل ذوي النيات الحسنة من البلدين قبل انحراف الوضع في اتجاه ما لا يُحمد عقباه.

معركة متواصلة

قال الباحث والأكاديمي وعضو غرفة التحكيم الرياضية المغربية خليل بوبحي حول القوانين الرياضية أن اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي طبقت اللوائح التنظيمية للاتحاد الأفريقي، بخاصة النظام الأساسي للكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم في مادتها 23.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما بخصوص تعليل القرار بغياب الظروف الأمنية الملائمة، فأشار بوبحي إلى أنّ اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي قد استندت إلى مقتضيات المادة 83 من اللائحة الانضباطية التي تُخوّل للجهة المنظمة صلاحية إجراء المباراة في ملعب محايد في حال تبين أن هناك ظروف أمنية يصعب معها إجراء المباراة.

وأضاف بوبحي أن فريق الوداد البيضاوي ينتظر أن تتوصّل الأمانة العامة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم إلى قرار بشكل رسمي وبعد ذلك، يدرسه وينظر إلى الحيثيات والوقائع التي بُني عليها هذا القرار إن كانت تنسجم مع المقتضيات القانونية التي سبق ذكرها وكذلك مع الوقائع المثبتة بالصوت والصورة.

روح رياضية

وقال بوبحي إنه لا يجب الخروج بالمباراة عن سياقها القانوني والرياضي الصرف لأنها في جميع الأحوال مباراة في كرة القدم والقرارات اتخذتها هيئات رياضية تابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يُعتبر أعلى سلطة كروية في العالم، وبالتالي لا يجب أن ننزلق في أمور خارج إطار الرياضة، خصوصاً أن لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم تؤكد ضرورة إبعاد كل ما هو سياسي، عمّا هو رياضي.

ورأى بوبحي أن المعركة مستمرة وستشهد فصولاً أخرى، بخاصة بعدما راجت أخبار أن الطرف التونسي يريد الطعن أمام محكمة التحكيم الرياضي الدولية الطاس، وهو ما يَكفله له القانون، مضيفاً أن ملف الترجي التونسي سيكون ضعيفاً لأن الوقائع والظروف العامة التي مرت بها المباراة تُدين بشكل أو بآخر اللجنة التنظيمية، بما فيها مسؤولي الترجي التونسي والجامعة التونسية لكرة القدم.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي